نظرية الدولة في الفكر الخلدوني

Size: px

Start display at page:

Download "نظرية الدولة في الفكر الخلدوني"

Ezra Sparks
5 years ago
Views:

1 نظرية الدولة في الفكر الخلدوني مراجعة: سارة عبدهللا الغامدي الدولة ظاهرة س اس ة قد مة تناول موضوعها عدة مفكر ن فدرسوا أسباب نشأة الدولة وظهورها ومفهومها وأشكالها وعد د من الجوانب الهامة ف الدولة, وأبرز من اهتم بدراسة الدولة ف الق دم أرسطو ف كتابه )الس اسة(, وفالسفة مدرسة العقد االجتماع, أ ضا اهتم بدراسة موضوع الس اسة العالمة أبو ز د عبد الرحمن بن محمد بن خلدون, هو مؤرخ وف لسوؾ اجتماع, أشهر مؤلفاته كتاب )العبر ود وان المبتدأ والخبر ف أ ام العرب والعجم والبربر ومن صاحبهم من ذوي السلطان األكبر( المكون من سبع مجلدات, كما عتبر مؤسس علم العمران, فكان ابن خلدون كتب ف الس اسة بصفته مؤرخا وس اس ا معا, أي أنه كان مؤرخ ف ؼمار الس اسة, واختبرها بنفسه متقلبا ما ب ن تونس والجزائر والمؽرب واألندلس)شعبان, 0212 (. رى ابن خلدون أن الدولة ال توجد دون حكم س اس, وال وجد حكم س اس دون دولة, بالتال رى أن الدولة والس اسة هم وجهان لعملة واحدة, وأن منشأ الدولة هو المجتمع. الجد ر بالذكر هنا أنه ل س أي مجتمع نبثق منه دولة, فمثال المجتمعات الطب ع ة أو البدو ة ال مكن أن تنشأ منها دولة وال حكم س اس -س تم شرحها بالتفص ل الحقا -. لم ذكر ابن خلدون تعر ؾ صر ح عن "الدولة", فكان ستخدم اللفظ ألكثر من معنى فمثال تعب ره عن الملك بلفظ الدولة, و استعمل لفظ الملك بعدة معان, منها: الدولة, السلطة, الحاكم, الحكم وؼ رها من معان, مما ؤدي إلى تشتت ف ذهن من قرأ البن خلدون, إال أن هناك اجتهادات من الباحث ن لتعر ؾ الدولة تعر فا مباشرا من وجهة نظر ابن خلدون, فعرؾ أحد الباحث ن أن الدولة عند ابن خلدون "ه االمتداد المكان والزمان, لحكم عصب ة ما" )سعد هللا, )22 :0222 ومن بعض النظر ات الت حاولت تفس ر نشأة الدولة, نظر ة التطور االجتماع أو قد تسمى بالنظر ة التار خ ة, ترى النظر ة أن الدولة تنشأ من عدة عوامل من أهمها )عالقة الدم, الد ن, الوع الس اس (. عالقة الدم أو ما تسمى بصلة الرحم فترى النظر ة أن األسرة لها نوع من السلطة الس اسة وإن كانت محددة بالمح ط العائل, فتتمثل السلطة ف مكانة األب واألم وسلطتهما على األبناء, لذلك اعتبرت سلطة رب األسرة أقرب إلى سلطة الدولة, وذلك لوجود عنصر االنق اد والخضوع, فالشعب خضع لسلطة الحاكم الس اس, واألبناء خضعون إلى سلطة رب األسرة, الجد ر بالذكر أن عالقات الدم وصلة األرحام ه ما عبر عنها ابن خلدون باسم العصب ة, وه من أهم العوامل المكونة للدولة كما سنوضح الحقا -, وركزت النظر ة كذلك على الد ن لما لها من دور معنوي معزز, وكما تزود الدولة بالدعائم الت تساعد على ق امها, أ ضا ركزت النظر ة على الوع الس اس فكان المقصود منه هو الوع بضرورة وجود نظام س اس لحما ة أنفسهم وممتلكاتهم, ووجود األمن. سبب ذكري لهذه النظر ة أن ابن خلدون كان من أشد أنصارها, وذلك ألن العوامل الت ذكرتها النظر ة ه عوامل رى ابن خلدون أنها مهمة لنشأة الدولة )العصب ة, الوازع الد ن (. 1

2 أ ضا نظر ة القوة والؽلبة الت كانت تؤكد على أن الدولة نشأة نت جة للعنؾ والقوة, وأنها أداة تستخدم داخل المجتمع مع الشعب للردع, وخارج المجتمع لفرض ه بة الدولة وحما ة حدودها, والدفاع عنها. فتبرر النظر ة أن استخدام القوة هو مبدأ طب ع وضروري ف الح اة, فالقوة ب ن جم ع الكائنات الح ة, والعشائر, وب ن الدولة واألمم ف حروبها, أ ضا لها استخدام إ جاب لفض النزاعات, أما عن الجانب السلب ف النظر ة فقد أكدت أن كل الدول ال تقوم إال على القوة والعنؾ, إال أن هناك نظر ة أخرى أتت بعكس ما قالته نظر ة القوة والؽلبة, وه نظر ة العقد االجتماع الت ترى بأن الدولة تنشأ على أساس ن هما: االتفاق الواقع ب ن المجتمع و تلوه عقد أبرمه أعضاء من المجتمع على إنشاء دولة, وعلى الرؼم من أن نظر ة العقد االجتماع أتت بما لم تأت به نظر ة القوة والؽلبة إال أنها قامت على أساس االفتراض ول س الحق قة, ف ستح ل وجود مجتمع تفق ف ه جم ع أعضائه على إبرام العقد لذا اعتبرت أنها تم ل إلى المثال ة, كما أن البعض رى أن نظر ة العقد االجتماع قائمة على فكرة التنازل, فموجبة تنازل األفراد عن جزء من حقوقهم مقابل التمتع بمم زات المجتمع الس اس. رى ابن خلدون بأن الدولة نشأة عند التجمع الحضري, أو كما سم ها المجتمع المدن, فال تنشأ الدولة عند المجتمع الطب ع أو التجمع البدوي و علل سبب عدم نشأة الدولة ف المجتمع البدوي لعدة أمور منها: أن الدولة تنشأ ف التجمع السكان ألفراد ف مكان ثابت, فالمجتمع البدوي تم ز بالترحال وعدم االستقرار, كما أن المجتمع البدوي تم ز بوجود عصب ات ولكن ما عوق تلك العصب ات الت ت بطل شرط ق ام الدولة ه أن تلك العصب ات ف طور التكو ن والنمو, ومتفاوتة القوى, كما أنها متفرقة ب ن الجماعات جماعات البدو-, المم ز أن هذه العصب ة تنشأ ف المجتمع البدوي, فعندما تصبح هذه العصب ة ذات قوة كب رة وموحدة تم هنا تم شرط العصب ة ف نشوء الدولة وعند انتقالها إلى المجتمع الحضري. وهنا وجب تحد د العناصر األساس ة لنشأة الدولة: قسمت نظر ة الدولة ف الفكر الخلدون منشأ الدولة إلى ثالث عناصر أساس ة: أوال: عناصر معنو ة وه عبارة عن ثالث أقسام: العصب ة قصد بها كما ذكر شعبان )0212( حالة نفس ة ذهن ة تظهر ف العالقات والسلوك ات الت تتسم بها مجموعة من البشر ف حالة البدو. كما تعتبر المحور األساس لق ام الدولة ونشأتها و قصد بها رابطة تربط أعضاء الجماعة فقد تكون صلة دم أو نسب أو حلؾ ووالء وانتماء, وكما ذكرنا سابقا بأنها تنشأ قبل المد نة ف طور البدوي, والبد أن تكون العصبة كبرى جامعة لكل العصائب, وذكر ف مقدمته أن الرئاسة ف العصب ة تكون من نفس أهل العصب ة "أن الرئاسة على أهل العصب ة ال تكون ف ؼ ر نسبهم ذلك أن الرئاسة ال تكون إال بالؽلب والؽلب إنما كون بالعصب ة كما قدمناه فال بد ف الرئاسة على القوم أن تكون من عصب ة ؼالبة لعصب اتهم" )ابن خلدون, 1891(, كما أكد على أهم تها لدعم العنصر الد ن ف مقدمته "أن الدعوة الد ن ة من ؼ ر عص بة ال تتم" )مرجع سابق: 188(, وقد تعتبر أ ضا من العناصر العضو ة ألنها تنشأ من صلة الرحم والنسب, وتعتبر معنو ة ألنها أمر ؼ ر محسوس, أما عن القسم الثان فهو اإلكراه واالقناع وقد شرح ذلك على أهل الحواضر وأهل الباد ة, فالملك أو الرئ س على اقل م ما قوم باستدراج أهل الباد ة إلى طاعته اخت ارا واقناعا كأن بذل لهم ما حتاجونه 0

3 من الضرور ات الت تنقصهم, أو عن طر ق اإلكراه ف حاول التفر ق ب نهم حتى حصل له جانب منهم. أما عن القسم الثالث الخاص بالعناصر المعنو ة هو الوازع الد ن و رى أن دوره معنوي ف التأل ؾ ب ن قلوب الشعب وجمع األفراد وهذا ساعد العصب ة ف تأس س الدولة, كما أشار ابن خلدون ف مقدمته "أن الدولة عامة االست الء العظ مة الملك أصلها الد ن أما من نبوة أو دعوة حق")مرجع سابق: 181(, أ ضا وضح "أن الدعوة الد ن ة تز د الدولة ف أصلها قوة العصب ة الت كانت لها من عددها" )مرجع سابق: 188(. ثان ا : العناصر الماد ة أ ضا تنقسم إلى ثالث أقسام: منها التجمع والذي قصد به جماعة من الناس أي التجمع الحضري, و رى ابن خلدون أن التجمع الحضري ف الطور األول تكون ف حالة من البداوة وذلك ألسباب اقتصاد ة, أما عند توسع الدولة ف الملك فأنها تنتقل إلى طور الترؾ والحضارة وتمتاز بكثرة نفقات الدولة, إال أنه عند االسراؾ ف كثرة النفقات تدخل الدولة ف طور االنحالل, ولذلك فسر ابن خلدون هنا تفس را ماد ا فالدولة تكون بدو ة عند اعتمادها على الضرور ات, ومتحضرة عند اعتمادها على الكمال ات, وعند االسراؾ تتالشى, القسم الثان هو الوازع الحاكم وهو شرط أساس من شروط نشأة الدولة و قصد بها الحاكم. أما القسم الثالث هو اإلقل م ف قول ابن خلدون ف المقدمة "إن كل دولة, لها حصة من الممالك, واألوطان, وال تز د عل ها" )مرجع سابق: 092( كما أنه ال تصور وجود جماعة بدون أرض أو إقل م. ثالثا : العناصر المشتركة الت قصد بها خل ط ب ن ما هو معنوي وما هو مادي, وه تنقسم إلى ثالث أقسام منها: الجند فال توجد دولة بدون جند, ثان ا المال فتحتاج الدولة لإلنفاق على وجوه الدفاع المختلفة مثل الجند واألعوان والقادة أ ضا المصالح العامة والمصالح الخاصة, والمال هو قوام أولئك الجند, وبالرؼم من ذكره أهم ة المال إلنشاء الدولة إال أنه قد كون سبب ف اضمحاللها عند االنؽماس ف الترؾ وصرفه على الشهوات, فب ن األوقات الت تحتاج الدولة ف ها إلى المال, فأكد أن المال ضرورة ف مرحلة التأس س مرحلة البداوة-, وألهم ة العنصر ن السابق ن الجند والمال- ووضح أن الخلل إذا طرق الدولة, طرقها من هذ ن األساس ن. ثالثا تحق ق العدل كما أشار إلى أنها من وظائفها الرئ س ة ول س فقط من عناصر نشأتها, وأن العدل أداة لبناء العمران. عوامل سقوط الدولة: احتكار السلطة عتبر ابن خلدون أن الدولة ف الج ل األول ذو عصب ة قو ة وبأسها شد د, وف الج ل الثان نفرد بالمجد واحد من أفراد العصب ة دون باق األفراد بالتال تضعؾ العصب ة, وتسقط الدولة. فساد عصب ة الدولة ف حصل الفساد عندما تنتشر روح المنافسة ف االست الء على السلطة, وتطمع قرابة صاحب الدولة ف الحكم. االنهماك ف الترؾ ف وضح ابن خلدون أن طب عة الملك تقتض الترؾ بالتال وعلى الرؼم من ضرور ته إال أن االنهماك ف ه ؤدي إلى سقوط الدولة, ومن الناح ة ف عتبر الترؾ هو عامل بناء دولة جد دة, إذا هو عامل هدم وعامل بناء ف آنا واحد. الراحة وعدم اإلنتاج فقلة العمل ؤدي إلى نقص اإلنتاج, بالتال ذهاب شدتهم وبأسهم, كما أنه عد نت جة تفش الترؾ. الخلل الذي ص ب الدولة ف العناصر األساس ة المشتركة )الجند, المال, العدل( فإذا اختلت الدولة ف هذه العناصر س نتج عنه تمرد الشعب على الحكم, والخروج ضدها. تصن ؾ الدول من وجهة نظر ابن خلدون إلى ثالث أقسام: س اس, أخالق, وصف. التصن ؾ األول: س اس. 2

4 قصد به انبثاق دولة أو عدة دول عن الدولة األم, وذلك عن طر ق االنفصال, وهناك شكل ن لالنفصال أما عن طر ق انفصال بعض الوال ات ف أطراؾ الدولة عن الدولة األم, فتشكل تلك الوال ات دولة جد دة, وأما عن طر ق ثورة على الدولة األم فتسقطها, وتنشأ من الثورة دولة جد دة. إذا هناك ثالث أقسام لتفكك الدولة ف ضوء تصور ابن خلدون, فتلك األقسام ه : )الدولة األم, الدولة المتجددة من أطراؾ الدولة األم فتنفصل عنها وتنشأ دولة جد دة, والدولة المتجددة من الثورة(. التصن ؾ الثان : أخالق تناول التصن ؾ األخالق ك ف ة انتقال المجتمع من حال البداوة إلى حال الحضارة, فبدا ة من مرحلة البداوة وصؾ هذه المرحلة بأنها مرحلة بس طة ف طب عة تصرفها مع الشعب, وف نظام الحكم, وف س طرتها على األوضاع السائدة ف المجتمع, وأكثر ما م ز هذه المرحلة ه قوة العصب ة, وشدة تماسكها األخالق, والدفاع عن ذاتها وك انها, و رى ابن خلدون أن هذه المم زات اال جاب ة ف العصب ة ال تتوفر إال ف مرحلة البداوة, كما تمتاز من الناح ة االقتصاد ة باالقتصار على الضرور ات وعدم التبذ ر, ومن الناح ة االجتماع ة بالمحافظة على روح التماسك, ومن الناح ة الخلق ة فتمتاز بالخشونة, والشجاعة, والعز, واألنفة, والطموح, ومن الناح ة الس اس ة فتمتاز العصب ة بالقوة والوحدة والمشاركة ف السلطة الس اس ة. أما عن المرحلة التال ة ه مرحلة الحضارة تفقد ف ها الدولة جم ع خصائص مرحلة البداوة, وتمتاز بالبدء ف االنؽماس بجم ع ألوان الترؾ, األمر الذي قد قودها إلى االنحالل الخلق, أو كما أشرنا سابقا أن االنؽماس ف الترؾ هو أحد أسباب سقوط الدولة, وأ ضا هو أمر طب ع ف الحكم, بالتال مرحلة الحضارة ه مرحلة فاصلة ب ن مرحلة بناء الدولة ومرحلة سقوطها, أما عن مرحلة االضمحالل الت تسبقها مرحلة االنؽماس ف الترؾ ثم ل ها طور الهرم واالضمحالل ش ئا فش ئا, و ش ر إلى أن هرم الدولة بدأ ف أطراؾ الدولة ثم تسرب تدر ج ا إلى مركزها. التصن ؾ الثالث: وصف رى ابن خلدون ان التصن ؾ الوصف التق م قائم على أساس طب عة النظام الحاكم, وتقد ر تلك األنظمة للحكم باعتبار التوجه الوظ ف للعصب ة, وف هذا اإلطار, رى أن هناك أربعة أصناؾ من الدول, وه : دولة النظام الطب ع : و قصد بها الدولة الت تكون العصب ة ف ها ال حكمها قانون سماوي أو قانون وضع, إنما الحاكم لها شهواتها, والم ول الؽر ز ة, والنزوات الطب ع ة, وشكل الحكم ف ها كون استبدادي ألنه قائم على الظلم والعدوان, بالتال ال حقق العدل ب ن الناس, العتماده على الهوى, ف رى ابن خلدون أن هذا النوع من النظام مرفوض لعدم اعتماده على وازع د ن أو حتى س اس أو أخالق. دولة النظام الشرع : مثل هذا الصنؾ دولة الخالفة, فتقوم العصب ة ف ها على خدمة الشرع, وتستند ف حكمها عل ه. فه س اسة شرع ة تعتمد على قانون منزل من السماء, ومن الواضح م ل ابن خلدون لهذا الصنؾ من الدول العتماده على الحكم الشرع. دولة النظام الوضع : هنا تقوم العصب ة على خدمة العقل, و سم ها ابن خلدون الس اسة الملوك ة أو الملك الس اس, فهو عتمد على القوان ن الت سنها العقل البشري. دولة النظام المدن : هذا الصنؾ من الدول عتبر مثال وؼ ر واقع فهو أقرب ما كون إلى المد نة الفاضلة الت نادى بها أفالطون, أي أن العصب ة ف ها تخدم المثل العل ا أطوار الدولة, أو ما سم ها )نظر ة التعاقب الدوري(: قرر ابن خلدون أن الدولة كائن عضوي مر بأطوار خمسة مختلفة كل طور تم ز بخصائص وأحوال مع نة, وه كاآلت : 4

5 الطور األول )الظفر(: هو طور التأس س واالست الء والنصر على الحكم, ومن مم زات هذا الطور هو تعاون وتكاتؾ أفراد العصب ة ف الحكم والمشاركة ف السلطة الس اسة, والدفاع والحما ة من العدوان, والمساهمة ف النهوض باقتصاد الدولة المال. الطور الثان )االستبداد(: ف هذا الطور بدأ الحاكم باحتكار السلطة الس اس ة لذاته دون أقاربه من أفراد العصب ة, ورفض مشاركتهم الس اس ة, و نتج عن ذلك توتر الس اس مما قد جعل الحاكم اتخاذ أعوان وأنصار من الموال واألباعد, لحما ته من المعارضة. الطور الثالث )الفراغ(: ما م ز هذا الطور العمل على تنظ م الح اة االقتصاد ة, والسع إلى الرفعة والشهرة والجاه, وصرؾ األموال على الحاش ة واألعوان, كما تم العنا ة بالجند بالتوسعة عل هم ف المال وإنصاؾ قضا اهم, والمباهاة بالج ش واالفتخار بهم أمام الدول المسالمة وإرهاب الدول المعاد ة. الطور الرابع )القنوع(: سم بالقنوع نسبة إلى قنوع الحاكم بما بناه األوائل, ومسالمة حاكم ورؤساء الدول, أ ضا تصؾ الحاكم هنا بتقل ده ألسالفه. الطور الخامس )اإلسراؾ(: وهذا هو الطور األخ ر من أطوار الدولة من وجهة نظر ابن خلدون, فنرى أن خصائص هذا الطور تمتاز باستهالك ما انتجه األوائل, وانؽماس الحاكم ف الملذات والشهوات, واصطفاء أخدان السوء والتقرب منهم, كما قوم الحاكم بتع ن المفسد ن وؼ ر األكفاء مراكزا هامة ف الدولة, واستؽالل الحاكم ألعط ات الجند وصرفها ف شهواته, وإهمال المصالح العامة للدولة. عمر الدولة: قد سبق وأشرت إلى أن ابن خلدون شبه الدولة بالكائن العضوي, إذ أن الكائن العضوي له عمر محدد والدولة كذلك, ف عتقد ابن خلدون أن أي دولة عمرها مائة وعشرون سنة, المكونة من ثالث أج ال وعمر كل ج ل هو أربع ن سنة, وقد ز د العمر الطب ع أو قد نقص وذلك ف صورة نادرة أو أوضاع ؼر بة من الفلك, إذا أن مستنده إلى ذلك أمور عدة منها نظر ة األعمار نسبة إلى علم الفلك الذي حدد العمر الطب ع للشخص بالتال ق س عل ه عمر الدولة, أ ضا أستشهد برأي المنجم ن الذ ن قالوا أن عمر الشخص تراوح ما ب ن الخمس ن إلى المئة والعشر ن سنة, و قرر أن أعمار أهل الملة اإلسالم ة تتراوح ب ن الست ن والسبع ن سنة إال أن الؽر ب لم ش ر بذلك إلى نص شرع دعم قوله, بل أنه أستدل من قول هللا تعالى: ح ت ى إ ذ ا ب ل ػ أ ش د ه و ب ل ػ أ ر ب ع ن س ن ة )األحقاؾ: 12( أن سن النضوج والكمال ف النمو أربع ن سنة بالنسبة لإلنسان, كذلك بالنسبة للج ل من األشخاص, ومن قول هللا تعالى: ق ال ف إ ن ه ا م ح ر م ة ع ل ه م أ ر ب ع ن س ن ة ت ه ون ف األ ر ض )المائدة: 02( أستنتج من قصة ت ه بن إسرائ ل ف س نا أربع ن سنة داللة على حق قة انتهاء ج ل وظهور ج ل آخر. إال أن تحد د عمر الدولة عند ابن خلدون لم كن تحد دا مطلقا, بل هو تحد دا نسب ا ق اسا على أعمار ثالث أج ال من األشخاص. وظائؾ الدولة عند ابن خلدون: درس ابن خلدون نمط ن من الوظائؾ: النمط الخالف, والنمط السلطان, مستقال كل منها عن اآلخر, رؼم اعتقاده بتداخلهما منذ انقالب الخالفة إلى الملك الس اس, و ش ر إلى أن النمط الخالف لم عد مارس ف عهده, وأن جم ع السلطات ه منت عل ها السلطة التنف ذ ة ف النظام الوضع. النمط األول: الوظائف الخالفية 2

6 قد صنؾ ابن خلدون الوظائؾ ف الدولة الخالف ة إلى خمسة وظائؾ ه : األولى: وظ فة إمامة الصالة, وقد اعتبرها ابن خلدون أسمى الوظائؾ. الثان ة: وظ فة الفت ا, و قصد بها ب ان األحكام الشرع ة ف المسائل واألمور الح ات ة الثالثة: وظ فة القضاء, عرؾ ابن خلدون القضاء بأنه "الفصل ب ن الناس ف الخصومات, حسما للتداع, وقطعا للتنازع, إال أنه باألحكام الشرع ة, المأخوذة من الكتاب والسنة")مرجع سابق: 282(, ومن الوظائؾ المرتبطة بالقضاء )المظالم, الشرطة, العدالة(. الرابعة: وظ فة الحسبة, و قصد بها األمر بالمعروؾ والنه عن المنكر إذا ظهر فعله. الخامسة: وظ فة الجهاد, الجد ر بالذكر هنا أن ابن خلدون رى بطالن هذه الوظ فة الندثار نظام الخالفة, لذلك قد اعتبر الجهاد حربا دفاع ة, وقد قسم الحروب إلى أربعة أصناؾ أولها: حروب القبائل المتناظرة, ثان ها: عدوان األمم الوحش ة على بعضها, ثالثها: الجهاد, رابعها: الحروب األهل ة. النمط الثاني: الوظائف السلطانية تعبر هذه الوظائؾ عن نظام الملك الس اس الوضع, وقد ق سمت إلى وظائؾ جوهر ة, وأخرى ثانو ة, وكالهما ف رأ ه مثالن السلطة التنف ذ ة المركز ة. الصنؾ األول: الوظائؾ الجوهر ة تعتبر وظائؾ أساس ة وجوهر ة ألنها تعبر عن مفهوم الدولة وحق قتها, صنفها ابن خلدون إلى خمسة أصناؾ ه : )الوزارة, الحجابة وهو لقب طلق على من حجب السلطان عن العامة, المال ة أو ما طلق عل ها الوظ فة االقتصاد ة, والكتابة وهم ك تاب مهرة قومون بكتابة السجالت وتحر ر الرسائل والخطابات, والج ش( 2

7 References: سعد هللا, عل )0222( نظر ة الدولة ف الفكر الخلدون. عمان: دار مجدالوي. ابن خلدون )1891( مقدمة تار خ ابن خلدون. ب روت: دار الفكر. شعبان, جمال واخرون) 0212 ( فكر ابن خلدون الحداثة والحضارة واله منة. ب روت: مركز دراسات الوحدة العرب ة. 1

from your Creator طه Ta, Ha. 20:1

from your Creator طه Ta, Ha. 20:1 رسالة : ٢ إن ما أ ن ز ل الق ر آن ل سعادة اإلنسان رسائل رب انية MESSAGE 2: THE QURAN HAS BEEN REVEALED ONLY FOR Divine THE Messages HAPPINESS OF of HUMANITY nurturing from your Creator The way of the Quran