ﺓﺯﻏ ﺔﻴﻤﻼﺴﻹﺍ ﺔﻌﻤﺎﺠﻟﺍ ﺎﻴﻠﻌﻟﺍ ﺕﺎﺴﺍﺭﺩﻟﺍ ﺓﺩﺎﻤﻋ ﺏﺍﺩﻵﺍ ﺔﻴﻠﻜ ﺭﺎﺜﻵﺍﻭ ﺦﻴﺭﺎﺘﻟﺍ ﻡﺴﻗ ﺩﻴﺤﻭﺘ ﻲﻓ ﻩﺩﻭﻬﺠﻭ ﺏﻭﻴﺃ ﻥﻴﺩﻟﺍ ﻡﺠﻨ ﺢﻟﺎﺼﻟﺍ ﻥﺎﻁﻠﺴﻟﺍ ﺩﺎﻬﺠ ﻡﺎﺸﻟﺍﻭ ﺭﺼﻤ

Transcription

1 الجامعة الا سلامية غزة عمادة الدراسات العليا كلية الا داب قسم التاريخ والا ثار جهاد السلطان الصالح نجم الدين ا يوب وجهوده في توحيد مصر والشام ) ه / م) ا عداد الطالب/ فريد وحيد صيدم / ا شراف ا د رياض مصطفى شاهين قد م هذا البحث استكما لا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في التاريخ الا سلامي 1432 ه م

2

3 الا هداء - ا لى فلسطين الشعب الا رض الهوية التاريخ المقاومة شهداء فلسطين: شرف وفخر الانتماء ا ليها منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا - ا مي الحنونة: - لعل المزيد من دعاي ها يكون لي عند االله شفاعة زوجتي الحبيبة: ا بناي ي الا عزاء: جزاء ما صبرت ووفاء لوفاي ها سمر ومحمد وا حمد وزين فلذات كبدي ا صدقاي ي وزملاي ي جميع ا ب

4 شكر وتقدير بعد التوجه ا لى االله بالحمد والشكر ا تقدم بالشكر الجزيل ا لى كل من ساهم في ا نجاز هذا البحث وا خص بالشكر ا ستاذي ومشرفي الا ستاذ الدكتور/ رياض مصطفى شاهين الذي تفضل مشكور ا بالا شراف على رسالتي هذه فض لا عن ا نه هون علي الصعاب وا مدني من فيض علمه حتى ا ظهر هذا العمل للوجود ا سا ل االله العلي القدير ا ن يديم عليه تمام الصحة والعافية وجزاه عني كل خير كما ا تقدم بالشكر ا لى ا ساتذتي الا فاضل الذين قاموا بتدريسي مساقات ومتطلبات الرسالة وا خص بالذكر الدكتور/ ا حمد الساعاتي الدكتور/ خالد الخالدي الدكتور/ زكريا السنوار الدكتور/ عدنان ا بو دية الدكتور/ زياد مقداد جزاهم االله عني كل خير والا ستاذ/ ) كما وا شكر الا ستاذ / اجميعان شلوف ا بو بشير) زهير ا بو عودة (ا بو ا حمد) على جهودهما في تدقيق الرسالة لغوي ا فلهما مني كل التقدير والاحترام فض لا عن تقديم خالص تقديري لزميلي وصديقي المهندس / شادي ا بو الروس (ا بو عمر) وذلك للجهد الذي بذله فيما يتعلق بطباعة الرسالة وتنسيقها ا شكرهم هو لاء جميع ا انطلاق ا من قول النبي صلى االله عليه وسلم: " من لا يشكر الناس لا يشكر االله" ت

5 فهرس المحتويات الموضوع الا هداء شكر وتقدير فهرس المحتويات قاي مة المختصرات والرموز ملخص الدراسة المقدمة دراسة تحليلية لا هم مصادر الدراسة الفصل الا ول: شخصية نجم الدين وتوليه الحكم - مولده وصفاته ووفاته - ا وضاع الدولة الا يوبية قبيل وصول نجم الدين للحكم - المناصب التي تولاها نجم الدين في عهد ا بيه - توليه الحكم في مصر وا هم العوامل التي ساعدته على ذلك الفصل الثاني: دور نجم الدين في توحيد مصر والشام - جهوده في تثبيت حكمه في مصر والشام - موقف نجم الدين من التحالف الا يوبي الصليبي - علاقته نجم الدين بالخوارزمية الفصل الثالث: جهاد نجم الدين ضد الصليبيين في الشام - ا وضاع الا مارات الصليبية عند وصول نجم الدين للحكم - ا هم الحملات الصليبية في بداية عهد نجم الدين - تحرير نجم الدين لبيت المقدس والمدن الفلسطينية الا خرى الفصل الرابع: الحملة الصليبية السابعة ومواجهة نجم الدين لها - ا سباب الحملة على مصر - وصول الحملة ا لى دمياط والمقاومة الشعبية لها - وفاة نجم الدين ودور شجر الدر في مواصلة مواجهة الصليبيين - فشل الحملة وانسحابها الخاتمة ملاحق البحث قاي مة المصادر والمراجع ملخص الدراسة باللغة الا نجليزية (Summary) الصفحة ب ت ث ج ح خ ر ز ط ث

6 قاي مة المختصرات والرموز توفي: ت ج الجزء: مج مجلد: صفحة: ص السنة الميلادية: السنة الهجرية: م ه ط الطبعة: دون مكان نشر: م د دون تاريخ نشر: د ت دون طبعة: دون ناشر: د د ط ن ج

7 : خص الدراسة م ل تناولت هذه الدراسة جهاد السلطان الصالح نجم الدين ا يوب و جهوده في توحيد مصر / و الشام من سنة ه م حيث عاشت الدولة الا يوبية بعد وفاة صلاح الدين الا يوبي فترة من الصراع و الانقسام مما ترتب عليه ا عادة الكثير من المناطق التي تم تحريرها ا لى الصليبين مرة ا خرى فكان وصول السلطان الصالح نجم الدين ا يوب نقطة تحول تاريخية هامة حيث استطاع توحيد الجبهة الا سلامية مرة ا خرى تناولت الدراسة في طياتها شخصية نجم الدين و توليه الحكممولده و صفاته و وفاته وا وضاع الدولة الا يوبية قبيل وصول نجم الدين للحكم والمناصب التي تولها نجم الدين في عهد ا بيه و توليه الحكم في مصر و ا هم العوامل التي ساعدته على ذلك و كذلك تحدثت الدراسة عن دور نجم الدين في توحيد مصر و الشام و جهوده في تثبيت حكمه في مصر و الشام و موقف نجم الدين من التحالف الا يوبي الصليبي و علاقته مع الخوارزمية كذلك تكلمت الدراسة عن جهاد نجم الدين ضد الصليبين في الشام حيث ركزت على ا وضاع الا مارات الصليبية عند وصول نجم الدين للحكم و ا هم الحملات الصليبية في بداية عهد نجم الدين و تحرير نجم الدين لبيت المقدس و المدن الفلسطينية الا خرى كما تحدثت الدراسة عن الحملة الصليبية السابعة و مواجهة نجم الدين لها و ا براز دور شجر الدر في مواصلة الجهاد والتصدي لهذه الحملة و ا فشالها و انسحابها و انتهت الدراسة بخاتمة ذكر فيها الباحث ا هم النتاي ج التي توصل ا ليها ا لى جانب ا دراج قاي مة المصادر و المراجع و الملاحق ح

8 المقدمة الحمد الله رب العالمين معز المو منين و مذل الكافرين من المنافقين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي الا مين و على ا له و صحبه ا جمعين ا ما بعد : بعد انطواء صفحة الدولة الفاطمية عن مصر و بلاد الشام ا سس صلاح الدين الا يوبي الدولة الا يوبية التي ا كملت توحيد الجبهة الا سلامية ضد الصليبيين و الذي بدا ه ا ل زنكي و استطاعت الدولة الا يوبية في بدايتها ا ن تقوم بدور جهادي ضد الا مارات الصليبية في الشام حيث حصد صلاح الدين الا يوبي الكثير من الانتصارات الهامة و ا عاد الطابع الا سلامي لكثير من المدن الا سلامية و خاصة مدينة بيت المقدس بعد ا ن غير الصليبيون معالمها الدينية و المدنية و لكن بعد وفاة السلطان صلاح الدين حدث صراع بين ا بناء البيت الا يوبي الا مر الذي ا دى ا لى حدوث حالة من التفكك و الصراع مما ترتب عليه ا عادة الكثير من المناطق التي تم تحريرها ا لى الصليبين مرة ا خرى فكان وصول السلطان الصالح نجم الدين ا يوب نقطة تحول تاريخية هامة حيث استطاع توحيد الجبهة الا سلامية مرة ا خرى و لهذا فا ن تاريخ الا يوبيين جدير بالبحث و الدراسة من ا جل التعرف على مواطن القوة والضعف في هذه الفترة لا خذ العبرة و لتشخيص مواطن الخلل و لتسليط الا ضواء عليها لعل في ذلك فاي دة تمكن القاري و الباحث دراستها و من ثم تكون للا مة نبراس ا تهتدي به في طريق سيرها نحو المستقبل الا فضل فقد ركزت هذه الدراسة على فترة مهمة من تاريخ الدولة الا يوبية و هي فترة السلطان الصالح نجم الدين ا يوب خ

9 ا ما عن ا هم الدوافع وراء اختيار موضوع الدراسة : كان الدافع الذاتي لاختيار الموضوع هو البحث في العهد الا يوبي و خاصة فيما يتعلق بشخصية السلطان نجم الدين ا يوب و دوره الكبير في مجال الجهاد ضد الا مارات الصليبية في مصر و الشام بالا ضافة للدوافع التالية : 1 ا براز دور السلطان نجم الدين في ا دارة الدولة الا يوبية 2 دراسة جهود السلطان نجم الدين في توحيد الجبهة الا سلامية بعد حدوث التفكك 3 قلة الدراسات التي تتعلق بالسلطان نجم الدين في التاريخ الا يوبي 4 يشمل البحث في هذا المجال موضوع ا جديد ا يسهم في ا ثراء المكتبة العربية و القاري العربي تتركز ا هداف الدراسة حول : 1 تسليط الضوء على شخصية السلطان نجم الدين و دوره في جهاد الصليبين 2 معرفة دور نجم الدين في القضاء على الخلافات داخل الدولة الا يوبية 3 التعرف على العوامل و الا سباب التي ا دت ا لى تفكك الجبهة الا سلامية قبيل تولى نجم الدين الحكم 4 محاولة ا ظهار ا همية الجهاد في الوحدة الا سلامية 5 التعرف على العلاقات الخارجية للسلطان نجم الدين حدود الدراسة : تشمل حدود الدراسة معرفة دور السلطان نجم الدين في توحيد الجبهة الا سلامية والجهاد ضد الا مارات الصليبية و الحملات الصليبية في مصر و الشام و تنحصر هذه الفترة ما بين ه / م د

10 الدراسات السابقة : ( حسب ا طلاع الباحث على مواقع البحث المتخصصة في الشبكة العنكبوتية ) و الانترنت فهارس المكتبات المختلفة المحلية و العربية لم يعثر الباحث سوى على دراسة واحدة تناولت شخصية الصالح نجم الدين ا يوب و هي للباحث محمد محمد ا مين على بعنوان السلطان الملك الصالح نجم الدين ا يوب م جامعة القاهرة كلية الا داب قسم التاريخ لعام 1968 م وحاولت الحصول على هذه الدراسة للاستفادة منها ولكنني لم استطع الحصول عليها بالكامل وكل ما حصلت عليه هو فهرس الموضوعات ومن خلال الاطلاع عليه تبين ا نها تناولت شخصية الصالح نجم الدين بشكل عام ووقعت في ثمان فصول لم تركز على موضوع معين فقد تناولت الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية بينما تميزت رسالتنا بالتركيز على موضوع واحد وهو دور الصالح نجم الدين في توحيد الجبهة الا سلامية في مصر والشام وجهاده ضد الصليبيين وقد ا فاد الباحث من هذه الدراسة في تقسيم بعض فصول الدراسة : م ن هج الدراسة خلال هذا البحث اتبع الباحث المنهج الوصفي و المنهج التحليلي المشاكل و الصعوبات : تتلخص في صعوبة الحصول على بعض المصادر و المراجع التي تتحدث عن شخصية الصالح نجم الدين و افتقار مكتبات قطاع غزة لهذه المصادر و المراجع و تغلبت على هذه الصعوبات من خلال خالي العزيز ا بو الهيثم الموجود في جمهورية مصر العربية و الذي قام بتصوير كثير من المصادر و المراجع التي تختص بهذا الموضوع ذ

11 تقسيمات الدراسة : لقد قمت بتقسيم هذا البحث ا لى ا ربعة فصول هي : الفصل الا ول : بعنوان شخصية نجم الدين و توليه الحكم و اشتمل على ا ربعة نقاط مولده و صفاته ووفاته ا وضاع الدولة الا يوبية قبيل وصول نجم الدين للحكم المناصب التي تولاها نجم الدين في عهد ا بيه توليه الحكم في مصر ا هم العوامل التي ساعدته على ذلك ا ما الفصل الثاني : تحدث عن دور نجم الدين في توحيد مصر و الشام و اشتمل على ثلاث نقاط جهوده في تثبيت حكمه في مصر و الشام موقف نجم الدين من التحالف الا يوبي الصليبي و علاقته مع الخوارزمية ا ما الفصل الثالث : تكلم عن جهاد نجم الدين ضد الصليبين في الشام و اشتمل على ثلاث نقاط ا وضاع الا مارات الصليبية عند وصول نجم الدين للحكم ا هم الحملات الصليبية في بداية عهد نجم الدين تحرير نجم الدين لبيت المقدس و المدن الفلسطينية الا خرى ا ما الفصل الرابع : تحدث عن الحملة الصليبية السابعة و مواجهة نجم الدين لها و اشتملت على ا ربع نقاط ا سباب الحملة على مصر وصول الحملة ا لى دمياط و المقاومة الشعبية لها وفاة نجم الدين و دور شجر الدر في مواصلة مواجهة الصليبين فشل الحملة و انسحابها ر

12 دراسة تحليلية لا هم مصادر الدراسة: ا المصادر التاريخية : ) ت 654 ه / 1 سبط ابن الجوزي : شمس الدين ا بو المظفر بن قزاوغلي بن عبداالله / 1256 م ( : و هو حفيد ا بي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي و قد ولد سنة 582 ه 1186 م في بغداد و نشا في كنف جده لا مه المو رخ ابن الجوزي مو لف كتاب المنتظم في تاريخ الا مم والملوك تنقل بين بغداد و دمشق و مصر عمل كاتب ا و مدرس ا و محدث ا حيث تلقى علومه على يد العديد من ( 1) الشيوخ و العلماء " و يعتبر كتاب " مرا ة الزمان في تاريخ الا عيان من ا هم المصادر لموضوع البحث ومن ا شهر الكتب التي وصلتنا خلال مرحلة الدراسة و هو تاريخ عام يبدا من بدء الخليفة و ينتهي بعد نهاية ( 2) 654 ه سنة / 1256 م ا ي نفس السنة التي توفى فيها المو لف و قد اعتمد الباحث خلال الدراسة على القسم الثاني من الجزء الثامن و قد ا فاد البحث في جميع فصول الدراسة : ( ) ت 2 ابن العديم: كمال الدين ا بي القاسم عمر بن ا حمد بن هبة االله 660 ه/ 1261 م و لد ابن العديم سنة 588 ه/ 1192 م في حلب و هو من ا سرة عريقة نشا بها و تعلم في مدارسها على يد العديد من العلماء ورافق والده في ببعض رحلاته ا لى دمشق و بيت المقدس ( 3 ) و العراق و الحجاز و جالس العلماء و ا خذ عنهم " و من هنا جاءت ا همية كتابه " زبدة الحلب في تاريخ حلب و قد ا فاد البحث كثير ا من هذا الكتاب و لاسيما في الفصل الا ول عند دراسة الموقف في بلاد الشام بعد وفاة صلاح الدين الا يوبي كذلك في الفصل الثاني و الثالث الغامدي علي محمد علي بلاد الشام قبيل الغزو المغولي ص 15 مصطفى شاكر التاريخ العربي ج 2 ص 261 مصطفى شاكر التاريخ العربي ج 2 ص 261 ز

13 ت( ا بو شامة : شهاب الدين عبد الرحمن بن ا سماعيل بن ا براهيم المقدسي الدمشقي / : ( 665 ه / 1267 م ولد بدمشق 599 ه م و عرف با بي شامة لوجود شامة كبيرة " ) فوق حاجبه الا يسر تفقه على المذهب الشافعي ( 1 و هو مو لف كتاب الروضتين في ا خبار الدولتين النورية والصلاحية " الذي حفظ منه ا بو شامة كثير ا من روايات البرق الشامي للعماد (2 ) الا صفهاني المفقود ا غلب ا جزاي ه و قد ا فاد البحث من هذا الكتاب في الفصل الا ول و قد ذيل ا بو شامة على كتاب الروضتين / " بكتاب ا خر و هو " الذيل على الروضتين ا ذ تحدث فيه من سنة 590 ه 1193 م و حتى وفاته 665 ه سنة / 1267 م و ا كثر فيه من التراجم للعلماء و الفقهاء الذين عاشوا في بلاد الشام خلال تلك الحقبة و قد ا فاد البحث كثير ا و لا سيما في الفصل الثاني و الثالث ابن واصل: جمال الدين ا بو عبد االله محمد بن سالم بن واصل ولد بحماه سنة / 604 ه م و تلقى فيها علومه ثم رحل في طلب العلم ا لى دمشق و حلب و بيت المقدس و القاهرة و الكرك و بغداد و مكة و المدينة نبغ في علوم كثيرة مثل علم المنطق و الهندسة و ا صول الدين و الفقه الا سلامي و علم الهيي ة و التاريخ ا قام في مصر مدة طوية و عاصر الحملات الصليبية و (3 ) سقوط الدولة الا يوبية و قيام الدولة المملوكية توفى في سنة / 1298 م 697 ه " ويعتبر كتابه " مفرج الكروب في ا خبار بني ا يوب من ا هم المصادر العربية الهامة حيث تناول تاريخ الدولة الا يوبية ويذكر تفاصيل هامة ودقيقة عنهم لم تذكرها مصادر ا خرى و قد ( 4 ) عليه اعتمد كل الذين ا رخوا للدولة الا يوبية بعده السبكي طبقات الشافعية ج 8 ص عبد القادر دريد سياسة صلاح الدين في بلاد الشام و الجزيرة ص 35 ابن واصل مفرج الكروب ج 1 مقدمة المحقق ص 4 ابن واصل مفرج الكروب ج 1 مقدمة المحقق ص 6 س

14 و اتبع ابن واصل في سرده للا حداث على المنهج ا لحولي حيث ا ر خ فيه للحوادث من سنة ( 681 ه / 1282 م) و اعتمد ابن واصل على من سبقه من المو رخين المعاصرين فنقل العديد من روايات القاضي الفاضل و ابن شداد و ابن الا ثير و قد ا فاد البحث كثير ا من مفرج الكروب في جميع فصوله ا بو الفداء : الملك المو يد عماد الدين اسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن 5 شاهنشاه الا يوبي كان جواد ا شجاع ا عالم ا في عدة فنون نظم الحاوي في الفقه و نظم الشعر ( 2 ) والموشحات و اقتنى كتب ا نفيسة و لم يزال على ذلك ا لى ا ن توفى سنة / 732 ه 1322 م " ا لف الكثير من الكتب و يا تي في مقدمتها كتابه " المختصر في ا خبار البشر و قد ا فاد البحث كثير ا من هذا الكتاب في جميع الفصول و خاصة في الموضوعات السياسية التي تناولتها الدراسة المقريزي 6 : تقي الدين ا حمد بن علي المقريزي ولد بحارة برجوان بمدينة القاهرة سنة / 766 ه / 1364 م و توفى سنة 845 ه 1442 م و هو بعلبكي الا صل مصري المولد والمنشا عرف باسم المقريزي نسبة ا لى حارة المقارزة في مدينة بعلبك عكف على دراسة القرا ن و علوم الدين و التاريخ و غير ذلك تقلد المقريزي العديد من الوظاي ف كان ا خرها وظيفة الحسبة بالقاهرة و يعتبر من كبار المو رخين المسلمين و له مو لفات تاريخية كثيرة تميزت كتابات المقريزي بالدقة في ا يراد الحقاي ق و التخصص المتنوع و الاعتماد على مصادر ووثاي ق لا تزال ا صولها ( 3 ) مفقودة " و قد استفاد البحث من كتاب المقريزي " السلوك لمعرفة دول الملوك في جميع فصوله لما فيه من معلومات مهمة و كثيرة و قيمة ابن واصل مفرج الكروب ج 1 مقدمة المحقق ص 5-3 ابن حجر العسقلاني الدرر الكامنة ج 1 ص السخاوي الضوء اللامع لا هل القرن التاسع ج 2 ص 21 ش

15 874 ت( 7 ابن تغري بردي : جمال الدين ا بي المحاسن يوسف بن تغري بردي الا تابكي " " : ( 1469 م ه / و يعد كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة موسوعة تاريخية عالجت ( 1 ) الكثير من القضايا الا دارية و السياسية و الاجتماعية و العمرانية " و قد ا فاد البحث كثير ا من كتاب " النجوم الزاهرة في جميع فصول الرسالة لما فيه من معلومات كثيرة و قيمة فيما يتعلق بالموضوعات السياسية التي تناولتها الدراسة ب كتب التراجم : لكتب التراجم و الطبقات ا همية كبيرة للبحث العلمي حيث ا نها تلقي الضوء على الجوانب الفكرية و الثقافية و المذهبية للا شخاص و تقدم بعض اللمحات الحضارية و الاجتماعية و الاقتصادية و كذلك الجوانب السياسية فهي متكاملة من الجوانب الموضوعية فبعضها تخصص في تراجم الساسة و القادة العسكريين و البعض منها في العلماء و الا دباء و الشعراء و القسم الثالث يختص بالقضاء و الا طباء و المحدثين و ا هم كتب التراجم التي اعتمدت عليها الدراسة هي : / ابن خلكان : شمس الدين محمد بن بكر ولد في ا ربيل سنة 608 ه 1211 م تفقه 1 بالموصل و الشام التقى كبار العلماء و سكن مصر مدة و ناب في القضاء ثم ولي قضاء الشام عشر سنين و كان ا مام ا فاض لا بصير ا بالعربية و علامة في الا دب و التاريخ و توفي سنة 681 ه / 1282 م (2 ) " ويعتبر كتابه " وفيات الا عيان و ا نباء ا بناء الزمان من كتب التراجم الهامة و تظهر ا هميته لا ن ابن خلكان اعتمد على مصادر متنوعة و ترجم لعدد كبير من سلاطين و ملوك الا يوبيين و المماليك بالا ضافة لذلك ترجم لعدد من السياسيين و العلماء و الا دباء وغيرهم و قد ا فادت الدراسة من هذه التراجم في الفصل الا ول و الثاني حاجي خليفة كشف الظنون ج 1 ص 304 ابن خلكان وفيات الا عيان ج 1 مقدمة المحقق ص 3 5 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 305 ص

16 ( 1 ) 2 ابن العماد: شهاب الدين ا بي الفلاح بن العماد الحنبلي توفي سنة 1089 ه/ 1678 م " وقد جمع ابن العماد في كتابه " شذرات الذهب في ا خبار من ذهب بين التراجم و الحوادث مع التركيز على التراجم و ذكر فيه الوفيات حسب السنين من القرن الا ول ا لى نهاية القرن العاشر الهجري القرن السابع ا لى السادس عشر ميلادي و ا دخل في كتابه معظم ما كتبه ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة و نقل عنه نق لا حرفي ا في كثير من الا حيان و قد ا فاد الدراسة في الفصل الا ول و الثاني ت كتب الجغرافيا : 574 ياقوت الحموي: ا بو عبد االله ياقوت بن عبداالله الحموي ولد في الفترة بين سنتي م ببلاد الروم و لكنه وقع في الا سر و هو صغير فاشتراه ا حد تجار بغداد 575 ه / كي يعتمد عليه في تجارته و تنقل ياقوت بين كثير من الا مصار وتوفي بظاهر مدينة حلب سنة ( 2 ) 626 ه/ 1228 م " يعتبر كتابه " معجم البلدان من ا هم مو لفاته فهو بمثابة موسوعة جغرافية قاي مة بذاتها نظ ر ا ل وفرة الم ادة الت ي ا ورده ا و تح دث فيه ا ع ن البل دان و الا ق اليم و الم دن والجبال والا نهار وكتاب معجم البلدان مرتب وفق الحروف الا بجدية و لا غنى عنه للباحث في التاريخ والجغرافيا والا دب وتاريخ البلدان وخاصة في تحقيق ا سماء المدن و البلدان و المعالم ) الجغرافية ( 3 و قد ا فاد البحث في جميع فصوله حيث كان المصدر الا ول للتعريف بالبلدان والقلاع والقرى والحصون التي تناولها البحث ابن العماد شذرات الذهب ج 1 مقدمة المحقق ص 8-5 ابن خلكان وفيات الا عيان ج 6 ص البيشاويسعيدنابلس الا وضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في عصر الحروب الصليبية ص 26 ض

17 ث كتب الرحالة الا جانب : 95 سنة نفيل: جوا ولد جوا نفيل حوالي سنة 1224 م و توفي حوالي سنة 1318 م عن عمر تقريب ا فقد كان جوا نفيل في ا ول الا مر يروي ذكرياته عن الحملة ولا يكتبها ا لى ا ن توسلت ا ليه جين دي نافار ملكة شامبانيا وزوجة فيليب الرابع ا ن يسجل هذه الا قاصيص في كتاب عن ا قوال القديس لويس التاسع وا فعاله تخليد ا لذكراه ولكن الملكة جين دي نافار ماتت سنة 1305 ما ثناء كتابته لمذكراته فا هدى جوا نفيل كتابه بعد فراغه منه ا لى ابنها لويس العاشر في سنة 1309 موالذي ا صبح ( 1 ) ملك ا على فرنسا بعد وفاة ا بيه فيليب في سنة 1314 م " يعتبر كتابه " تاريخ القديس لويس من ا هم المصادر الا وروبية المعاصرة للحملة الصليبية السابعة ( ) على مصر و ا ن لم يكن ا همها على الا طلاق فقد كان جوا نفيل ا حد فرسان هذه الحملة و شاهد عيان لها كما كان موضع ثقة الملك الفرنسي حتى انه كثير ا ما كان يستشيره في شي ون (2 ) الحملة العامة و في ا موره الخاصة ا يض ا و قد رواها جوا نفيل من وجهة نظر ا وروبية و قد ا فاد الدراسة في الفصل الرابع الخاص بالحملة الصليبية السابعة على مصر جوزيف نسيمالعدوان الصليبي على مصر ص 4 جوزيف نسيمالعدوان الصليبي على مصرص 4 الغامديعبدااللهجهاد المماليك ضد المغول والصليبينص ط

18 الفصل الا ول شخصية نجم الدين وتوليه الحكم - مولده وصفاته ووفاته - ا وضاع الدولة الا يوبية قبيل وصول نجم الدين للحكم - المناصب التي تولاها نجم الدين في عهد ا بيه - توليه الحكم في مصر وا هم العوامل التي ساعدته على ذلك

19 - مولده وصفاته ووفاته: نسبه: هو السلطان الصالح نجم الدين ا يوب بن الملك الكامل محمد بن العادل ا بي بكر بن ا يوب لقب با بي الفتوح ولد بالقاهرة عام 603 ه/ 1206 م ونشا بها ا مه جارية سوداء اسمها ورد المنى وهو سابع سلاطين بني ا يوب بمصر وكان في الرابعة والثلاثين من عمره عندما تولى السلطنة زوجته: (7) (6) (5) شجر الدر ا م ولده خليل وهي ا شهر زوجاته وجاريته السابقة وهي تركية الا صل (8) وكان الصالح نجم الدين يحبها وكانت لا تفارقه حضر ا ا و سفر ا من شدة محبته لها وكانت (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 402 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 319 الحنبلي شفاء القلوبص ابن ا ياس بداي ع الزهور ج 1 ص 269 ابن ا ياس جواهر السلوك ص 105 القرماني ا خبار الدولمج 2 ص 261 ابن خلدون تاريخ ابن خلدونج 5 ص 193 ابن تغرى النجوم الزاهرة ج 6 ص 319 الحنبلي شفاء القلوب ص 330 ابن ا ياس بداي ع الزهور ج 1 ص 269 ابن ا ياس جواهر السلوك ص 105 ا بو الفداء المختصر في ا خبار البشر ج 2 ص 181 المقريزي السلوك ج 1 ص 441 ابن ا ياس بداي ع الزهور ج 1 ص 269 ابن ا ياس جواهر السلوك ص 105 هي السلطانة الملكة شجر الدر بنت عبد االله جارية السلطان الملك الصالح نجم الدين ا يوب وزوجته وا م ولده خليل وهي ا ول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك وكانت التواقيع تخرج من قلعة الجبل وعلامتها عليها "والدة خليل" ونقش اسمها على الس كة و خطب لها على منابر مصر والقاهرة وقتلت عام 655 ه / 1257 م : المقريزي السلوك ج 1 ص 459 (6) (7) الصفدي الوافي بالوفيات ج 16 ص 70 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 199 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 199 حتي فليب تاريخ سوريا ج 2 ص 266 (8) ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 199 2

20 بارعة الجمال ذات را ي ودهاء وعقل فكان الصالح نجم الدين يحبها ويعتمد عليها ا ولاده: كان للصالح نجم الدين من الا ولاد ا ربعة ا كبرهم الملك المغيث فتح الدين عمر ثم المعظم غياث الدين توران شاه ثم الملك القاهر وا صغرهم خليل ابنه من شجر الدر وقد مات ثلاثة منهم في حياة ا بيهم ولم يبق على قيد الحياة حتى وفاة الصالح نجم الدين سوى ابنه توران شاه صفاته: كان لصفات الصالح نجم الدين الشخصية ا ثر كبير في نجاحه فقد كان ملك ا شجاع ا حازم ا ذا هيبة كبيرة حتى ا ن ا حد ا من خواصه لم يجسر على البدء بالكلام في مجلسه ا و تقديم مشورة (5) ا و نصيحة ما لم يكن ذلك ابتداء من السلطان وكان عفيف ا طاهر اللسان قليل الفحش في حال (6) غضبه ينتقم بالفعل لا بالقول ولا ينطق في حالة غضبه بكلمة قبيحة قط وا كثر ما يقول ا ذا شتم ا حد ا (7) "يا متخلف" وكان شديد الحياء لا يكاد يرفع طرفه ا لى محدثه ومع ذلك كان عظيم الكبر (8) مترفع ا (5) (6) (7) الصفدي الوافي بالوفيات ج 16 ص 70 المقريزي السلوك ج 1 ص 443 المقريزي السلوك ج 1 ص 443 المقريزي السلوكج 1 ص 442 القرماني ا خبار الدول مج 2 ص 263 المقريزي السلوكج 1 ص 442 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 188 الجزار هاني النظام العسكري في دولة المماليك ص 21 المقريزي السلوك ج 1 ص 442 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 294 (8) المقريزي السلوك ج 1 ص 442 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 215 3

21 اشتهر الصالح نجم الدين بحسن عقيدته ومحبته لا هل العلم والدين دون ا ن يخالطهم ا و يجلس معهم ومن عوامل نجاح الصالح نجم الدين ا نه كان وقور ا لا يو ثر الهزل ولا العبث فا ذا اجتمع بندماي ه لا يحصل عنده من الحمة والطرب ما يحصل عند غيره فيظل صامت ا لا يتحرك وعليه السكينة والوقار في القول وكان ملك ا مهيب ا جبار ا ذا سطوة وجلالة وكان فصيح ا حسن المحاورة عفيف ا عن الفواحش وما يو خذ على الصالح نجم الدين ميله ا لى العزلة ورغبته في الانفراد ولو ا ن ذلك لم يمنعه من الاهتمام بشي ون الدولة فاتخذ التدابير اللازمة لنشر الا من والطما نينة بين الناس بالقضاء على اللصوص والمفسدين ومثيري الفتن ومدمني الخمر والحشاشين وكانت البلاد في ا يامه ا منة (5) مطمي نة والطرق سابلة وحرص الصالح نجم الدين على المحافظة على ا موال الدولة واشتهر بعزة النفس عن ا موال (6) الرعية ولا يو خذ عليه في ذلك المجال سوى ا سرافه على زخرفة قلعة الروضة وبذلك استطاع توفير الا موال اللازمة لحروبه الطويلة وا قامة المباني للتحصينات فض لا عن تكوينه فرق (7) المماليك رغم الغلاء الذي حدث في مصر في السنة الثانية من حكمه عام 639 ه/ 1241 م (5) (6) (7) المقريزي السلوكج 1 ص 442 المقريزي السلوك ج 1 ص 442 المقريزي السلوكج 1 ص 442 ابن ا ياس بداي ع الزهورج 1 ص 269 المقريزي السلوكج 1 ص 442 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 179 المقريزي السلوكج 1 ص 443 ابن تغري بردي النجوم الزاهرةج 6 ص 294 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 294 4

22 والغلاء الذي حدث بدمشق في السنة السادسة من حكمه 643 ه/ 1245 م وقد عزا رنسيمان جزء ا من ا خلاق الصالح نجم الدين كعبوسه وميله ا لى العزلة بل وعدم شغفه بالعلم ا لى ما كان يجري في عروقه من دماء سودانية مما حمله ا لى الابتعاد عن ساي ر ا فراد ا سرته الذين لم يخالط دماءهم الكردية شيء من الكدر واعتقد ا ن ذلك السبب غير مقنع وا ن رنسيمان قد خالف الصواب فكثير من الخلفاء العباسيين والفاطميين كانت ا مهاتهم روميات ا و تركيات ا و سودانيات ولم يو د ذلك ا لى تا ثير في سلوكهم وفاته: توفي الصالح نجم الدين بالمنصورة يوم الاثنين ليلة النصف من شعبان 647 ه/ 22 نوفمبر 1249 م عن ا ربع وا ربعين سنة وبعد ا ن حكم البلاد تسع سنين وثمانية ا شهر وعشرين (5) يوم ا وقد عهد بالحكم لولده توران شاه وقد ا خفت زوجته شجر الدر خبر وفاته خوف ا من الفرنج فغسله ا حد الا طباء الذين ا شرفوا (6) على علاجه لكي يخفي موته وقامت شجر الدر بنقل جثمانه سر ا من المنصورة ا لى ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 294 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبيةج 3 ص 456 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 774 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 37 بيبرس المنصوري تاريخ الدولة الا يوبية ص 7 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 295 ابن خلدون تاريخ ابن خلدون ج 5 ص 416 المقريزي السلوكج 1 ص 441 المحاضرة ج 2 ص 35 (5) (6) ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 133 المقريزي السلوك ج 1 ص 441 ابن تغري بردي النجوم الزهرةج 6 ص 295 السيوطي حسن المقريزي السلوك ج 1 ص 441 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين ص 24 5

23 قلعة الروضة حيث دفن فيها ولم يعلم ا حد من الناس بوفاته وفي سنة 648 ه/ 1250 م في عهد السلطان عز الدين ا يبك نقل جثمان السلطان الصالح نجم الدين من قلعة الروضة ا لى مدفنه في القبة التي بنتها له زوجته شجر الدر بجوار المدارس الصالحية بالقاهرة وقد ا قيمت مراسم دفن السلطان الصالح نجم الدين وص لي عليه بعد صلاة الجمعة بمشاركة السلطان عز الدين ا يبك والملك الا شرف موسى وساي ر المماليك البحرية ولبس الا مراء الزي الا بيض وقص المماليك شعورهم تعبير ا عن الحزن وا غلقت الا سواق ووضع عند قبره (7) (6) (5) سناجقه وبقجته وتركاشه وقوسه وا قيم له عزاء دام ثلاثة ا يام (5) (6) المقريزي السلوكج 1 ص 441 ابن ا ياس بداي ع الزهورج 1 ص 278 ابن ا ياس جواهر السلوكص 105 هو ا يبك بن عبد االله الصالحي الملك المعز عز الدين المعروف بالتركماني كان مملوك الملك الصالح نجم الدين ا يوب اشتراه في حياة ا بيه الكامل وتنقلت به الا حوال عنده ولازمه في الشرق وغيره وجعله جاشنكير فلما قتل المعظم توران شاه ابن الملك الصالح وبقيت الديار المصرية بلا ملك تشوق ا لى السلطنة ا عيان الا مراء فخيف من شرهم وكان عز الدين ا يبك معروف ا بالسداد وملازمة الصلاة ولا يشرب خمر ا وعنده كرم وسعة صدر ولين جانب وهو من ا وسط الا مراء فاتفقوا وسلطنوه سنة 648 ه/ 1250 م وتزوج من شجر الدر زوجة الملك الصالح نجم الدين ا يوب وقتل سنة 655 ه/ 1257 م ا بو الفداء المختصر ج 2 ص 497 المقريزي السلوكج 1 ص 441 انظر: الشيال جمال الدين تاريخ مصر الا سلامية ج 2 ص 116 لفظ تركي استعمل بمعنى العلم ا و الراية وبمعنى الرمح ا و اللواء: دهمان معجم الا لفاظص 93 هي الصرة من القماش توضع بها الثياب ا و النقود ا و الا وراق الخاصة وهي كلمة فارسية الا صل: المقريزي السلوكج 1 ص 465 البستاني كرم المنجد في اللغة والا علامص 44 دهمان معجم الا لفاظص 36 لفظ فارسي الا صل معناه: الكنانة ا و الجعبة التي توضع بها النشاب: المقريزي السلوكج 1 ص 465 دهمان معجم الا لفاظص 44 (7) المقريزي الخطط ج 1 ص 210 6

24 - ا وضاع الدولة الا يوبية قبيل وصول نجم الدين للحكم: 1) الدولة الا يوبية بعد صلاح الدين: لم تلبث الجبهة الا سلامية التي حقق صلاح الدين وحدتها ا ن تفككت بعد وفاته عام 589 ه/ 1193 م حيث دخلت الدولة الا يوبية في صراع شديد بين خلفاء صلاح الدين سواء كانوا ا بناءه ا م ا خوته فقد ا وصى صلاح الدين بالسلطة من بعده لابنه الا كبر الا فضل صاحب دمشق وجعل له السلطة العليا على بقية ا جزاء الدولة الا يوبية ولكن الا فضل لم يكن ا ه لا لتلك المسي ولية الكبيرة لسوء سيرته وانغماسه في اللهو والملذات وقام الا فضل بطرد معظم ا مراء والده ومستشاريه ووضع ثقته في وزير جديد هو ضياء الدين بن الا ثير واعتمد عليه في تصريف ا موره وقد ا غضب هذا العمل معظم الوزراء والا مراء فهاجروا ا لى مصر حيث كان بها الابن الثاني لصلاح الدين وهو الملك العزيز عثمان فحرضوه على منازلة ا خيه الا فضل وانتزاع السلطنة منه وا عادة الوحدة من جديد بين (5) مصر والشام تحت قيادة العزيز فخرج العزيز عثمان من مصر عام 590 ه/ 1194 م متجه ا (6) ا لى دمشق وفرض عليها الحصار فاستنجد الا فضل بعمه الملك العادل وكان الملك العادل ا خو انظر: ابن شداد النوادر السلطانية ص 246 السيد محمود تاريخ القباي ل العربيةص 84 شاهين رياض المعظم عيسى ص 56 (5) (6) ابن واصل مفرج الكروبج 2 ص 378 السيوطي تاريخ الخلفاء ص 721 ملحق( 1 ) انظر: ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 7 ص 121 غنيم اسمت الدولة الا يوبية والصليبيون ص 58 العريني المماليك ص 35 زكار سهيل الموسوعة الشاملة تاريخ الحروب الصليبيةج 3 ص ا بوشامة الروضتين ج 2 ص 228 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 78 ابن واصل مفرج الكروب ج 3 ص 39 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص العيني عقد الجمان ج 13 ص 186 انظر: زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 103 عاشور سعيد الا يوبيون والمماليكص 73 شاهين رياض المعظم عيسى ص 61 7

25 صلاح الدين يحكم الكرك والا ردن ا ضافة ا لى الجزيرة وديار بكر لذا استغل العادل الخلاف بين الا خوين الا فضل والعزيز عثمان ليمد نفوذه ا لى دمشق غير ا ن ذلك الصراع انتهى باتفاق على ا ن يعود العزيز عثمان ا لى مصر ويا خذ بيت المقدس وما يتبعها من ا عمال في حين يحتفظ الا فضل بدمشق لكن ا حوال دمشق اختلفت وساءت سيرة الا فضل بعد ا ن استا ثر وزيره ضياء الدين بن (5) الا ثير بالسلطة وكثرت الشكوى من الا مراء لسوء تدبيره فاستغل العادل الفرصة واتفق مع (6) العزيز عثمان لانتزاع دمشق من يد الا فضل وا بعاده ا لى صرخد وا ن يتولى حكمها العادل (7) بنفسه وا ن تكون السلطة العليا في الدولة الا يوبية للعزيز عثمان ويحتفظ بلقب السلطنة وهكذا انتهى الصراع بين ا بناء صلاح الدين بعزل الا فضل نور الدين عن حكم دمشق وتولية العادل حكمها 2) الدولة الا يوبية في عهد العادل وا ولاده: وقع الصراع من جديد بين ا بناء البيت الا يوبيبعد وفاة العزيز عثمان قلعة حصينة جد ا تقع في طرق الشام من نواحي البلقاء في جبالها بين ا يلة وبحر القلزم وبيت المقدس: الحموي معجم البلدان ج 4 ص 453 (5) (6) نسبة ا لى بكر بن واي ل وحدها ما غرب دجلة ا لى بلاد الجبل المطل على نصيبين ا لى دجلة ومنه حصن كيفا وا مد وميافارقين: الحموي معجم البلدان ج 2 ص 494 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 379 المقريزي السلوك ج 1 ص حسين حمدي تاريخ الا يوبيين والمماليكص 97 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 104 بلد ملاصق لبلاد حوران من ا عمال دمشق وهي قلعة حصينة وولاية حسنة وواسعة: الحموي معجم البلدان ج 3 ص 401 (7) ابن واصل مفرج الكروب ج 3 ص ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 116 8

26 عام 595 ه/ 1198 م وبعد ا ن قرر الا مراء الصلاحية تولية العادل مصر ا لا ا ن بقية الا مراء رفضوا ذلك وفضلوا ا حضار الا فضل من صرخد وتوليته حكم مصر وبالفعل تم ا حضار الا فضل وتم توليته حكم مصر بعد ذلك اتفق الا فضل مع ا خيه الملك الظاهر صاحب حلب والملك ا سد الدين شيركوه صاحب حمص على استرداد دمشق من الملك العادل وعندما بلغ الملك العادل ذلك وقد كان خارج دمشق عاد ا ليها قبل وصول الا فضل وحلفاي ه واستعد لصد الهجومواستعان بولده الملك الكامل وبعد ا ن وصل الا فضل وحلفاو ه ا لى دمشق فرضوا عليها الحصار ستة ا شهر دون ا ن يقوما بمحاولة جادة لاقتحامها وقد استغل العادل ذكاءه ودهاءه لبذر بذور الخلاف بين الا فضل وحلفاي ه ا لى جانب استمالته ا مراء الا فضل والظاهر فانضموا ا لى جانب العادل وانتهى الا مر (5) برفعهما الحصار عن دمشق والعودة ا لى بلادهما وفي تلك الا ثناء راسل العادل ا مراء مصر واتفق معهم على تسليمه مصر وطارد العادل (6) الا فضل حتى مصر وا وقع به هزيمة كبيرة بالقرب من بلبيس ثم لحق به ا لى القاهرة وا جبره على التخلي عن حكم مصر ودخلها العادل عام 590 ه/ 1194 م في حين ف ضل الا فضل الرحيل (5) (6) انظر: ابن واصل مفرج الكروب ج 3 ص ا بو الفداء مختصر ج 3 ص 95 العريني المغول ص 89 غنيم اسمت الدولة الا يوبية والصليبيون ص 60 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين والمماليك ص 98 شاهين رياض المعظم عيسى ص 68 يقصد بالصلاحية ا تباع صلاح الدين الا يوبي: ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 123 السيوطي تاريخ الخلفاء ص 722 ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 10 ص 257 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 95 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 463 ابو شامة الروضتين ج 2 ص 236 غنيم اسمت الدولة الا يوبية والصليبيين ص 60 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 106 مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسيخ على طريق الشام: الحموي معجم البلدان ج 1 ص 479 9

27 ا لى صرخد قام الملك العادل بتقسيم دولته قبل وفاته بين ا بناي ه واحتفظ لنفسه بنوع من السيادة العليا فا عطى ابنه الكامل ناصر الدين حكم مصر والمعظم عيسى من حمص شما لا حتى العريش جنوب ا وتدخل فيها مدن الساحل الا سلامية وبلاد الغور وا رض فلسطين والقدس والكرك والشوبك وصرخد وتولى ابنه الا شرف موسى البلاد الشرقية وهي الرها وحر ان وا عطى ابنه الا وحد خلاط وميافارقين ا ما اليمن فكانت تحت حكم حفيده الملك المسعود يوسف بن (5) الكامل وكان الملك العادل يتردد بين ا ولاده وينتقل من مملكة ا لى ا خرى وله الحرية المطلقة في تصريف (6) الا مور فض لا عن الا شراف العام على باقي الا مراء الا يوبيين وهكذا استطاع الملك العادل توحيد الجبهة الا سلامية مرة ا خرى بعد ا ن فرقها الصراع والانقسام وا صبحت دولته تمتد من بلاد الجزيرة شرق ا مرور ا بالشام ومصر وخطب له على (7) منابرها وضربت السكة فيها باسمه عاد الصراع مرة ا خرى بين ا بناء البيت الا يوبي بعد وفاة (8) الملك العادل عام 615 ه/ 1218 م وتشير المصادر ا لى ا ن سبب الصراع يعود ا لى ا طماع ا بو شامة الروضتينج 2 ص ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 163 ملحق وهي في ا رمينيا الوسطى فيها الفواكه ذات الخيرات الواسعة والتجارة اليانعة: الحموي معجم البلدانج 2 ص 380 وهي ا شهر مدن ديار بكر وا ول من بناها وفارقين وسميت بهذا الاسم نسبة ا ليه وهو الخلاف بالفارسية: الحموي معجم البلدانج 5 ص (5) (6) (7) المقريزي السلوكج 1 ص 284 زيان حامد الصراع السياسي والعسكريص 107 المقريزي السلوك ج 1 ص 312 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 111 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 178 انظر: شاهين رياض المعظم عيسى ص 72 (8) انظر: سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 593 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 13 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 17 شاهين رياض المعظم عيسى ص 85 10

28 الملك ا لمعظم عيسى في ا ملاك ا خيه الا شرف موسى وا ملاك بقية ا بناء البيت الا يوبي بالشام مثل: حماة وحمص فاضطر الملك الكامل ا لى شن حروب عديدة على الا مراء الا يوبيين وعلى سلاجقة الروم وقد خرج منتصر ا في معظم حروبه ونجح في توسيع ا ملاكه على حساب ا خويه المعظم عيسى والا شرف موسى وسيطر على جنوب فلسطين ودمشق وحران والرها وغيرها واستغل الصليبيون تلك المنازعات بين الا يوبيين وا عادوا احتلال معظم المناطق التي فتحها صلاح الدين الا يوبي وخاصة المدن الساحلية مثل: عسقلان ويافا وا رسوف وحيفا وعكا وصور وصيدا وبيروت وا مارتي ا نطاكيا وطرابلس فض لا عن بعض المناطق الداخلية مثل طبريا وبيت المقدس التي سلمها الكامل ا لى الا مبراطور فردريك الثاني في عام 626 ه/ 1229 م بموجب عقد صلح يافا بين الطرفين حيث كانت مدته عشر سنوات لم تكن ا حوال الصليبيين با حسن من ا حوال المسلمين ا ذ تولى بوهيمند الخامس عرش ا نطاكيا وطرابلس ه/ (5) 1233 م م وو جه معظم اهتمامه ا لى الصراع القاي م مع السلاجقة و ا مبراطورية نيقيا البيزنطية ا ما مملكة بيت المقدس الصليبية فقد تعرضت للتفكك والانقسام بسبب الصراع بين البارونات المحليين وبين الا مبراطور فردريك الثاني صاحب السيادة ابن واصل مفرج الكروب ج 4 ص ينسب السلاجقة ا لى زعيمهم الا ول سلجوق بن دقاق وهم ا حدى القباي ل التركية التي هاجرت من بلاد تركستان ) اسم جامع لبلاد الترك بين الصين والتبت) ا لى ما وراء النهر واستقروا ما بين بخارى ونجد في ا واخر القرن الرابع الهجري وا قاموا ما بين السامانيين واعتنقوا الا سلام: القرماني ا خبار الدول مج 2 ص 270 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص انظر: المقريزي السلوك ج 1 ص 354 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين والمماليكص 119 غوانمة يوسف معاهدات الصلح والسلام ص 69 (5) عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

29 على مملكة بيت المقدس ومما زاد حدة ذلك الصراع عدم وجود ملك قاي م من الصليبيين المحليين و اقتصر الا مر على وجود ناي ب للا مبراطور فردريك مما ترتب عليه بقاء صور تحت حكم قوات الا مبراطور في حين خضعت بيروت وعكا لا مراء من ا سرة ا بلين وظلت بيت المقدس مدينة مفتوحة تحت حكم الا مبراطور ا ما بقية المدن الصليبية في الشام فقد ظلت مستقلة عن النقوذ الا مبراطوري ا ما في شمال الدولة الا يوبية فكانت دولة سلاجقة الروم بزعامة السلطان غياث الدين / كيخسرو بن كيقباذ ه م الذي تحالف مع صاحب حلب وصاحب حمص ضد الملك الكامل وقد استمر ذلك التحالف بعد وفاة الملك الكامل لتا ديب الملك المظفر صاحب حماة الذي اعترف بسيادة الملك الكامل وفي الوقت نفسه عمل الملك الناصر صاحب حلب (5) على توطيد علاقته بالسلطان كيخسرو عن طريق المصاهرة فتزوج كل منهما من ا خت الا خر وفي الشمال ظهرت قوة جديدة كان لها ا كبر الا ثر في سير الحوادث وهي الدولة الخوارزمية التي استطاع جلال الدين منكبرتي ا عادة بناي ها مرة ثانية بعد ا ن حطمها المغول بقيادة جنكيز خان عام (6) 618 ه/ 1221 م واتخذ من ا صفهان عاصمة له ولكنها تفرقت مرة ا خرى بعد (7) مقتل سلطانها جلال الدين سنة 628 ه/ 1231 م (5) (6) (7) باركر ا رنست الحروب الصليبية ص 148 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 806 باركر ا رنست الحروب الصليبيةص 148 عاشور سعيد الحركة الصليبيةج 2 ص 808 المقريزي السلوك ج 1 ص ابن العماد شذرات الذهبج 5 ص 299 العريني مصر في عصر الا يوبيينص 128 المقريزي السلوك ج 1 ص 351 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 273 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص

30 ا ما الموصل فكانت تحت حكم الملك الرحيم بدر الدين لو لو الذي استقل بالسلطنة في الموصل منذ عام 631 ه/ 1234 م وسار على نهج ا تابكة الموصل فظل يخطب ويضرب السكة باسم السلاطين الا يوبيين وعندما توفي الملك الكامل 635 ه/ 1238 م قطع الخطبة للا يوبيين كما ا لغى السكة وس ير جيش ا للاستيلاء على سنجار التي كانت من ا ملاك ا تابكة الموصل ثم استولى عليها الملك الكامل / وفي بغداد كان الخليفة المستنصر باالله العباس من 623 ه- 640 ه م على را س الخلافة العباسية ولم يكن للخليفة العباس في تلك الفترة سوى السيادة الاسمية فقط على (5) الدولة الا يوبية لذا لم يستطع القيام با ي دور في حل النازعات التي كانت قاي مة بين ا فراد البيت الا يوبي واقتصر دوره على الاعتراف بالا وضاع القاي مة وا رسال التقليد بالسلطنة والخلع لكل من (6) يصل ا لى الحكم هو بدر الدين لو لو الا تابكي امتلك الموصل عام 631 ه وتوفي سنة 657 ه بقلعة الموصل ودفن فيها: الكتبي فوات الوفيات ج 1 ص 323 ابن خلكان وفيات الا عيان ج 1 ص 184 تعني دولة ا تابك زنكي صاحب الموصل وهو ابن الشهيد نور الدين صاحب دمشق وكانت قاعدتها الموصل: القلقشندي صبحي الا عشى ج 2 ص 150 مدينة مشهورة في نواحي الجزيرة بينها وبين الموصل ثلاث ا يام وهي في كهف جبل عال : الحموي معجم البلدانج 3 ص 262 (5) (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 283 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 345 المقريزي السلوك ج 1 ص 416 ابن تغري بردي النجوم الزاهرةج 6 ص

31 - المناصب التي تو ل اها نجم الدين في عهد ا بيه: عهد الملك الكامل ا لى ابنه الصالح نجم الدين بالسلطنة من بعده بالديار المصرية في عام 625 ه/ 1228 م وا ركبه بشعار السلطنة وتداول الا مراء حمل الغاشية بين يديه وا نزله بدار الوزارة وكان عمر الصالح نجم الدين في ذلك الوقت اثنتين وعشرين سنة وكان الملك الكامل يريد بذلك وضع تقسيم مبدي ي لمملكته بين ا بناي ه كما ا نه ا راد وضع ولاية العهد لابنه الصالح نجم الدين تثبيت ا له و لا بناي ه من بعده ا ذا حدث له مكروه وقد يكون للعداء القاي م بين الملك الكامل وا خويه المعظم عيسى والا شرف موسى ا ثره في ا علان ولاية العهد لابنه الصالح نجم الدين في ذلك الوقت كذلك كان الملك الكامل يخشى من عسكره فقد ا رسل المعظم عيسى في ا واخر عام 624 ه/ 1227 م رسالة ا لى ا خيه الكامل ابلغه فيها ا ن "جميع عسكرك معي وكتبهم عندي وا نا ا خذك بعسكرك" الا مر الذي جعل الملك الكامل يخشى الخروج من مصر لمساعدة ا خيه الا شرف ضد خطر الخورازمية ولم يخرج الملك الكامل من مصر ا لا بعد ا ن حصلت المراسلات مع الا مبراطور فردريك الثاني ووفاة ا خيه المعظم عيسى عام 624 ه/ 1227 م ي ضاف ا لى تلك الا سباب ا ن للصالح نجم الدين مكانة كبيرة عند والده لما اشتهر به من الفطنة (5) والذكاء وحسن التدبير في حين ا ن الملك الكامل كان يكره ا كبر ا بناءه الملك المسعود لتجبره هي السرج ا و الغطاء المزركش الذي يوضع على ظهر الفرس فوق البردعة وكان سلاطين الا يوبيين والمماليك بعدهم يخرجون في المواكب وبين ا يديهم غاشية وهي سرج من ا ديم مخرزة بالذهب يخالها الناظر جميعها مصنوعة من الذهب: ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 26 (5) القلقشندي صبح الا عشىج 4 ص 7 المقريزي السلوك ج 1 ص 349 المقريزي السلوك ج 1 ص 345 العروسي الحروب الصليبية في المشرق والمغرب ص المقريزي السلوك ج 1 ص عاشور سعيد الا يوبيون والمماليك ص العروسي الحروب الصليبية ص

32 وظلمه لذا ا بعده ا لى اليمن ا ما العادل الابن الا صغر للكامل فلم يكن قد تجاوز الثامنة من عمره في ذلك الوقت كل ذلك دفع الملك الكامل لا ن يوصي بولاية العهد من بعده في الديار المصرية لابنه الصالح نجم الدين وعندما خرج الملك الكامل ا لى الشام عام 625 ه/ 1228 م ا ناب عنه بمصر ابنه الصالح نجم الدين وا قام معه الا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ ليقوم بالا شراف على جمع الا موال وتسيير ا مور المملكة الصالح نجم الدين فمضى ا لى خدمة الملك الكامل ولكن فخر الدين بن الشيخ خاف على نفسه من صرامة وحزم ومنذ ذلك الوقت ا خذ الصالح نجم الدين يواجه العقبات والصعوبات في سبيل المحافظة على مركزه ا ذ لم تلبث ا ن وصلت الملك الكامل شكوى من زوجته ا م الملك العادل تشكو فيها الصالح (5) نجم الدين اتهمته فيها ا نه يسعى ا لى تولي العرش رغم ا ن والده ما زال على قيد الحياة وا نه اشترى ا لف مملوك واغتصب ا موال التجار فض لا عما ا سرفه من بيت المال وا نه ا ذا لم يدرك الملك الكامل البلاد سيطر الصالح نجم الدين عليها (6) وا خرجها هي وابنها العادل منها من الواضح ا ن تلك الشكوى الكيدية ا رادت بها زوجة الملك الكامل ا ن يحو ل ولاية العهد بالديار المصرية ا لى ولدها العادل ا ما ا كثار الصالح نجم الدين من شراء المماليك فكان لا نه ا ثناء المقريزي السلوك ج 1 ص ولد عام 617 ه/ 1220 م: المقريزي السلوك ج 1 ص 383 ابن العميدا خبار الا يوبيينص 26 المقريزيالسلوكج 1 ص 349 حسينحمديتاريخ الا يوبيين والمماليك ص 115 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 26 (5) ابن العميد ا خبار الا يوبيينص 26 انظر: العبادي ا حمد قيام دولة المماليك الا ولىص 92 خوري ميخاي يل سيرة الملك السلطان الظاهر بيبرس ص 27 (6) المقريزي السلوكج 1 ص

33 توليه نيابة مصر استاء من تصرفات بعض الا كراد ف عزل بعضهم وا حل محلهم الا مراء الا تراك تدعيم ا لحكم والده الذي لم يكن يثق هو الا خر في بعض ا مراي ه وعساكره لكن الملك الكامل انزعج من تلك الشكوى فقرر العودة ا لى مصر في رجب عام 627 ه/ 1230 م وا علن خلع ابنه الصالح نجم الدين من ولاية العهد وقبض على بعض الا مراء الذين اعتقد ا نهم وقفوا ا لى جانب ابنه ويرجح ا ن ا و لي ك الا مراء من المماليك الا تراك الذي قربهم الصالح نجم الدين ا ذ ا نه لم يكن يثق في الا كراد في ذلك الوقت وطالبهم برد الا موال التي ف رط فيها ابنه وا عاد ا لى التجار ما اغتصبه ابنه من ا موالهم وبذلك لم يعد الملك الكامل ا من ا من جهة الصالح نجم الدين حتى ا نه عندما خرج من مصر لصد خطر المغول سنة 629 ه/ 1232 م استجابة لنداء الخليفة العباس المستنصر استناب ابنه العادل في مصر واصطحب معه الصالح نجم الدين وجعله على را س الجيش الذي وجهه ا لى المغول وعندما فتح الكامل ا مد (5) وحصن كيفا قام بتعيين الصالح نجم الدين على ا مارة حصن كيفا ناي ب ا عنه عام 630 ه/ 1232 م ثم جعله ناي ب ا عنه في البلاد الشرقية كلها عام (6) 633 ه/ 1236 م العبادي ا حمد قيام دولة المماليك الا ولىص 94 التونجي محمد بلاد الشام ا بان الغزو المغولي ص 132 المقريزي السلوك ج 1 ص 360 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 122 ا عظم مدن ديار بكر تحيط بها دجلة وبها عيون قريبة يتناول ماو ها باليد: الحموي معجم البلدان ج 1 ص (5) حصن كيفا ا و قلعة الصخرة مدينة با رض الجزيرة على الضفة اليمنى لنهر دجلة كانت بها قلعة حصينة لها ا همية حربية وتجارية خاصة في العصور الوسطى وعندما ضعفت الدولة العباسية تتابع على حكمها الحمدانيون والمردانيون والا راتقة وظلت تابعة للسلاجقة حتى استولى عليها الا يوبيون عام 629 ه/ 1232 م: ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 233 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 367 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 16

34 ا راد الكامل بذلك التعيين ا ن ي بعد الصالح نجم الدين تمام ا عن مصر حتى يخلو الجو له ولولده العادل من بعده وقد جرت العادة في الدولة الا يوبية ا ن يعهد بالحكم في البلاد الشرقية البعيدة ا لى من ي راد ا بعاده عن السلطنة وذلك ما فعله صلاح الدين مع ا خيه العادل عندما ا راد ا زاحته عن ولاية العهد ومع ا ن الكامل قد ا وصى بالسلطنة لابنه العادل من بعده في الديار المصرية سنة 630 ه/ 1232 م وهو في الحادية عشرة من عمره بعد عزل الصالح نجم الدين ا لا ا ن الصالح نجم الدين ظل وفي ا لا بيه ولم يشترك في الحلف الا يوبي الم عادي بزعامة عمه الملك الا شرف موسى بل ا نه ا خذ الا ذن من ا بيه الكامل في استخدام بعض فلول الخوارزمية التي خرجت على طاعة سلطان الروم لتدعيم سلطانه وسلطان ا بيه في منطقة الجزيرة وبالفعل نجح في ضم سنجار ونصيبين (5) والخابور (6) ا لى ا ملاكه ثم توجه على را س قواته من الخوارزمية ا لى (7) الرحبة وهي ا ملاك المجاهد شيركوه صاحب حمص لمحاصرتها تنفيذ ا لا وامر ا بيه الملك الكامل (8) وعندما كان يحاصر الرحبة جاء خبر وفاة ا بيه فرفع الحصار عنها وغادرها ابن واصل م فر ج الكروب ج 2 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 367 المقريزي السلوك ج 1 ص 378 العريني المماليك ص 44 قاسم عبد قاسم الا يوبيين والمماليكص 122 مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل ا لى الشام: الحموي معجم البلدان ج 5 ص 288 (5) (6) (7) (8) اسم لنهر كبير بين را س عين والفرات من ا رض الجزيرة: الحموي معجم البلدان ج 2 ص 334 ابن العميد ا خبار الا يوبيينص 27 المقريزي السلوكج 1 ص 380 ناحية بين المدينة والشام قريبة من وادي القرى: الحموي معجم البلدان ج 3 ص 330 المقريزي السلوكج 1 ص

35 3) الدولة الا يوبية في عهد العادل الثاني: عندما توفي الملك الكامل عام 1238 م 635 ه/ اجتمع في دمشق كبار رجال الدولة الا يوبية ا مثال: سيف الدين علي بن قليح وعز الدين ا يبك وركن الدين الهيجاوي وعماد الدين وفخر الدين ا بناء شيخ الشيوخ واتفقوا على مبايعة الملك العادل الثاني بالسلطة باعتباره ولي عهد ا بيه في سلطنة الديار المصرية وا ن يكون عمه الملك الجواد بن مودود ناي ب ا عنه بدمشق لا نهم را وا ا ن لا يحكم دمشق ا لا رجل من الا سرة الا يوبية وا ن يبقى الصالح نجم الدين بالبلاد الشرقية التي عهد له ا بوه بها من قبل وكما يبدوا ا ن ذلك الاتفاق بين الا مراء هو الا ساس الذي وضعه الملك الكامل في تقسيم دولته بين ا بناي ه ولكن الا مر لم يخل من الا هواء الشخصية لا ن ا و لي ك الا مراء لم يراعوا مصلحة الدولة الا يوبية بل كانوا ينظرون ا لى مصلحتهم الخاصة ضاربين بمصالح الدولة ووحدتها عرض الحاي ط لذا مالوا ا لى الملك العادل الثاني لصغر سنه ووقفوا ا لى جانبه وابتعدوا عن الصالح نجم (5) الدين خوف ا من بطشه وهكذا ازداد انقسام الدولة الا يوبية بعد وفاة الملك الكامل ا ذ قس مت دولته بين ولديه العادل والصالح نجم الدين فولي حكم مصر ودمشق الملك العادل الثاني وولي حكم ا قليم الجزيرة وحصن كيفا الملك الصالح نجم الدين ا ما باقي الا مارات الا يوبية فظلت في ا يدي ا صحابها من الا مراء المقريزي السلوكج 1 ص 382 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 13 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 153 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 196 ابن ا ياس بداي ع الزهور ج 1 ص 268 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 23 ابن خلكان وفيات الا عيان ج 4 ص 176 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 192 (5) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 269 المقريزي السلوك ج 1 ص

36 الا يوبيين فكان في حلب الملك ا لناصر الثاني صلاح الدين بن يوسف بن الملك العزيز بوصاية جدته ضيفة خاتون وفي حمص الملك صلاح الدين شيركوه الثاني بن الملك القاهر (2 ) و في حماة الملك المظفر الثاني تقي الدين محمود و في بعلبك و بصرى والسواد الملك الصالح ا سماعيل بن الملك العادل الا ول و في الكرك الملك الناصر داود بن الملك المعظم ( 3) عيسى لقد ساءت العلاقات بين ا مراء الدولة الا يوبية و انتشرت بينهم روح العداء و التنافس بسبب مطامعهم الشخصية و كان من الطبيعي ا ن يكره ا عداء الملك الكامل من ا بناء البيت الا يوبي سلطنة ابنه العادل الثاني سيما و ا نه صغير السن فلم يعترف كل من الملك الناصر صاحب حلب والملك ا سد الدين شيركوه صاحب حمص بسلطنة الملك العادل الثاني واستمر تحالفهما مع السلطان غياث الدين كيخسرو سلطان سلاجقة الروم ( 5) ا ما الصالح ا سماعيل صاحب بعلبك و الناصر داود صاحب الكرك فقد طمع كل منهما في الاستيلاء على دمشق لاعتقاده با حقيته في ملكها ا ذ ا ن الملك الكامل قد استولى عليها من الناصر داود عام 626 ه / 1229 م ( 6) بعد وفاة الملك المعظم عيسى وا عطاها لا خيه الا شرف موسى ثم استولى عليها الكامل مرة ( 7) ا خرى من يد الصالح ا سماعيل الذي وليها بعد وفاة ا خيه الا شرف (5) (7) المقريزي السلوك ج 1 ص 334 انظر: عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 814 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص ابن العديم زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص القرماني ا خبار الدول مج 2 ص 260 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 299 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 128 (6) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 657 المقريزي السلوك ج 1 ص 350 المقريزي السلوك ج 1 ص

37 حاول كل من الناصر داود و الصالح ا سماعيل الاستفادة من الصراع القاي م بين الا خوين الصالح نجم الدين والعادل الثاني حيث كان الصراع الا ساسي بين ا بناء البيت الا يوبي هي محاولة الصالح نجم الدين انتزاع سلطنة الديار المصرية ودمشق من ا خيه العادل الثاني لاعتقاده ا نه ا حق بالسلطنة من ا خيه وبزعامة البيت الا يوبي بعد ا بيه الملك الكامل تولى الصالح نجم الدين ا مر البلاد الشرقية نيابة عن والده و لم يجرو ا حد على مهاجمته طوال حياة والده عندما جاءه خبر وفاة ا بيه و هو يحاصر الرحبة 635 ه / 1238 م تمردت عليه القوات الخوارزمية التي كان يقودها و حاولت القبض عليه ا لا ا نه هرب ا لى سنجار و (1 ) احتمى بها كذلك طمع غياث الدين كيخسرو سلطان سلاجقة الروم في ا ملاك الصالح نجم الدين و تصرف فيها و كا نها ا صبحت جزء من دولته فقام بتوزيعها على حلفاي ه فا عطى الناصر صاحب حلب الرها و سروج و ا عطى ناصر الدين الا رتقي صاحب ماردين سنجار و نصيبين ( 4) كما ا عطى ا سد الدين شيركوه صاحب حمص عانة و غيرها من بلاد الخابور و عزم على ( 6) ( 5) ا ن يا خذ لنفسه ا مد و سميساط و بالفعل توجه ا لى ا مد لمحاصرتها حيث كان بها توران شاه بن الصالح نجم الدين كما طمع ا يض ا في الصالح نجم الدين الملك الرحيم بدر الدين لو لو صاحب الموصل الذي سار بقواته و حاصر سنجار باعتبار ا نها كانت من ا ملاك ا تابكة الموصل فطلب (7 ) الصالح نجم الدين منه الصلح لكنه رفض و في النهاية استطاع الصالح نجم الدين بذكاي ه ا ن ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 135 المقريزي السلوك ج 1 ص 384 العريني المماليك ص 44 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 299 العريني مصر في عهد الا يوبيين ص 128 هي بلدة قريبة من حران من ديار مضر فتحت في عهد عمر بن الخطاب: الحموي معجم البلدان ج 3 ص 216 (5) (6) بلدة صغيرة على جزيرة في وسط الفرات يطوف بها خليج الفرات: الا صطخري المسالك و الممالك ص 54 مدينة على شاطي الفرات من ناحية الشام: الحموي معجم البلدان ج المقريزي السلوك ج 1 ص 384 (7) ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص

38 (1 ) يتخلص من تلك المحنة و ا ن يخرج من سنجار ا لى حصن كيفا تسليم دمشق ا لى الصالح نجم الدين : كانت دمشق تحت حكم الملك الجواد نيابة عن ابن عمه الملك العادل الثاني و لم يختلف الملك الجواد عن بقية ا مراء الدولة الا يوبية في السعي نحو التوسع و زيادة ا ملاكه على حساب غيره من ا مراء البيت الا يوبي و قد استهل الملك الجواد حكمه بالانتصار على الناصر داود الذي حاول الاستيلاء على دمشق على اعتبار ا نه ا حق بها و عاد منهزم ا ا لى الكرك ا فزع هذا التطور الملك العادل الثاني الذي استشعر خطر قوة الملك الجواد المتزايدة فسارع ا لى مكاتبة الملك الجواد يا مره بالرجوع ا لى دمشق و رد بلاد الناصر داوود ا ليه فا فشل الملك الجواد ا مر الملك العادل الثاني و لكن الملك العادل الثاني لم يكتف بذلك و قرر صرف ( 4) (3 ) الملك الجواد عن النيابة في دمشق فعرض عليه تسليم دمشق مقابل ا قطاع بمصر ا درك الملك الجواد ا ن دمشق لن تبقى له وانه لا طاقة له بمقاومة الملك العادل الثاني ( 5) وخشي من تسليم دمشق ا ليه وا ن العادل لن يعطيه على حد قوله"ا لا خبز ا قلي لا بالديار المصرية" لذا ا رسل ا لى الصالح نجم الدين وعرض عليه ا ن يسلمه دمشق مقابل ا ن يعوضه عنها سنجار والرقة وعانة و كان بيد الصالح نجم الدين ا مد و بلادها و ما كان بيد الملك الكامل و الملك (6 ) الا شرف من بلاد الشرق (5) (6) ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 166 المقريزي السلوك ج 1 ص 384 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 193 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 163 المقريزي السلوك ج 1 ص 390 ابن واصل مفر ج الكروب ج 3 ص 200 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 197 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

39 فرح الصالح نجم الدين بذلك العرض و حلف له على الوفاء و زاده الجديدة (1 ) و نتيجة لذلك الاتفاق رتب الصالح نجم الدين ا وضاعه فجعل ابنه توران شاه على بلاد الشرق (2 ) و ا مره بالا قامة بحصن كيفا و ا قام نواب ا با مد و ديار بكر ثم توجه الملك الصالح نجم الدين ا لى دمشق لتسلمها من الملك الجواد الذي ا صابه الندم بعد ا ن راودته الشكوك في ا ن يستولي ( 3) " الصالح نجم الدين منه على دمشق دون ا ن يعطيه شيي ا قال الذهبي:" ثم ا كل الجواد يديه ندم ا و لكن الصالح نجم الدين وفى له بما وعده فغادر الملك الجواد دمشق متجه ا ا لى الشرق و تسلم / ( 4) سنجار و البلاد التي عينت له و دخل الصالح نجم الدين دمشق ا ول جمادي الا خرة 636 ه (5 ) 1239 م لم يكن تسلم الصالح نجم الدين دمشق سوى الخطوة الا ولى نحو تحقيق حلمه واستعادة جميع البلاد التي جعلها له ا بوه من قبل و تولي عرش السلطنة في مصر وكان الملك المظفر (6 ) صاحب حماة الحليف المخلص للصالح نجم الدين فدخل دمشق معه ا قلق استيلاء الصالح نجم الدين على دمشق الملك العادل الثاني و خاف منه خوف ا شديد ا ا ذ ا يقن ا نه لابد و ا نه سيتجه ا لى مصر و لا سيما ا ن الرا ي العام فيها ماي ل ا لى جانب الصالح (7 ) نجم الدين ا ضافة ا نه ا كبر سن ا و ا حسن سيرة و ا عظم هيبة و ا جدر بالقيام با عباء الدولة اسم قلعة في كورة بين النهرين التي بين نصيبين و الموصل و هي قديمة و حصينة جد ا وا عمالها متصلة با عمال حصن كيفا: الحموي معجم البلدان ج 2 ص 115 المقريزي السلوك ج 1 ص 390 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 129 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 355 (5) (6) (7) الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 141 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 269 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 204 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 163 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 137 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 341 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 199 المقريزي السلوك ج 1 ص 391 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص

40 و بالفعل جاء وفد من ا مراء المصريين ا لى الصالح نجم الدين وطلبوا منه ا ن يسرع بالتقدم ا لى الديار المصرية ووعدوه بالمساعدة والوقوف ا لى جانبه و انضمام العسكر المصري (1 ) ا ليه و جاء في قولهم له:" ا نه متى دخل الرمل انفضت العسكر كلهم ا ليه" واغتنم الناصر داود فرصة نجاح الصالح نجم الدين و انتصاره وا راد تحقيق هدفين مع ا : فيثا ر من الملك العادل الثاني و في الوقت نفسه تعود ا ليه دمشق و جميع البلاد التي كانت بيد ا بيه المعظم عيسى فراسل الملك الصالح نجم الدين يو ازره ضد ا خيه العادل الثاني على ا ن يعيد ا ليه (2 ) ا ملاك ا بيه المعظم عيسى فوعده الصالح نجم الدين بذلك عندما يتم له دخول مصر فلم ( 3) يوافق الناصر داود على ذلك وتوجه ا لى القاهرة لمناصرة العادل الثاني ضد الصالح نجم الدين و في الوقت ذاته توافدت على الصالح نجم الدين رسل المظفر صاحب حماة تدعوه ا لى محاصرة حمص والاستيلاء عليها و كان المظفر يسعى لتحقيق ا هدافه الشخصية بمحاصرة حمص انتقام ا من صاحبها شيركوه ووقع الصالح نجم الدين في حيرة من ا مره ا ما ا ن ينزل ا لى حمص ا و يتوجه ا لى مصر التي جاءه رسلها يدعونه للقدوم عليهم على ا ن يقفوا بجانبه و يسهلوا له (4 ) ا مر الاستيلاء عليها خرج الصالح نجم الدين من دمشق في 28 رمضان عام 636 ه / 1239 م على را س خمسة ا لاف جندي متوجه ا ا لى مصر تارك ا وراءه في دمشق المغيث فتح الدين عمر و التقى (5 ) في خربة اللصوص بمن هب للقاي ه من عسكر مصر الذين ا طمعوه في ملكها و قالوا له: " ا ن (5) ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 206 المقريزي السلوك ج 1 ص 391 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 انظر: العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 130 المقريزي السلوك ج 1 ص 391 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص تقع على الطريق بين دمشق و بيسان : الحموي معجم البلدان ج 2 ص 447 ابن نظيف الحموي التاريخ المنصوري ج 1 ص

41 الديار المصرية في يده و ا نه ا ذا توجه ا ليها لا يرده راد و ا ن جميع عساكرها ا ذا وصل ( 1) يدخلون في طاعته و يتخلون عن ا خيه الملك العادل " و قد استولى الصالح نجم الدين و هو في طريقه ا لى مصر على ا ملاك الناصر داود الذي ( 2) كان قد توجه ا لى مصر للوقوف بجانب العادل الثاني ضد الصالح نجم الدين الذي اختلف معه لقد كان موقف العادل الثاني خطير ا جد ا لانشقاق جيشه و زاد من خطورة موقفه ا ن الا مير فخر الدين بن شيخ الشيوخ ا جل الا مراء لديه و ا عظمهم عنده كاتب الصالح نجم الدين يدعوه ا لى سرعة الوصول ا لى مصر و كان الناصر داود قد اكتشف مراسلة فخر الدين للصالح نجم الدين وا خبر العادل الثاني بذلك فغضب العادل الثاني على فخر الدين واعتقله في قلعة الجبل ورا ى الصالح نجم الدين ا ن يستعين بعمه الملك الصالح ا سماعيل صاحب بعلبك و طلب منه مساعدته على دخول مصر و انتزاعها من ا خيه العادل الثاني ا لا ا ن الصالح ا سماعيل اكتفى با ن وعده بالوصول ا ليه و قام با رسال ابنه الملك المنصور نور الدين محمود ناي ب ا عنه و قد ا ضمر (4 ) في نفسه استغلال الموقف للسيطرة على دمشق من الصالح نجم الدين و في الوقت ذاته حاول الخليفة العباسي المستنصر باالله الا صلاح بين الا خوين العادل الثاني و الصالح نجم الدين و ا رسل من ا جل تلك المهمة محي الدين يوسف بن جمال الدين بن (5 ) الجوزي رسو لا ا لى الصالح نجم الدين حيث حاول الخليفة العباسي ا رضاء جميع الا طراف على ا ساس ا ن تكون دمشق و بلادها التي كانت مضافة ا ليها زمن الملك الا شرف بن العادل ا لى ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 214 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 المقريزي السلوك ج 1 ص 392 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 215 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 28 (5) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص

42 الصالح نجم الدين و يرد ا لى الناصر داود ما ا خذ منه من البلاد و تكون الديار المصرية للملك (1 ) العادل الثاني و يتفق الجميع و تنتهي الصراعات بينهم و بالفعل قام محي الدين رسول الخليفة العباسي وولده شرف الدين بن محي الدين بدور كبير في ا قرار تلك المصالحة و كادت المصالحة ا ن تتم لولا تطور الا حداث و التي تسبب بها ( 2) الصالح ا سماعيل صاحب بعلبك الطامع في دمشق ظلت رسل القوات المصرية تتوافد على الصالح نجم الدين بنابلس تستحثه على سرعة المجيء ا لى مصر و لكنه فضل المكوث في نابلس منتظر ا عمه الصالح ا سماعيل ليتجها مع ا ا لى ( 3) مصر حسب اتفاقهما ا لا ا ن الصالح ا سماعيل غدر به و ا خذ يقدم الا عذار للصالح نجم الدين ليمتنع عن المسير ا ليه و قام با رسال ابنه المنصور ناي ب ا عنه لخدمة الصالح نجم الدين حتى ( 4) يصل هو بنفسه لخدمته علم الملك المظفر صاحب حماة و الحليف المخلص للصالح نجم الدين بمو امرة الصالح ا سماعيل فرا ى المظفر ا ن يرسل جماعة من عسكره بقيادة سيف الدين الهذباني ا لى دمشق ( 5) للوقوف ا لى جانب الملك المغيث بن الصالح لحفظهما للصالح نجم الدين و اتفق المظفر مع سيف الدين ا ن يتظاهر سيف الدين بالخروج على ولاي ه للمظفر بحجة ا نه ينوي تسليم حماة للفرنج و لكن الحيلة لم تخف على شيركوه صاحب حمص الذي قبض على سيف الدين و بعض ا تباعه من (6 ) ا كابر حماة و قد ظل سيف الدين في سجنه بعد موت شيركوه (5) (6) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 218 المقريزي السلوك ج 1 ص 395 المقريزي السلوك ج 1 ص 395 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 726 انظر: حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص 125 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 المقريزي السلوك ج 1 ص 396 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 226 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 المقريزي السلوك ج 1 ص

43 استغل الصالح ا سماعيل و شيركوه صاحب حمص خلو دمشق ممن ي حفظها فصاحب حماة الملك المظفر ا صبح ضعيف ا و الصالح نجم الدين بعيد عن دمشق و ليس في دمشق سوى الملك المغيث عمر بن الصالح و ليس في مقدوره الدفاع عنها فقام الصالح ا سماعيل بمحاصرة (1 ) دمشق في صفر عام / 637 ه 1239 م سبتمبر و دخلها بمساعدة حليفه شيركوه حيث توجها و (3 ) ( 2) ا ليها من اتجاهين الصالح ا سماعيل من جهة عقبة دمر ا ما شيركوه من ثنية العقاب لم تستطع حامية دمشق الدفاع عنها و استسلمت و دخلها الصالح ا سماعيل و شيركوه و ظل الصالح ا سماعيل في دمشق ناي ب ا عن الملك العادل الثاني و قال لا هل دمشق : " ادعوا للسلطان ( 4) الملك العادل فا نا ناي به و غلامه " اعتقال الصالح نجم الدين : فشل الصالح نجم الدين في تدارك الا مر قبل سقوط دمشق في يد الصالح ا سماعيل و تغير عليه عسكره و وردت ا ليهم مكاتبات من الصالح ا سماعيل تستميلهم حتى فسدت نياتهم ( 5) وعزموا على مفارقة الصالح نجم الدين لوجود ا هاليهم بدمشق و ليا سهم من ا ن تقوم للصالح نجم الدين بعد ذلك قاي مة و ا ن ا مره قد تلاشى بالكلية كما ا رسل الملوك و الا مراء الذين كانوا بصحبة الصالح نجم الدين يقولون: " ا ننا لا يمكننا القيام معك ها هنا و ا هلنا و ا ولادنا بدمشق ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 انظر: عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 117 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 356 قاسم عبده قاسم الا يوبيين و المماليك ص 125 مكان مشرف على غوطة دمشق من جهة الشمال في طريق بعلبك : الحموي معجم البلدان ج 2 ص 463 فرجة في الجبل الذي يطل على غوطة دمشق من ناحية حمص تقطعه القوافل المغربة ا لى دمشق من الشرق : الحموي معجم البلدان ج 2 ص 85 البكري معجم ما استعجم ج 3 ص 826 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 229 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 141 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 183 (5) ابن كثيرالبداية والنهاية ج 13 ص 138 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 273 الحنبلي شفاء القلوب ص

44 ( 1) فا ذن لنا بالسفر ا لى دمشق فا ذن لهم و كان من بين الذين رحلوا ابن واصل " ا ما خادمه شهاب الدين فاخر " فنهب شيي ا كثير ا من قماشه و خزاي نه و اصطحب معه جماعة من مماليكه (2 ) الا صاغر وغلمانه و هرب مع العسكر بهم " و هكذا ساءت ا حوال الصالح نجم الدين بعد ا ن تركه معظم ا نصاره و رحلوا عنه وهو (4 ) ( 3) ينظر ا ليهم و بقي معه من مماليكه ما دون الماي ة رجل و جاريته شجر الدر ا م خليل ا قام الصالح نجم الدين ببيسان بقية يومه بعد ا ن تركه معظم جنده و لما وصل الليل ا مر (5 ) با لا تشعل الفوانيس و لا المشاعل ثم رحل بمن بقي معه من مماليكه و انقسم الرا ي بين ا صحابه فمنهم من را ى التوجه ا لى حصن الشقيف و التحصن به فلم يوافق خوف ا من ا ن يلاحقه الصالح ا سماعيل و منهم من ا شار بالتوجه ا لى حصن كيفا فلم يوافق ا يض ا خوف ا من ا ن يلحق به و لاسيما و ا ن المسافة بعيدة و لكن الصالح نجم الدين فضل التوجه ا لى ابن عمه الملك الناصر (6 ) داود في نابلس و في الطريق طمع فيه ا هل الغور و القباي ل و كان مقدمهم شيخ ا جاه لا يقال له من "تبل" ا هل بيسان قد سفك الدماء فا غار على عسكر الصالح نجم الدين و نهب منه و استمر في ا غارته عليهم حتى وصل ا لى سبسطية فوقع بينهم قتال تمكن عسكر الصالح نجم الدين من هزيمته (5) (6) ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 233 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 168 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 233 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 726 المقريزي السلوك ج 1 ص 397 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 273 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 130 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 235 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 235 الحنبلي شفاء القلوب ص

45 ( 1) و كان ذلك عام 637 ه / 1239 م ثم مضوا ا لى نابلس و نزلوا بظاهرها ( 2 ) عاد الناصر داود من مصر دون ا ن يتفق مع العادل الثاني و علم بما حل بالصالح نجم الدين و ضياع دمشق و لم يكن الناصر داود قد نسى ا ن الصالح نجم الدين قد استولى على ا ملاكه و هنا التجا ا لى الحيلة و الخداع فتظاهر بالود و الصداقة للصالح نجم الدين بينما ضمر (3 ) في نفسه العداء و الانتقام و انتهى الا مر باعتقال الصالح نجم الدين بعد حيلة بارعة قام بها الناصر داود حيث ا رسل عماد الدين بن موسك و الظهير بن سنقر الحلبي و ثلاثماي ة فارس فركب الصالح نجم الدين و التقى بهم فسلموا عليه بالسلطنة و قالوا له: " طيب قلبك ا نما ا لى ( 4) بيتك جي ت " فقال الصالح: "لا ينظر ابن عمي فيما فعلت فلا زال الملوك على هذا و قد ( 5) جي ت ا ليه ا ستجير به" فقالوا: " قد ا جارك و ما عليك با حسن" و ا قاموا عنده عدة ا يام و في ا حدى الليالي ضربوا البوق و ا شاعوا ا ن هنا هجوم ا من الصليبيين فركب مماليك الصالح ورحلوا جميع ا ا لى سبسطية و تقدم عماد الدين ابن سنقر على را س قواتهما ا لى حيث ينزل الصالح نجم الدين و قالوا له: "نطلع ا لى الكرك فا ن ابن عمك له بك اجتماع" ثم ا خذوا سيف ) الصالح نجم الدين فظهرت الخدعة (7 ) (6 وكانت شجر الدر حام لا فسقطت و ا لقوا القبض على (8 ) الصالح نجم الدين وتوجهوا به ا لى الكرك في ربيع الا ول من عام / 1239 م 636 ه ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 29 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 المقريزي السلوك ج 1 ص 397 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 273 (5) (6) (7) (8) المقريزي السلوك ج 1 ص 397 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 المقريزي السلوك ج 1 ص 397 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 273 الحنبلي شفاء القلوب ص 333 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 29 انظر: حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص

46 و لم يكن مع الصالح نجم الدين سوى الا مير ركن الدين بيبرس و زوجته شجر الدر ا م ولده (1 ) خليل و قد ا حسن الناصر داود معاملة الصالح نجم الدين و بعث يقول له: " ا نما فعلت هذا احتياطي ا عليك لي لا يصل ا ليك مكروه من ا خيك و لا من عمك ولو لم ا سيرك ا لى الكرك لقصداك ( 2) و ا هلكاك" كما ا مر شهاب الدين و نجم الدين بملازمة الصالح نجم الدين و هما من ا خلص ا مراء الناصر داود كما كان ا ولاد الناصر داود في خدمة الصالح نجم الدين و يحضرون له كل (3 ) ما يشتهيه من الطعام و الشراب و الملبس فكان لا يفتقد ا لا الملك و قد قال الصالح نجم الدين (6 ) ( 5) فيما بعد : " ( 4) لقد ا ركبوني بغلة بغير مهماز ولا مقرعة و ساروا على الرمة في ثلاثة ( 7) ا يام واالله ما كلمت ا حد ا منهم كلمة و لا ا كلت لهم طعام ا حتى جاء خطيب الرمة و معه بردة و عليها دجاجة فا كلت منها و ا قاموا بي في الرمة يومين و ما ا علم ايش كان المقصود فا ذا بهم يريدون ا ن يا خذوا طالع ا نحس ا يقضي ا لا ا خرج من سجن الكرك ثم ا دخلوني على الكرك لي لا على الطالع الذي كان سبب سعادتي و نحوسهم ووكلوا بي مملوك ا فظ ا غليظ ا يقال له زريق و كان ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 المقريزي السلوك ج 1 ص 397 انظر:قاسم عبده قاسم الا يوبيين و المماليك ص 125 (5) (6) (7) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 241 المقريزي السلوك ج 1 ص 398 هي ا لة من حديد تكون في رجل الفارس في مو خرة الخف مصنوعة من ذهب خالص ا و من حديد مطلي بالذهب ا و الفضة: القلقشندي صبح الا عشى ج 1 ص 244 هي عبارة عن ا لة تستخدم للضرب عند حدوث مخالفة ا و تستخدم ا ثناء ركوب الخيل لضرب الفرس: الحموي معجم الا دباء ج 1 ص 261 ابن بطوطة رحلة ج 1 ص 449 الثعالبي يتيمة الدهر ج 1 ص 497 قاع عظيم بنجد تصب فيه عدة ا ودية : البكري معجم ما استعجم ج 2 ص 675 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 المقريزي السلوك ج 1 ص 397 انظر: عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص

47 (1 ) ا ضر على من كل ما جرى " ا ما رجال الصالح نجم الدين الذين ظلوا معه و رافقوه ا لى بلاد الناصر داود فقد خيرهم الناصر داود ا ما ا ن يقيموا عنده و يجري عليهم من الا حسان و الا نعام ما كان جاري ا عليهم في ا يام مخدومهم و ا ما ا ن يسافروا حيث شاءوا و وعدهم ا نه سوف يطلق سراح نجم الدين و يقوم (2 ) بنصرته ا ذا ا مكنه ذلك فانقسم مماليك الصالح نجم الدين ففضل بعضهم السفر ا لى دمشق و منهم حسام الدين الهذباني و زين الدين و فضل الا خرون البقاء مع الصالح نجم الدين و (3 ) منهم بهاء الدين زهير و شهاب الدين بن سعد الدين و لما علم الملك العادل الثاني بما جرى لا خيه الصالح نجم الدين و ضياع دمشق منه سر كثير ا و قد عبر عن سعادته جهر ا فا مر بضرب البشاي ر و تزيين البلاد في مصر " و عمل سماط ا عظيم ا في الميدان الا سود تحت قلعة الجبل و عمل قصور ا من حلوى و ا حواض ا من سكر و ليمون و ا لف و خمسماي ة را س شواء (4 ) و مثلها طعام ا " و ظن الملك العادل ا نه قد ا من و لكنه لم يقنع بسجن ا خيه فا رسل ا لى الناصر داود يطلب منه تسليمه الصالح نجم الدين وا ن يرسله في قفص من حديد ووعده مقابل ذلك ا ن يعطيه مبلغ ا كبير ا من المال و لكن الناصر داود رفض ذلك الطلب فهدده الملك العادل ( الثاني با ن يقصد بلاده و يا خذها منه 5) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 727 المقريزي السلوك ج 1 ص 398 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 242 المقريزي السلوك ج 1 ص 398 المقريزي السلوك ج 1 ص 398 (5) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 المقريزي السلوك ج 1 ص 398 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 275 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 343 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص

48 و لم يكن العادل الثاني وحده هو الذي طلب تسليم الصالح نجم الدين ا ليه بل تلقى الناصر داود طلب ا من الصالح ا سماعيل صاحب دمشق و ا سد الدين شيركوه صاحب حمص بتسليمه ا ليهما (1 ) و لكن الناصر داود رفض طلبهم ا يض ا و من الملاحظ ا ن رفض الناصر داود تلك الطلبات رغم العروض المغرية من الملك العادل الثاني و الصالح ا سماعيل و ا سد الدين شيركوه ا نما يعود ا لى شعوره با همية الصالح نجم الدين و مكانته في الا سرة الا يوبية باعتباره الا بن الا كبر للملك الكامل كما ا ن الناصر داود را ى ا ن الملك العادل الثاني لم يكن كفو ا لتحمل المسي ولية و تولى السلطنة حيث كان صبي ا و ضعيف الشخصية و ميا لا ا لى اللهو ا طلاق سراح الصالح نجم الدين : حاول الناصر داود ا ثبات قوته ا ثناء وجود الصالح نجم الدين في السجن فدخل مدينة القدس ( 2 ) عام 637 ه /1240 م و طهرها من الفرنج الذين لم يجدوا ا مامهم سوى الرحيل ا لى بلادهم و في تلك الا ثناء حاول الخليفة العباسي المستنصر باالله الا صلاح بين الصالح ا سماعيل و الناصر داود و الملك العادل الثاني و لكن محاولاته فشلت بسبب تصميم الناصر داود على (3 ) استرداد ا ملاك ا بيه و ا ثناء تحرك رسل الخليفة العباسي في المنطقة وصل جمال الدين بن مطروح حماة و ا قنع الملك المظفر صاحب حماة جمال الدين بن مطروح ا ن يناصر الصالح نجم ( 4) الدين فوافق جمال الدين و سافر ا لى الشرق حيث اجتمع بمقدم الخوارزمية حسام الدين بركة خان و طالبه بمناصرة الصالح نجم الدين و سلمه رسالة في هذا المعنى من الناصر داود شرح ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 183 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 343 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 247 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 164 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص

49 فيها موقفه من الصالح نجم الدين و ا وضح ا نه لم يعتقله في الكرك " و ا نما صان با نزاله الكرك ( 2 ) (1 ) مهجته خوفا من ا خيه الملك العادل و عمه الصالح " ووعد با نه سيخرجه و يملكه البلاد و طلب من الخوارزمية ا ن يتحركوا لنصرته و رسم لهم طريق ذلك التحرك حيث طلب منهم ا ن ( 3) يغيروا على بلاد حلب و بلاد حمص كما ا ن المظفر ا رسل القاضي شهاب الدين ا براهيم قاضي حماة رسو لا في الظاهر ا لى الملك العادل الثاني بمصر و حمله رسالة في الباطن ا لى الناصر داود ا شار عليه با طلاق سراح الصالح نجم الدين و مساعدته على ا خذ مصر فوعد الناصر داود بذلك و حلف عليه و مما ساعد ا يض ا على ا طلاق سراح الصالح نجم الدين من سجنه ا ن العادل الثاني كان قد اتفق مع الناصر داود على ا عطاي ه دمشق ا ذا فتحت فلما استولى عليها الصالح ا سماعيل تراجع العادل الثاني عن وعده للناصر داود و شكره على فعله فعز على الناصر ذلك ( 4) الفعل و ا طلق سراح الصالح نجم الدين و على الجبهة الا خرى المعادية للصالح نجم الدين (5 ) 1240 م كانت وفاة ا سد الدين شيركوه صاحب حمص عام / 637 ه ا فرج الملك الناصر داود عن الصالح نجم الدين في رمضان عام 637 ه 1240 م /ا بريل (6 ) بعد ا ن ظل في السجن سبعة ا شهر توجه الصالح نجم الدين ا لى نابلس بعد ا طلاق سراحه بناء على طلب الناصر داود و ضرب له دهليز السلطنة و اجتمع مع مماليكه و ا صحابه الذين كانوا (5) ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 249 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 249 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 249 المقريزي السلوك ج 1 ص 400 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 29 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 280 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 29 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 الحنبلي شفاء القلوب ص

50 (1 ) عند الناصر داود كذلك ا مر الناصر داود خطيب نابلس بقطع الخطبة للعادل الثاني و ا ن ( 2 ) يجعلها للصالح نجم الدين ثم توجه الناصر داود و الصالح نجم الدين ا لى القدس حيث اجتمعا عند الصخرة المقدسة و ا قسما ا ن يفي كل منهما لصاحبه فيملك الصالح نجم الدين مصر و الناصر داود دمشق و حمص و حماة و حلب وبلاد الجزيرة و ديار بكر و الموصل و ( 3) نصف ما في الخزاي ن من الا موال و الجواهر و الخيل و الثياب و غيرها وقد قال الصالح نجم ( 4) الدين: " حلفني على شيء ما تقدر عليه ملوك الا رض فحلفت تحت القهر و السيف " ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 المقريزي السلوك ج 1 ص عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 344 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 259 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 275 الحنبلي شفاء القلوب ص 334 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 728 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 139 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 275 الحنبلي شفاء القلوب ص

51 - توليه الحكم في مصر وا هم العوامل التي ساعدته على ذلك : سار الصالح نجم الدين و الناصر داود في جيشهما ا لى غزة و وصلت الا خبار ا لى الملك ( 1) " العادل الثاني بمصر " فانزعج و ا مر بخروج الدهليز السلطاني و العساكر ووصل ا لى بلبيس و منها ا رسل العادل الثاني ا لى حليفه الصالح ا سماعيل صاحب دمشق ليخرج هو الا خر بقواته ليواجها الخطر و يشتركا مع ا في القبض على الصالح نجم الدين و الناصر داود و ينتزعا البلاد من ا يديهما و بالفعل استجاب الصالح ا سماعيل و تحرك وفق ا لما طلبه منه العادل الثاني (2 ) و انضم ا ليه الملك المنصور ا براهيم صاحب حمص و نزلا بالفوار من ا رض السواد لقد استشعر الصالح نجم الدين و حليفه الناصر داود بخطورة الموقف و علما ا ن لا طاقة لهما بمواجهة العادل الثاني القادم من مصر و الصالح ا سماعيل القادم من دمشق فقررا العودة ( 3) ا لى نابلس و عزما على التوجه ا لى الكرك للاحتماء به و يقال ا ن الناصر داود قد اختلفت نيته و عزم على رد الصالح نجم الدين ا لى سجن الكرك و مصالحة العادل الثاني و الصالح (4 ) ا سماعيل لا يستبعد ما قيل عن الناصر داود حيث كان يتلون و يتقلب داي م ا حسب السياسة ووفق ا لمصالحه الشخصية حيث ا ن الناصر داود كان يحاول داي م ا الاستفادة من وجود الصالح نجم الدين تحت يده و كان يعد وجود الصالح نجم الدين تحت يده كورقة رابحة يستغلها حسب الموقف ووقت الحاجة المقريزي السلوك ج 1 ص 401 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 344 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 166 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 261 المقريزي السلوك ج 1 ص 401 ابن واصل مفر ج الكروب ج 5 ص 261 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

52 و لكن عام لا مهم ا لعب دوره في تلك الا ثناء حيث استغل ا مراء مصر فرصة ا طلاق سراح الصالح نجم الدين و تحالفه مع الناصر داود و خروج العادل الثاني على را س قواته ا لى (1 ) بلبيس فقام الا مير عز الدين ا يبك مقدم المماليك الا شرفية و اتفق مع باقي الا مراء الا شرفية (3 ) (2 ) على خلع العادل الثاني و القبض عليه ووافقهم على ذلك الا مراء الكاملية و منهم جوهر التوبي و شمس الخواص و مسرور الكاملي و كافور الفاي زي فركبوا لي لا و ا حاطوا بدهليز (4 ) الملك العادل الثاني و قبضوا عليه ليلة الجمعة 8 ذي القعدة سنة 637 ه / 1240 م و لم يتحرك ا حد من الا مراء لنصرته ا لا ا ن بعض الا كراد هموا لتخليص سلطانهم و لكنهم هزموا و عادوا ( 5) ا لى القاهرة سار الصالح نجم الدين و الناصر داود ا لى مصر بعد ا ن وصلت عليهما الرسل تستدعيهما لتسلم الحكم بعد ا ن تا كدوا من القبض على العادل الثاني ووصلا ا لى بلبيس حيث كان العادل ( 6) الثاني متحفظ ا عليه في خيمة صغيرة من المماليك الا شرفية و تسلم الصالح نجم الدين ا خاه العادل الثاني و سار في قبضته ثم سار ا لى القاهرة فتلقاه رسول الخليفة محي الدين بن الجوزي ( 7) و رسول المظفر صاحب حماة القاضي شهاب الدين هم مماليك الا شرف موسى صاحب دمشق كانوا في خدمة الملك الكامل بعد استيلاي ه على دمشق ثم ا صبحوا في خدمة العادل الثاني بعد توليه السلطنة : ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 243 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 المقريزي السلوك ج 1 ص 401 ص 95 (5) (6) ( 7 ) هم مماليك الملك الكامل بن العادل و كانوا يميلون ا لى الملك الصالح نجم الدين : المقريزي السلوك ج 1 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 المقريزي السلوك ج 1 ص 401 المقريزي السلوك ج 1 ص 401 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 238 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 265 المقريزي السلوك ج 1 ص

53 (1 ) دخل الصالح نجم الدين ا لى قلعة الجبل في ذي القعدة سنة 637 ه / 1240 م و قد " زينت القاهرة و ظواهرها و قلعة الجبل زينة عظيمة وفرح الناس به فرح ا شديد ا لنجابته (2 ) " و شهامته و استحقاقه الملك ا ما الناصر داود فنزل بدار الوزارة ( 3) ووصلت ا لى القاهرة الخلع الخليفية فلبسها الصالح نجم الدين وا صبح صاحب الحكم الشرعي في البلاد في حين بقى العادل الثاني في (4 ) سجنه و لقد فرح ا يض ا الملك المظفر صاحب حماة الذي كانت قد ساءت ا حواله بسبب تحالفه مع الصالح نجم الدين و ا بيه من قبله و زينت قلعة حماة زينة عظيمة شملت جميع ا براجها و ا مر ( 5) المظفر با قامة الخطبة للملك الصالح نجم الدين و نثرت الدراهم و الدنانير و هكذا دانت مصر للملك الصالح نجم الدين بعد صراع طويل و مرير مع ا بناء البيت الا يوبي مما يدل على ما كان يتمتع به الصالح نجم الدين من صبر و شجاعة و قوة تحمل ( 1 ) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 المقريزي السلوك ج 1 ص 403 الحنبلي شفاء القلوب ص 335 ابن الوكيل تحفة الا حباب ص 59 ( 2 ) ( 3 ) ( 4 ) ( 5 ) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 266 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 202 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 345 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 267 المقريزي السلوك ج 1 ص 403 المقريزي السلوك ج 1 ص 403 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 345 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 269 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص

54 الفصل الثاني دور نجم الدين في توحيد مصر و الشام - جهوده في تثبيت حكمه في مصر و الشام - موقف نجم الدين من التحالف الا يوبي الصليبي - علاقة نجم الدين بالخوارزمية

55 - جهوده في تثبيت حكمه في مصر و الشام : بعد ا ن دانت مصر للملك الصالح نجم الدين و التي تعتبر مركز القوة في الدولة الا يوبية لم تتوقف الخلافات بين الا سرة الا يوبية فقد اشتد الصراع و النزاع بين الملك الصالح نجم الدين صاحب مصر و بين الصالح ا سماعيل صاحب دمشق و لم يقف باقي الملوك الا يوبيين موقف الحياد بل انقسموا بين هذين الرجلين و انضموا ا لى ا حد طرفي النزاع حيث شكلت العلاقة بينهما ا هم عنصر في مجرى الا حداث طوال عصر الصالح نجم الدين منذ توليه العرش على تثبيت حكمه في مصر و الشام لذا عمل الصالح نجم الدين كان الصالح نجم الدين يعلم و يدرك ا ن الناصر داود يجري وراء مصلحته الشخصية و كذلك لم ينس الصالح نجم الدين اعتقاله قي قلعة الكرك و التي حاول الناصر داود ا ن يلبسها ثوب الحرص عليه كذلك لم ينس ا يض ا الصالح نجم الدين محاولة الناصر داود الصلح مع العادل الثاني و ا عادته ا لى السجن مرة ا خرى بالا ضافة ا لى ما ا حاط سلوكه في مصر بعد ا ن دخلها مع ( 2) الصالح نجم الدين من شك حيث اجتمع بجماعة من الا مراء سر ا و ما قيل عنه كذلك من ا نه وهو ببلبيس بعد القبض على العادل الثاني اجتمع على شراب مع الصالح نجم الدين وبعد ا ن " : سكر توجه ا لى (3 ) ا خيه العادل الثاني و قبل الا رض بين يديه و قال له تبصر ا ي شي فعلت وكيف ا وقعتك في هذه الحال (4 ) و ا نا قادر ا ن ا ردك ا لى ملكك" من الملاحظ ا ن الصالح نجم الدين لم ينس ما قام به الناصر داود و لكنه كان يظهر انظر: ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 269 ابن الوردي تتمة المختصر ج 6 ص 169 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 207 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 168 الحنبلي شفاء القلوب ص 335 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص

56 للناصر داود غير ما كان يبطن وكذلك الناصر داود كان تحالفه مع الصالح نجم الدين ما هو ا لا تحقيق ا لمصلحته الشخصية فقط لذا رفض الصالح نجم الدين ا ن يعطي الناصر داود قلعة الشوبك عندما طلبها كما رفض مساعدته في استرداد دمشق و ساي ر ا ملاك ا بيه و تراجع ا يض ا عن وعده له عند الصخرة المقدسة " " و قال ا نه : " حلف له عند الصخرة المقدسة بما اقترحه عليه و ا نه ا نما كان فيه مكره ا لا نه كان في قبضته " ( 1) كما برر الصالح نجم الدين كذلك موقفه من الناصر داود بقوله " حلفني على ا مور ما يقدر عليها ملوك الا رض : ا ن ا خذ له دمشق و حمص و حلب و بلاد الجزيرة و ديار بكر و نصف مملكة مصر ونصف ما في الخزاي ن من الحوا صل و الا موال و الجواهر ( 2) فحلفت له مكره ا " لقد كان الناصر داود واهم ا عند تحالفه مع الصالح نجم الدين لا ن الصالح نجم الدين كان يطمع في السيطرة على دمشق وعلى ساي ر ا ملاك الدولة الا يوبية و لم يقتصر موقف الصالح نجم الدين على عدم الوفاء بتنفيذ الاتفاق فقط بل تعداه ا لى التهديد و الوعيد ( 3) و عمل على ا بعاده ": عن مصر فا رسل ا ليه من خوفه منه وقال له ا ني قد جي ت ا ليك لحق ا نعمك فاكتم على ما ا قوله ( 4) " لك لي لا يو ذيني ابن عمك الملك الصالح نجم الدين فانه قد ا مر بالقبض عليك فخذ حذرك لقد نجحت الحيلة على الناصر داود فطلب الا ذن من الصالح نجم الدين بالرحيل ا لى بلاده فا ذن له ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 271 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 168 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 129 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 142 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص عثامنه خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 147 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص

57 ( 1) فرحل ا لى الكرك و هو بين الطاي ع و العاصي بدا الناصر داود المتقلب داي م ا يقف مرة ا خرى ضد الصالح نجم الدين فاتفق مع الصالح ا سماعيل صاحب دمشق و الملك المنصور ا براهيم صاحب حمص للوقوف في وجه الصالح نجم الدين كذلك تحالف معهم ا هل حلب و ا صبحت كلمة الجميع واحدة ضد الصالح نجم الدين و لم ( 2) يبق مع الصالح نجم الدين في بلاد الشام سوى الملك المظفر صاحب حماه قام الصالح نجم الدين بمهاجمة الناصر داود عام ه 1242 م حيث ا رسل ا ليه جيش ا بقيادة عماد الدين بن شيخ الشيوخ و التقى الجيشان في القدس و لكن الناصر استطاع تحقيق النصر على جيش الصالح نجم الدين و تم ا سر الكثير من رجاله حتى ا ن قاي د الجيش بن شيخ الشيوخ كان من بين الا سرى ولكن الناصر داود ا طلق سراحه فيما بعد ومن ا سروا معه ا عادهم ( 3) ا لى مصر و قد توفى بن شيخ الشيوخ بعد عودته بقليل ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 272 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 203 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 283 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 358 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 169 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 262 المقريزي السلوك ج 1 ص 412 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص

58 - موقف نجم الدين من التحالف الا يوبي الصليبي : لقد حدث تطور ا خر على الجبهة المتحالفة ضد الصالح نجم الدين حيث ا رسل الصالح (1 ) ا سماعيل ا لى الناصر داود واتفق معه على عداوة صاحب مصر لا ن الصالح ا سماعيل ملك دمشق ا يقن ا ن تولى الصالح نجم الدين عرش مصر خطر ا محقق ا يتهددهكما ا يقن با نه سيصبح ) الهدف التالي له (2 فالتجا الصالح ا سماعيل ا لى الفرنج ليقوى بهم لمساعدته في دخول مصر (3 ) فرا ى الفرنج في ذلك فرصة لتحقيق بعض المكاسب على حساب الجبهة الا سلامية المفككة لذلك وافقوا ا ن يجيبوا الصالح ا سماعيل ا لى طلبه بشروط: فاتفق مع الفرنج وا عطاهم في مقابل ذلك ) صفد و قلعة الشقيف ومناصفة صيدا وطبريا وا عمالها وكذلك جبل عاملة (4 و ساي ر بلاد الساحل ( 5) بل وبلغت فيه الجرا ة والتواطو مع الفرنج ا ن سمح لهم بالدخول ا لى دمشق (6 ) و شراء ا سلحتهم وا لات الحرب منها فرفض المسلمون ذلك الفعل و ذهبوا ا لى ا هل الدين منهم وا لى العلماء واستفتوهم في هذا الا مر فا فتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بتحريم بيع ( 7) السلاح للفرنج و قطع من الخطبة بجامع دمشق الدعاء للصالح ا سماعيل و صار يدعو في الخطبة بدعاء منه:"اللهم ا برم لهذه الا مة ا برام رشد تعز فيه ا ولياءك و تذل فيه ا عداءك ويعمل ( 8) فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" والناس يضجون بالدعاء ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 283 غوانمة يوسف ا مارة الكرك و ص 379 المقريزي السلوك ج 1 ص 407 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 263 يطلق هذا الاسم على جهة جبلية قرب الساحل في ا قليم صفد و يوجد بها حصن الشقيف:الحموي معجم البلدان ج 4 ص 470 (5) الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 143 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 205 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 141 المقريزي السلوك ج 1 ص 407 العليمي الا نس الجليل ج 2 ص 361 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 403 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 263 (7) المقريزي السلوك ج 1 ص 403 (8) المقريزي السلوك ج 1 ص 403 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص

59 ص ص و لم يسكت علماء الا سلام على هذا الموقف بل ا نكروه صراحة وجهر ا ومنهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام خطيب دمشق كما ا سلفنا و الشيخ ا بو عمرو بن الحاجب شيخ المالكية في دمشق فا مر الصالح ا سماعيل باعتقالهما ولكنه اضطر ( 1) للا فراج عنهما ثم سمح لهما بمغادرة دمشق فسارا 638 ه/ سنة 1240 م ا لى الملك الناصر داود صاحب الكرك فاستقر الشيخ ا بو عمرو بن الحاجب عنده في حين توجه الشيخ بن عبد السلام ا لى مصر فتلقاه الصالح نجم الدين بالاحترام والا كرام ( 2) وولاه قضاء مصر وما معها من الوجه القبلي والخطابة بجامع القاهرة وقال ا بو الفداء:"ا ن المسلمين ا نكروا معاضدة الصالح ا سماعيل للعدو وتسليم البلاد له وا ن يكونوا معه على ابن ا خيه الصالح نجم الدين فعظم ذلك على المسلمين وا كثر الشيخ عز الدين بن (3 ) عبد السلام التشنيع على الصالح ا سماعيل بسبب ذلك" حاول الملك الصالح نجم الدين تهدي ه الموقف المتا زم مع الصالح ا سماعيل وحلفاي ه ولو ا لى 641 ه/ وا يقاع الفرقة حين بين ذلك الحلف فجرت المفاوضات بينهم في عام 1243 م ( 4) وتم الاتفاق بينهما و ترددت الرسل بين الصالح نجم الدين وعمه الصالح ا سماعيل على ا ن تكون دمشق وبلادها للصالح ا سماعيل ويكون للصالح نجم الدين مصر وبلادها وا ن يكون لكل من صاحب حمص وحماة وحلب ما بيده من البلاد وعلى ا ن تكون الخطبة والسكة في جميع البلاد الصالح للملك نجم الدين كما تقرر ا ن يفرج الصالح ا سماعيل عن المغيث بن الصالح نجم الدين ( 5) المعتقل في دمشق ومن معه 140 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ( 2 )ا بو الفداءالمختصرج 3 ص 205 ابن كثيرالبداية والنهايةج 13 ص 140 عاشورفايدالجهاد الا سلامي ضد الصليبينص 350 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 205 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 89 ( 5 )ابن واصل مفرج الكروب ج 5 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 144 المقريزي السلوك ج

60 كما نص الاتفاق على مهاجمة الناصر داود صاحب الكرك و انتزاع ا ملاكه منه و اقتسامها (1 ) بين الصالح ا سماعيل و الصالح نجم الدين و من الملاحظ ا ن هذا الاتفاق يعتبر خطوة مهمة لا عادة وحدة الدولة الا يوبية حيث اعترف الا مراء الا يوبيون بالشام بسلطنة الصالح نجم الدين على مصر وبناء على هذا الاتفاق ا صبح الصالح نجم الدين زعيم البيت الا يوبي بموجب هذا الاتفاق تم فع لا الا فراج عن عدد من الا سرى وكان من بين المفرج عنهم (3 ) الا مير حسام الدين الذي توجه ا لى مصر بعد ا ن خلع عليه صاحب دمشق وخطب للصالح نجم الدين بجامع دمشق و حمص كما ا فرج عن المغيث بن الصالح نجم الدين و لكنه ا عيد ( 5) ا لى سجنه بالقلعة مرة ا خرى حتى يتم بينهما الحلف غير ا ن الصالح ا سماعيل نقض هذا الاتفاق بناء على طلب وزيره ا مين الدولة ا بو الحسن " : غزال المسلماني حيث قال له لا ترد الغلام ا لى ا بيه فتخرج البلاد من يدك هذا خاتم سليمان ( 6) بيدك للبلاد " هذا فض لا عن وقوع كتاب في يد الصالح ا سماعيل من الصالح نجم الدين كان (7 ) موجه ا ا لى الخوارزمية يطلب فيه منهم مساعدته ضد الصالح ا سماعيل وقد جاء في ذلك الكتاب ا نه صالح عمه الصالح ا سماعيل " ليخلص ابنه المغيث من يده ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 328 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 284 حسام الدين ا بو علي بن محمد بن ا بي علي بن باشاك الهذباني المعروف بابن ا بي علي: المقريزي السلوكج 1 ص 417 المقريزي السلوك ج 1 ص 417 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 111 المقريزي السلوك ج 1 ص 417 (5) ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 173 المقريزي السلوك ج 1 ص 417 (6) ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 146 (7) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

61 ( 1) و ا نه باق على عدواته ولابد من قصده و ا خذ دمشق " فقام الصالح ا سماعيل با عادة المغيث ا لى سجنه وقطع الخطبة عن الصالح نجم الدين و هكذا عادت الخلافات مرة ا خرى بين (2 ) الصالح نجم الدين و عمه الصالح ا سماعيل ساءت الا وضاع مرة ا خرى وعاد الصالح ا سماعيل و اتفق مع الناصر داود و انضم (3 ) ا ليهما صاحب حلب و صاحب حمص و لم يكتف الصالح ا سماعيل بزعامة هذا الحلف 641 ه / الا يوبي ضد الصالح نجم الدين بل اتصل بالفرنج مرة ا خرى عام 1243 م بعد ا ن علم بمراسلة الصالح نجم الدين للخوارزمية و قد سلم الصالح عدة مناطق جديدة للفرنج بيت منها: ( 4) المقدس و طبريا و عسقلان ويروي المو رخ ابن واصل ا ثناء مروره بمدينة القدس سنة ": 641 ه/ 1243 م فيقول فرا يت الرهبان والقسوس على الصخرة المقدسة وعليها قناني الخمر (5) برسم القربانودخلت الجامع الا قصى وفيه جرس معلق وا بطل بالحرم الشريف الا ذان والا قامة" و لم يكتف الصالح ا سماعيل بذلك بل وعدهم با نهم ا ذا استولوا على البلاد المصرية فسوف (6 ) يعطيهم كافة المناطق الساحلية و قد ا دى هذا التحالف ا لى قيام الصالح نجم الدين بحشد قواته وا خذ ينتظر قدوم الخوارزمية لنصرته وبالفعل تمكنت الخوارزمية من الوصول ا لى غزة بقيادة ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 331 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 284 الحنبلي شفاء القلوب ص 336 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 285 ابن تغري بردي و النجوم الزاهرة ج 6 و ص 288 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 331 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 74 (5) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 333 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 44

62 ف ص بركة خان و معه عشرة ا لاف فارس فر جند الصالح ا سماعيل منها و عادوا ا لى ( 1) دمشق فا رسلت الخوارزمية ا لى الصالح نجم الدين يطلبون منه ا رسال عساكره ا ليهم ليحاربوا ( 2) الصالح ا سماعيل و حلفاءه وقد وصلت قوات الصالح نجم الدين ا لى غزة بقيادة ركن الدين ( (3 ) بيبرس و التقى الفريقان عند قرية هربيا( لافورييه كما يسميها الفرنج التي تقع في السهل 17 ا كتوبر 642 ه / ( 4) الرملي على بعد بضعة ا ميال شمال غزة في 12 جمادي الا ولى ( 5) 1244 م حيث تمكنت القوات المصرية بقيادة ركن الدين بيبرس والخوارزمية من هزيمة التحالف الا يوبي الفرنجي شر هزيمة و قتل من الفرنج عدد ا كبير ا حيث وصل عدد القتلى ا لى ا كثر من خمسة ا لاف (7 ) (6) قتيل و زاد بعض المو رخين فجعل عدد القتلى ثلاثين ا لف ا بينما تم ا سر حوالي ثمانماي ة (8) ا سير ا ( 9) و تعتبر معركة غزة من ا هم المعارك الحربية الفاصلة في تاريخ الا مارات الصليبية المقريزي السلوك ج 1 ص 419 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 123 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 268 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 173 هو من مماليك الصالح نجم الدين وكان من ا كبر مماليكه ومن المقربين ا ليه حيث سجن معه في الكرك و هو غير ركن الدين بيبرس البندقداري الذي انتصر على الفرنج في معركة المنصورة: ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 209 النويري نهاية الا ربج 6 ص 305 انظر: رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 394 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص انظر: غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 270 (6) العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 137 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 395 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 210 ( 7 )سبط ابن الجوزي 148 مرا ة الزمان ج 8 ص 746 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 المقريزي السلوك ج 1 ص 420 (8) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 746 العريني مصر عصر الا يوبيين ص 137 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 356 عاشور سعيد الا يوبيين و المماليك ص 125 Stevenson, the crusaders in the East, p 323 (9) 45

63 حيث دمرت جيوشهم تدمير ا لم يشهدوه من قبل ا لا في معركة حطين سنة 583 ه/ (1 ) " " 1187 م حتى ا طلق المو رخون المحدثون عليها اسم حطين الثانية " : و قد وصف بعض المو رخين هذه المعركة فيقول ابن الجوزي سبط كان يوم ا عظيم ا لم (2 ) يجر في الا سلام مثله و لا في زمان نور الدين و صلاح الدين " و قد زينت مصر و القاهرة احتفا لا بهذا الانتصار العظيم و ضربت البشاي ر ا يام ا متوالية وكان عدد الا سرى الذين ا حضروا ا لى مصر من الفرنج ومن ا صحاب الناصر داود وعسكر دمشق كثير اوكان يوم دخولهم ا لى القاهرة كما وصفه بعض المو رخون المسلمين"يوم ا مشهود ا " استيلاء الصالح نجم الدين على دمشق للمرة الثانية : قرر الصالح نجم الدين معاقبة الصالح ا سماعيل لتحالفه مع الصليبيين فبعد هزيمة الصليبيين و حلفاي هم من ملوك الدولة الا يوبية في موقعة غزة خرجت القوات المصرية بقيادة ": ( 5) 642 ه / (4 ) الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ في عام 1244 م ويقول المقريزي و سير الصالح نجم الدين الصاحب معين الدين على العساكر من القاهرة ومعه الدهليز السلطاني و الخزاي ن وا قامه السلطان مقام نفسه و ا ذن له ا ن يجلس على را س السماط ويركب عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 125 الحركة الصليبية ج 2 ص 827 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 14 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 746 ( 3 )ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 346 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 175 المقريزي السلوك ج 1 ص 420 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 288 هو الحسن بن صدر الدين محمد بن عمر بن حموية ا بو علي وزير الملك الصالح نجم الدين تولى الوزارة بعد وفاة ا خيه عماد الدين الذي توفى بعد عودته من ا سره بدمشق بعد هزيمته على يد الناصر داود سنة 639 ه : سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص (5) المقريزي و السلوك ج 1 ص

64 ( 1) كما هي عادة الملوك و ا ن يقف الطواشي شهاب الدين رشيد ا ستا دار السلطان في خدمته على ( 3) " السماط ( 2) و يقف ا مير جاندار و الحجاب بين يديه كعادتهم في خدمة السلطان وصل معين الدين ا لى غزة بعد ا ن انضمت ا ليه القوات الخوارزمية و من كان فيها من ( 4) جنود مصر فتوجهت الجيوش ووصلت بيسان و ا قاموا بها مدة ثم تقدموا نحو دمشق (5) و حاصروها فدب الرعب في قلب الصالح ا سماعيل صاحب دمشق فاستعد للحصار ( 6) و خرب كثير ا من الرباع خارج المدينة كما خرب جسر باب توما فغرقت المساكن التي على حافة ( 7) نهر بردى فساءت ا حوال المدينة و قد استمر حصار دمشق ستة ا شهر ساءت ا حوال الناس بسبب قلة المواد و غلاء (8) الا سعار وقلت الذخاي ر لدى جند دمشق مما جعل الصالح ا سماعيل في موقف عصيب و حرج ا حس الصالح ا سماعيل بحرج موقفه فا رسل ا لى الخليفة العباسي المستعصم باالله يطلب منه التدخل للا صلاح بينه و بين الصالح نجم الدين و لكن الخليفة المستعصم باالله رفض التدخل بسبب (9 ) ضعف مركزه و فشله في عقد الصلح بين الطرفين عدة مرات و في تلك الا ثناء من عام لقب يطلق على الذي يستا ذن على الا مراء وغيرهم في ا يام المواكب عند الجلوس بدار العدل وهي مركبة من ثلاثة ا لفاظ ا حداها عربي وهي بمعنى ا مير والثاني جان ومعناها الروح بالفارسية والتركية: القلقشندي صبح الا عشىج 2 ص 379 هو المسي ول عن المطبخ السلطاني والا شراف على الطعام والمشي ا مام السلطان والوقوف على السماط: القلقشندي صبح الا عشىج 2 ص 379 المقريزي السلوك ج 1 ص 420 ( 4 )المقريزي السلوك ج 1 ص 420 ابن العماد شذرات الذهب ج 1 ص 215 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 421 (6) ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 174 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 827 (7) ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 174 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 211 (8) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص (9) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 211 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

65 ( 1) 1244 م 642 ه / توفى المغيث بن الملك الصالح نجم الدين في سجن الصالح ا سماعيل فاشتعلت نار الحقد في قلب ا بيه و قرر الانتقام من الصالح ا سماعيل و حقد على عمه الملك حقد ا ( 2) اتهمه بقتله و شديد ا وجد في حربه ا درك الصالح ا سماعيل ا ن لا طاقة له بالعساكر المصرية التي تحاصر دمشق فطلب الصلح و الا مان فوافق الصاحب معين الدين على طلب الصلح و الا مان على ا ن يخرج كل من الصالح ا سماعيل و المنصور ا براهيم صاحب حمص من دمشق با موالهما و ا ن يا خذ الصالح ا سماعيل بعلبك و بصري و ا عمالها و جميع بلاد السواد و للمنصور ا براهيم حمص و تدمر و ( 3) الرحبة (4 ) دخل الصاحب معين الدين دمشق في جمادي الا ولى 643 ه / ا كتوبر 1245 م (5 ) و نزل بدار ا سامة و هي دار داود بدمشق و منع القوات الخوارزمية من دخول دمشق و دبر الا مر ا حسن تدبير و ا قطع الخوارزمية الساحل بمناشير تثبتها لهم ونزل في البلد وتسلم الطواشي شهاب الدين رشيد القلعة و خطب بها و بجامع دمشق و عامة ا عمالها للملك الصالح نجم (6 ) الدين وسلم ا يض ا الا مير سيف الدين بن قليح قلعة عجلون لا صحاب الملك الصالح نجم الدين لم يرض الصالح نجم الدين عن مصالحة الصالح ا سماعيل بل كان يريد القبض عليه حيث ا رسل ا لى الصاحب معين الدين يا مره بالقبض عليه و ا رساله ا ليه ولكن الرسالة و صلت ( 1 )ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 210 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 149 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 311 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 215 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 346 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 175 ( 3 )ابن العميدا خبار الا يوبيين ص 33 ا بو الفداءالمختصرج 3 ص 211 المقريزيالسلوكج 1 ص 423 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 827 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 211 (5) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 752 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 المقريزي السلوك ج 1 ص

66 متا خرة حيث غادر الصالح ا سماعيل دمشق فوجه الصالح نجم الدين اللوم الشديد ا لى (1 ) (2 ) الطواشي شهاب الدين و الا مراء للسماح لا سماعيل بمغادرة دمشق و هكذا دانت مصر و معظم بلاد الشام للصالح نجم الدين بعد استيلاي ه على دمشق وا رسل الصالح نجم الدين ا لى الخليفة العباسي يطلب منه تقليده الديار المصرية و بلاد الشام فقلده " الخليف ة ذل ك و ا رس ل ا لي ه مح ي ال دين ب ن الج وزي بالت شريف و الط وق " : و المركوب" ووصف المقريزي الخلفة الخليفية بقوله و هي عمامة سوداء و فرجية مذهبة (5 ) " و ثوبان ذهب وسيف ذهب و طوق ذهب و علمان حرير وحصان و ترس ذهب : استيلاء الصالح نجم الدين على ا ملاك الناصر داود و بعض الا يوبيين ا مراء عندما دخل الصاحب معين الدين دمشق دب الخوف في قلب الناصر داود و ا مراي ه حتى ا ن سيف الدين بن قليح ا مير عجلون من قبل الناصر داود وصل ا لى دمشق و ا علن انفصاله عن الناصر داود ودخوله في طاعة الصالح نجم الدين و ا وصى بعجلون و بكل ما يملك من الا موال ( 6) للصالح نجم الدين و عندما استطاع الصالح نجم الدين القضاء على الصالح ا سماعيل و طرده من دمشق بعث قواته بقيادة الا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ في عام 644 ه / 1246 م لمحاربة الناصر ( 7) داود و هو الطرف الثاني بعد الصالح ا سماعيل في الحلف الا يوبي المعادي للصالح نجم الدين ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 349 المقريزي السلوك ج السيوطي حسن المحاضرة ج 2 ص 35 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 351 ( 5 )الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 149 المقريزي السلوك ج 1 ص 425 (6) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 753 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 (7) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص

67 (1 ) و استعد الناصر داود لمواجهة الموقف و جمع جموعه و التقى بفخر الدين عند السلط في 17 ربيع الا خر 644 ه / ا ول سبتمبر 1246 م و استطاع فخر الدين هزيمة الناصر داود ( 2) و من معه من الخوارزمية ليبدد شملهم و يكسرهم ثم استولى على ما كان بيده من البلاد و هي (3 ) السلط و نابلس و بيت جبريل و البلقاء و لم يبق ا مام الناصر داود ا لا حصن الكرك ففر ا ليها (4 ) و احتمى خلف ا سوارها و لكن فخر الدين و القوات المصرية ظلت تحاصره حتى ا جبر الناصر 644 ه داود على طلب الصلح و الا مان وتسليم ما عنده من الخوارزمية و ذلك في ربيع الا خر ( 5) / ا غسطس 1246 م بعد هزيمة الناصر داود دب الرعب في قلب معظم ملوك و ا مراء الدولة الا يوبية حيث ا رسل الملك المنصور ا براهيم صاحب حمص يطلب الصلح والا مان و ا علن ولاءه للصالح نجم الدين ( 6) ووصل الملك المنصور بنفسه ا لى دمشق لخدمة الصالح نجم الدين ولكنه توفى بعد فترة و (7 ) الدين موسى نقل جثمانه ا لى حمص حيث دفن فيها وتولى الحكم من بعده ابنه مظفر الا شرف مدينة و قلعة من جند الا ردن تقع في جبل النور الشرقي في جنوب عجلون وقد بنى هذا الحصن الملك المعظم عيسى : ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 315 ( 2 )ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 151 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 315 انظر: غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 272 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 363 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 124 قاسم عبده قاسم الا يوبيين و المماليك ص 489 كورة من ا عمال دمشق ووادي القرى قصبتها عمان و فيها قرى كثيرة و مزارع واسعة : الحموي معجم البلدان ج 1 ص 489 ( 4 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 151 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 272 ( 5 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 213 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 213 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 (7) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 213 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص

68 بعد ذلك ا صدر السلطان الصالح نجم الدين ا وامره ا لى الا مير حسام الدين بن ا بي علي ناي به على دمشق بالاستيلاء على بعلبك فتوجه ا ليها حسام الدين و حاصرها قبل ا ن يصلها الصالح ا سماعيل وتمكن من الاستيلاء عليها و تسلمها بالا مان و ا لقى القبض على ا ولاد الصالح ( 1) ا سماعيل و ا رسلهم ا لى القاهرة حيث اعتقلوا و ذلك في سنة 644 ه / 1264 م ا ما الصالح ا سماعيل فلم يبق ا مامه بلد يا وي ا ليه ا و قلعة يحتمي بها ولا ا هل و لا ولد و لا مال فاستجار ( 2) بالملك الناصر يوسف العزيز بن الظاهر غازي صاحب حلب فا واه وا كرمه وا حترمه ( 3) 1246 م بعد ذلك توجه السلطان الصالح نجم الدين ا لى دمشق في ذي العقدة 644 ه/ مارس بعد ا ن استدعى الا مير حسام الدين بن ا بي علي من دمشق و جعله ناي ب ا عنه بالقاهرة و فوض ا ليه (4 ) ا مور المملكة كلها كما ا نزله بدار الوزارة فا رسل الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح (5 ) ليكون ناي ب ا بدمشق (6 ) وصل السلطان الصالح نجم الدين ا لى دمشق حيث استقبل فيها استقبا لا حاف لا و كان ممن احتفل بقدومه ا لى دمشق الملك الا شرف مظفر الدين موسى صاحب حمص الذي دخل في ( 7) طاعة الصالح نجم الدين و كذلك الملك المنصور صاحب حماه و كان يوم دخول السلطان ص ( 1 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 34 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 213 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ( 2 )سبط ابن الجوزي ص 288 الحنبلي شفاء القلوب ص 338 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في الشرق ص 536 مرا ة الزمان ج 8 ص 762 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 150 الحنبلي شفاء القلوب ص 338 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 360 ( 4 )المقريزي السلوك ج 1 القلوبص 339 ص 428 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج الحنبلي شفاء ( 5 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 ابن خلكان وفيات الا عيان ج 5 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 428 ( 7 )ا بوالفداءالمختصرج 3 ص 213 المقريزيالسلوكج 1 ص ص 428 ابن تغري برديالنجوم الزاهرةج 6 ص 302 ا بو الفداء المختصرج 3 ص

69 (2 ) (1 ) دمشق " يوم ا مشهود ا و ا حسن السلطان الصالح نجم الدين ا لى ا هل دمشق و كافا " ( ا عيانهم و تصدق على ا هل المدارس و الربط و ا رباب البيوت با ربعين ا لف درهم 3) لقد ا حسن الصالح نجم الدين ا لى كل من لجا ا ليه و دخل في طاعته و هكذا قوى مركزه و بدا ت الدولة الا يوبية تا خذ طريقها نحو الوحدة مرة ا خرى تحت سلطنة الصالح نجم الدين وخاصة بعد وصول الملك الناصر داود صاحب الكرك ا لى دمشق ودخوله في طاعة الصالح نجم ( 4) الدين من الملاحظ و ا ن الناصر داود ا جبر على الدخول في طاعة الصالح نجم الدين بعد ا ن دانت مصر و معظم بلاد الشام ا ليه كما ا درك الناصر داود خطورة العزلة في وحيد ا ووجوده الجبهة المعادية للصالح نجم الدين بدا الصالح نجم الدين يتجول ببلاد الشام لكي يتفقد ا حوال دولته فوصل ا لى بعلبك فرتب (5 ) ا حوالها و ا مر با صلاح ا سوارها و تحصينها وا عطى لا هل المدارس و الربط و ا رباب ( 6) البيوت عشرين ا لف درهم ثم سار ا لى بصرى و تصدق على مدارسها وربطها و ا رباب ( 7) البيوت بعشرين ا لف درهم ومنها توجه ا لى صرخد و انتزعها من صاحبها عز الدين ا يبك (9 ) (8 ) و عوضه عنها با قطاع بمصر و ا خد حصن الصبية من ابن عمه السعيد بن العزيز بن المقريزي السلوك ج 1 ص 428 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 763 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 (5) ابن العميد ا خبار الا يوبيين و ص 36 ( 6 )سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 763 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 ( 7 )سبط ابن الجوزيمرا ة الزمانج 8 ص 763 ابن العميدا خبار الا يوبيينص 36 المقريزيالسلوكج 1 ص 428 ( 8 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 (9) اسم قلعة منيعة في بانياس و هي من ا عمال دمشق : ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

70 العادل و ا ثناء عودته ا لى دمشق زار بيت المقدس و تفقد ا حواله و تصدق في القدس ( 1) (2 ) با لفي دينار مصرية و ا مر با عادة ا عمار ا سواره على ا ن يصرف خراج بيت المقدس (3 ) و ما يتحصل من غلاته في عمارته فا ن عاز شيء صرف من عنده ثم عاد الصالح نجم الدين ا لى القاهرة في جمادي الا خرة سنة 645 ه / سبتمبر 1247 م بعد رحلة استغرقت حوالي ستة ا شهر قام خلالها بترتيب ا مور دولته في بلاد الشام ( 4) واطما ن على وحدة الدولة الا يوبية و لكن في عام 644 ه / 1246 م توفى المنصور ا براهيم صاحب حمص حيث كان تابع ا للصالح نجم الدين وخلفه ابنه الا شرف مظفر الدين موسى فا ستغل الناصر صلاح الدين ( 5) يوسف صاحب حلب هذه الفرصة للاستيلاء على ا ملاكه خاصة بعد تنازل الا شرف صاحب (6 ) حمص عن قلعة شميميش و ا صبح خطر الصالح نجم الدين يهدده فقرر الناصر يوسف ( 7) الاستيلاء على حمص نفسها فا رسل جيش ا بقيادة الا مير شمس الدين لو لو الا رمني فحاصرها ( 8) فا ضطر الا شرف تسليم حمص ا لى الناصر يوسف مقابل ا ن يعطيه تل باشر مضاف ا ا لى ما بيده (9 ) من تدمر و الرحبة و لما بلغ الصالح نجم الدين ا خذ حمص قرر غضب و المسير ا لى الشام ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 315 سبط ابن الجوزي المقريزي السلوك ج 1 ص 429 مرا ة الزمان ج 8 ص 764 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 المقريزي السلوك ج 1 ص 429 ( 4 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 159 (5) ا بو الفداء المختصرج 3 ص 213 (6) قلعة حصينة تقع ا لى شمال شرق حمص : ابن نظيف الحموي التاريخ المنصوريج 1 ص 221 (7) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 215 (8) قلعة حصينة و كورة واسعة في شمالي حلب و بينها و بين حلب يومان:الحمويمعجم البلدانج 2 ص 40 ( 9 )سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 770 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص

71 لاستعادتها بالرغم من مرضه فرحل مع قواته و هو محمول في محفة و نزل بقلعة دمشق ( 1) وهناك ا رسل جيش ا بقيادة فخر الدين بن شيخ الشيوخ لفتح حمص فحاصرها و كادت تسقط لولا تدخل الخليفة العباسي المستعصم باالله فا رسل رسوله ا لى الشيخ نجم الدين البادراني ليصلح بين الطرفين و تم الصلح و رفع الجيش المصري الحصار عن حمص وظلت حمص في يد الناصر (2 ) يوسف صاحب حلب و ترجع موافقة الصالح نجم الدين على الصلح لمرضه كذلك لرغبته في تحقيق الوحدة " لمواجهة خطر الصليبيين " الحملة الصليبية السابعة التي بدا ت تتحرك نحو مصر و ليجد ا مامه الوقت الكافي لا عداد مصر للدفاع عن نفسها ا مام هذا الخطر القادم مما ا دى ا لى قبول ( 3) الصلح و تا جيل فتح حمص و مع ا ن الصالح نجم الدين فقد حمص ا لا ا ن سيطرته كانت موجودة على معظم بلاد الشام فاضطر الناصر داود صاحب الكرك على الاعتراف بسيادة الصالح نجم الدين و دخل معه في مفاوضات عام 1248 م 646 ه/ (4 ) من ا جل تسليم حصن الكرك على ا ن يعوضه عنها الشوبك لقد وافق السلطان الصالح نجم الدين على هذا العرض و ا رسل تاج الدين بن مهاجر لاستلام الكرك ا لا ا ن الناصر داود تراجع عن ذلك لما بلغه من شدة مرض السلطان و تحرك ( 5) الفرنج لا خذ الديار المصرية ( 1 )ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 215 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 291 ( 2 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 215 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 291 المقريزي السلوك ج 1 ص 434 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 291 المقريزي السلوك ج 1 ص 434 ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 230 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 434 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص

72 خرج الناصر داود من الكرك متوج ه ا ا لى حلب و حمل معه ما يعز عليه من الجواهر مستجير ا بصاحبها الملك الناصر يوسف فا جاره و ا كرمه ثم ا رسل معه من الجواهر ا لى بغداد ( 1) لتكون وديعة عند الخليفة العباسي المستعصم باالله غير ا ن الا وضاع اختلفت في الكرك بعد خروج الناصر داود منها و دب الصراع بين ا بناي ه حيث استناب عنه ابنه عيسى و كان له ولدان ا خران ا كبر من عيسى و هما الا مجد حسن و الظاهر شادي فغضب الا خوان من تقديم (2 ) ا خيهما عيسى عليهما فسار الا مجد حسن ا لى السلطان الصالح نجم الدين و سلم ا ليه الكرك في ( 3) الا خرة 647 ه/ 1248 م وا عطاه مقابل ذلك ا قطاع في الديار المصرية له ولا خيه 12 جمادي فا عطى السلطان الصالح نجم الدين للظاهر شادي ا قطاع و ماي تي فارس بمصر و خمسين ا لف دينار و ثلثماي ة قطعة قماش و ا عطى لا خيه الا مجد حسن ا خميم ( 4) و ا قطاع و ماي ة و خمسين فارس ا ( 5) بمصر " فرح السلطان الصالح نجم الدين فرح ا عظيم ا باستيلاي ه على الكرك و ا مر فزينت القاهرة و مصر وضربت البشاي ر بالقلعتين الروضة و الجبل و جهز السلطان ا لى الكرك ا لف (6 ) " ا لف دينار مصرية و جواهر و ذخاي ر و ا سلحة وشيي ا كثير ا مما يعز عليه و هكذا استطاع السلطان الصالح نجم الدين من تثبيت حكمه في مصر و الشام و ا عادة توحيد معظم الدولة الا يوبية تحت سلطانه المقريزي السلوك ج 1 ص 434 ( 2 )سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 773 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 217 ( 3 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 217 اليافعي مرا ة الجنان ج 4 ص 139 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 بلدة قديمة بصعيد مصر تقع على شاطي النيل : ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 320 (5) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص (6) المقريزي السلوك ج 1 ص

73 - علاقة نجم الدين بالخوارزمية : : ا - ا صل الخوارزمية " يرجع بعض العلماء ا صل الخوارزمية ا لى شعب " اللان الذي كان يسكن في الصحراء الممتدة من منابع نهر سيحون حتى منابع نهر دون شرقي بحر قزوين و الذين انتسبوا ا لى بلاد (1 ) خوارزم و قد كانت هذه منطقة تابعة للدولة الا سلامية في عهد الا مويين زمن الخليفة الوليد بن ( 3) " (2 ) عبد الملك و منذ بداية العهد الا سلامي احتفظ ملوك خوارزم باللقب الا يراني "خوارزم شاه و قد تا ثر الخوارزميون بالحضارة الفارسية حتى ا ن لغتهم كانت فارسية ولكن الخوارزميين بعد ذلك تا ثروا بالا تراك ولم يا ت القرن التاسع الهجري الثالث عشر الميلادي حتى كانت لغتهم ( 4) تركية يعود نسب الدولة الخوارزمية ا لى نوشتكين ا حد الا تراك الذي كان يعمل ساقي ا في بلاط ملكشاة السلجوقي والذي تدرج في الوظاي ف ثم خلفه ابنه محمد الذي اكتسب شهرة واسعة في الا دب و العلوم فعينه السلطان بركياروق السلجوقي حاكم ا على بلاد خوارزم و لقبه خوارزم شاه (5 ) ا ي ملك خوارزم بدا الظهور الحقيقي للدولة الخوارزمية بعد وفاة السلطان السلجوقي مسعود بن سبكتكين سنة ) ( م وزال ا كبر عاي ق في تقدم الدولة الخوارزمية بعد مقتل ا خر حكام 547 ه / سلاجقة العراق طغرل الثاني بن ا رسلان شاه على يد قوات تكش خوارزم شاه سنة بارتولد تاريخ الترك في ا سيا الوسطى ص 140 ابن كثير البداية و النهاية ج 10 ص 84 البيروني الا ثار الباقية ص 102 بارتولد تاريخ الترك ص (5) ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 10 ص القلقشندى صبح الا عشى ج 5 ص 469 جنيدي جمعه الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص 149 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص

74 (1 ) 1193 م فامتد نفوذ الدولة الخوارزمية ا لى همذان و ا صفهان و الرى وكل ما 590 ه / ( 2) كان بيد السلاجقة في العراق من قرى و قلاع و في سنة 596 ه / 1199 م توفى تكش خوارزم شاه و تولى بعده ابنه علاء الدين محمد خوارزم شاه الذي ترك له دولة واسعة حيث كانت تضم ا قليم خوارزم وبعض بلاد خرسان ( 3) و الرى و غيرها و سار علاء الدين على سياسة ا بيه في التوسع و الفتح حتى بلغت الدولة الخوارزمية ا قصى اتساعها في عهده فامتدت من حدود العراق غرب ا ا لى حدود الهند شرق ا ومن ( 4) شمال بحر قزوين ا لى الخليج العربي و المحيط الهندي جنوب ا و لكن الدولة الخوارزمية تعرضت للغزو المغولي عام / 618 ه حيث حطم 1221 م (5 ) المغول بقيادة جنكيزخان الدولة الخوارزمية و ا ثناء الغزو المغولي توفى السلطان علاء الدين ( 6) و كان قد عهد ا لى ا بنه جلال الدين منكبرتي بولاية العهد الذي فر ا لى الهند ا ثناء الحرب حيث عاد جلال الدين منكبرتي بعد انتهاء الحرب ا لى فارس سنة 622 ه / 1225 م ( 7) استطاع ا قامة الدولة الخوارزمية مرة ثانية واتخذ من ا صفهان عاصمة له ثم ا خذ في توسيع ممتلكاته على حساب ا ملاك الخلافة العباسية و الدولة الا يوبية مما زاد من حدة التوتر و الصراع في بلاد الشام ( 8) بالا ضافة ا لى ذلك طمع جلال الدين في الاستيلاء على ا ملاك الا شرف موسى المقريزي السلوك ج 1 ص 148 العريني المغول ص 83 زيان حامد الصراع السياسي والعسكري ص 117 ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 11 ص حمدي حافظ الدولة الخوارزمية والمغول ص 24 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص (5) ابن واصل مفرج الكروب ج 4 ص 163 انظر: زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص 115 (6) ابن واصل مفرج الكروب ج 4 ص 163 انظر: العريني المغول ص 127 (7) المقريزي السلوك ج 1 ص 339 (8) المقريزي السلوك ج 1 ص 339 زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص

75 (1 ) مما كان له ا ثر سيي في زيادة الفوضى و الاضطرابات في ا نحاء الدولة الا يوبية لقد ا فزعت هذه الا عمال حكام المسلمين في البلدان المجاورة فتناسوا ما بينهم من ا حقاد وخصومات لمواجهة ذلك الخطر و تحالف الا يوبيون مع عدوهم السابق كيقباذ الا ول (2 ) سلطان سلاجقة الروم ضد جلال الدين الخوارزمي و تم اجتماع قوات الا يوبية تحت زعامة الملك الا شرف موسى مع قوات سلاجقة الروم تحت قيادة كيقباد و توجهوا ا لى خلاط و هناك دارت المعركة بين الطرفين سنة 627 ه / 1230 م حيث انتهت بهزيمة ساحقة للخوارزمية و استرداد الا شرف موسى لمدينة خلاط وفرار جلال الدين منكبرتي ا لى ا ذربيجان بعد ا ن فقد كثير ا من ( 3) رجاله بعد ذلك تم الصلح بين الا شراف موسى و جلال الدين بعد ا ن عاد المغول ا لى تهديد ا ملاك الخوارزمية في فارس ففضل الجميع الصلح حتى يتمكن جلال الدين من مواجهة الخطر (4 ) المغولي لقد عاد المغول من جديد ا لى مهاجمة ا ملاك الدولة الخوارزمية حيث استطاعوا في وقت قصير من اجتياح معظم ا ملاك الدولة الخوارزمية حتى وصلوا ا لى حدود ا ذربيجان سنة ففر جلال الدين ا لى منطقة كردستان ولكنه قتل على يد ا حد ( 5) 1231 م 628 ه / ( 6) الا كراد سنة 628 ه/ 1231 م و بذلك تفككت الدولة الخوارزمية المقريزي السلوك ج 1 ص 390 المقريزي السلوك ج 1 ص 360 انظر: عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 111 زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص 115 ابن العديم زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص 209 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 112 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص (5) ابن العماد شذرات الذهب ج 5 ص 126 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 363 زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص 116 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص

76 بعد مقتل جلال الدين منكبرتي تشتت جنوده وا تباعه ولم يعد في مقدورهم العودة ا لى خوارزم و خراسان بعد ا ن استولى عليها المغول لذلك هاموا على وجوهم في بلاد الشرق الا دنى ( 1) و ا خذوا يعملون كجند مرتزقة في خدمة من يطلب منهم ذلك و قد خدموا في وقت من الا وقات الا شرف موسى كذلك استخدمهم كيقباذ سلطان سلاجقة الروم لحماية دولته من المغول و عندما توفى كيقباذ تولى ابنه غياث الدين كيخسرو السلطة فقبض على ا كبر مقدمي الخوارزمية بركة خان وا ذلهم فخرجوا عن طاعته ثم التحقوا بخدمة (2 ) ا رسلان الا رتقى و ظلوا كذلك حتى استمالهم الصالح نجم الدين ا لى جانبه و دخلوا في خدمته : ب- دخول الخوارزمية في خدمة الصالح نجم الدين ترجع علاقة نجم الدين بالخوارزمية منذ عام 634 ه / 1237 م حيث كان ناي ب ا عن ا بيه الكامل في البلاد الشرقية وتخضع له ا مد و ديار بكر و سنجار و الخابور بالا ضافة ا لى ( 3) حصن كيفا و حران و الرها فقد را ى الصالح نجم الدين ا ن يستعين بفلول الخوارزمية التي (4 ) خرجت عن طاعة كيخسرو سلطان سلاجقة الروم وكانت تقدر عدتهم بحوالي خمسة عشر فارس ا لف فعمل الصالح نجم الدين على استمالتهم ا ليه لمحاربة الحلف الا يوبي المعادي لا بيه ( 5) الكامل بعد ا ن ا خذ الا ذن من والده المقريزي السلوك ج 1 ص 363 الصياد فو اد المغول في التاريخ ص زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص 116 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 112 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 150 النويري نهاية الا رب ج 29 ص 232 العريني المغول ص 92 جنيدي جمعة الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص 149 علي وفاء دارسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 164 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 22 المقريزي السلوك ج 1 ص 378 العريني المماليك ص 44 قاسم عبده قاسم الا يوبيين و المماليك ص 122 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 378 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص

77 بالفعل استغل الصالح نجم الدين هذه القوة الجديدة لتدعيم سلطانه و سلطان ا بيه في منطقة ( 1) ا قليم الجزيرة و نجح بفضل الخوارزمية ا لى ضم سنجار و نصيبين و الخابور ا لى ا ملاكه ثم توجه على را س قواته من الخوارزمية ا لى الرحبة و هي من ا ملاك ا سد الدين شيركوه صاحب حمص لمحاصرتها تنفيذ ا لا وامر ا بيه الملك الكامل و عندما كان يحاصرها جاء خبر وفاة ا بيه ( 2) فرفع الحصار عنها و غادرها عندما علمت الخوارزمية بوفاة الكامل 635 ه / 1238 م تمردت على الصالح نجم الدين و خرجوا عن طاعته وحاولوا القبض عليه ا لا ا نه هرب ا لى سنجار و احتمي بها (3 ) و ترك خزاي نه و ا ثقاله فانتهبها الخوارزمية و تحكموا في البلاد الجزرية كما تعرض الصالح نجم الدين و هو بسنجار لمحاصرة بدر الدين لو لو صاحب الموصل فبعث الصالح نجم الدين القاضي بدر الدين السنجاري قاضي سنجار ا لى الخوارزمية حيث استطاع القاضي بدر الدين من استمالة الخوارزمية من جديد ا لى الصالح نجم الدين بعد ا ن وعدهم ( 4) بالعطاء و ا طمعهم في صاحب الموصل لقلة رجاله و كثرة ا مواله و خيوله كذلك التزم (5 ) الصالح نجم الدين با ن يعطيهم سنجار و حران و الرها فوافق الخوارزمية و حلفوا للصالح (6 ) نجم الدين و توجهوا ا لى سنجار تحت قيادة ابنه المغيث حيث استطاعوا ا جلاء قوات الموصل عنها و هزموا بدر الدين لو لو الذي هرب بمفرده على فرس سابق ثم لحق به ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 المقريزي السلوك ج 1 ص 380 قاسم عبده قاسم الا يوبيون و المماليك ص 122 المقريزي السلوك ج 1 ص 384 ( 3 )ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 135 المقريزي السلوك ج 1 ص 384 العرينيالمماليك ص 44 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 عطا الله محمود نيابة غزة ص 171 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 385 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 198 (6) ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص

78 عسكره و استولت الخوارزمية على ا مواله و خزاي نه و ذخاي ره و ا ثقال عساكره و غنموا شيي ا (1 ) (2 ) كثير ا بعد ذلك قام الصالح نجم الدين بتسيير الخوارزمية ا لى ا مد لمساندة ابنه توران شاه الذي كان محاصر ا من قبل قوات غياث الدين كيخسرو سلطان سلاجقة الروم حيث استطاعوا هزيمة (3 ) هذه القوات و ا جلاي ها عن ا مد ولما كان الصالح نجم الدين يحارب الحلف الا يوبي المعادي له من ا جل انتزاع سلطنة الديار المصرية من ا خيه العادل الثاني و القضاء على كل من يقف في وجهه في سبيل تحقيق طموحه عمل على الارتباط بالخوارزمية برباط قوي ا لا وهو رباط المصاهرة فزوج ا خته من ( 4) ا مه لمقدمهم الا مير حسام الدين بركة خان كما ا عطاه حران و الرها و نصيبين كما قرر ا ن يزوج ولده المغيث عمر من ابنة بركة خان يقول ابن العميد : " و جعله بينهم يركب معهم و ينزل معهم و يسير حيث يسيرون و لم يزل الا مر كذلك و هم يظهرون طاعته حين ا و يتغاضبون (5 ) " : حين ا و يطلبون منه ما لا تصل قدرته ا ليه ت-عبث الخوارزمية في شمال الشام بعد ا ن اشتد الصراع بين ا بناء البيت الا يوبي وحيث دارت الداي رة على الصالح نجم (6 ) 637 ه / الدين ووقوعه في الا سر من قبل الناصر داود عام 1239 م نزل جمال الدين بن مطروح رسول الخليفة بحماه حيث ا قنع صاحب حماه الملك المظفر الحليف المخلص للصالح المقريزي السلوك ج 1 ص 385 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 المقريزي السلوك ج 1 ص 385 المقريزي السلوك ج 1 ص 391 (5) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 29 حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص

79 نجم الدين بمناصرته فسافر الملك المظفر ا لى الشرق حيث اجتمع بمقدم الخوارزمية حسام الدين (1 ) بركة خان و حادثه في مناصرة الصالح نجم الدين و سلمه رسالة في هذا المعنى من الملك الناصر داود و شرح فيها موقفه من الصالح نجم الدين وا وضح ا نه لم يعتقله في الكرك وا نما صان با نزاله الكرك مهجته خوف ا من ا خيه الملك العادل وعمه الملك الصالح ووعد با نه " سيخرجه و يملكه البلاد " ( 2) و طلب من الخوارزمية ا ن يتحركوا لنصرته ورسم لهم طريق ( 3) ذلك التحرك حيث طلب منهم ا ن يغيروا على بلاد حلب و بلاد حمص لقد عملت فلول الخوارزمية على الاستفادة من الصراعات بين ا بناء البيت الا يوبي ا ملا في السيطرة على مزيد من الا مارات لذلك استغلوا و صول رسالة الناصر داود ا ليهم فقاموا (4 ) بالا غارة على بلاد قلعة وبالس جعبر (5 ) ونهبوها ثم انضموا ا لى بدر الدين لو لو صاحب (6 ) الموصل و كان قد استولى على سنجار وصاروا بعد ذلك ا لى حلب فانتصروا على ا هلها " فامتنع الناس بمدينة حلب بينما قامت الخوارزمية بتخريبها و نهبها و فعلوا فيها كل قبيح من السبي و القتل و التخريب ووضعوا السيف في ا هل منبج و قتلوا فيها ما لا يحصى عدده من ( 7) " الناس و خربوا و ارتكبوا الفواحش بالنساء في الجامع علانية وقتلوا الا طفال و بعد حلب سارت فلول الخوارزمية ا لى حماة و لكنهم لم يتعرضوا لها لا ن صاحبها ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 201 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 249 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 165 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 249 المقريزي السلوك ج 1 ص 400 بلدة بالشام بين حلب و الرقة : المقريزي السلوك ج 1 ص 406 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 406 (6) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 27 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 198 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 135 عطا الله محمود نيابة غزة ص 171 (7) المقريزي السلوك ج 1 ص

80 الملك المظفر هو الحليف المخلص للصالح نجم الدين و كان الخوارزمية يظهرون للناس ا نهم ( 1) ( 2) يفعلون ما يفعلون خدمة للصالح نجم الدين و ظلت الخوارزمية تنتقل من مكان ا لى مكان في بلاد الشام حيث يعيثون فساد ا و تخريب ا فاتجهوا نحو سلمية التابعة لصاحب حمص ثم ساروا (3 ) ا لى الرصافة طالبين الرقة و ا زاء خطر الخوارزمية عقد حلف ا يوبي لمواجهة هذا الخطر مكون ا من الصالح ا سماعيل صاحب دمشق و المنصور ا براهيم صاحب حمص و ضيفة خاتون الوصية على حلب و استطاعت القوات المتحالفة من هزيمة الخوارزمية قرب الرها في 9 رمضان 638 ه/ابريل ( 5) ( 4) 1241 م ثم سارت قوات حلب ا لى حران فاستولت عليها وهربت الخوارزمية ا لى بلد عانة و استغل بدر الدين لو لو صاحب الموصل الفرصة و استولى على ا مد من يد الملك المعظم توران ( 6) شاه بن الصالح نجم الدين و تركوا له حصن كيفا و استولت قوات حمص على بلد الخابور / عادت الخوارزمية و تجمعت مرة ا خرى وسارت في عام 639 ه 1241 م ا لى الموصل فسالمهم صاحبها بدر الدين لو لو وا عطاهم مدينة نصيبين ثم ساروا ا لى ا مد و لكن قوات حلب بقيادة المعظم فخر الدين توران شاه بن صلاح الدين صدهم عنها ورغم ذلك استطاعت الخوارزمية من نهب بلاد ميافارقين (7 ) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 204 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 164 المقريزي السلوك ج 1 ص 406 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 204 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 734 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 204 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص (6) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص (7) المقريزي السلوك ج 1 ص

81 ( 1) ثم اتفقت الخوارزمية مع شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين عام 1242 م 640 ه/ و اتجهوا ا لى الموصل و قاموا بتخريبها ثم ساروا ا لى و قتلوا ماردين فنهبوا ولكن قوات حلب (2 ) تصدت لهم و كانت وقعة عظيمة بين الحلبيين و الخوارزمية و تقاتلوا قتا لا شديد ا عند الخابور قريب ا من المجدل فانهزم شهاب الدين غازي و الخوارزمية واستولت العساكر الحلبية على ( 3) لم ا موالهم و ا ثقالهم و نسوانهم و ا ولادهم و ا خذوا من الغناي م ما لا يحصى و عادوا ا لى بلادهم يكتف الحلبيون بذلك بل تعقبوهم بالقتل و الا سر و ا خذوا ا ثقال شهاب الدين غازي و عسكره (4 ) وا غنام التركمان و خيلهم حيث عاد شهاب الدين ا لى ميافارقين بينما اجتمعت الخوارزمية ثم رحلوا و نزلوا را س عين ومنها ا لى الخابور حيث قتلوا ا هلها و نهبوا الا موال و سبوا النساء (5 ) وا خير ا استقروا في الا قاليم المجاورة بين الرها و حران ث- عودة الخوارزمية للصالح نجم الدين : بسبب تطور الا حداث على الجبهة المتحالفة ضد الصالح نجم الدين حيث اتفق الصالح (6 ) ا سماعيل مع الناصر داود على عداوة صاحب مصر الصالح نجم الدين لا ن الصالح ا سماعيل صاحب دمشق ا يقن ا ن تولي الصالح نجم الدين عرش مصر خطر محقق يتهدده كما ا يقن با نه ( 7) سيصبح الهدف التالي له فالتجا الصالح ا سماعيل ا لى الفرنج ليتقوى بهم لمساعدته في دخول ( 1 )سبط ابن الجوزي السلوك ج 1 ص 412 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 737 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 206 المقريزي مرا ة الزمان ص 8 ص 737 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 32 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 207 مرا ة الزمان ج 8 ص 738 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 110 مرا ة الزمان ج 8 ص 738 سبط ابن الجوزي (5) سبط ابن الجوزي (6) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 283 (7) غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص

82 مصر فرا ى الفرنج ذلك فرصة لتحقيق بعض المكاسب و بالفعل ا عطاهم الصالح ا سماعيل ( 1) صفد و قلعة الشقيف و مناصفة صيدا و طبريا و ا عمالها و كذلك جبل عاملة و ساي ر بلاد الساحل لقد حاول الصالح نجم الدين تهدي ه الموقف المتا زم مع الصالح ا سماعيل و حلفاي ه و ا يقاع 641 ه / الفرقة في ذلك الحلف فجرت المفاوضات للصلح في عام 1243 م و تم الاتفاق ( 3) بينهما غير ا ن الصالح ا سماعيل نقض هذا الاتفاق وساءت الا وضاع مرة ا خرى و عاد (4 ) الصالح ا سماعيل و اتفق مع الناصر داود وانضم ا ليهما صاحب حلب و صاحب حمص واتصل بالفرنج مرة ا خرى فاضطر الصالح نجم الدين ا لى الاستعانة بالخوارزمية فا كرمهم و ا غدق عليهم من الا موال و ا مدهم بالخلع و النفقات و اتفق معهم على الاستيلاء على دمشق و (5 ) بيت المقدس و ذلك عام / 642 ه 1244 م استجابت الخوارزمية للصالح نجم الدين وسارت جموعهم و عبروا نهر الفرات و هم : زيادة على عشرة ا لاف مقاتل نحو بلاد الشام وكان على را سهم مقدمهم الا مير حسام الدين بركة خان (6 ) وهم ينهبون ويقتلون ويسلبون و سارت فرقة منهم ا لى بقاع بعلبك و فرقة ا خرى المقريزي السلوك ج 1 ص 407 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 263 ( 2 )ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 205 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 143 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 141 العليمي الا نس الجليل ج 2 ص 361 زيدان جرجي تاريخ مصر الحديث ج 1 ص 351 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 134 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 328 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 288 (5) الذهبي دول الا سلام ج 6 ص 112 (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 419 انظر: حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 123 العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ص 189 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص

83 ا لى غوطة دمشق ا م لا في ا لا يستغرق الاستيلاء على دمشق وقت ا طوي لا و لكنهم كانوا يعرفون جيد ا مناعة حصون دمشق فقرروا حصارها و لكنهم كانوا لا يملكون المعدات الثقيلة و المو ن الكافية لحصارها فانحرفوا عنها و اتجهوا جنوب ا ا لى منطقة الجليل وهم ينهبون و (2 ) يقتلون و يسبون وكانوا يحدثون الدمار ا ينما وجدوا فا ثاروا الرعب بين الناس و تحصن ( 3) الصالح ا سماعيل بدمشق وسحب قواته التي كانت متجهة ا لى غزة كما تحصن الناصر داود بالكرك و انسحبت القوات الصليبية و تحصنت بالقدس استطاعت القوات الخوارزمية من الاستيلاء على طبريا و نابلس و منها اتجهت ا لى بيت 642 ه / المقدس و استولوا عليها في عام 1244 م و نهبوا و قتلوا بطرك الروم و ا حرقوا و دمروا الا ماكن المسيحية داخل بيت المقدس و نبشوا القبور داخل كنيسة القيامة ومنها مرقد المسيح و ا حرقوا عظام الموتى (5 ) بعد فراغ الخوارزمية من القدس اتجهوا جنوب ا ا لى غزة و ضربوا معسكرهم على مشارفها ثم ا رسلوا ا لى الصالح نجم الين يبلغونه بوصولهم فا مرهم بالا قامة في غزة ووعدهم ببلاد الشام (6 ) و ا رسل ا لى قادتهم و مقدميهم الخلع و الا موال و الهدايا وصل الجيش المصري ا لى غزة بقيادة ركن الدين بيبرسوانضمت ا ليه قوات الخوارزمية حيث استطاعت هذه القوات من ا نزال الهزيمة بقوات الحلف الا يوبي الصليبي في معركة هربيا سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج المقريزي السلوك ج 1 ص 419 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 741 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 264 (6) (5) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 151 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

84 (1 ) ) لافورييه ( كما يسميها الفرنج في عام 642 ه / 1244 م بعد معركة هربيا توجهت القوات المصرية بقيادة الا مير معين الدين بن شيخ الشيوخ و انضمت ا ليه القوات الخوارزمية و اتجهوا جميع ا لمحاصرة دمشق وفي طريقهم ا لى دمشق استولوا على ا ملاك الناصر داود صاحب الكرك ووصلت القوات ا لى بيسان و ا قاموا فيها مدة ثم ( 2) تقدموا نحو دمشق و حاصروها في عام 642 ه / 1245 م و قد استمر حصار دمشق ما ستة ا شهر من يقرب وساءت ا حوال الناس بسبب قلة المو ن و غلاء الا سعار وقلت الذخاي ر لدى (3 ) جند دمشق مما جعل الصالح ا سماعيل في موقف عصيب و حرج حتى انتهى الا مر بالاتفاق على خروج الصالح ا سماعيل من دمشق و التنازل عنها للصالح نجم الدين ( 4) : ج- انقلاب الخوارزمية على الصالح نجم الدين و القضاء عليهم نهاي ي ا ا راد الخوارزمية بعد ا ن وقفوا بجانب الصالح نجم الدين و ناصروه ا ن يتقاضوا ثمن ( 5) مناصرتهم له و ا ن يعطيهم بعد فتح دمشق ا قطاعات تكفيهم و را وا ا نهم يستحقون منه (6 ) الشيء الكثير و انه سوف يقاسمهم البلاد و ا ن يخصص لهم ا قطاعيات كبيرة في مصر مقابل ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 209 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص الدباغ مصطفى الموجز في تاريخ الدول الا سلامية ص 12 المقريزي السلوك ج 1 ص 421 حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص 127 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 359 ص ابن تغري بردي النجوم الزاهرةج 6 ص 287 انظر:عاشورفايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 359 ( 4 )ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 211 المقريزي السلوك ج 1 ص 423 عاشورسعيدالحركة الصليبية ج 2 ص 151 (5) ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي (6) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 350 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 360 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 152 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 535 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 397 جنيدي جمعة الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص

85 خدماتهم له في التغلب على خصومه و في تملك بلاد الشام و لكن الصالح نجم الدين خيب ( 1) ظنهم فبعد ا ن استولى على دمشق منعهم من دخولها و ا قطعهم بد لا من ذلك بعض المناطق في (2 ) محيط المدينة و بعض المناطق الساحلية المحررة في فلسطين و لذلك تغيروا على السلطان الصالح نجم الدين و انقلبوا عليه (3 ) من الملاحظ ا ن الصالح نجم الدين لم يف بما وعده للخوارزمية لا نه يعرفهم جيد ا من سوء سلوكهم و ا خلاقهم و كثرة ا عمالهم التخريبية في البلاد كل ذلك دفع الصالح نجم الدين في ا ن يعيد النظر في مكافا تهم بل عمل على كبح جماحهم اعتبر الخوارزمية المكافا ة التي حصلوا عليها من الصالح نجم الدين لا تتناسب و مساعدتهم له ووقوفهم بجانبه و لذلك ثاروا عليه و انقلبوا من التحالف معه ا لى التحالف ضده فهاجموا بلدة (5 ) (4 ) داريا و نهبوها و كاتبوا ركن الدين بيبرس ا كبر ا مراء السلطان الصالح نجم الدين و كان ( 6) في ذلك الوقت بغزة حسنوا له ا ن يكون معهم يد ا واحدة و يزوجوه منهم فمال ا ليهم كما (7 ) كاتبوا الناصر داود صاحب الكرك فوافقهم و نزل ا ليهم و اجتمع بهم و تزوج منهم (8 ) و تذكر بعض المصادر ا ن ا مه كانت خوارزمية ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 287 جنيدي جمعة الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص 150 بيطار ا منية تاريخ العصر الا يوبي ص 195 عثامنةخليلفلسطين في العهدين الا يوبي والمملوكي ص 152 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليكص 136 المقريزي السلوك ج 1 ص 424 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 287 و هي قرى كبيرة ا حدى قرى غوطة دمشق : الحموى معجم البلدان ج 2 ص 536 ( 5 )ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 150 المقريزي السلوك ج 1 ص 424 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 152 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 535 (6) ابن تغري بردي النجوم الزاهرةج 6 ص 287 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 535 (7) المقريزي السلوك ج 1 ص 424 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 152 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 360 زيان الصراع السياسي و العسكري ص 116 (8) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 287 الحنبلي شفاء القلوب ص

86 ولقد انضم ا ليهم ا يض ا الصالح ا سماعيل طريد دمشق ورحب بمحالفتهم وقدم عليهم ( 2) ( 1) فحلفوا له على القيام بنصرته و اتفقوا جميع ا على محاربة الصالح نجم الدين زحف الخوارزمية و الصالح ا سماعيل ا لى دمشق و حاصروها حصار ا شديد ا لمدة ثلاثة ا شهر و قطعوا عنه الا مدادات فاشتد بها الغلاء اشتداد ا لم تعرفه دمشق من قبل و انتشرت (3 ) المجاعة و الا وبي ة بدمشق و يقول ابن واصل : " و اشتد بها الغلاء اشتداد ا لم يعهد في الا عمار مثله حتى انه بلغ سعر الغرارة من القمح ا لف درهم و ستماي ة درهم وهذا سعر لم يسمع بنظيره في عصر من " : " العصور في بلد من البلاد و هلكت عالم من ا هل دمشق بالجوع و الوباء و قال و من ا عجب ما سمعت ا ن ا نسان ا كان له دار تساوي عشرة ا لاف درهم عرضها للبيع فلم تزد على ا لف و خمسماي ة درهم فاشترى بها غرارة واحدة من القمح بعشرة ا لاف درهم و مات شخص في ( 4) " الحبس فا كله ا هل الحبس و كان يباع حب الخرنوب بالميزان يشتري و يتقوت به لما وجد الصالح نجم الدين ا ن ما يمثله ذلك الحلف خطر عليه لجا ا لى ا عمال الحيلة لتكوين حلف مضاد للقضاء عليهم و التخلص منهم فاستمال ا ليه الحلبيين و استمال ا ليه الملك ) المنصور صاحب حمص ( 5 ا ذ ا رسل ا ليهم يقول : " ا ن هو لاء الخوارزمية قد خربوا البلاد ص ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 150 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 828 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 350 ) 3) حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 124 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 828 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 152 جنيدي جمعة الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص 151 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص انظر: ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 150 الحنبلي شفاء القلوب ص 338 (5) الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 150 المقريزي السلوك ج 1 ص غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 272 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 828 عاشور سعيدالا يوبيون و المماليك

87 ( 2) (1 ) والمصلحة ا ن نتفق عليهم " فوافقوه على محاربة الخوارزمية و طردهم من البلاد لم يكتف الصالح نجم الدين بذلك بل ا رسل عام 644 ه / 1246 م القاضي نجم الدين محمد بن سالم النابلسي المعروف بابن قاضي نابلس ا لى مملوكه الا مير ركن الدين بيبرس من ا جل مصالحته : " فما زال يخدعه و يمنيه حتى فارق الخوارزمية وقدم معه ا لى ديار مصر فاعتقل (3 ) " بقلعة الجبل و كان ا خر العهد به و بهذا التدبير استطاع الصالح نجم الدين ا ن يضعف جانب خصومه الصالح ا سماعيل و الخوارزمية كذلك اطما ن الصالح نجم الدين ا لى قوته و 643 ه / ا لى قوة حلفاي ه وخرج من القاهرة على را س قواته عام 1246 م قاصد ا دمشق كما خرج المنصور ا براهيم صاحب حمص على را س قواته و معه عساكر حلب وقد انضم ا ليهم ( 4) عرب كثير و تركمان و لما وصلت ا نباء هذه القوات الزاحفة ا لى دمشق اضطر الصالح ا سماعيل و حلفاو ه من الخوارزمية ا لى رفع الحصار عن دمشق خوف ا من ا ن يقعوا بين فكي كماشة بين القوات المصرية من الجنوب و قوات حمص و حلب من الشمال فساروا شما لا ( 5) لملاقاة الملك المنصور ا براهيم قبل ا ن يصل الصالح نجم الدين بقواته لقد وقع الصدام بين الفريقين في المحرم / مايو 644 ه 1246 م بين جند الخوارزمية و الصالح ا سماعيل من جهة و بين جند الملك المنصور صاحب حمص و الملك الناصر صاحب (6 و انتهت ) حلب من جهة ا خرى و دارت المعركة في مكان يعرف بالقصب قبلي حمص المعركة بانتصار الصالح نجم الدين و حلفاي ه وانهزم الخوارزمية و حليفهم الصالح ا سماعيل سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 760 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 287 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 828 جنيدي جمعة الثورات الشعبية في الدولة الا يوبية ص 151 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 362 (5) ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 151 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 179 (6) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص

88 ( 1) هزيمة ساحقة فتشتت شملهم ولم تقم لهم قاي مة بعدها و قد قتل في هذه المعركة مقدم (2 ) الخوارزمية حسام الدين بركة خان وعلق را سه على باب حلب و ا سر كشلو خان و جماعة ( 3) كثيرة من الخوارزمية و حملوا ا لى حلب و اعتقلوا بها (4 ) و هكذا تشتت شمل الخوارزمية فمنهم من دخل في خدمة التتار و منهم من سار ا لى البلقاء في الا ردن فنزل ا ليهم الناصر داود و اجتمع بهم و استخدمهم و ا رسل عاي لاتهم ا لى قلعة (5 ) السلط وتوجه قسم منهم ا لى نابلس و استولى عليها ومنهم من سار مع الصالح ا سماعيل ا لى حلب حيث استقبلهم صاحبها الناصر يوسف بن العزيز ولكنه قبض على كل من قدم معه من ( 6) الخوارزمية وقد كان لهذا النصر وقعة عظيمة في مصر فزينت القاهرة و مصر و قلعة الجبل و قلعة الروضة بالقاهرة ( 7) كما كان له ثماره السياسية حيث تم الصلح بين السلطان الصالح نجم الدين (8) وبين الملك المنصور ا براهيم صاحب حمص"وحصل بينهم التصافي والتوادد" كذلك ا ثمر عن ( 9) الصلح بين السلطان الصالح نجم الدين و الملك الناصر يوسف صاحب حلب ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 359 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 ابن كثير البداية و النهايةج 13 ص 151 ابن تغري برديالنجوم الزاهرةج 6 ص 288 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 150 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 288 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 179 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 34 ( 4 )ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 288 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 137 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 153 ( 5 )سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 760 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 151 ( 6 )سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 762 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 ( 7 )ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 212 المقريزي السلوك ج 1 ص 427 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 288 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 362 (8) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 359 (9) المقريزي السلوك ج 1 ص 427 علي وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص

89 قرر الصالح نجم الدين ا ن يطهر بلاد الشام نهاي ي ا من بقايا الخوارزمية فا رسل جيش ا بقيادة الا مير فخر الدين يوسف بن الشيخ كي يضع حد ا نهاي ي ا لا فعال الناصر داود و الخوارزمية و ما ا ن وصل فخر الدين ا لى فلسطين حتى ترك من كان بنابلس من الخوارزمية و توجهوا ا لى ( 1) السلط استعد الناصر داود لمواجهة الموقف و جمع جموعه و التقى بفخر الدين عند السلط في ربيع الا خر 644 ه / سبتمبر 1246 م و استطاع فخر الدين من ا لحاق الهزيمة بالناصر داود ( 2) و من معه و شتت شملهم و استولى على الصلت بعد ا ن ا حرقها و فر الناصر داود ا لى حصن الكرك محتمي ا بها فحاصرها فخر الدين و خرب ما حولها و استولى على البلقاء (3 ) فاضطر الناصر داود ا لى طلب الا مان على ا ن يسلم ما عنده من الخوارزمية و هكذا لم يبق ( 4) من الخوارزمية ا لا في ة قليلة انضمت ا لى جيش الصالح نجم الدين الذي ا قام بمصر وهكذا انتهت الخوارزمية حيث يقول ابن الجوزي : " وانحل نظام الخوارزمية و ا منت (5 ) البلاد و العباد " و لم يبق للخوارزمية ا ي ا ثر في بلاد الشام وكانت هزيمتهم قد ا نهت مشاكل الصالح نجم الدين وقضت على ا كبر الصعوبات التي كانت تواجهه في السيطرة الكاملة ( 6) على بلاد الشام سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 و ص 761 عثامنة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص 153 غوانمة و يوسف ا مارة الكرك ص 273 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 124 ( 2 )ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 151 المقريزي السلوك ج 1 ص 428 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 393 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 273 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 761 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 35 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 124 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 363 العريني المغول ص 174 (5) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 764 (6) زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصر ص 79 72

90 و بهذا النصر دانت بلاد الشام للسلطان الصالح نجم الدين وقام بزيارة لبلاد الشام و القدس و دعم تحصيناتها و ا قر الا مور في البلاد وكان الخليفة العباسي قد ا رسل له تقليدا بالبلاد (1 ) تحت حكمه فزاد ذلك مكانته بين الناس وهكذا تمكن الصالح نجم الدين من ا عادة الوحدة السياسية مرة ا خرى للدولة الا يوبية في مصر و الشام ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 154 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 318 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص

91 الفصل الثالث جهاد نجم الدين ضد الصليبيين في الشام ا وضاع الا مارات الصليبية عند وصول نجم الدين للحكم ا هم الحملات الصليبية في بداية عهد نجم الدين تحرير نجم الدين لبيت المقدس و المدن الفلسطينية الا خرى - - -

92 - ا وضاع الا مارات الصليبية عند وصول نجم الدين للحكم: شهدت السنوات الا خيرة من عهد الملك الكامل سلام ا بين المسلمين و الصليبيين بموجب اتفاقية يافا التي وقعت بين الملك الكامل و الا مبراطور فردريك الثاني سنة / 626 ه و 1229 م مدتها عشر سنوات ا لا ا ن هذه الاتفاقية انتهت بعد وفاة الملك الكامل بسبب الخلافات بين ا بناء البيت الا يوبي و خاصة بين الا خوين الصالح نجم الدين و العادل الثاني (2 ) بين مو يد ومعارض على عرش الديار المصرية حيث انقسم البيت الا يوبي بين الطرفين ا ن ا حوال على الصليبيين ببلاد الشام في ذلك الوقت لم تكن ا حسن من ا حوال المسلمين فالبرغم من ا ن وفاة صلاح الدين الا يوبي قد ا غرت المتحمسين في الغرب الا وروبي ا لى القيام بحملات صليبية جديدة على الشرق الا سلامي بهدف استعادة بيت المقدس من المسلمين سيما و ا ن صلح الرملة الذي عقده ريتشارد قلب الا سد مع صلاح الدين سنة 588 ه / 1192 م كان محدد ا بثلاث سنوات و ثلاثة ا شهر ( 3) فا ن تلك الحملات الصليبية التي استهدفت الا راضي المصرية التي كانت مركز القوة الا سلامية في العصور لم الوسطى تحقق و لو جزء ا بسيط ا من ا هدافها باستثناء ما حققه الا مبراطور فردريك الثاني من استعادة بيت المقدس لبعض الوقت بالطرق السلمية من الملك الكامل بمقتضى اتفاقية يافا سنة 626 ه / 1229 م المقريزي السلوك ج 1 ص 354 للمزيد انظر: شاهين رياض الملك المعظم عيسىص المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص 199 غوانمة يوسف معاهدان الصلح و السلم بين المسلمين و الفرنج ص 68 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 269 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 340 زيان حامد الصراع السياسي و العسكري ص 113 ابن شداد النوادر السلطانية ص الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 37 المقريزي السلوك ج 1 ص 354 الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 38 75

93 بعد ذلك قرر الا مبراطور فردريك الثاني الرحيل عن الشرق بعد ا ن ساءت ا حوال الا مبراطورية في بيت المقدس و ذلك بسبب ما فرضه بطرس ري يس ا ساقفة قيسارية من 627 ه/مارس الحذر( ( ا ي القطع في جمادي الا ول 1229 م على مدينة بيت المقدس طالما ( 1) الا مبراطور فيها وترتب على ذلك توقف جميع الطقوس الدينية المسيحية في المدينة كذلك توالت الا خبار السيي ة من ا وروبا على الا مبراطور تو كد ازدياد الا حوال السياسية (2 ) سوء ا في ا مبراطوريته لذلك قرر الا مبراطور مغادرة قبرص على وجه السرعة وقد (3 ) رحل الا مبراطور فردريك الثاني عن قبرص و لم يترك فيها سوى الحرب الا هلية وقد شهدت السنوات التي ا عقبت رحيل الا مبراطور فردريك الثاني من الشرق ا لى (4 ) اضطراب ا حوال الصليبيين في الشرق الا دنى عامة في سواء قبرص ا و في بلاد الشام ففي قبرص كان الا مبراطور فردريك الثاني قد عين خمسة من النبلاء القبارصة للوصاية على الملك هنري الا ول لوزجنان الذي كان صغير ا في السن و ا مر فرديك ا ولي ك الا وصياء بطرد ا تباع ا ل ابلين من الجزيرة فوافقوا على ذلك كما تعهدوا بدفع عشرة ا لاف مارك للا مبراطور فردريك الثاني (5) لقد لجا الا وصياء على قبرص للحصول على هذه الا موال بفرض الضراي ب على السكان (6) كما قاموا بالاستيلاء على ا ملاك ا ل ابلين و كان ا ن لجا ا حد الا وصياء ا لى الاستنجاد بحنادي ابلين في الشام فاستجاب ابلين و خرج من عكا على را س بعض الصليبيين 1 ابن نظيف الحمويالتاريخ المنصوري ج 1 ص 160 انظر:عدوان فرج الا مبراطور فريدريك الثاني ص 182 ( ) ( ) 2 ( ) 3 ( ) 4 ) ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 9 ص رنيسمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 341 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص ابن نظيف الحمويالتاريخ المنصوري ج 1 ص 160 زكار سهيل الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية ج 24 ص 95 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 805 ( ( ) 6 زكار سهيل الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية ج 24 ص 95 76

94 ص 626 المغامرين و نزل على شاطي قبرص حيث دارت المعركة بين ابلين و الا وصياء عام 1229 م ه / و انتهت بهزيمة الا وصياء و فر بعضهم و تم القضاء على حركتهم نهاي ي ا 629 عام 627 ه / 1230 م و تولى حنادي ابلين الوصاية على عرش قبرص حتى عام ) ه / 1232 م حين بلغ الملك حنا الا ول لوزجنان سن الرشد (1 لكن الا مبراطور فردريك لم يغفر لحنادي ابلين فعلته و ا علن حرمانه هو و ا بناي ه و ا تباعه من ا قطاعتهم ا عد قوة من و ستماي ة فارس و سبعماي ة من المشاة و ثلاثة ا لاف من البحارة تحت قيادة ريتشار فلا نجيري ( 2) لتدعيم نفوذ الا مبراطور في الشام و قبرص و كان حنادي ابلين في ذلك الوقت في عكا و عندما و صلته ا خبار الحملة الا مبراطورية بقيادة ريتشار فلا نجيري عاد ا لى قبرص و معه فرسانه و استعد للمعركة المنتظرة مع الا مبراطورية ( 3) و لما تعذر على الجيش الا مبراطوري النزول على شاطي الجزيرة بسبب الاستعدادات التي اتخذها حنادي ابلين اتجه فلانجيري ا لى بيروت را س ا و استولى عليها بسهولة و ترك جزء من قواته لمحاصرة قلعتها في حين زحف هو على ( 4) صيدا و صور و عكا فاحتلها جميع ا و من عكا دعا فلا نجيري ا مراء المملكة للاجتماع به و ا طلعهم على خطاب اعتماد من الا مبراطور بوصفه مندوب ا عنه ثم طالب بمصادرة جميع ممتلكات ا ل ابلين بالشام و قد عارض الا مراء ذلك الطلب و انضم ا ليهم تجار عكا الذين كونوا مجلس ا بلدي ا لحكم عكا ( 5) و اختاروا حنادي ابلين ري يس ا له Hill: AHisrory of Cyprus, II,P Richard: le Royaume latinde Jerusalem,p 239 عاشور سعيد قبرص و الحروب الصليبية ص 24 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص (5) 77

95 و عندما سمع حنادي ابلين بتلك الا خبار اصطحب جيش ا من قبرص و قصد الشام حيث ا نزل قواته جنوب طرابلس في سنة 628 ه / 1231 م ثم زحف ا لى بيروت و استولى عليها وقوى مركزه فيها كما استولى على صيدا ولكن فلا نجيري استغل غياب حنادي ابلين عن قبرص و ا رسل قوة ا ليها و هاجمتها مما جعل الموقف صعب ا في قبرص و بلاد الشام (1 ) سواء 629 ه / و عندما انتقل فلا نجيري ا لى قبرص سنة 1232 م لحق به حنادي ابلين و هنري ملك قبرص حيث دارت عدة معارك في قبرص بين ريتشار فلا نجيري و حنا دي ابلين انتهت بهزيمة القوات الا مبراطورية بقيادة ريتشار فلا نجيري التي استثارت كراهية ( 2) السكان المحليين بسبب سلوكها و طمعها و في عام 629 ه / 1232 م خضعت جزيرة قبرص تمام ا للملك هنري لوزجنان و ا ل ابلين ا ما ريتشار فلا نجيري فقد لجا ا لى هيثوم الا ول ملك ا رمينيا يطلب معونته فلما (3 ) فشل عاد ا لى ايطاليا و هكذا استطاعت مملكة قبرص الصليبية من تخليص نفسها من سيطرة الا مبراطورية المقدسة ا ما بالنسبة لمملكة بيت المقدس فقد ظلت حتى سنة / 666 ه 1268 م تابعة من الناحية القانونية للا مبراطورية حيث كان لدى ا باطرة الغرب ما يشغلهم عن ممتلكاتهم في الشرق مما جعل مملكة بيت المقدس مدة خمسة و ثلاثين سنة من 631 ه/ 1233 م ا لى Archer: the crusades,p 384 king: the knights Hospitallers in the Holy land,p 212 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص

96 666 ه/ 1268 م دون ملك يقيم فيها و يراعي شي ونها وينظم ا مورها (1 ) و يدافع عن حقوقها من الملاحظ ا ن الفترة من 631 ه/ 666 ه/ 1233 م ا لى 1268 م كانت فترة حاسمة في تاريخ الشرق الا دنى لما شهدته من ا حداث سقوط الدولة الا يوبية و ظهور المغول وكان من الممكن ا ن يستغل الصليبيون الا حداث للسيطرة على بلاد الشام و لكن الصليبيين كانوا في تلك الفترة يفتقرون ا لى القيادة الحكيمة التي توجههم و تحرص على مصالحهم لقد كانت مدينة بيت المقدس منذ اتفاقية يافا سنة 626 ه/ 1229 م حتى غزاها الخوارزمية سنة 642 ه/ 1244 م مدينة مفتوحة غير محصنة ومقسمة بين النفوذ الا سلامي و الصليبي مما جعل كل جانب يخشى النزوح ا ليها و المتاجرة معها و الاستقرار فيها و ظلت مدينة بيت المقدس في تلك الفترة تشكو قلة السكان من المسلمين و الصليبيين و لم ( 2) يبق لها سوى مكانتها الدينية فقط و من المو كد ا ن فردريك الثاني لم يستغل اتفاقية يافا ولو ا نه استغلها و قام بتحصين مدينة بيت المقدس و عمر ا سوارها و ا براجها و ترك فيها قوة تدافع عنها لتغير مجرى الا حداث في تلك الفترة و كان ا مراء بيت المقدس قد طلبوا من الا مبراطور فردريك الثاني سنة 627 ه/ 1230 م ا ن يرسل ابنه كونراد الرابع ا لى الشام ليقيم ملك ا على مملكة الصليبيين بوصفه الممثل الوحيد للسلالة الشرعية لملوك المملكةولكن الا مبراطور فردريك رفض ذلك الطلب Setton : AHistory of the crusades, p King : The kingights Hospitallers in the Holy land, p 209 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

97 فظلت مملكة بيت المقدس بدون ملك و كان يحكمها مندوب عن الا مبراطور في حين ظلت ( 1) بقية المدن الصليبية في بلاد الشام مستقلة عن النفوذ الا مبراطوري و عندما ا درك الا مبراطور فردريك الثاني فشل تجربته في ا خضاع ا مراء الشام الصليبيين بالقوة لجا ا لى الوساي ل السلمية و استغل فرصة عودة ا سقف صيدا من روما ا لى الشام وا عطاه رسالة ا لى ا مراء الشام يفيدهم ا نه عزل ريتشار فلا نجيري من منصبه بوصفه ناي ب ا عنه في الشام و عين بد لا منه دي موجاستل ا حد ا مراء الشام و لكن ا مراء الشام ( 2) رفضوا ذلك لا ن دي موجاستل من ا شد ا نصار ريتشار فلا نجيري و مع استمرار الفوضى في بلاد الشام تدخل البابا سنة 632 ه / 1235 م و ا رسل مندوب ا عنه لحل الا شكال حيث اقترح مندوب البابا دخول الا مراء في طاعة ريتشار 633 ه / (3 ) فلا نجيري و لكن الا مراء رفضوا ذلك الاقتراح ثم عاد البابا سنة 1236 م و ا خبر ا مراء الشام بحق فردريك الثاني في الا شراف على شي ون الصليبيين بوصفه وصي ا على كونراد الرابع صاحب الحق الشرعي في مملكة الصليبيين بالشام و ا ن ا مراء الشام ا ساءوا التصرف مع حكامهم و لكن عفا االله عما سلف عن جميع ا مراء الشام ما عدا ا ل ابلين (4 ) الذي تجب محاكمته ا مام محكمة عليا و لكن ا مراء الشام لم يقبلوا ا يض ا ذلك العرض البابوي فاستمر الموقف على ما هو عليه و في هذه الفترة توفى حنادي ابلين ففقد (5) الصليبيون حاكم ا عاق لا شجاع ا و كان البابا يرى ا ن الحل الوحيد لذلك الوضع هو توحيد Richard: Le Royaume Latinde Jerusalem, p عاشور سعيد الحركة الصليبيةج 2 ص 808 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 808 Estoired, Eracles, II, p 407 Stevenson : The crusadres in the East, p 315 (5) 80

98 مملكتي قبرص و بيت المقدس ولكن هذا الحل لم يرض ا مراء الشام الذين تمسكوا بكونراد الرابع ابن فردريك الثاني بوصفه الوريث الشرعي الوحيد لمملكة بيت المقدس كذلك لم تكن ا حوال الصليبيين في شمال الشام خاصة في ا مارتي ا نطاكيا و طرابلس في تلك الفترة ا كثر استقرار ا منها في جنوبه حيث ا ن اتفاقية يافا التي عقدت بين السلطان (2 ) الكامل و الا مبراطور فردريك الثاني سنة 626 ه/ 1229 م لم تتطرق لا حوال هاتين ( 5) ( 4) و الا سبتارية (3 ) الا مارتين ا و لا ملاك الداوية في تلك الجهات و قد استغل الا سبتارية الظروف التي حلت بالبيت الا يوبي في ذلك الوقت و ا غاروا على منطقة في سنة 626 ه / 1229 م و نهبوا و ا سروا و سبوا و قتلوا و من ( 6) بعرين"بارين " (7) جملة من ظفروا به طاي فة من التركمان (5) (6) (7) Richard : Le Royaume latinde Jerusalem, p 246 المقريزي السلوك ج 1 ص 354 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 222 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 363 هم فرسان المعبد ) (Templers و تختلف عن الاسبتارية في كونها نشا ت ا ص لا على ا ساس حربي منذ سنة 512 ه م ا خذت هذه المنظمة العسكرية من مساحة المسجد الا قصى مقر ا لها وتعهد ا تباعها بحماية الطريق بين يافا و بيت المقدس ثم ا سهم فرسان الداوية في جميع الا عمال العداي ية التي قام بها الصليبيون في بلاد الشام وغدت الداوية تابعة للبابوية مباشرة شا نها في ذلك شا ن الاسبتارية وشكلت هاتان الطاي فتان ا قوى دعامتين للوجود الصليبي في بلاد الشام : رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 2 ص الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 39 طاي فة من الفرسان الصليبين نشا منذ فجر الحروب الصليبية وبدا ت ا ول الا مر على هيي ة جمعية هدفها العناية بمرضى الصليبين و ا يواء الحجاج و رعايتهم و طبقت مبادي الديرية البندكتية في فلسطين و لم تلبث ا ن تخلت عن تبعتها للبندكتية و انتمت للبابوية مباشرة ثم تطورت و اكتسبت صفة حربية و ارتدى ا صحابها زي الرهبان و ا خذوا يقاتلون من على ظهور الخيل كالفرسان تمام ا و نذروا ا نفسهم لقتال المسلمين منذ سنة 531 ه / 1137 م و ا سهمت مع طاي فة الداوية في حماية كيان الصليبين في الشام طوال ا كثر من قرن من الزمان : جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 233 الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 39 مدينة حسنة تقع بين حلب و حماه من جهة الغرب : الحموى معجم البلدان ج 1 ص 321 ابن واصل مفرج الكروب ج 4 ص 303 الغامدي جهاد المماليك ص 39 81

99 و يبدو ا ن الملك المظفر تقي الدين محمود الثاني صاحب حما ة لم يكن مستعد ا للصمود في وجه ذلك العدوان الا مر الذي جعله يتعهد بدفع جزية للا سبتارية وعندما لم يف الملك المظفر تقي الدين بدفع الجزية زحف عليه الا سبتارية و معهم الداوية بقوة كبيرة ولكن الملك 627 ه / 1230 م (1 ) المظفر ا لحق بهم الهزيمة عند ا فيون بين بعرين و حماة في سنة و عاد ا لى حماة وا مامه الا سرى مما جعل الشعراء يمدحونه و يقارنون سلوكه بسلوك ( 2) السلطان الكامل (3 ) و في سنة 630 ه / 1233 م توفى بوهيموند الرابع صاحب ا نطاكيا و طرابلس و خلفه ابنه بوهيموند الخامس الذي شارك هو الا خر في النزاع بين الا سبتارية و الملك المظفر تقي الدين صاحب حماة حيث ا ن الحرب تجددت بين الطرفين بسبب رغبة الا سبتارية في الحصول على ا موال فرضوها على المظفر تقي الدين ولكن في تلك المرة استعانت الاسبتارية بجميع قوى الفرنجة مثل الداوية و ا مارتي ا نطاكيا و طرابلس و مملكة بيت المقدس فض لا ( 4) الصليبيين عن في قبرص و بعد ا ن تجمعت تلك القوى الصليبية جنوب حصن الا كراد زحف الصليبيون لي لا على بعرين فاحتلوها ماعدا قلعتها التي احتمى بها الا هالي ثم قاموا ببعض الا عمال العدوانية في المناطق القريبة و عادوا بعد ا سبوع ا لى حصن الا كراد محملين بالا سلاب دون ا ن ( 5) يصطدموا بالمسلمين ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 12 ص 627 الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 39 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 809 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 360 King : The knights Hospitallers in the Holyland, p 214 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 810 (5) 82

100 و يبدو ا ن الصليبيين لم يصطدموا بالمسلمين في تلك الفترة بسبب ظروفهم السيي ة كذلك سماعهم عن تجمع جيش ا يوبي كبير ينوي التحرك نحو الشمال و اشترك فيه الملك الكامل صاحب مصر و الملك الا شرف موسى صاحب دمشق و الملك الناصر داود صاحب (1 ) الكرك و المجاهد ا سد الدين شيركوه صاحب حمص و غيرهم من ا مراء البيت الا يوبي ولعل تحرك تلك القوة الا يوبية نحو الشمال ا ثار مخاوف الصليبيين و لكن تلك المخاوف تبددت و تلاشت عندما علموا ا ن الا يوبيين توجهوا في سنة 631 ه / 1234 م ا لى خلاط التي كانت تابعة للملك الا شرف موسى للدفاع عنها ضد علاء الدين كيقباذ كيخسرو (2 ) ملك سلاجقة الروم (3 ) و هو الذي انتزع خلاط من ا يدي نواب الملك الا شرف موسى و في ذلك الوقت تجدد الصراع مرة ا خرى بين بوهيموند الخامس ا مير ا نطاكيا و طرابلس و ملك ا رمينيا الصغرى الجديد هيثوم الا ول حيث ا ن ا ل هيثوم لم يصلوا ا لى حكم ا رمينيا الصغرى ا لا بعد قتل فيليب ا خو بوهيموند الخامس فلم ينس بوهيموند الخامس للا رمن ( 4) هذه الفعلة فاتفق مع الداوية التي كانت في صراع داي م مع ا رمينيا الصغرى حول حصن 630 ه / ( 5) بغراس فوجها حملة ا لى ا رمينيا سنة 1233 م ولكن هذه الحملة فشلت ( 6) بسبب اختلاف بوهيموند الخامس و الداوية المقريزي السلوك ج 1 ص 369 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 810 الغامدي عبد االله جهاد المماليك ص 40 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 189 ابن العديم زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص 216 Lorga: L' Armenie clicenne, p 129 (5) مدينة بينها وبين ا نطاكيا ا ربعة فراسخ على يمين القاصد ا لى ا نطاكيا من حلب في البلاد المطلة على طرطوس : الحموى معجم البلدان ج 1 ص 467 (6) عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

101 و ا ذا كان الداوية قد احتفظوا في تلك الفترة بحصن بغراس ذا ت الموقع الهام فا ن ( 1) الا يوبيين في حلب احتفظوا ا يض ا بحصن دربساك الذي كان فيما مضى تابع ا للداوية حتى استولى عليه صلاح الدين سنة 584 ه / 1188 م و كانت المسافة بين بغراس و دربساك (2 ) قليلة لا تتعدى بضعة كيلو مترات مما جعل الحرب لا تنقطع بين الداوية و المسلمين حيث قام الملك العزيز صاحب حلب بالهجوم على بغراس سنة 623 ه / 1226 م و بعد وفاته سنة 634 ه / 1236 م خلفه ابنه الناصر صلاح الدين في حكم حلب و كان ( 3) صغير ا فتولى الوصاية عليه بعض الا مراء وجدته ضيفة خاتون و استمر الحلبيون في ذلك الوقت بالهجوم على الداوية في بغراس و ا وشكوا ا ن يستولوا عليها لو لا تدخل بوهيموند (4 ) الخامس صاحب ا نطاكيا و طرابلس مما ا دى ا لى عقد الهدنة بين الطرفين و لم يلبث ا ن نقض الداوية تلك الهدنة بدافع الطمع في الاستيلاء على دربساك فا غاروا عليها في سنة / 635 ه 1237 م و لكن دربساك قاومتهم و صمدت في القتال حتى وصلت ا ليهم قوة كبيرة من حلب و ا نقضت على الداوية حيث انتهى مصير معظمهم ا لى القتل ا و (5 ) " الا سر حيث " لم ينج منهم ا لا القليل و بعد ذلك عاد الجيش الحلبي و معه الا سرى و رو وس القتلى دون ا ن يستمر في تقصي الداوية و مهاجمة حصن بغراس مما ساعد على استقرار السلام بين حلب من ناحية هي قلعة ضيقة تقع بين ا رمينيا و ا نطاكيا : الصفدي الوافي بالوفيات ج 29 ص 56 ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 42 King : The kights Hospitallers in the Holy Land, p ابن العديم زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص 255 المقريزي السلوك ج 1 ص 377 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 194 (5) ابن العديم زبدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص 231 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

102 (1 ) و ا نطاكيا و الداوية من ناحية ا خرى ا حوال ا ن من الملاحظ الصليبيين كانت سيي ة عند وصول نجم الدين للحكم ا لا ا نها ازدادت سوء ا بعد ا ن عاد فردريك الثاني ا لى بلاده تارك ا شخصية بارزة ترعى شو ونهم و مصالحهم و تدافع عنهم الصليبيين في الشام دون ملك قوي ا و كذلك لم تستغل الدولة الا يوبية هذه الظروف السيي ة التي ا حاطت بالصليبيين بل فضلت عدم الدخول في حرب معهم بسبب ظهور قوة جديدة على الساحة السياسية ا لا وهي الدولة الخوارزمية التي كان لها ا كبر الا ثر في تغير سير الا حداث ا بو الفداء المختصر ج 3 ص

103 ص ص - ا هم الحملات الصليبية في بداية عهد نجم الدين : : الحملة الصليبية الفرنسية سنة 637 ه / 1239 م في ظل الاضطرابات العنيفة التي ضربت بلاد الشام و انتهاء مدة اتفاقية يافا سنة 1239 م 637 ه / حيث كان الصليبيون في بلاد الشام دون حاكم ا و ملك يرعاهم و يجمعهم و يدير شو ونهم كذلك ظلت مدينة بيت المقدس منذ استيلاء الصليبيين عليها ( 1) بموجب اتفاقية يافا عام 626 ه/ 1229 م مدينة مفتوحة ليست لها من وساي ل الدفاع ا و ( 2) الحماية ما يكفل الدفاع عنها ضد ا ية محاولة تستهدف طرد منها الصليبيين لقد ا ثارت هذه التطورات قلق البابوية و خوفها على بيت المقدس بالذات فدعا البابا ( 3) جريجوري التاسع لحملة صليبية فا رسل مندوبيه ا لى فرنسا و انجلترا من ا جل هذه الغاية و لكن ملكي فرنسا و انجلترا لم يكونا على استعداد لقيادة حملة صليبية بصورة شخصية ( 4) غير ا نهما قدما كل دعم و تشجيع لدعاة هذه الحملة و قد استجاب لهذه الدعوة بعض النبلاء و الفرسان الفرنسيين على را سهم ثيبوت ا مير شامبانيا الرابع و ملك نافار و هيو الرابع ا مير برجنديا وبطرس مادكليرك ا مير ( 5) برتياني وغيرهم من صغار الا قطاعيين المقريزي السلوك ج 1 ص 354 غوانمة يوسف معاهدات الصلح و السلام بين المسلمين و الفرنج ص 68 King : The knights Hospitallers in the Holly Land, p 209 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 366 (5) مجهول تتمة وليم الصوري ص العروسي الحروب الصليبية في المشرق و المغرب ص 117 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 366 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 817 قاسم عبد قاسم ماهية الحروب الصليبية ص 156 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 202 مجهول تتمة وليم الصوري ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 370 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج العسلي بسام فن الحروب الا سلامي مج 4 ص

104 و كان الملك ثيبوت الرابع يا مل في ركوب البحر ا لى فلسطين من ميناء برنديزي الايطالي غير ا ن الصراع الذي نشب بين الا مبراطور فردريك الثاني و بين البابا ا رغم قوات الحملة على ركوب البحر من مرسيليا حيث واجهت الحملة خلال رحلتها ا عاصير و رياح 637 ه / سبتمبر (1 ) عاتية ا رغمتها على التا خير فلم تصل ا لى عكا ا لا في صفر سنة 1239 م و كان ثيبوت الرابع ا ول الواصلين ا لى عكا على را س ا لف و خمسماي ة فارس ما عدا (2 ) المشاة لقد انتهز الناصر داود هذه الفرصة عندما علم بنزول الصليبيين في عكا و خرج على را س قواته للاستيلاء على بيت المقدس حيث كان الصليبيون قد عمروا القدس و حصنوها ( 3) وبذلك نقضوا الشروط المتفق عليها مع المسلمين فتحجج الناصر داود بما فعله الصليبيون فحاصر المدينة وا خذ ينتظر الفرصة المواتية للهجوم على المدينة حتى كانت ليلة عيد من ا عياد الفرنج وكانوا في شغل شاغل باحتفالاتهم بالقدس حسب عاداتهم فشنت قوات الناصر (4 ) داود هجوم ا عنيف ا على القدس و دكت فيه حصونها بالمجانيق و دمرت قلعتها و اشتعلت (5 ) النيران فيها ثم رفعوا الا علام و الرايات فوقها وقد طلب الفرنج الا مان على ا ن يسمح لهم الناصر داود بالرحيل عنها فسمح لهم بذلك بشرط ا لا يا خذوا معهم ما لا ا و سلاح ا (5) رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص العسلي بسام فن الحروب الا سلامي مج 4 ص 202 قاسم عبد قاسم ماهية الحروب الصليبية ص 156 الجوابرة فاطمة موسوعة القدس ص 206 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 817 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 347 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 366 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 11 قاسم عبد قاسم الا يوبيين و المماليك ص 127 المقريزي السلوك ج 1 ص 399 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 817 صالح محسن الطريق ا لى القدس ص 118 ابن شداد الحلبي الا علاق الخطيرة ج 3 ص 255 المقريزي السلوك ج 1 ص 399 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص النويري نهاية الا رب ج 29 ص

105 و بذلك استطاع الناصر داود تحرير مدينة القدس و ا عادتها ا لى المسلمين و ذلك في جمادي (1 ) الا ولى سنة 637 ه / ديسمبر 1239 م بعد ا ن حاصرها حوالي 21 يوم ا و هكذا استطاع الناصر داود من ا عادة القدس ا لى حظيرة الحكم الا سلامي بعد عشر سنوات عجاف وكان لهذا الفتح ا ثره العميق في نفوس المسلمين حيث جاء هذا الفتح في ظل ظروف الانقسام و الانشقاق في صفوف البيت الا يوبي عندما علم الصليبيون باستيلاء الناصر داود على بيت المقدس اجتمع زعماء الحملة با مراء الصليبيين بالشام لدراسة الموقف و تحديد الخطوة التي يجب ا ن يتخذوها في ظل هذه ( 2) الظروف الصعبة فانقسم الصليبيون على ا نفسهم ا ذ را ى فريق من الصليبيين السير نحو غزو مصر اعتقاد ا منهم ا ن جميع الا مراء الا يوبيين بالشام سيقفون على الحياد لكراهيتهم للعادل الثاني و لعلمهم ا ن العادل غير محبوب من معظم جنده مما يسهل مهمتهم في القضاء عليه وعلى مركز القوة الري يسية في الدولة الا يوبية وهي مصر وا ذا ا خذوها يمكنهم من استرداد بيت المقدس بسهولة وقد ا يد هذا الرا ي كثير من البارونات المحليين و على (3 ) را سهم زعماء الداوية و را ى فريق ا خر ا ن يسير الصليبيون ا لى دمشق بوصفها العدو الري يسي للصليبين ولابد للجيش من ا ن يحصن قلاع الجليل قبل ا ن يبدا الزحف باتجاه المدينة و نادى فريق ثالث بالاتجاه ا لى صفد ا لى الشمال الغربي من طبرية و الاستيلاء عليها و ( 4) تحصينها واتخاذها قاعدة داخلية في بلاد الشام ضد دمشق المقريزي السلوك ج 1 ص 399 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 257 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص Stevenson: The crusaders in the East, p 317 زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصر ص 68 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص Stevenson : The crusaders in the East, p 317 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

106 ا ما الفريق الرابع فقد ا صر على ا ن يتجه الصليبيون ا لى بيت المقدس مباشرة و تركيز الجهود في الاستيلاء عليه وا خير ا استقر را ي الصليبيين على ا ن يقصدوا عسقلان ا و لا لهدم (1 ) تحصيناتها والاستيلاء عليها وبعد ذلك يقصدون دمشق لانتزاعها من المسلمين ولكن هذا القرار ذا الاتجاه المزدوج للصليبين سوف يوقعهم في عداء مع العادل الثاني الذي مازال سلطان مصر حيث كانت عسقلان من ضمن ا ملاكه و كذلك مع الصالح ا سماعيل صاحب دمشق ( 2) ومن الملاحظ ا ن الصليبيين قد افتقروا ا لى السياسة المرنة في هذه الحملة بخلاف سياستهم ا ثناء حملة ريتشاد قلب الا سد وحملة فردريك الثاني فلم يحاولوا الاستفادة من الصراعات و النزاعات داخل البيت الا يوبي عقب وفاة الملك الكامل خرجت الحملة من عكا في ا واي ل ربيع الثاني 637 ه / 1239 م قاصدين الحدود المصرية وكان نجاح الصليبيين في الاستيلاء على قافلة ا سلامية محملة بالبضاي ع في وادي (3 ) الا ردن كانت في طريقها ا لى دمشق قد شجع جماعة كبيرة من الصليبيين على الاندفاع نحو غزة للقضاء على جيش العادل الثاني حيث سمع الصليبيون بان عدته لا تتجاوز الا لف جندي و لم يتمكن ثيبوت الرابع قاي د الحملة ا ن يثنى ا ولي ك المتهورين عن عزمهم بعد ا ن اشتد طمعهم في الحصول على الغنيمة وحدهم مما يدل على ا ن الفوضى كانت متفشية داخل ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص مجهول تتمة وليم الصوري ص عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 119 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 523 سكيك ا براهيم غزة عبر التاريخ الا سلامي ج 2 ص 63 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 12 مجهول تتمة وليم الصوري ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 818 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 367 زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصرص 68 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 347 ص 818 عاشور رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 373 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

107 و صفوف الجيش كما ا ن القيادة كانت ضعيفة و غير قادرة على اتخاذ القرارات وتنفيذها 3 نوفمبر 637 ه / التقى الجيشان بالقرب من غزة في 14 ربيع الا ول 1239 م و جرى قتال شديد بين الجانبين انتهى الا مر بانتصار المسلمين و هزيمة الفرنج حيث قتل منهم ا لف و ثمانماي ة ولم يقتل من المسلمين غير عشرة و ا سر بعض زعماء الصليبيين ( 2) وا مراي هم فض لا عن ماي تين و خمسين راج لا سيقوا ا لى القاهرة عندما وصلت ا نباء هذه الهزيمة ا لى الصليبيين المحتشدين عند عسقلان قرر ثيبوت الرابع المسير ا لى غزة لنجدة ا صحابه غير ا ن فرسان الصليبيين المحليين رفضوا ذلك ا ذ كان من الغباء دفع ما تبقى من الجيش الصليبي ا لى خوض معركة غير مضمونة النتاي ج ( 3) فاضطر الصليبيون للانسحاب ا لى يافا و منها ا لى عكا وقد اشتد الصراع في هذا الوقت بين ا بناء الا سرة الا يوبية مما دفع المظفر تقي الدين صاحب حماة من طلب المساعدة من الصليبيين ضد خصومه الصالح ا سماعيل صاحب دمشق وشيركوه صاحب حمص و ضيفة خانون الوصية على حكم حلب مقابل ا ن يتنازل (4 ) لهم عن حصن ا و حصنين قبل الصليبيون هذا العرض و ساروا ا لى طرابلس لمساعدته النويري نهاية الا رب ج 29 ص 253 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 818 النويرى نهاية الا رب ج 29 ص 253 المقريزي السلوك ج 1 ص 400 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص الزيدى مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 12 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 119 ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 170 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 368 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 204 ابن العديم زيدة الحلب من تاريخ حلب ج 3 ص ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 348 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

108 (1 ) لكن المظفر وجد نفسه في غير حاجة لهذه المساعدة ورفض التعاون معهم و خلال تحرك ثيبوت الرابع بحملته نحو طرابلس كان الصالح نجم الدين قد اعتلي عرش مصر في شهر ذي العقدة 637 ه / مايو 1240 م ووعد حليفه الناصر داود صاحب الكرك بمنحه دمشق بعد انتزاعها من الصالح ا سماعيل فاشتد الصراع بين الصالح نجم الدين (2 ) وبين الصالح ا سماعيل و لذلك را ى ثيبوت الرابع ا ن يستغل هذه الفرصة وعاد مسرع ا ( 3) ا لى الجنوب وحصن جيشه في الجليل و صفورية و قد جاءت فرصة ثيبوت الرابع عندما وصله رسول الصالح ا سماعيل يطلب مساعدته لحماية دمشق من هجوم محتمل من قبل الصالح نجم الدين صاحب مصر و الناصر داود صاحب الكرك وقد استاء الصالح ا سماعيل من نجاح الصالح نجم الدين في الوصول ا لى (4 ) سلطنة الديار مصرية و را ى ا ن يعجل بطلب مساعدة الصليبيين ضد الصالح نجم الدين و الناصر داود في مقابل منح الصليبيين الحصنين الكبيرين صفد و شقيف ا رنون و ما يقع بينهما من التلال فض لا عن بيت المقدس و طبريا و عسقلان و مناصفة صيدا و ا عمالها (5 ) وجبل عاملة وساي ر بلاد الساحل استطاع الصالح نجم الدين من ا ثارة الرا ي العام الا سلامي في مصر و الشام على الصالح ا سماعيل الذي مد يده للصليبين و سمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح و كان رد ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 200 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 376 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 282 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 369 زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصر ص 70 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 205 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 47 صالح محسن الطريق ا لى القدس ص 118 (5) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 347 المقريزي السلوك ج 1 ص 407 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 205 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

109 الفعل الشعبي حاسم ا فا نكرا اثنان من ا ي مة المسلمين في دمشق و هما شيخا الشافعية و المالكية ( 1) عز الدين بن عبد السلام و الفقيه ا بو عمرو الحاجب هذه الفعلة من قبل الصالح ا سماعيل و ا فتى ابن عبد السلام بتحريم بيع السلاح للصليبيين كما قطع الدعاء لصالح ا سماعيل من خطبة الجمعة بجامع دمشق فا مر الصالح ا سماعيل بعزل ابن عبد السلام من الخطابة ( 2) و ا لزمه بالا قامة في داره و منعه من الا فتاء و مقابلة الناس و لكن الصالح ا سماعيل قام بالقبض على الشيخ ابن عبد السلام و الفقيه ا بو عمرو الحاجب و طردهما فغادر الشيخ ابن (3 ) عبد السلام ا لى مصر بينما التجا ا بو عمرو الحاجب ا لى الكرك كما رفضت الحامية الا سلامية في الشقيف ا رنون تسليم الحصن للصليبيين حتى ا ن الصالح ا سماعيل اضطر ا لى الحضور بنفسه لمحاصرة الحصن و ا جبار حاميته على تسليمه (4 ) للصليبيين تحرك الصالح ا سماعيل على را س قواته و نزل نهر العوجا حيث بلغه ا ن الناصر داود صاحب الكرك و حليف الصالح نجم الدين قد سيطر على البلقاء فسار ا ليه و هزمه ( 5) و استولى على ا ثقاله و ا سر جماعة من ا صحابه ثم عاد ا لى العوجاء ولم يتوقف الصالح ا سماعيل عن تدعيم علاقاته مع العدو الصليبي فبعث يطلب نجدات الصليبيين على ا ن يعطيهم جميع ما فتحه السلطان صلاح الدين لمواجهة قوات الصالح نجم الدين ثم سار ا لى سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 109 قاسم عبد قاسم تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 130 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 35 ا بو الفداء المختصر ج 2 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 407 النويرى نهاية الا رب ج 29 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 407 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 370 (5) عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 820 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 370 المقريزي السلوك ج 1 ص 407 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص

110 تل العجول و منها اتجه نحو غزة و بناء على هذا الحلف الا يوبي الصليبي قام (1 ) الصليبيون بتحصين طبريا و عسقلان ثم حشدوا قواتهم جنوب غزة حيث وصل الصالح (2 ) ا سماعيل على را س القوات المتحالفة جهز السلطان الصالح نجم الدين قواته لمواجهة قوات الحلف الا يوبي الصليبي و التي تقابل معها قرب غزة في صفر 638 ه / ا غسطس 1240 م كذلك لم تقبل القوات الشامية (3 ) التابعة للصالح ا سماعيل من فكرة محالفة و الصليبيين طعن ا خوانهم المسلمين فلم تكد تصل هذه القوات ا لى غزة حتى انضمت ا لى القوات المصرية ليتعاون الجميع في مهاجمة الصليبيين و هكذا ا حلت الهزيمة بالصليبيين و قتل منهم عدد كبير و سيق الا سرى ا لى " : ( 4) القاهرة ويقول المقريزي و عندما تقابل العسكران ساقت عساكر الشام ا لى عساكر (5 ) " مصر طاي عة و مالوا جميع ا على الفرنج فهزموهم و ا سروا منهم خلق ا لا يحصون انسحب بقايا الصليبيين ا لى عسقلان و حيني ذ استطاع الصالح نجم الدين بحنكته السياسية ا ن يحطم الحلف الا يوبي الصليبي فقام بمفاوضة ثيبوت الرابع بواسطة سفيره كمال الدين بن شيخ الشيوخ و ا غراه بالتخلي عن محالفة الصالح ا سماعيل و التزام سياسة الحياد مقابل ا طلاق سراح الا سرى الذين و قعوا في يده في معركة غزة و ا ن يكون لهم الحق في ( 6) احتلال عسقلان و تحصينها المقريزي السلوك ج 1 ص 407 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 285 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 120 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 344 قاسم عبده قاسم تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 130 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 344 عاشور و فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 351 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 512 (5) (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 407 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 344 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

111 (1 ) و فع لا تم توقيع الصلح على هذا الا ساس في عام 638 ه / 1240 م فرح ثيبوت الرابع بهذا الاتفاق الذي ضمن للفرنج الصليبيين مكسب ا جديد ا بالا ضافة ا لى تحرير عدد من ا صدقاي ه و حيني ذ قرر ثيبوت الرابع العودة ا لى ا وروبا فغادر مدينة عكا في ا واخر ربيع الا ول 638 ه / سبتمبر 1240 م بعد ا ن استعاد للصليبيين بيت المقدس و ( 2) عسقلان و بعض القلاع الداخلية : الحملة الصليبية الانجليزية سنة 638 ه م لم يكد ثيبوت الرابع يغادر عكا عاي د ا ا لى ا وروبا حتى وصلت ا ليها حملة صليبية جديدة في جمادي الا ولى 638 ه/ ا كتوبر 1240 م بقيادة ريتشارد كور نوال شقيق هنري ( 3) الثالث ملك انجلترا وصهر الا مبراطور فردريك الثاني و عندما و صل ريتشارد ا لى عكا و جد ا ن الا مور داخل الكيان الصليبي قد وصلت ا لى ا دنى مستوى من الفوضى و التدهور فالداوية الذين كانوا يرون ضرورة التحالف مع (4 ) دمشق كانوا في حرب مع الا سبتارية الذين ا يدوا الصلح مع مصر المقريزي السلوك ج 1 ص 418 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 120 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 352 قاسم عبده قاسم تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 130 ابن شداد الحلبي الا علاق الخطيرة ج 2 ص 234 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 121 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 821 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص الدويكات فو اد ا قطاعية طبرية ص 243 مجهول تتمة وليم الصوري ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 821 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 121 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 352 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 380 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 371 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 530 جوناثان رايلي سميث الاسبتارية ص 178 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 821 قاسم عبده قاسم تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 131 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 371 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص

112 ي ا رفض ريتشارد الدخول في هذا الصراع بل وجه جهوده لتحصين استحكامات ( 1) عسقلان حتى يو من الصليبيين بالشام من ا ي هجوم من مصر وكان السلطان الصالح نجم الدين قد ا رسل رسله ا لى ريتشارد للتصديق على المعاهدة التي عقدها مع ثيبوت الرابع فوافق ريتشارد و طلب في المقابل اعتراف الصالح نجم الدين بما كان الصالح ا سماعيل قد ( 2) تنازل عنه للصليبيين من ممتلكات تصبح مملكة القدس شاملة كل منطقة الجليل و ضاحية يافا و عسقلان وكل ناحية القدس وبيت لحم ومجدل يافا باستثناء نابلس و (3 ) بيسان حتى ا ريحا فتبقى بيد المسلمين و بعد نجاح ريتشارد في مهمته عاد ا لى بلاده في شهر ذي العقدة 638 ه/ 1241 م (4 ) الصليبيين تارك ا في بلاد الشام تسودهم الفوضى و الصراع فيما بينهم لم يكد ريتشارد يغار بلاد الشام عاي د ا ا لى بلاده حتى نشب الخلاف من جديد بين الصليبيين ا ذ رفض الداوية ا ن يلتزموا بالمعاهدة المعقودة مع الصالح نجم الدين فا غاروا في ربيع سنة 639 ه / 1242 م على منطقة الخليل (5 ) التي كانت تابعة للناصر داوود فقام الناصر داود بعمل انتقامي ضد الصليبيين با ن ا رسل قوة عسكرية قطعت الطريق المو دي ا لى بيت المقدس و جبت الرسوم من الحجاج و التجار الذين يجتازونه فا ثار هذا العمل فرسان ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 332 اليونيني ذيل مرا ة الزمان مج 1 ص 157 مجهول تتمة وليم الصوري ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 352 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 531 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص 203 مجهول تتمة وليم الصوري ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 352 الدويكات فو اد ا قطاعية طبرية ص (5) جوناثان ريلي سميث الاسبتارية ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 822 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 372 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 531 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 13 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 383 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 352 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص

113 الداوية و خرجوا بقواتهم و هاجموا نابلس في جمادي الا ول 639 ه / ا كتوبر 1242 م (1 ) واستباحوها و ا حرقوا المسجد و ا خذوا منبر الخطيب و قتلوا عدد ا كبير ا من السكان لم يكن الصالح نجم الدين مستعد ا للقتال فاكتفى با رسال جيش قوي حاصر يافا فترة (2 ) من الزمن حتى استرضاهم الصليبيون فانسحبوا عاي دين ا لى مصر الصليبيين لكن ظلوا غارقين في الفوضى و الصراع فيما بينهم دون ري يس ا و ملك يسوى ا مورهم حيث تصرفت الفي ات العسكرية الدينية على ا نها جمهوريات مستقلة و تولى حكم عكا قومون الذي لم يكن بوسعه ا ن يمنع الداوية والا سبتارية من ا ن يقاتل بعضهم بعض ا ( 3) في الشوارع ولزم الا مراء الا قطاعيون اقطاعاتهم يحكمونها كيف شاءوا المقريزي السلوك ج 1 ص 415 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 207 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 352 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 372 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 384 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 305 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 353 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 372 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في الشرق ص 531 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 822 المقريزي السلوك ج 1 ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

114 - تحرير نجم الدين لبيت المقدس و المدن الفلسطينية الا خرى : دب الصراع مرة ا خرى بين الصالح نجم الدين في مصر و عمه الصالح ا سماعيل في دمشق و تحالف الناصر داود مع الصالح ا سماعيل و اتفقا على محاربة الصالح نجم الدين و لم يكتف الصالح ا سماعيل بزعامة هذا الحلف بل اتصل بالفرنج و طلب مساعدتهم مقابل (1 ) تسليمهم الحرم الشريف بما فيه المسجد الا قصى و قبة الصخرة وهي الا ماكن التي ظلت في يد المسلمين منذ ا ن تسلم الصليبيون بيت المقدس وفق ا لمعاهدة يافا التي عقدها الملك الكامل (2 ) مع الا مبراطور فردريك الثاني سنة 626 ه / 1229 م و من ناحية ا خرى فا ن الصالح نجم الدين عرض على الصليبيين في ذلك الوقت نفسه ا ن يحالفوه ضد الصالح ا سماعيل و الناصر داود مقابل نفس الثمن الذي عرضاه الملكان الصليبيين على ( 3) و بذلك يكون الملوك الا يوبيون الثلاثة الصالح نجم الدين و الصالح ا سماعيل و الناصر داود قد ا قروا سنة 641 ه/ 1243 م مبدا استيلاء الصليبيين على الحرم الشريف مما جعلهم يسيطرون فع لا على تلك الا ماكن المقدسة الطاهرة و يسيي ون ( 4) استخدامها و قد مر ابن واصل ببيت المقدس سنة 1244 م 642 ه/ ووصف حال بيت المقدس فقال " فرا يت الرهبان و القسوس على الصخرة المقدسة و عليها قناني الخمر برسم ا بو الفداء المختصر ج 3 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 417 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 121 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 354 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في الشرق ص 531 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 122 حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص 126 المقريزي السلوك ج 1 ص 354 غوانمة يوسف معاهدات الصلح و السلام بين المسلمين و الفرنج ص 68 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 222 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 823 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 128 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 531 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الاسلامي ص 13 ص 13 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي 97

115 القربان و دخلت الجامع الا قصى و فيه جرس معلق و ا بطل بالحرم الشريف الا ذان و (1 ) الا قامة " ا ما الصليبيون فقد اتبعوا سياسة ذات وجهين مع الصالح ا سماعيل صاحب دمشق و حليفه الناصر داود صاحب الكرك و مع سلطان مصر الصالح نجم الدين و لكن ( 2) الظروف والا وضاع اضطرتهم ا لى الوقوف بجانب ا حد الطرفين ضد الا خر ا ذ انقسم الصليبيون على ا نفسهم فمنهم من را ى التحالف مع الصالح ا سماعيل لا نه ا قرب ا ليهم وهم ا كثر حاجة ا لى مساعدته فض لا عن ا ن محالفته تعنى محالفة الناصر داود صاحب الكرك و الملك المنصور ا براهيم صاحب حمص ومنهم من را ى محالفة الصالح نجم الدين وانتهى هذا الانقسام بانتصار سياسة الداوية الخاصة بمهاجمة مصر ( 3) والوقوف بجانب الصالح ا سماعيل وسافر المنصور ا براهيم صاحب حمص ا لى عكا لا برام المحالفة مع الصليبيين و ليعرض عليهم بالنيابة عن الحلفاء الا يوبيين نصيبهم في مصر حينما تحل الهزيمة بالصالح (4 ) نجم الدين و بدا ت بالفعل تتجمع قوات الصالح ا سماعيل و حلفاي ه كما بدا ت تتجمع القوات الصليبية في عكا و ساي ر المراكز الصليبية الا خرى بالشام و زحفت هذه القوات المتحالفة (5 ) في ربيع الثاني 642 ه / ا كتوبر 1244 م من عكا جنوب ا على طوال الساحل (5) ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 333 Stevenson : The Crusaclers in the East, p 322 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 824 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 122 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 209 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 390 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 209 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 285 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 33 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 258 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

116 لم يقف الصالح نجم جامد ا ا مام هذا التحدي بل تحرك سريع ا ولم يجد قوة يمكنها ا ن تسعفه ا سعاف ا سريع ا سوى الخوارزمية فاتصل بهم طالب ا معونتهم الا مر الذي ترتب عليه ( 1) تحول الموقف سريع ا في صالحه لم تكد تصل دعوة الصالح نجم الدين للخوارزمية حتى رحبوا بتلك الفرصة التي ا تاحت (2 ) لهم منفذ ا لدخول بلاد الشام فاندفع منهم عشرة ا لاف مقاتل فسارت منهم فرقة على بقاع بعلبك و فرقة على غوطة دمشق و هم ينهبون و يقتلون و يسبون فانجفل الناس من بين ا يديهم و تحصن الصالح ا سماعيل بدمشق وضم عساكره ا ليه بعد ما كانت قد وصلت غزة تريد قتال الصالح نجم الدين و لما وجدت الخوارزمية قوة تحصين دمشق اتجهوا صوب الجليل حيث استولوا على طبريا ثم على نابلس (3 ) ومنها زحفوا نحو مدينة القدس حيث كانت مدينة القدس ا شبه بمدينة مفتوحة ضعيفة التحصين و ليس فيها ملك ا و زعيم صليبي يدافع عنها فاستنجد ما فيها من الصليبيين با خوانهم في ا نطاكيا و طرابلس و قبرص و لكن لم يستجب ا حد لهذا النداء ا ذ كان الصليبيون (4 ) منشغلين بمشاكلهم الخاصة ا ما ملوك الا يوبيين بالشام فكان لا يجرو ا حدهم على التدخل لمنع قوات الخوارزمية من ( 5) الاستيلاء على مدينة القدس من الصليبيين و ا لا تعرض لنقمة المسلمين جميع ا (5) ابو الفداء المختصر ج 3 ص 209 المقريزي السلوك ج 1 ص 418 الحنبلي شفاء القلوب ص 337 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 286 صالح محسن الطريق ا لى القدس ص 119 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 123 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص Richard: LeRoyaume Latian, p260 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 286 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص

117 و قد استطاعت قوات الخوارزمية من اقتحام مدينة القدس في صفر 642 ه / يوليو ( 1) 1244 م و استولوا عليها بسهولة ووقع القتال في الشوارع و بذل المجاهدون السيف (2 ) في كل من في القدس من النصارى حتى ا فنوا الرجال و سبوا النساء و الا ولاد و قتل حاكم المدينة الصليبي و مقدم فرسان الا سبتارية و عدد كبير من الرهبان و الراهبات الذين شاركوا في القتال و كان ا ن انقطعت الا مدادات عن مدينة القدس من جانب الصليبيين فاستعان حاكم القدس الصليبي بالناصر داود ولكن الناصر داود كان لا يرغب في التدخل ( 3) لمصلحة الصليبيين و في النهاية اضطرت حامية مدينة القدس التي اعتصمت بالقلعة ا لى الاستسلام و طلبت من الناصر داود التوسط لهم مقابل تسليم القلعة فتوسط لهم و غادر ( 4) مدينة القدس حوالي ستة ا لاف من رجال الفرنج الصليبيين و ا طفالهم و نساو هم و بينما كان الفرنج يتحركون عل الطريق ا لى يافا تطلعت جماعة منهم ا لى الوراء فشاهدت ا علام الفرنج و هي ترفرف على ا براج القدس فاعتقدوا ا ن نجدة صليبية قد وصلت ا ليهم فا صر معظمهم على الرجوع ا لى القدس غير ا نهم و قعوا في كمين تحت ا سوار المدينة و هلك ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 337 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 353 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 286 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 355 الجوابرة فاطمة موسوعة القدس ص 207 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 392 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 208 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 355 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 374 الدباغ مصطفى بلادنا فلسطين ج 9 ص 223 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 392 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 208 عاشور سعيد الا يوبيين و المماليك ص 123 عبد االله حمد بيت المقدس ص

118 ( 1) منهم ا لفان و تعرض الباقون للمطاردة و لم يصل منهم ا لى يافا سوى ثلاثماي ة رجل و اقتحم الخوارزمية الا ماكن المسيحية الدينية داخل بيت المقدس فدمروا و ا تلفوا كنيسة القيامة و قبر المسيح و ذبحوا رجال الدين المسيحيين الذين رفضوا مغادرة المدينة ونبشوا ( 2) قبور النصارى وا حرقوا عظام الموتى و نهبوا المنازل و الدكاكين كما ا حرقوا الكناي س و هكذا عادت القدس نهاي ي ا ا لى المسلمين و لم يدخل ا بوابها جيش صليبي ا لا بعد (3 ) سبعة قرون عندما قاد الجنرال اللنبي الهجمة الصليبية الحديثة و دخل المدينة المقدسة (4 ) " " : سنة 1917 م ليقول ها قد عدنا يا صلاح الدين بعد ا ن استعاد الخوارزمية بيت المقدس من الصليبيين اتجهوا نحو غزة للالتقاء بالعسكر الذي ا رسله السلطان الصالح نجم الدين بقيادة الا مير ركن الدين بيبرس لمشاركتهم في (5 ) ضرب قوات ملوك الشام و من ناصرهم من الصليبيين الذين خططوا لغزو مصر و قد اجتمعت القوات الخوارزمية مع الجيش المصري في غزة في حين ا عد الصالح ا سماعيل جيش ا من دمشق بقيادة المنصور ا براهيم صاحب حمص وسار ا لى مدينة عكا و انضمت ا ليه (6 ) القوات الصليبية و ساروا نحو غزة و ا تتهم نجدة الناصر داود صاحب الكرك وقد ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 337 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 353 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 355 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 392 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 393 عثمانة خليل فلسطين في العهدين الا يوبي و المملوكي ص الجوابرة فاطمة موسوعة القدس ص 207 (5) (6) رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 393 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 826 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 374 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبين ص 355 العسلي بسام و فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 209 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 209 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 124 المقريزي السلوك ج 1 الا سلامي ضد الصليبين ص 356 ص 419 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 286 عاشور فايد الجهاد 101

119 ( 1) رفع الصليبيون على قوات دمشق و فوق را س المنصور ا براهيم الصلبان والتقى الجيشان عند قرية هريبا (لافوربيه) كما يسميها الفرنج التي تقع في السهل ( 2) الرملي على بعد بضعة ا ميال شمال غزة في (3 ) 12 جمادي الا ول 642 ه/ا كتوبر 1244 م و حلت بالصليبيين ومن حالفهم من عملاء المسلمين هزيمة ساحقة و قتل معظم قادتهم وا سر بعضهم و هرب من هرب وقد قدر عدد القتلى من الصليبيين في هذه المعركة با كثر (5 ) " ( 4) من ثلاثين ا لف ا بينما تم ا سر حوالي ثمانماي ة ا سير" ولم يفلت منهم ا لا الشارد النادر (6 ) تعتبر معركة غزة من ا هم المعارك الحربية الفاصلة في تاريخ الا مارات الصليبية حيث دمرت جيوشهم تدمير ا لم يشهدوه من قبل ا لا في معركة حطين سنة 583 ه/ 1187 م (7 ) حتى ا طلق المو رخون عليها اسم حطين الثانية وقد وصف سبط ابن الجوزي هذه المعركة (8 ) فقال: " كان يوم ا عظيم ا لم يجر في الا سلام مثله ولا في زمان نور الدين و صلاح الدين" ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 148 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 النويري نهاية الا رب ج 6 ص 305 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 394 سكيك ا براهيم غزة عبر التاريخ الا سلامي ج 2 ص 65 حمد ا سامة ا قطاعية بيسان ص 127 ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 174 غوانمة يوسف ا مارة الكرك ص 270 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص صالح محسن الطريق ا لى القدس ص 119 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 746 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 148 العارف عارف المفصل في تاريخ القدس ص 190 (5) ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 174 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 420 Stevenson, The Crusaders in the East, p 323 (6) (7) (8) الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 14 على وفاء دراسات في تاريخ الدولة الا يوبية ص 174 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 827 عاشور سعيد الا يوبيون والمماليك ص 125 الزيدي مفيد موسوعة التاريخ الا سلامي ص 14 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 358 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص

120 و بعد هذه المعركة سمح السلطان الصالح نجم للقوات الخوارزمية الاستقرار في الا ملاك الصليبية المستردة و مهاجمة الحصون الصليبية حيثما يتم ا عداد الجيش المصري الذي سيشترك معهم في مهاجمة دمشق فا خذت جموع الخوارزمية تغير على ممتلكات ( 1) الصليبيين فهاجموا يافا ثم انصرفوا عنها حتى وصلوا قرب عكا استمرت الحرب ضد الصليبيين بالشام و لكن الصالح نجم الدين عاد ا لى مصر في عام 645 ه / 1247 م تارك ا فخر الدين بن الشيخ فقام فخر الدين بمحاصرة مدينة طبرية صفر 645 ه / و شدد الحصار عليها حتى تمكين من فتحها عنوة و ذلك في (2 ) 1247 م يونيه وقام بهدم كل ما بناه الصليبيون من تحصينات فيها و بقيت طبرية و بلادها مدمرة منذ استعادتها و حتى وفاة الصالح نجم الدين 647 ه / 1249 م حتى لا يهاجمها الصليبيون مرة ا خرى و بعد استرداد طبرية تحركت القوات المصرية باتجاه عسقلان بقيادة الا مير فخر الدين بن الشيخ حيث كان يدافع عن عسقلان الا سبتارية الذين عززوا الدفاع عنها بحامية قوية و قد صمدت استحكاماتها و دفاعاتها ا مام شدة هجمات القوات المصرية التي شنتها حال (4 ) وصولها المدينة و في الوقت نفسه ا مر الصالح نجم الدين بعض قطع الا سطول الا يوبي بحصارها من ناحية البحر حيث ا بحرت خمس وعشرون سفينة حربية من قواعدها في مصر ابن شداد الحلبي الاعلاق الخطيرة ج 2 ص 134 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 211 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 766 ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 180 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 214 المقريزي السلوك ج 1 ص 429 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ابن شداد الحلبي الا علاق الخطيرة ج 2 ص 134 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 138 الدويكات فو اد ا قطاعية طبرية ص 245 عبد الهادي عادل عسقلان ص 347 الذهبي دول الا سلام ج 2 ص 111 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 376 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص

121 متوجهة ا لى عسقلان و في المقابل طلبت حامية عسقلان الصليبية المساعدات من القوى (1 ) الصليبية في المنطقة و خارجها فوصلت عكا ثمان سفن كبيرة من قبرص تحمل ماي ة فارس كما وصلت عسقلان قوة بحرية صليبية مو لفة من سبع سفن كبيرة و خمسين سفينة خفيفة ( 2) تحمل المو ن و المقاتلين لتعزيز حاميتها و قد قامت بذلك دون اعتراض حيث كان الا سطول المصري الذي حاصر عسقلان قد تعرض لعاصفة شديدة على المنطقة ا دت ا لى تحطم ( 3) عدد كبير من سفنه فا جبرت بقية السفن على الانسحاب ا لى مصر و على الرغم مما قام به الا سطول با عادة تموين المدينة بما تحتاجه من المو ن و ا نزال المقاتلين ا لى الساحل ا لا ا ن سوء الا حوال الجوية حرمته من البقاء ا مام عسقلان بسبب عدم وجود ميناء ا من فانسحب ا لى (4 ) عكا و عندما شاهدت القوات المصرية بسفنهم ما حل قاموا بجمع حطام السفن و ا خشابها و صنعوا منها بعض المتاريس و المنجنيقات و غيرها من ا لات الحصار حيث نجحوا في صنع ا ربعة عشر منجنيق ا استخدموها في رمي ا براج و قلعة عسقلان بالحجارة الضخمة فا طلق الصليبيون واب لا من السهام النارية باتجاهها حيث نجحت في تدمير اثنين من تلك (5 ) المنجنيقات كما اشتعلت النار في المتاريس التي كان يحتمى بها المقاتلون ثم قدم ا لى (5) كلود كاهن الشرق و الغرب زمن الحروب الصليبية ص 303 عبد الهادي عادل عسقلان ص 348 King, the Knights Hospitallers in the Holly Land, p240 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص 204 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص ص 399 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 212 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص 204 عبد الهادي عادل عسقلان ص 384 طقوش محمد تاريخ الايوبيين ص 376 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 399 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 212 المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبية ص 204 كلود كاهن الشرق والغرب زمن الحروب الصليبية ص 303 عبد الهادي عادل عسقلان ص

122 ميناء عسقلان ا سطول صليبي ا خر مو لف من اثنتي عشرة سفينة حربية محملة بالمو ن و العتاد و المقاتلين فتشجع صليبيو عسقلان على الخروج من تحصيناتهم و شنوا عدة غارات على معسكر الا يوبيين و قتلوا ا عداد ا كبير ة منهم فاضطر المصريون ا لى حفر خندق من حول (1 ) معسكرهم ليحميهم من غارات صليبي عسقلان المفاجي ة 13 سبتمبر / و في العاشر من جمادي الا ول سنة م قامت القوات المصرية بهجوم على عسقلان و اشتبكوا مع القوات الصليبية في معارك عنيفة و ركزوا هجومهم على ساحل المدينة و استولوا على جزء منه بعد قتال عنيف تكبد خلاله الطرفان (2 ) عدد ا كبير ا من القتلى ثم عادت القوات المصرية ا لى خنادقهم و في اليوم التالي شرعت القوات المصرية في نقب ا حد ا براج عسقلان و بعد ا ن ا حدثوا فيه عدد ا من الثقوب حشوها بكميات من الا خشاب و الا عشاب و ا شعلوا فيها النيران ورغم ا ن الصليبيين تنبهوا لذلك و قاموا با طفاء النيران ا لا ا ن ا جزاء كبيرة من البرج المحروق انهارت في اليوم التالي و سقط تحت ا نقاضه ا ثنى عشر فارس ا صليبي ا فاستبسل ( 3) الصليبيون في الدفاع عن البرج المدمر و منعوا المصريين من الاقتراب منه تابعت القوات المصرية حصارها لمدينة عسقلان و ا رهقوا المدافعين عنها حتى وقع نزاع شديد من بها من بين الصليبيين سيما الداوية و الا سبتارية حول جدوى استمرار المقاومة فاستغل فخر الدين بن الشيخ هذه الفرصة و شن هجوم ا شام لا على امتداد ا سوار ) ا 1 ( سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 766 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 317 عبد الهادي عادل عسقلان ص 349 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 766 كلود كاهن الشرق و الغرب زمن الحروب الصليبية ص 303 عبد الهادي عادل عسقلان ص 349 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص كلود كاهن الشرق و الغرب زمن الحروب الصليبية ص

123 و (1 ) عسقلان و قام النقابون بنقب ا سوار المدينة حتى انهار جزء منها فهرع صليبيو عسقلان للدفاع عن الجزء المنهار من السور و منعوا المصريين من الاقتراب منه فتسللت كتيبة من الجيش المصري ا لى البرج المحروق واستولوا عليه وا خذوا يهللون ويكبرون مما ا دخل الرعب والهلع في نفوس من بعسقلان من الصليبيين الذين ا دركوا عدم جدوى المقاومة فهربوا باتجاه البحر وركب قسم منهم على ظهر السفن الموجودة قبالة الساحل حتى امتلا ت بهم وحاول قسم ا خر التشبت بالسفن طلب ا للنجاة فخاف بحارتها من الغرق فقاموا بقطع ا يدي (2 ) هو لاء بسيوفهموا بحرت بهم السفن ا لى كل من عكا و قبرص و استطاعت القوات المصرية بقيادة فخر الدين بن الشيخ من دخول عسقلان في ا واخر الا خرة جمادي (3 ) 645 ه/ منتصف ا كتوبر 1247 م ثم قامت القوات المصرية حسب الا وامر الصادرة من الملك الصالح نجم الدين بتدمير عسقلان وهدم ا سوارها حيث ا صبحت خراب ا (4 ) موحش ا غير صالح للسكن ترتب على عودة عسقلان للمسلمين ضعف الصليبيين في الشام وتعزيز قوة الدولة الا يوبية وسلطانها الصالح نجم الدين ولذلك عاد الا سطول المصري ا لى ( 5) قاعدته الري يسية ا لى جنوب الشام وعسقلان على الرغم من هذا الانتصار العظيم الذي حققه المصريون عند عسقلان ا لا ا ن الصالح نجم الدين لم يستغله في القضاء على الصليبيين بل تراه يتجه ا لى بيت المقدس حيث ا مر بتعمير ا سوارها ثم بعد ذلك اتجه ا لى دمشق حيث كلود كاهن الشرق و الغرب زمن الحروب الصليبية ص 304 عبد الهادي عادل عسقلان ص 350 كلود كاهن الشرق و الغرب زمن الحروب الصليبية ص 304 عبد الهادي عادل عسقلان ص 350 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 766 ا بو شامة الذيل على الروضتين ص 180 النويري نهاية الا ربج 29 ص 326 عاشور سعيد الحركة الصليبيةج 2 ص 829 عبد االله حمد بيت المقدس ص 290 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص المسحال حسن عسقلان في فترة الحروب الصليبيةص 205 ص (5) رنسيمان تاريخ الحروب الصليبيةج 3 ص 400 المسحال حسنعسقلان في فترة الحروب الصليبيةص

124 ا قام بها طوال فصل الشتاء من سنة 646 ه/ 1248 م ا لى ربيع سنة 647 ه/ 1249 م وقدم ( 1) عليه كل ا مراء الشام يبذلون له الولاء والطاعة وهكذا استطاع السلطان الصالح نجم الدين من استعادة معظم المدن الفلسطينية و ترجيح كفة المسلمين و انحسرت حدود الصليبيين ا لى ا بواب يافا ابن العميد ا خبار الايوبيين ص 36 ابن واصل مفرج الكروب ج 5 ص 378 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص

125 الفصل الرابع الحملة الصليبية السابعة و مواجهة نجم الدين لها - ا سباب الحملة على مصر وصول الحملة ا لى دمياط و المقاومة الشعبية لها وفاة نجم الدين و دور شجر الدر في مواصلة مواجهة الصليبيين فشل الحملة و انسحابها - - -

126 - ا سباب الحملة على مصر : تعرضت مصر في منتصف القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي لحملة صليبية ( 1) كبيرة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا و لم تكن فكرة ا رسال حملة صليبية ا لى مصر بالفكرة الجديدة على ا وروبا في ذلك الوقت بل كانت الفكرة ساي دة في ا وروبا المسيحية منذ ا واسط القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي حتى وصلت ا لى طور النضج و الاكتمال في حملة لويس ( 2) التاسع وكان الاعتقاد الساي د في ا وروبا ا ن مصر هي المركز الاستراتيجي الحامي للجبهة الا سلامية ضد الصليبيين في بلاد الشام و ا ن مصر هي المنبع الري يسي لتمويل الجبهة الا سلامية بالمال و العتاد و الرجال و ا نه مادامت مصر باقية على ما هي عليه من القوة و البا س فا ن مشاريع الصليبيين في الشام فاشلة لا محالة و لا بد من حرمان الجبهة الا سلامية من تلك القاعدة ( 3) الحربية الهامة و ا صل تلك الفكرة عمورى الا ول صاحب الحملات المشهورة التي مهدت للدولة الا يوبية في مصر و اتخذها حنا دي ابلين ملك بيت المقدس محور سياسته و حملته الفاشلة التي داهمت الشواطي المصرية سنة / 615 ه 1218 م زمن السلطان الكامل كما جعلها لويس التاسع وسيلة (4 ) لتحقيق غاياته و ا حلامه الصليبية ولم تخف تلك الحقيقة على المو رخ ابن واصل حيث ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 King : The Knights Hospitallers in the Holy Land, p 242 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 45 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 28 ابن العبري تاريخ مختصر الدول ص 452 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 45 العبادي ا حمد قيام دولة المماليك ص 101 زيادة محمد حملة لويس التاسع ص 94 كاشف سيدة ا سماعيل و ا خرون موسوعة تاريخ مصر عبر العصور ص ابن واصل مفرج الكروب ج 2 ص 351 المقريزي السلوك ج 1 ص

127 قال:"ا ن ملك فرنسا ريدافرانس حدثته نفسه با ن يستعيد البيت المقدس ا لى الفرنج ا ذ هو بيت ( 1 ) معبودهم على ما يزعمون و علم ا ن ذلك لا يتم ا لا بملك الديار المصرية " ا ما عن ا سباب هذه الحملة فكثيرة و متشبعة فهناك ا سباب ري يسية جوهرية تنطوي على الدوافع الحقيقية لقيامها كما ا ن هناك عوامل محلية ثانوية ساعدت في ا خراج هذه الفكرة ا لى حيز التنفيذ و لعل ا هم الدوافع الحقيقية التي ا ثارت شعور الملك الفرنسي لويس التاسع بصورة خاصة و الغرب الا وروبي بصورة عامة و حفزت الجميع للثا ر : هي 1 حالة الضعف و الانهيار التي ا صيب بها الصليبيين في الشرق فكانت بيت المقدس معلقة مضطربة و ظلت تتا رجح بين المسلمين و الصليبيين حتى حررها الصالح نجم الدين نهاي ي ا ( 2 ) و بمساعدة الخوارزمية سنة / 642 ه 1244 م 2 التنكيل بسكان بيت المقدس من النصارى حيث قامت الخوارزمية بكثير من الفظاي ع و ا عمال السلب و النهب و بذلوا السيف بمن كان بها من النصارى حتى" ا فنوا الرجال و سبوا ( 3 ) النساء و الا طفال و هدموا المباني ونبشوا قبور النصارى و ا حرقوا جثثهم" 3 ا نزال المسلمين ضربات قاسية بباقي الممتلكات الصليبية في بلاد الشام تمثل باستعادة الصالح نجم الدين لمدينة طبرية و عسقلان سنة / 645 ه 1247 م حتى ا صبحت باقي ممتلكاتهم ( 4 ) و معاقلهم مهددة بالخطر و الضياع ابن واصل مفرج الكروب ج 2 ص 351 ( 2) ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص ابو الفداء المختصر ج 3 ص 209 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 419 الحنبلي شفاء القلوب ص 337 المقريزي السلوك ج 1 ص 419 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 47 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 30 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 364 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 766 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 214 المقريزي السلوك ج 1 ص

128 ا ما فيما يتعلق بالا سباب الثانوية فلعل ا همها : 1 لقد ا صيب الملك الفرنسي لويس التاسع بحمى ملارية شديدة كادت تودي بحياته في ا واخر سنة / 642 ه 1244 م و نذر ا ن يخرج على را س حملة صليبية من فرنسا ا ذا هو شفي من مرضه و لما تم شفاو ه ا علن عزمه على الوفاء بنذره وحمل الصليب والذهاب لغزو الا راضي المقدسة ا يمان ا منه با ن االله من عليه بالشفاء ليقوم بهذه المهمة التي كرس حياته من ا جلها 2 يرى بعض المو رخين ا ن الملك الفرنسي حمل الصليب و تعهد بالقيام بحرب مقدسة لا نقاذ صليبي الشرق ا ثر رو يا ظهرت له ا ثناء مرضه فحواها ا نه را ى في منامه شخصين يتقاتلان ا حدهما مسلم و الا خر مسيحي و قد انتصر المسلم على المسيحي ففسر هذه الرو يا ( 2 ) بحاجة صليبي الشرق ا لى المساعدة و ا ن االله ا ناط به هذه المهمة 3 كان للا ثار و الذخاي ر الدينية المقدسة التي حصل عليها لويس التاسع من حنادي ابلينالملك الاسمى لبيت المقدس و بلدوين الثاني ا مبراطور القسطنطينية اللاتيني ا ثر غير ( 3 ) مباشر دفعه للقيام بحملة على مصر من ا جل استعادة بيت المقدس 4 نتيجة لوقوع الكوارث بالصليبيين في الشرق فقد ا رسل هو لاء الرسل ا لى الغرب الا وروبي يستنجدون به وا نذروا الا وروبيين باحتمال ضياع ما تبقى من ممتلكاتهم ا ذا لم يلبوا نداء ( 4 ) الاستغاثة جوانفيل مذكرات ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 48 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 439 الحميدة سالم الحروب الصليبية ج 4 ص 260 عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 305 غنيم اسمت الدولة الا يوبية والصليبيون ص 103 King: The Kinghts Hospitallers in Holy Land, p238 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص الحنبلي شفاء القلوب ص 337 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 214 المقريزي السلوك ج 1 ص

129 ساند البابا ا نوسنت الثالث مشروع لويس التاسع فدعا ا لى الاشتراك في الحملة 5 الصليبية السابعة خشية من ا ن يطغى نفوذ الملك الفرنسي الذي اشتهر بالورع و التقوى و عرف بمواقفه الحازمة حيال الكنيسة و رجال الدين على نفوذه كرجل دين و ري يس ا على للكنيسة ( 1 ) اللاتينية 642 ه / و لقد حدث عقب معركة غزة سنة 1244 م ا ن ا رسل روبرت بطريرك بيت المقدس سفارة ا لى الغرب الا وروبي مو لفة من واليران ا سقف بيروت و ا لبرت بطريرك ا نطاكيا لتشرح للبابا ا نوسنت الرابع خطورة الموقف في بلاد الشام و تطلب منه المساعدة ( 2) العاجلة حتى لا يتعرض الصليبيون للفناء و في سنة 643 ه/ 1245 م عقد البابا ا نوسنت الرابع مجمع ا في مدينة ليون الفرنسية لمناقشة ا حوال الصليبيين في الشرق و هزاي مهم المتكررة على ا يدي المسلمين و تعرض المو تمر لمسا لة فلسطين فا وضح واليران ا سقف بيروت النكبات التي حلت على اللاتين في ا رض الميعاد و ذكر كيف فقد الفرنج بيت المقدس وغيرها من البلاد التي كانوا يمتلكونها في الشرق كما تكلم غيره عن الفظاي ع التي اقترفها الخوارزمية ضدهم في بيت المقدس و صدر عن المو تمر عدة قرارات كان من بين هذه القرارات ا رسال حملة صليبية ا لى ( 4) الشرق و ا سناد قيادتها ا لى الملك لويس التاسع ملك فرنسا لتدارك الموقف قبل فوات الا وان و لكن الصراع دب مرة ا خرى بين البابوية و الا مبراطورية الا مر الذي حال دون اشتراك ا لمانيا و ايطاليا في مشروع الحملة الصليبية الجديدة ا ما انجلترا التي كان على را سها سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 56 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 148 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 286 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص المقريزي السلوك ج 1 ص 419 الحنبلي شفاء القلوب ص 337 ا رنست باركر الحروب الصليبية ص 120 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

130 هنري الثالث فكانت غارقة في مشاكلها الداخلية لذا لم يكن لديه من الحماسة الصليبية ا و الشجاعة ( 1) الشخصية ما يدفقه للاشتراك في هذه الحملة وقد ا خذ لويس التاسع يحث البابا ا نوسنت الرابع على ا رسال مندوبين عنه للتبشير بالحملة في ربوع ا وروبا فا رسل البابا مندوب ا عنه يدعى ا دون دي شاترو للتبشير في فرنسا كذلك انتشر ( 2) بعض الدعاة للحملة في مختلف ا نحاء ا وروبا داعين لها و قد كانت الاستجابة في فرنسا ا كثر من ا ي بلد ا وروبي ا خر خاصة و ا ن ملكها لويس 645 ه / التاسع ا خذ على عاتقه مهمة النهوض بهذه الحملة و عقد في سنة 1245 م مجمع ا كبير ا حضره مندوب البابا و كبار رجال المملكة و رجال الدين و خطب الملك لويس في الحاضرين يحثهم على حمل الصليب و تقييد ا سماي هم في سجل الحرب المقدسة وبدا بنفسه ( 3) و سجل اسمه في سجل الحرب المقدسة و اقتدى به الكثيرون و على را سهم ا خوته الثلاثة روبرت كونت ارتو وش را ك كونت ا نجو والفوس كونت بواتيه وجوانفيل مو رخ هذه الحملة وا حد (4 ) فرسانها و يقال ا ن الملك لويس لجا ا لى حيلة ذكية من ا جل ا ن يكسب في هذه الحملة ا كبر عدد ممكن من نبلاء و بارونات مملكته حيث كان من عادة لويس ا ن يقدم الهدايا ا لى كبار رجال دولته 645 ه / في عيد الميلاد من كل عام و في ليلة عيد الميلاد لسنة 1245 م دعاهم كعادته في كل عام و ا هدى ك لا منهم وشاح ا كان عليه علامة الصليب و حين ارتدوا هذه الا وشحة و را وا زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصر ص غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 105 عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 306 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص السيد محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 170 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص جوانفيل مذكرات ص 81 السيد محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 17 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص غنيم اسمت الدولة الا يوبية ص

131 علامة الصليب غمرتهم السعادة و لم يجدوا بد ا من تنفيذ رغبة مليكهم و انخرطوا جميعهم في (1 ) سلك الحملة الصليبية الجديدة (2 ) ا خذ لويس التاسع يعد العدة لحملته الصليبية حوالي ثلاث سنوات و قد لاقته ثلاث صعوبات مهمة قبل تحركها و هي : 1- شعور الا مبراطور فردريك الثاني الذي كان له علاقات حسنة مع الحكام الا يوبيين في مصر زمن الملك الكامل ا ن من واجبه ا خبار الملك الصالح نجم الدين سلطان مصر بخبر ( 3) الحملة ووجهتها 2- معارضة البنادقة الذين كانت لهم علاقات تجارية واسعة في مصر و قد قدروا ا ن ( 4) توجه الحملة الصليبية السابعة ا لى مصر سوف يحرمهم من التجارة معها احتياج الملك لويس التاسع للسفن التي تنقل (5) قطعانه عبر البحر الا بيض المتوسط -3 لكن رغم هذه الصعوبات و العقبات التي واجهت الملك لويس التاسع ا لا ا نه قام بتجهيز ا سطول كبير لنقل الجنود و العتاد عبر البحر بعد ما تقرر استبعاد الطريق البري حتى يضمن نجاح حملته (6 ) و استا جر عدد ا من السفن من جنوه و مرسيليا لهذا الغرض كما عمل لويس التاسع على توفير العتاد و المو ن فض لا عن المال لتغطية نفقات الحملة و استعان بالبابا في هذا الصدد لا ن ا رنست باركر الحروب الصليبية ص 121 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 60 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 105 (5) (6) زيادة محمد حملة لويس التاسع على مصر ص 89 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 379 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 441 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 832 المقريزي الخطط ج 1 ص 219 هايد تاريخ التجارة في الشرق الا دنى ج 2 ص 60 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 442 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 379 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص

132 البابا هدد با نزال قرارات الحرمان على كل من يخالف التعليمات التي ا صدرها من ا جل ا عداد (1 ) الحملة بعد ا ن انتهى لويس التاسع من المشاكل الخاصة بالنقل و التموين و موارد الحملة عمل على تنظيم شي ون مملكته و ا قر را الا من و النظام بداخلها قبل سفره و ا ناب عنه في الحكم والدته الملكة بلانش ثم استدعى بارونا ته و كبار رجال مملكته في باريس حيث اقسموا له يمين الولاء و الطاعة متعهدين بالمحافظة على البلاد و الا خلاص لا بناي ه الصغار و عدم التفكير في خيانته ( 2) ا و اغتصاب ملكه ا ثناء تغيبه عن فرنسا غادر لويس التاسع باريس في ربيع الا خر عام 646 ه / يونيو 1248 م و كان بصحبته زوجته مرجريت و شقيقه شارك كونت ا نجو و روبرت كونت ا رتوا ا ما شقيقه الثالث الفوس كونت بواتييه فقد ظل بفرنسا يقوم بجمع جموع ا خرى ووعد باللحاق بالحملة فيما بعد على ( 3) را س هذه الجموع و هكذا ا خذت هذه الحملة طابع ا فرنسي ا بحت ا فزعيمها ملك فرنسا و المشاركون فيها غالبيتهم من الفرنسيين مما جعلها بعيدة عن الصبغة الدولية فض لا عن ا نها اتخذت طابع ا استعماري ا فرنسي ا فكانت ا داة ووسيلة لتدعيم النفوذ الفرنسي في الشرق و هذا الطابع الفرنسي عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 23 عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 307 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 106 جوا نفيل مذكرات ص 81 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 106 السيد محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 171 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 214 ملحق 115

133 ( 1) هو الذي برز منذ الحملة الصليبية الا ولى مما جعل الشرق الصليبي يرحب بقدوم لويس التاسع ( 2) و لاسيما قبرص التي ا صبحت فرنسا الجديدة تحت حكم ا ل لوز جنان وقف الا مبراطور فردريك الثاني موقف ا غريب ا من حملة لويس التاسع على مصر بالرغم من ا نه صاحب المصالح الكبرى في بلاد الشام باعتباره والد كونراد الوريث الشرعي لمملكة بيت المقدس و رغم ا ن لويس التاسع وقف على الحياد في النزاع بين البابوية و الا مبراطورية بل عمل على الصلح بين الطرفين ولكن الا مبراطور فردريك الثاني ظل على علاقات الود (3 ) والصداقة مع الصالح نجم الدين كما كان من قبل مع والده الكامل و ذكرت المصادر ا ن الا مبراطور فردريك الثاني ا رسل ا لى الصالح نجم الدين رسو لا متخفي ا في زي تاجر يخبره ا ن لويس التاسع عازم على السير بجحافلته ا لى ا رض مصر لامتلاكها و يقول المقريزي و نزل الصالح ا يوب بقلعة دمشق فورد عليه رسول " : الا مبراطور ملك الفرنج الا لمانية بجزيرة صقلية في هيي ة تاجر و ا خبره با ن بواش الذي يقال له ( 5) " " رواد فرنس " لويس التاسع عازم على السير ا لى ا رض مصر و ا خذها ) فردريك " و ذكر ابن ا يبك عن حركة لويس التاسع لما ا حس الانبرور ( كتب كتاب ا ا لى السلطان الملك الصالح يعرفه بوصول الفرنسيس ا ليه و هو طالب لثغر دمياط و هذا الفرنسيس يسمى الريدافرس ثم قال الانبرور في كتابه للسلطان ا نه قد وصل في خلق كثير و قد اجتهدت (5) عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص عاشور سعيد قبرص و الحروب الصليبية ص 43 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 214 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 117 العبادي احمد التاريخ الا يوبي والمملوكي ص 89 ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص 15 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 364 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 366 المقريزي الخطط ج 1 ص 219 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 108 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 126 قاسم عبده قاسم الا يوبيين و المماليك ص 134 المقريزي الخطط ج 1 ص

134 ( 1) غاية الاجتهاد على رده عن مقصده و خوفته فلم يرجع لقولي فكن منه على حذر " و هكذا بدا لويس التاسع حملته ا لى الشرق في جو تحيطه الخيانة و الدسيسة لا سيما و ا ن البنادقة و هم ا كبر قوة بحرية في حوض البحر المتوسط في ذلك الوقت عارضوا فكرة مهاجمة مصر نظر ا للروابط و المعاهدات التجارية التي ربطتهم بها فض لا عن مصالحهم الضخمة ( 2) التجارية بها خاصة في الا سكندرية 17 وصلت حملة لويس التاسع ا لى ميناء ليماسول في قبرص في ربيع الا خر 646 ه / ( 3) 1248 م سبتمبر حيث نزل الملك لويس و زوجته الملكة مرجريت في ضيافة هنري الا ول لوز جنان ملك قبرص و رجاله و هناك وفد على الملك لويس التاسع من عكا ناي ب مقدم طاي فة (4 ) الفرسان الاسبتارية و مقدم طاي فة الفرسان الداوية و كثير من الشخصيات الصليبية عقد الملك لويس التاسع اجتماع ا لكبار قواده و بعد مناقشة الموقف من قبل القادة الصليبيين وافق الجميع على ا ن تكون مصر هدف ا للحملة الصليبية السابعة لا ن مصر ا خصب ا قاليم ضد (5 ) الدولة الا يوبية و هي المورد الاستراتيجي الحامي لظهر الحركات الحربية الا سلامية (6 ) الصليبيين ببلاد الشام و هي المورد الوفير لتغطية هذه الحركات بالمال و الرجال و بعد ا ن تقرر ا ن تكون مصر هي هدف الحملة الصليبية السابعة فقد قررت القيادة (5) (6) ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 366 هايد تاريخ التجارة في الشرق الا دنى ج 2 ص 60 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 834 ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص 13 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 جوا نفيل مذكرات ص 81 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 444 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 835 الحنبلي شفاء القلوب ص 393 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 445 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 52 نصرا الله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 17 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 127 ابن العبري تاريخ مختصر الدول ص 452 ابن العبري تاريخ مختصر الدول ص 452 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 127 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 365 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص

135 الصليبية ا ن تكون دمياط الهدف الا ول لنزول القوات الصليبية للا سباب الا تية : 1- وقوع مدينة دمياط بين مصب فرع دمياط و بحيرة المنزلة و ساحل البحر الا بيض مما المتوسط سيجعل الدفاع عنها سه لا بعد احتلالها و ذلك لكونها محاطة بالمياه من جميع جوانبها ( 1) و متصلة بالبحر الذي كان الصليبيون مسيطرين عليه 2- موقع دمياط جعلها تصبح ا قرب المواني المصرية المهمة ا لى المنطقة الجنوبية من بلاد الشام و ا لى الا مارات الصليبية الواقعة على سواحل البحر المتوسط كما جعلها ا قرب المواني ( 2) المصرية ا لى بيت المقدس الهدف الري يسي للحملة الصليبية السابعة 3- كون موقع مدينة دمياط قد جعلها تصبح سوق ا تجارية تنقل ا ليها البضاي ع من الشرق عن طريق البحر الا حمر و نهر النيل و منها توزع ا لى المواني الا وروبية و الا ناضول و جزيرة ( 3) قبرص و عندما تم الوصول ا لى الاتفاق بصدد هدف الحملة ا راد لويس التاسع ا ن يشرع فور ا في الا عمال العسكرية لكن مقدمي الداوية و الاستبارية و الا مراء الصليبيين في الشرق ا قنعوه بضرورة التمهل و التريث فقد اقترب موسم العواصف الشتوية و بات من الخطر الاقتراب من ( 4) شاطي الدلتا بسبب كثرة العواي ق الرملية بالا ضافة ا لى قلة المواني ابن نظيف الحموي التاريخ المنصوري ج 1 ص 93 الحميدة سالم الحروب الصليبية ج 4 ص 263 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 63 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 331 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 445 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 331 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 445 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 214 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 380 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 128 الحميدة سالم الحروب الصليبية ج 4 ص

136 ( 1) مكثت الحملة في قبرص حوالي ثمانية ا شهر من سبتمبر 1248 م ا لى مايو 1249 م (2 ) و خلال هذه الفترة حصلت الحملة على كميات كبيرة من التموين سواء من النبيذ ا و من الغلال (3 ) فض لا عن القوات التي انضمت ا ليها من عكا و لاسيما زعماء الداوية و الاستبارية و لكن هذه الفترة الطويلة التي ا مضتها الحملة في قبرص قد عاد عليها بكثير من الضرر فقد استنفذوا مو ونتهم و لم يستطيعوا مغادرة قبرص ا لا بعد تدبير المو ن اللازمة لهم من جديد كما نفذت ا موالهم التي كانوا جمعوها قبل سفرهم للصرف على ا نفسهم في الشرق حتى ا ن الملك لويس اضطر ا لى ا مداد عدد كبير منهم بالمال اللازم و كذلك تسرب ا خبار الحملة ا لى السلطان ( 4) الصالح نجم الدين مما ا تاح فرصة الاستعداد لمواجهة الحملة و يذكر مو رخ الحملة جوانفيل ا ن الغرض من قضاء الحملة فصل الشتاء في قبرص هو الاستفادة من عنصر المفاجا ة في مهاجمة مصر و تجنب ا عاصير الشتاء و الانتظار في قبرص ( 5) حتى تسنح له الفرصة المناسبة لمباغته الصالح نجم الدين و من الملاحظ ا ن لويس التاسع قد ا خطا في المكوث هذه المدة الطويلة في قبرص و لو ا نه اتجه مباشرة ا لى مصر دون تلكو لفاجا الصالح نجم الدين و قواته قبل ا ن يتم استعداداته لمواجهة الحملة و من الملاحظ ا يض ا هذه المدة الطويلة قد ا ضرت بالحملة ا كثر مما ا فادتها حيث ا فقدتها عنصر المفاجا ة ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 329 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 68 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 52 عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 307 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 330 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 835 عاشور سعيد قبرص والحروب الصليبية ص 43 (5) العروس الحروب الصليبية في الشرق والغرب ص 118 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 835 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 54 جوا نفيل مذكرات ص 90 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص

137 لقد حاول لويس التاسع الاستفادة من وقته في قبرص فا صلح بين الفرسان الهيكليين ( 1) و الاسبتاريين و بين الج نويين و ا هل بيزا المقيمين في عكا كما اتصل بالمغول حيث استغل فرصة وصول مبعوثان نسطوريان و هما مرقص و داود قالا ا نهما سفيرين من القاي د المغولي الجيهيداني الذي كان مندوب ا سامي ا للخان الكبير في الموصل و حملهما رسالة يعرض فيها الجيهيداني استعداده للمساهمة مع الفرنسيين في انتزاع بيت المقدس و فلسطين با جمعها من ا يدي (2 ) المصريين و رغبة في التحالف معهم ضد ا عداي هم المسلمين سر لويس التاسع بذلك و رد عليه ببعثة من رهبان دو منيكانيين بري اسة اندرو لو نججيمو ( 3) 646 ه/ 1249 م و ا خيه وهما يحسنان اللغة العربية و غادرت البعثة من قبرص في مطلع فوصلا ا لى مقر الخان الا عظم بمدينة قرا قورم بعد وفاته فاستقبلتهما ا رملته قايميش فعادوا بخطاب شكر ووعد بعرض مشروع الحلف الصليبي المغولي على الخان الجديد و لم تعد البعثة مرة ا خرى ا لا في سنة 1251 م ا ي بعد انتهاء حملة لويس على مصر و رحيله هو و قواته ا لى ( 4) فلسطين كان الصالح نجم الدين في بلاد الشام عندما وصلت ا ليه الا نباء بتحركات الصليبيين ( 6) 647 ه / مايو ( 5) فا سرع بالعودة ا لى مصر و نزل با شموم طناح في محرم 1249 م (5) نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 447 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 18 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 448 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 72 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 448 ا حدى المدن المصرية القديمة و هي تقع على الشاطي الشرقي للبحر الصغير الذي كان يسمى حينذاك بحر ا شموم نسبة ا لى هذه المدينة : (6) الحموي معجم البلدانج 1 ص 200 المقريزي السلوك ج 1 ص 437 قاسم عبد قاسم الا يوبيين و المماليك ص 134 الشيال جمال تاريخ مصر الا سلامية ج 2 ص 95 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص

138 ليكون في مقابلة الصليبيين ا ذا وصلوا ا لى دمياط و لا شك ا ن الصالح نجم الدين استفاد كثير ا ( 1) من التحذير الذي ا رسله ا ليه الا مبراطور فردريك الثاني و عمل على ا دراك كل نقص في الدفاع ( 2) عن دمياط مستفيد ا من تجارب حصارها السابق في عهد ا بيه الكامل فدعم حصونها ( 4) ( 3) و زودها بالميرة و الذخيرة و ا لات الحرب و عهد ا لى طاي فة من بني كنانة ( 5) والمشهورين بشجاعتهم بحماية المدينة من الداخل ثم ا وفد الا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ مقدم العساكر على را س جيش ا لى البر الغربي لدمياط ليحول بين الصليبيين نزولهم ا رض مصر كذلك ا صدر الصالح نجم الدين ا وامره ا لى ناي به حسام الدين بن ا بي علي الهذباني ا ن يجهز ( 6) السفن الحربية من الشواني المصرية الصنع فشرع في العمل و سيرها ا لى حيث يحتاجها ( 7) الجيش وهكذا استطاع نجم الدين من ا تمام جميع استعداداته وتجهيزاته لمواجهة الحملة الصليبية السابعة المقريزي السلوك ج 1 ص 437 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 292 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 366 المقريزي الخطط ج 1 ص 219 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 366 المقريزي السلوك ج 1 ص 437 الحروب محمد دور المماليك في تصفية الوجود الصليبي ص 51 (5) (6) (7) هي ا حدى القباي ل العربية التي استقرت بمصر من بقايا العرب الذين وفدوا ا ليها و شهدوا الفتح الا سلامي لها على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب : القلقشندي صبح الا عشى ج 1 ص 146 ابن الوردي تتمة المختصر ج 2 ص 176 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 مفرد شيني ا و شونه و تمتاز بالطول و تجدف ب 143 مجداف و مزودة با براج و قلاع للدفاع و الهجوم حتى ا صبحت تشبه القلاع البحرية تحاصر العدو و ترميه بالنفط و تحطم سفنه بقوتها وهي مزودة بمخازن للقمح و صهاريج للماء العذب مما يساعد بحارتها على البقاء ا طول مدة ممكنة في عرض البحر : المقريزي الخطط ج 2 ص المقريزي السلوك ج 1 ص 437 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 292 الشيال جمال تاريخ مصر الا سلامية ج 2 ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 55 السيد محمود تاريخ الحروب الصليبية ص

139 - وصول الحملة ا لى دمياط و المقاومة الشعبية لها : ( 1) ا بحر لويس التاسع بحملته من ميناء ليماسول في صفر 647 ه / مايو 1249 م متجه ا نحو السواحل المصرية بعد ا ن انضمت ا ليه معظم القوات الصليبية بالشرق و في مقدمتها ( 2) هنرى الا ول لوز جنان ملك قبرص على را س ا لف من الفرسان في ذلك الوقت كانت الدولة الا يوبية تعاني من الصراع نتيجة لاستيلاء الناصر يوسف ( 3) صاحب حلب على حمص و انشغل الصالح نجم الدين في هذا الصراع بعد ا ن استنجد به الا شرف موسى صاحب حمص فترة من الزمن حتى ا نه حاول استرداد حمص من الناصر يوسف و لكنه اضطر ا لى ا نهاء هذا الصراع بعقد صلح مع الناصر يوسف و التفرغ لمواجهة الحملة ( 4) الصليبية السابعة وقد ا راد فرسان الداوية استغلال تلك الظروف التي ا لمت بالبيت الا يوبي للحصول على بعض المكاسب في بيت المقدس ا لا ا ن لويس التاسع عارض ذلك و حذر الداوية من القيام با ي اتصال مع المسلمين بالشام و را ى لويس التاسع ا ن الطريق السليم للحصول على بيت المقدس هو (5 ) البدء بغزو مصر و ا ن مفتاح المدينة المقدسة موجود فع لا في القاهرة 1800 قطعة اتجهت الحملة نحو السواحل المصرية حيث تكون ا سطولها من حوالي بحرية كبيرة و صغيرة تحمل حوالي خمسين ا لف مقاتل من مشاة و فرسان و معهم عدتهم (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 437 جوانفيل مذكرات ص مجهول تتمة وليم الصوري ص 144 مجهول تتمة وليم الصوري ص 144 عاشور سعيد قبرص و الحروب الصليبية ص 43 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 318 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 836 المقريزي السلوك ج 1 ص العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 216 ابن العبري تاريخ مختصر الدول ص 452 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 445 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

140 و سلاحهم و مو نهم و خيولهم غير ا ن رياح ا عاصفة شديدة لم تلبث ا ن هبت على السفن (1 ) الصليبية و هي في ا ول يوم لها في عرض البحر فشتتت شملها و جنح معظمها صوب عكا (2 ) و سواحل بلاد الشام بحيث لم يصل مع لويس سوى ثلث عدد فرسانه فقط 4 يونيو و في 20 صفر 647 ه / 1249 م وصلت السفن الصليبية ا لى الشواطي ( 3) المصرية و ا رست بالبر الغربي تجاه دمياط و ا ول عمل قام به لويس التاسع ا ن ا رسل ا لى " السلطان الصالح نجم الدين كتاب ا يتهدده فيه و مما جاء في هذا الكتاب ا ما بعد فا نه لم يخف عنك ا ني ا مين الا مة العيسوية كما ا ني ا قول انك ا مين الا مة المحمدية و ا نه غير خاف عنك ا ن ا هل جزاي ر الا ندلس يحملون ا لينا الا موال و الهدايا و نحن نسوقهم سوق البقر و نقتل منهم الرجال و نرمل النساء ونستا ثر البنات و الصبيان ونخلي منهم الديار و قد ا بديت لك ما فيه الكفاية و بذلت لك النصح ا لى النهاية فلو حلفت لي بكل الا يمان و دخلت على القسوس و الرهبان ا ليك و حملت قدامي الشمع طاعة للصلبان ما ردني ذلك عن الوصول وقتالك في ا عز البقاع عليك فا ن كانت البلاد لي فيا هدية حصلت في يدي وا ن كانت البلاد لك و الغلبة علي فيدك العليا ممتدة ا لى و قد عرفتك و حذرتك من عساكر قد حضرت في طاعتي تملا السهل ( 4) " و الجبل و عددهم كعدد الحصى و هم مرسلون ا ليك با سياف القضاء ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 جو انفيل مذكرات ص 91 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 56 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 450 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 129 الشيال جمال تاريخ مصر الا سلامية ج 2 ص 95 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 المقريزي السلوك ج 1 ص 437 قاسم بعد قاسم الا يوبيين و المماليك ص 134 ملحق( 3 ) ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص ابن دقماق نزهة الا نام في تاريخ الا سلام ص المقريزي السلوك ج 1 ص 437 ملحق( 4 ) 123

141 لما وصل هذا الكتاب ا لى الصالح نجم الدين تا ثر و اغرورقت عيناه بالدموع و استرجع ا ي قال ا نا الله و ا نا ا ليه راجعون و ا مر القاضي بهاء الدين زهير كاتب الا نشاء بكتابة الرد بخطه على كتاب لويس التاسع قاي لا فيه : " ا ما بعد فا نه وصل كتابك و ا نت تهدد فيه بكثرة جيوشك و عدد ا بطالك فنحن ا رباب السيوف و ما قتل منا فرد ا لا جددناه ولا بغى علينا باغ ا لا دمرناه فلو را ت عيناك ا يها المغرور حد سيوفنا و عظم حروبنا و فتحنا منك الحصون و السواحل وا خربنا منكم ديار الا واخر و الا واي ل لكان لك ا ن تعض على ا ناملك بالندم و لابد ا ن تزل بك القدم في يوم ا وله لنا و ا خره عليك فهناك تسي بك الظنون وسيعلم الذين ظلموا ( 1) ا ي منقلب ينقلبون " وصل لويس التاسع ا لى مدينة دمياط فوجدها محصنة و ا ن الجيش الا يوبي على ا هبة الاستعداد لمنعه من النزول ا مامها و رغم ذلك قرر لويس التاسع النزول على الضفة الغربية للنيل 5 يونيو 21 صفر 647 ه / في مواجهة المدينة و بدا ت عملية ا نزال الجيش الصليبي في على ا ن نزول الصليبيين على الشاطي لم يتم بسهولة فقد تصدى لهم الجيش (2 ) 1249 م الا يوبي بقيادة الا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ و لكن الصليبيين تفوقوا في تلك المعركة بفضل كثرة عددهم و استشهد من الجيش الا يوبي الا مير نجم الدين ابن شيخ الا سلام و الا مير صارم الدين (3 ) ا زبك الوزيري فاضطر فخر الدين ا لى الانسحاب لي لا بقواته ا لى الجانب الشرقي للنيل الذي تقع عليه مدينة دمياط و لم يكتف بترك الجسر الذي كان يربط بين الجانبين ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص المقريزي السلوك ج 1 ص ملحق( 4 ) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 292 جوانفيل مذكرات ص 95 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 المقريزي السلوك ج 1 ص 438 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

142 (1 ) الغربي و الشرقي للنيل بل ترك مدينة دمياط ا يض ا و انسحب جنوب ا ا لى ا شموم طناح فلما را ى ا هل دمياط انسحاب الا مير فخر الدين دب الذعر و الخوف بينهم فتركوا (2 ) المدينة بما فيها هاربين بعد ا ن ا شعلوا النار في سوقها حتى خلت المدينة من ا هلها وفروا ( 3) ا لى ا شموم طناح مع الجيش حفاة عراة جياع حياري و معهم الا طفال و النساء كما تركت حامية دمياط المو لفة من بني كنانة المدينة و تركوا ا بوابها مفتوحة و فاتهم عند فرارهم ا ن يقطعوا الجسر الذي يربط دمياط بالضفة الغربية للنيل رغم ا ن الا مير فخر الدين ا مرهم بتخريبه و هكذا ا صبحت مدينة دمياط مدينة مفتوحة خالية من وساي ل الدفاع و في صباح يوم 6 يونيو 1249 م 647 ه / الا حد 22 صفر سنة عبر جنود الحملة الصليبية النيل ا لى دمياط على الجسر الذي تركه الا مير فخر الدين فوجدوا ا بواب دمياط مفتوحة و لا ا حد يحميها فخشوا ( 5) ا ن تكون مكيدة فتمهلوا في دخولها حتى ا خبرهم الا قباط من سكانها با ن المسلمين قد هجروها عندي ذ دخلوها دون قتال و غنموا ما فيها من الا سلحة و الا لات الحربية و الا قوات و الا زواد (6 ) و الذخاي ر و الا موال و الا متعة و غير ذلك المقريزي السلوك ج 1 ص 438 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 ا مين حسين الحروب الصليبية ص 309 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 452 المقريزي السلوك ج 1 ص 438 ا مين حسين الحروب الصليبية ص 309 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص (5) (6) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 جوانفيل مذكرات ص ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 160 المقريزي السلوك ج 1 ص 438 نصراالله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 22 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 113 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 216 الحنبلي شفاء القلوب ص

143 (1 ) لقد اتهم فخر الدين بالخيانة و الجبن و سوء تصرفه لتفريطه في مدينة دمياط و كان تصرفه هذا سبب ا في تحقيق الحملة الصليبية السابعة نجاح ا كبير ا و استيلاي ها على دمياط دون ا ن " يراق دم جندي واحد من جنودها حيث يقول المقريزي استيلاء الصليبيين على دمياط كان صفو ا عفو ا و ا ذا قارنا سقوط دمياط بهذه السهولة و ما حدث ا ثناء الحملة الصليبية الخامسة التي لم تستطع الاستيلاء على دمياط ا لا بعد حصار دام سنة رغم ا ن دمياط كانت ا قل ذخاي ر و استعداد ا ( 3) منها في هذه الحملة و بعد ا ن انتشرت المجاعات و الا وبي ة بين ا هلها و كان فيها خلال هذه (4 ) " " الحملة جماعة من شجعان بني كنانة و كما يقول المقريزي فلم يغن ذلك شيي ا ا ما المو رخ ( 5) " ابن تغري بردي فقد اعتبر سقوط دمياط بهذه السهولة مصيبة لم يجر مثلها و بعد ا ن استولى الصليبيون على دمياط ا خذوا يعملون بسرعة على تحويلها ا لى مدينة ذات طابع نصراني فحولوا مسجد دمياط ا لى كنيسة باسم نوتردام و عينوا لها ا سقف ا كاثوليكي ا و اختصت الفي ات الدينية الثلاث الداوية و الا سبتارية و التيوتون بعمارة المدينة و تم توزيع الاقتطاعات النقدية على كبار سادة الفرنج و حاز كل من الجنوبيين و البيازنة سوق ا وشارع ا ( 6) مكافا ة لهم على ما قدموه من الخدمات سبط ابن الجوزيمرا ة الزمانج 8 ص 774 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 ابن اياسبداي ع الزهورج 1 ص 278 المقريزي السلوك ج 1 ص 439 المقريزي السلوك ج 1 ص 438 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 383 (5) (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 438 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 453 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص

144 و عمل الصالح نجم الدين على معاقبة المسي ولين عن ضياع دمياط فا مر با عدام ا مراء بني " كنانة حيث اعتبر فرارهم خيانة كبرى و لم يشفع لهم ا نهم قالوا و ما ذنبنا ا ذا كان عساكره ( 2) " ( 1) و ا مراو ه هربوا و ا حرقوا الزردخانة فا يش نعمل نحن لكنهم شنقوا لا نهم انسحبوا من ( 3) المدينة دون قتال حتى احتلها الصليبيون وكان عددهم ا كثر من خمسين ا مير ا منهم ناي ب دمياط ( 4) و قد ا قدم السلطان على ذلك بعد ا ن استفتى الفقهاء فا فتوا بقتلهم و قد وبخ الصالح نجم الدين المماليك و تغير على الا مير فخر الدين وا نبه قاي لا " ا ما ( 5) قدرتم تقفون ساعة بين يدى الفرنج هذا و ما قتل منكم ا لا هذا الضعيف الشيخ نجم الدين " و اشتدت حملة الاستنكار على الا مير فخر الدين و خاف كثير من الا مراء سطوة السلطان و هموا " بقتله فنهاهم عن ذلك الا مير فخر الدين و ا شار عليهم بالصبر لا ن السلطان فا ن مات على خطة (6 ) " كانت الراحة منه و ا لا فهو بين ا يديكم من الملاحظ ا ن الا مير فخر الدين يتحمل جزء ا كبير ا من المسو ولية سقوط دمياط عن فلو ا نه صمد ا مام الصليبيين و لو لفترة من الزمن ما استطاع الصليبيون دخولها بهذه السرعة والسهولة ا شتد المرض على الصالح نجم الدين بحيث لم يقو على النهوض من الفراش و ا مر مكان يوضع به السلاح: ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 15 ص 238 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 373 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 22 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 36 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 217 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 160 المقريزي السلوك ج 1 ص 439 الحنبلي شفاء القلوب ص 339 المقريزي السلوك ج 1 ص 439 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 114 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 439 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 23 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 114 (6) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص المقريزي السلوك ج 1 ص

145 بالرحيل ا لى المنصورة لا نها ا كثر حصانة و حمل في حراقة ( 1) حتى وصل ا لى مقره بالمنصورة ( 2) 8 يونيو يوم الثلاثاء 24 صفر 647 ه / 1249 م و ا مر الجند في تجديد الحصون والمباني و نصبوا الا سواق و ا صلحوا السور الذي على النيل كما قدمت الشواني المصرية وفيها العدد الكاملة و الرجالة كما جاءت ا ليها كتاي ب المتطوعة و طواي ف العامة و العربان من كل النواحي في ذلك الوقت كانت معظم بلاد الشام تخضع للسلطان الصالح نجم الدين فا رسل ا لى قاي د قواته بدمشق بمهاجمة بعض المناطق الصليبية بفلسطين لتخفيف الضغط عن مصر و بالفعل تمكنت قوات دمشق من حصار مدينة صيدا و الاستيلاء عليها في ربيع الاخر 647 ه / ا غسطس ( 4) 1249 م كما قام الصالح نجم الدين بعرض الصلح على الصليبيين مقابل التنازل عن بيت المقدس و لكن الملك لويس التاسع رفض هذا العرض ا ذ ا نه ا صر على عدم التعاون مع ا ي (5) مسلم من الملاحظ ا ن الصالح نجم الدين كان يتمتع بحنكة سياسية و عسكرية رغم الظروف الصعبة التي ا حاطت به من سقوط دمياط و مرضه الشديد حيث ا ستطاع ا ن يخفف الضغط عن مدينة دمياط بهذا الفعل بعد ا ن وطد العدو الصليبي ا قدامه في مدينة دمياط توقفت الا عمال الحربية فترة من 22 صفر الزمن و ظل الجيش الصليبي مقيم ا في دمياط حوالي خمسة ا شهر و نصف من هي نوع من ا نواع السفن الحربية تحمل النفط والحجارة لمواجهة العدو:المقدسيالبدء والتاريخج 6 ص 110 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 217 المقريزي السلوك ج 1 ص 439 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 159 المقريزي السلوك ج 1 ص 439 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 293 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 63 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 44 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 374 جو انفيل مذكرات ص 142 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 454 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 382 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص

146 2 نوفمبر 1249 م ا لى 12 شعبان 647 ه / 1249 م دون القيام با ي عمل 6 يونيو 647 ه / ( 1) جدي و لم يشرعوا في التقدم نحو الجنوب و كانت من الحكمة الزحف نحو الجنوب قبل ا ن (2 ) يفيق المصريون من الارتباك الذي حل بهم و يقال ا ن لويس التاسع بقى هذه المدة الطويلة في دمياط حتى ينحسر فيضان النيل الذي كان سبب ا في فشل الحملة الصليبية الخامسة و انتظار ا لقدوم ا خيه ا لفونس دي بواتيه و معه الا مدادات التي طلبها ( 3) وفي تلك الا ثناء عاد الجيش الصليبي ا لى الضفة الغربية للنيل وعسكر في مواجهة دمياط التي لم يبق فيها ا لا النساء و غير القادرين فاستغل المسلمون ذلك الوضع الجديد المكشوف (4 ) للصليبي ني و ا خذوا يشنون غارات متتابعة و سريعة على مواقع الصليبيين في دمياط حيث ا ن الفترة التي قضاها الصليبيون في دمياط كانت كافية لا ن يعيد الصالح نجم الدين تنظيم جيوشه كما ا نها كانت كافية لاختلال النظام في المعسكر الصليبي و ساد الا فراط في الملذات و الفجور ( 5) بين الا مراء و البارونات و عامة الصليبيين على السواء جوانفيل مذكرات ص 142 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 64 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 375 طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص 383 عاشور سعيد الا يوبيين و المماليك ص 130 الحركة الصليبية ج 2 ص 389 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص الشيال جمال تاريخ مصر الا سلامية ج 2 ص 97 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 375 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 64 برجاوي سعيد الحروب الصليبية في المشرق ص 557 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص طقوش محمد تاريخ الا يوبيين ص غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 115 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 132 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 455 ص ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج (5) ابن كثير البداية والنهاية ج 12 ص 261 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 125 العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 64 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 115 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

147 لم ي كتف الصالح نجم الدين بتنظيم صفوف جيشه بل ا مر عساكره بمهاجمة الصليبيين فا خذوا يشنون غارات فداي ية ليلية جريي ة ومنح مكافا ت مالية ضخمة عن كل را س من رو وس ( 1) الصليبيين يا تيه به ا حد رجاله ولهذا نشطت الا عمال الفداي ية وحرب العصابات ويقول جوانفيل:" وكان المسلمون يدخلون معسكرنا كل ليلة مترجلين ويقتلون من يجدونهم ناي مين من رجالنا وقد حدث ا ن قتلوا حارس لورد كورتني وتركوه على ا حدى المناضد بعد ا ن جزوا عنقه وا خذوها معهم وقد حملهم على ذلك العمل ا ن السلطان كان يعطي دينار ا من الذهب لكل من يا تيه ( 2) برا س نصراني " كذلك وقع في ا سر المسلمين ا عداد ا كبير ة من الا سرى الصليبيين وكان الملك الصالح نجم الدين يرسلهم ا لى القاهرة لعرضها في شوارع القاهرة بهدف رفع الروح المعنوية في ا نحاء البلاد و يعطينا المقريزي الكثير من الا مثلة عن ا سرى الصليبيين وا عدادهم التي كانت ترسل للعرض في شوارع القاهرة فيقول:" فلما كان يوم الاثنين سلخ شهر ربيع الا ول وصل ا لى القاهرة من ا سرى الفرنج الذي تخطفهم العرب ستة وثلاثون ا سير ا منهم فرسان وفي خامس شهر بيع الا خر وصل سبعة وثلاثون ا سير ا وفي سابعه وصل اثنان وعشرون ا سير ا وفي سادس عشره وصل خمسة وا ربعون ا سير ا منهم ثلاثة من الخيالة وفي ثامن عشر جمادي الا ولى خمسون ا سير ا وفي ثالث عشر شهر رجب وصل ا لى القاهرة سبعة وا ربعون ا سير ا من الفرنج وا حد عشر فارس ا منهم" فاضطر الملك لويس التاسع ا مام هذه الغارات ا لى فرض حراسة مشددة حول المعسكر الصليبي يتناوبها الجند طوال الليل كما ا مر با قامة الحواجز وحفر الخنادق حول معسكرهم العليمي الا نس الجليل ج 1 ص 403 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 126 جوانفيل مذكرات ص 101 المقريزي السلوك ج 1 ص ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص

148 وعهد لويس ا لى رماة السهام بحراسة هذه الخنادق وجميع المنافذ المو دية ا لى داخل المعسكر بدا لويس التاسع يستعد للتحرك من دمياط و لا سيما بعد وصول ا خيه ا لفوس كونت بواتيه ( 2) 24 ا كتوبر في 15 رجب 647 ه / 1249 م فعقد لويس التاسع مجلس ا للحرب لتقرير خطة الزحف فاقترح بطرس كونت بريتاني و معه غالبية البارونات ا ن يكون المسير نحو الا سكندرية و منها ا لى القاهرة ( 3) و كانت حجتهم معقولة و صحيحة من الناحية العسكرية لا ن ميناء الا سكندرية ا كبر حجم ا من ميناء دمياط و يستطيع ا ن يا وي عدد ا كبير ا من سفنهم كما ا ن ميناء الا سكندرية ا قرب ا لى ا وروبا و مواني فرنسا من ميناء دمياط و لذلك يمكنهم الحصول بسرعة ( 4) و بسهولة على الا مدادات من ا وروبا و فرنسا و لكن روبرت كونت ا رتوا ا خو الملك لويس التاسع رفض هذا الاقتراح و فضل المسير ا لى القاهرة مباشرة و الاستيلاء عليها ا ذ ا ن سقوط القاهرة سيتبعه سقوط بقية المدن المصرية بحكم ( 5) ا نها حاضرة الدولة الا يوبية وانضم لويس التاسع ا لى هذا الرا ي و قرر المسير ا لى القاهرة 12 و بالفعل انتقل الصليبيون ا لى الضفة الشرقية للنيل و بدا وا زحفهم نحو القاهرة في ( 6) 20 نوفمبر شعبان 647 ه / 1249 م جوانفيل مذكرات ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 127 العسلي بسام فن الحرب الا سلامي مج 4 ص 218 العريني مصر في عصر الا يوبيين ص 141 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 455 الحميدة سالم الحروب الصليبية ج 4 ص 273 ابن الا ثير الكامل في التاريخ ج 10 ص 186 رنسمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 455 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 65 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 116 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص الشيال ص 97 العبادي ا حمد التاريخ الا يوبي و المملوكي ص جمال تاريخ مصر الا سلامية ج 2 (5) (6) جوانفيل مذكرات ص 105 المقريزي السلوك ج 1 ص

149 - وفاة نجم الدين و دور شجر الدر في مواصلة مواجهة الصليبيين : لم يكد يبدا الصليبيون زحفهم من مدينة دمياط في اتجاه مدينة القاهرة حتى توفى الصالح 22 نوفمبر نجم الدين بالمنصورة في يوم الاثنين ليلة النصف من شعبان 647 ه / 1249 م و قال ابن تغري بردي " و لو لم يكن من محاسنه ا لا تجلد على مقابلة العدو بالمنصورة و هو بتلك الا مراض المزمنة المذكورة و موته على الجهاد و الذب عن المسلمين و االله (2 ) " يرحمه ما كان ا صبره و ا غزر مروءته كانت وفاة الصالح نجم الدين في هذه الظروف الصعبة خسارة كبرى لعدم وجود من يحل محله بسرعة في حكم البلاد و في مواجهة الخطر الناجم عن الغزو الصليبي فابنه توران شاه ( 3) كان في حصن كيفا بديار بكر فض لا عن ا نه كان شاب ا قليل الخبرة و في تلك الظروف الصعبة برزت زوجة السلطان الصالح نجم الدين شجر الدر وكانت الظروف لا تسمح با علان وفاته حتى لا يتجرا العدو على مهاجمة البلاد فقد ا خفت شجر الدر (4 ) خبر وفاة السلطان الصالح نجم الدين حتى عاد ابنه توران شاه من حصن كيفا و لم تطلع عليه سوى الا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ والطواشي جمال الدين محسن اللذان كانا موضع ثقة شجر الدر و اتفقت معهما على كتمان خبر وفاة السلطان حرص ا على وحدة المسلمين سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 774 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 37 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 160 المقريزي السلوك ج 1 ص 441 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 295 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 298 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 322 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 841 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 160 المقريزي السلوك ج 1 ص 441 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 322 السيوطي حسن المحاضرة ج 2 ص 35 ا بو عليان عزمي مسيرة الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص

150 و كي لا يستغل الصليبيون الخبر فيهاجموا المسلمين ( 1) ثم جمعت الا مراء و القواد و قالت ا ن لهم :" السلطان قد رسم با ن تحلفوا له و لابنه الملك المعظم غياث الدين توران شاه صاحب حصن كيفا ا ن يكون سلطان ا بعده و للا مير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بالتقدمة على العساكر و القيام بالا تابكية وتدبير المملكة " فقالوا كلهم سمع ا و طاعة ظن ا منهم ا ن السلطان حي (2 ) و حلفوا با سرهم و حلف ساي ر الا جناد و المماليك السلطانية " كما ا رسلت شجر الدر مرسوم ا ا لى الا مير حسام الدين ناي ب السلطنة في القاهرة لشرح ما تم من تحليف ا مراء الجيش و زعماء المماليك فقام الا مير حسام الدين بتحليف ا كابر رجال (3 ) الدولة بالقاهرة و ا صبح يخطب للمعظم توران شاه بعد ا بيه على المنابر كما نقش ا سمه ( 4) على الدراهم و الدنانير بعد اسم ا بيه ا رسلت شجر الدر الا مير فارس الدين ا قطاي لا حضار الملك المعظم توران شاه من حصن كيفا كما بعث الا مير حسام الدين ناي ب السلطة بالقاهرة رسو لا ا خر لا حضار توران شاه ووصل رسول الا مير حسام الدين ا لى حصن كيفا و ا خبر توران شاه با ن المصلحة العليا تتطلب سرعة عودته ا لى مصر لا ن الا مير فخر الدين طامع ا في الاستيلاء على السلطنة ثم وصل ا ليه بعد ذلك رسول شجر الدرفخرج المعظم توران شاه من حصن كيفا في 11 رمضان سنة 647 ه/ا واخر 1249 وكاد يهلك من العطش ا ثناء الطريقوشجر الدر تدبر الا مور كا ن لم يحدث (5) شي (5) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 218 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 842 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص ابو الفداء المختصر ج 3 ص 218 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 218 المقريزي السلوك ج 1 ص 444 المقريزي السلوك ج 1 ص 445 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 135 سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 774 المقريزي السلوك ج 1 ص

151 على الرغم من حسن تدبير شجر الدر و الا مير فخر الدين و ا خفاء خبر وفاة السلطان الصالح نجم الدين ا لا ا ن الصليبيين عرفوا بوفاة السلطان فقرر لويس التاسع ا ن يستغل هذه 24 شعبان (1 ) الفرصة قبل وصول توران شاه فقام بالزحف جنوب ا فوصل ا لى فارسكور في (2 ) 2 ديسمبر سنة 647 ه / 1249 م دون ا ن يلقوا في طريقهم ا ي مقاومة عسكرية ظلت و جيوش الصليبيين تواصل الزحف حتى اصطدمت مع المسلمين في معركة حامية في ا ول ا يام 8 ديسمبر 1249 م شهر رمضان سنة 647 ه / و جرى القتال بين الطرفين فيما بين فارسكو (3 ) و شارمساح فا ستشهد من المسلمين ا حد الا مراء الكبار و جماعة من العسكر و قتل من (4 ) العدو جماعة و لكن الصليبيين تمكنوا من ا خذ شارمساح في نفس اليوم و في يوم الاثنين (5 ) 14 ديسمبر 647 ه / في 7 رمضان سنة 1249 م وصل الصليبيون ا لى قرية البرامون فاضطرب الناس و زلزلوا زلزا لا شديد ا ثم واصل الصليبيون سيرهم حتى نزلوا قبالة الجيش 21 ديسمبر 647 ه / الا سلامي في يوم الثلاثاء 14 رمضان سنة 1249 م بحيث لم يكن يفصل (6 ) بين الجيشين الا سلامي و الصليبي سوى بحر ا شموم طناح و قد استقر الصليبيون في هذه المنطقة و ا قاموا معسكرهم فيها و حصنوه و قاموا ببناء المتاريس و السواتر و استعدوا قرية من قرى مصر تقع قرب دمياط من كورة الدقهلية و هي الا ن من مراكز محافظة الدقهلية : الحموى معجم البلدان ج 4 ص 228 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 107 السلوك ج 1 ص 446 ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص المقريزي قرية كبيرة بمصر بينها وبين بورة ا ربعة فراسخ وبينها و بين دمياط خمسة فراسخ من كورة الدقهلية : المقريزي السلوك ج 1 ص 446 (5) (6) ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 218 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 147 تسمى ا يض ا البرمونين و البيرمون و هي قرية من ا عمال مديرية الدقهلية بمركز فارسكور و تقع على الجانب الشرقي للنيل الى الجنوب من فارسكور : جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 147 المقريزي السلوك ج 1 ص 446 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص

152 لمواجهة المسلمين و سرعان ما بدا ت المناوشات و الاشتباكات بين الطرفين و منها ما حدث ( 1) 7 يناير يوم الجمعة ا ول شوال 647 ه / 1250 م و قد عاد جنود المناوشة با حد الكونتات ( 2) الفرنسيين ا سير ا ا لى المعسكر الا سلامي و يصف المقريزي هذه المناوشات فيقول: " و ما من يوم ا لا ويقتل من الفرنج و يو سر وقد لقوا من عامة المسلمين و سوالهم نكاية عظيمة و تخطفوا منهم و قتلوا كثير ا و كانوا ا ذ شعروا بالفرنج ا لقوا ا نفسهم في الماء و سبحوا ا لى ا ن يصيروا في بر ( 3) المسلمين 13 يناير 647 ه / و في يوم الخميس 7 شوال سنة 1250 م استولى المسلمون على ( 4) قطعة بحرية صليبية فيها حوالي ماي تي رجل من الصليبيين على را سهم كونت كبير ا درك الملك لويس التاسع استحالة استمرار تلك المناوشات التي فقد فيها الكثير من رجاله ورا ى ا نه لا بد من الالتحام مع المسلمين في معركة حاسمة تحدد مصير الحملة فقرر بناء جسر على بحر ا شموم كي تعبر عليه قواته الى المعسكر الا سلامي في المنصورة و بدا بالفعل في بناء الجسر ولكن الفرنج لم يكادوا يتمون بضعة ا متار من الجسر ا لا و تعرضوا لوابل من قذاي ف (5 ) المجانيق بالا ضافة ا لى قذاي ف النار الا غريقية التي ا نزلت الرعب في قلوب الصليبيين استدعى الملك لويس التاسع بارونات الجيش و قادته و عقد مجلس ا حربي ا للبحث فيما ينبغي اتخاذه من خطة جديدة بعد ا ن اتضحت استحالة بناء جسر للعبور ا لى معسكر المنصورة و بينما المقريزي السلوك ج 1 ص 446 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 151 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 138 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 138 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 447 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 458 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص

153 المناقشة تجرى حضر ا حد الخونة من الا عراب ودل الصليبيين على مخاضة سرية يستطيعون ( 1) عبور بحر ا شموم مقابل مبلغ من المال و قد رحب الصليبيون بهذا العرض و بالفعل اتفقوا على خوضها و كانت ا ول فرقة من الفرسان تخوض تلك المخاضة و تصل ا لى معسكر المسلمين في يوم الثلاثاء 4 ذي العقدة سنة و لم يشعر المسلمون بهم ا لا و هم داخل المعسكر بينهم (2 ) 8 فبراير 1250 م 647 ه / و كان الا مير فخر الدين في الحمام فا تاه الصريخ با ن الفرنج قد هجموا على المعسكر فخرج مدهوش ا و ركب فرسه من غير عتاد و لا تحفظ ليا مر الجنود المصريين للقتال و ليس معه سوى بعض مماليكه غير ا ن الفرسان الداوية ا حاطوا به ففر من كان معه و تركوه و هو يدافع عن نفسه فطعنه ا حدهم برمح في جنبه فسقط عن فرسه و تكاثرت عليه سيوف الباقين حتى ( 4) ( 3) سقط شهيد ا و استولى الصليبيون على جديلة و كان على را س المهاجمين الكونت ا رتوا (5 ) شقيق الملك لويس التاسع ا راد الصليبيون استثمار ذلك الانتصار و اللحاق بالفارين رغم تعليمات الملك لويس التاسع ( 6) انتظار عبور القوة الري يسية بقيادته ا لا ا ن الكونت ا رتوا قرر اقتحام مدنية المنصورة من ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 111 ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص 26 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 مجهول تتمة وليم الصوري ص جوانفيل مذكرات ص 113 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص 139 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص 120 السيد محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 175 ابن كثير البداية و النهاية ج 13 ص 160 المقريزي السلوك ج 1 ص 447 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 72 و هي تل مرتفع على الشاطي الجنوبي لبحر ا شموم حيث كان المصريون قد ا قاموا عليه مجانيقهم و ا براجهم : الحمويمعجم البلدانج 1 ص 200 (5) (6) المقريزي السلوك ج 1 ص 447 نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 30 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 383 جو انفيل مذكرات ص 114 الحروب محمد دور المماليك في تصفية الوجود الصليبي ص

154 ناحية القصر السلطاني رغم تحذيرات قاي د فرسان الداوية و لم يكد الكونت ا رتوا يقترب من (1 ) القصر حتى صدرت ا وامر الا مير بيبرس البندقداري قاي د فرقة المماليك البحرية بتطويق الجيش (2 ) الصليبي و تدميره و مطاردة فلوله في كل ا نحاء المنصورة و قد ا سهم ا هل المنصورة في هزيمة الصليبيين فقد تعقبوا فلول الصليبيين في الشوارع و الا زقة و ا خذوا يرمونهم بالقذاي ف و (3 ) الا حجار و الطوب من الا سطح و النوافذ حيث قتل من الفرنج ما يقرب من ا لف و خمسماي ة (4 ) فارس و في مقدمتهم الكونت ا رتوا و معه ثلاثماي ة من فرسانه و قتل معظم فرسان الداوية ( 5) و لم يسلم منهم ا لا ا ربعة ا و خمسة فقط وهكذا كانت المنصورة مقبرة للجيش الصليبي"وا ول (7) (6) ابتداء النصر على الفرنج" واعتبر ابن واصل هذه الواقعة با نها"مقدمة النصرومفتاح الظفر" جزع لويس التاسع لتلك الصدمة ولكنه تمالك نفسه فا قام جسر ا عظيم ا من خشب الصنوبر عبر ( 8) عليه النيل مع رجاله ليتدارك الموقف ولكن المماليك استبسلوا بعد انتصارهم على مقدمة الجيش 647 ه / الصليبي فقاموا يوم الجمعة 7 ذي العقدة سنة 11 فبراير 1250 م بهجوم على المعسكر الصليبي واشترك معهم المشاة المسلمين فض لا عن جموع العربان وقاد الملك لويس التاسع المعركة بنفسهو ا ظهر شجاعة كبيرة وعزيمة قوية فنظم جيشه تنظيم ا دقيق ا وثبت في المعركة (9) حتى اضطر المسلمون ا لى التراجع نحو المنصورة مجهول تتمة وليم الصوري ص رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 459 ابن ا يبك كنز الدر ج 7 ص 376 ابن اياس بداي ع الزهور ج 1 ص 280 ابن العبري تاريخ مختصر الدول ص ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص 27 جو انفيل مذكرات ص 115 مجهول تتمة وليم الصوري ص 178 (5) (6) (7) (8) (9) المقريزي السلوك ج 1 ص 448 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 384 مجهول تتمة وليم الصوري ص 179 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 845 المقريزي السلوك ج 1 ص 448 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 112 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 المقريزيالسلوكج 1 ص 448 جوانفيل مذكرات ص ملحق( 5 ) 137

155 - فشل الحملة و انسحابها : على الرغم من شجاعة الملك لويس التاسع و ثباته ا لا ا ن موقف الصليبيين ا خذ يزداد سوء ا بسرعة واضحة بعد ا ن قلت المو ن و فقدوا ا عداد ا كبيرة من فرسانهم في معركة المنصورة وانتشار الا مراض في معسكرهم و زاد الطين بلة وصول المعظم توران شاه ا لى المنصورة في ( 1) 25 فبراير ذي العقدة سنة 647 ه / بعد ا ن ا علن سلطان ا في دمشق و هو في طريقه ا لى مصر فا علن عندي ذ وفاة الصالح نجم الدين وسلمته شجر الدر مقاليد الا مور فا دى (2 ) " وصوله ا لى ارتفاع الروح المعنوية عند المصريين " و تيمن الناس بطلعته ا خذ توران شاه يستعد لتوجيه الضربة القاضية للصليبين فا مر با نشاء عدة سفن و حملت هذه السفن مفككة على الجمال ا لى بحر المحلة حيث ا عيد تركيبها و شحنها بالمقاتلة و سارت شما لا حيث كمنت بالمرصاد للسفن الصليبية التموينية التي يعتمد الصليبيون على وصولها ا ليهم ( 3) من دمياط فلما جاءت سفن الصليبيين تحمل المو ن من دمياط خرجت عليها السفن الا سلامية و قاتلتها و استولت على اثنين و خمسين سفينة صليبية و بلغ عدد القتلى و الا سرى حوالي ا لف صليبي و غنم المسلمون ما فيها من المو ن و السلاح بينما نقل الا سرى على الجمال ا لى المعسكر (4 ) الا سلامي " ثم دارت معركة ثانية بين المراكب الا سلامية و الصليبية يوم الاثنين غرة ذي سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 777 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 38 المقريزي السلوك ج 1 ص 449 عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 386 الحروب محمد دور المماليك في تصفية الوجود الصليبي ص 57 عاشور سعيد الحركة الصليبية ج 2 ص 846 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 322 عاشور سعيد الا يوبيون و المماليك ص 133 عاشور سعيد العصر المماليكي ص 9 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص ابن ا يبك كنز الدرر ص 7 ص ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص 32 المقريزي السلوك ج 1 ص 450 حسين حمدي تاريخ الا يوبيين والمماليك ص 142 غنيم اسمت الدولة الا يوبية و الصليبيون ص

156 7 مارس 1250 الحجة سنة 647 ه / استولى فيها الصليبيون على سبع مراكب ا سلامية كانت موجودة في بحر المحلة و لكن نجا من كان فيها من المسلمين و في يوم الثلاثاء 9 ذي الحجة 15 مارس 1250 م سنة 647 ه / استولى المسلمون على اثنين و ثلاثين مركب ا صليبية محملة (1 ) بالحبوب و الا علاف و المو ن فاشتد الغلاء عند الصليبيين فا خذوا في مراسلة المعظم توران شاه يطلبون الهدنة فاجتمع برسلهم الا مير زين الدين ا مير جاندار و قاضي القضاة بدر الدين السنجاري و عرض رسل الملك لويس التاسع ا ن يسلموا دمياط للمسلمين و يا خذوا عوض ا عنها مدينة بيت المقدس و بعض المدن الساحلية بالشام ولكن توران شاه رفض هذا العرض لا نه يعلم ( 2) بسوء حالة الصليبيين ا درك الملك ا ن حملته على مصر فشلت ولابد له من ا نقاذ جيشه من الفناء فقرر الانسحاب ( 3) ا لى دمياط وعقد مجلس ا لوضع خطة الانسحاب و طلب منه المجتمعون التسلل بحرسه ا لى دمياط غير ا نه رفض التخلي عن رجاله و قرر نقل المرضى و سفير البابا و النساء و الا طفال ( 4) بالسفن عبر النيل و بقية الجيش عبر الطريق الذي سلكه عند قدومه وقد حرص الصليبيون على ا شعال النار فيما لديهم من ا خشاب ومراكب كي لا ينتفع بها المسلمون ثم شرع الصليبيون 11 ا بريل / في الانسحاب ليلة الا ربعاء 3 محرم سنة 648 ه ( 5) 1250 م ا لى دمياط وغير ا نهم ارتكبوا خطي ا كبير ا عندما نسوا تدمير الجسر العاي م الذي صنعوه على بحر ا شموم طناح فاغتنم ص المقريزي السلوك ج 1 ص جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 192 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 122 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 218 المقريزي السلوك ج مجهول تتمة وليم الصوري ص (5) ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص 464 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 رنسيمان تاريخ الحروب الصليبية ج 3 ص نصر االله سعدون رحيل الصليبيين عن الشرق ص 34 ابن واصلمفرج الكروبج 6 ص ابن ايبككنز الدررج 7 ص 378 المقريزيالسلوكج 1 ص

157 (1 ) المسلمون الفرصة و عبروا الجسر خلف الصليبيين و ا مضوا فيهم قت لا و ا سر ا حتى وصلوا ا لى قرية فارسكور حيث حلت بالصليبيين الكارثة الا خيرة التي يصفها المقريزي بقوله " فطلع صباح نهار يوم الا ربعاء و قد ا حاط بهم المسلمون و بذلوا فيهم سيوفهم و استولوا عليهم قت لا و ا سر ا فبلغت عدة القتلى عشرة ا لاف في قول المقل و ثلاثين ا لف ا في القول المكثر و ا سر من خيالة الفرنج و رجالتهم المقاتلة و صناعهم و سوقتهم ما يناهز ماي ة ا لف ا نسان و غنم المسلمون من الخيل و البغال و الا موال ما لا يحصى كثرة و استشهد من المسلمين نحو ماي ة (2 ) رجل " بعد تلك الكارثة التي حلت بالصليبيين فر الملك لويس التاسع و عدد من ا كابر قواده ا لى (3 ) قرية منية ا بو عبد االله فحاصرها المسلمون و سرعان ما طلب الملك لويس التاسع و قواده ( 4) الا مان فا منهم الطواشي جمال الدين محسن الصالحي في حين سيق الملك لويس مكب لا ا لى المنصورة و سجن في دار فخر الدين ا براهيم بن لقمان و عهد ا لى الطواشي صبيح المعظمى (5 ) بحراسته و خصص له من يقوم بخدمته بدا ت المفاوضات بين المعظم توران شاه و الملك الفرنسي لويس التاسع على تسليم دمياط ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 381 المقريزي السلوك ج 1 ص 455 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 المقريزي السلوك ج 1 ص 455 للمزيد انظر:حسين حمدي تاريخ الا يوبيين و المماليك ص عاشور فايد الجهاد الا سلامي ضد الصليبيين ص 389 ا مين حسين الحروب الصليبية ص 316 (5) قرية لا تزال موجودة ا لى اليوم على الشاطي الشرقي لفرع دمياط و هي التي تعرف اليوم باسم ميت الخولي عبد االله ا حدى قرى مركز فارسكور بمديرية الدقهلية : ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص 219 الكتبي عيون التواريخ ج 20 ص 37 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 379 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 323 النويري نهاية الا رب ج 29 ص 356 المقريزي السلوك ج 1 ص 455 جوا نفيل مذكرات ص 147 ملحق( 6 ) 140

158 و بعض المناطق التابعة للصليبيين في بلاد الشام حيث استغل المسلمون وجود لويس التاسع في الا سر لتحقيق هذه الغاية لكن لويس التاسع رفض ذلك معتبر ا ا نه ليس من حقه ( 1) التنازل عنهالا ن هذه البلاد ليست في ا ملاكهبل تخص الملك كونراد ابن الا مبراطور فردريك و في النهاية تم الاتفاق على معاهدة الصلح لمدة عشرة سنوات يسلم الملك لويس التاسع مدينة ( 2) دمياط فدية عن نفسه لا نه يرى ا نه ليس من اللياقة ا ن يقايض عن نفسه بالمال و ا ن يدفع (3 ) الملك لويس التاسع مبلغ ثمانماي ة ا لف بيزنط فدية عن باقي ا سرى الفرنجة و تعويض ا عن الخساي ر و المصاريف التي تكبدها المسلمون منذ سيطرة الفرنج على دمياط و ا طلاق سراح جميع ( 4) الا سرى المسلمين القدامى و الجدد في دمياط ا و في مملكة بيت المقدس في حين يتعهد المعظم توران شاه با طلاق سراح الا سرى الفرنج القدامى و الجدد و ا ن يتعهد بحماية عتاد الصليبيين و ا ثقالهم في دمياط لحين نقلها الى بلادهم و يمنح المرضى الصليبيين في دمياط حرية بيع متعلقاتهم ( 5) و الرحيل با مان و يتعهد الملك لويس التاسع بدفع نصف الفدية و مقدارها ا ربعماي ة ا لف بيزنط و بعد ا ن ا قسم الطرفان بالمحافظة على هذه المعاهدة رحل المعظم توران شاه من المنصورة ا لى فارسكور وكانت وجهته مدينة دمياط لتسلمها ا لا ا نه قتل على ا يدي المماليك في يوم الاثنين 28 محرم سنة 648 ه/ 2 مايو (6 ) 1250 م واتفق الا مراء المماليك من البحرية على ا ن ابن الفرات تاريخ ابن الفرات ج 6 ص جو انفيل مذكرات ص جوانفيل مذكرات ص 161 و هي عملة ذهبية بيزنطية و هذا المبلغ يساوي ) جنية مصري ( : غنيم اسمت الدولة الا يوبية والصليبيون ص 125 (5) المقريزي السلوك ج 1 ص 460 مجهول تتمة وليم الصوري ص العمري مسالك الا بصار ج 27 ص المقريزي السلوكج 1 ص ص جو انفيل مذكرات (6) سبط ابن الجوزي مرا ة الزمان ج 8 ص 779 ا بو الفداء المختصر ج 3 ص

159 تكون شجر الدر هي القاي مة با مر السلطنة وا ن يكون عز الدين ا يبك التركماني في الا تابكية ( 1) ومستلم ا لا مور العسكر فسارعت شجر الدر لحل المعضلة واستكمال الاتفاقية لخطورة الموقف و لا سيما ا ذا ما تحرك الغرب الا وروبي بحملة صليبية جديدة فا رسلت الا مير حسام الدين بن على الهذباني لرجاحة عقله و مشورته (2 ) و اعتماد السلطان الصالح نجم الدين عليه وتم الاتفاق ( 3) على نفس الشروط التي تم الاتفاق عليها مع المعظم توران شاه قبل مقتله وتسلم المسلمون دمياط يوم الجمعة 3 صفر 7 مايو 1250 م 648 ه/ فرفعت عليها ا علام السلطان وارتفع فيها ( 4) صوت التهليل و التكبير (5 ) بعد ا ن استولى عليها الصليبيون ا حد عشر شهر ا و تسعة ا يام و غادر لويس التاسع ومن معه ا لى عكا في 4 صفر 648 ه/ 8 مايو 1250 م (6 ) و هكذا باءت الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا بالفشل الذريع دون ا ن تحقق ا ي هدف من ا هدافها وكذلك انتهت الدولة الا يوبية بعد ا ن قامت بالجهاد ضد ا عداء الا سلام و قامت دولة المماليك التي رفعت راية الجهاد لتواصل القتال ضد ا عداء الا سلام و المسلمين ا ما فيما يتعلق با سباب فشل الحملة الصليبية السابعة فهناك عدة عوامل ا دت في النهاية ا لى فشلها : و من ا همها 1- جهل الفرنجة بجغرافية البلاد المصرية و بطبوغرافية الطريق الذي اتخذوه للتوجه ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 39 النويرى نهاية الا رب ج 29 ص ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 383 (5) (6) ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 133 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 383 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 128 النويري نهارية الا رب ج 29 ص 363 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 384 ابن العميد ا خبار الا يوبيين ص 39 المقريزي السلوك ج 1 ص 460 ابن واصل مفرج الكروب ج 6 ص 134 ابن ا يبك كنز الدرر ج 7 ص 384 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على بلاد الشام ص 87 ملحق( 7 ) 142

160 (1 ) نحو القاهرة بعد الاستيلاء على دمياط عامل الزمن كان له ا كبر الا ثر في فشل الحملة فالوقت الذي ا ضاعه الصليبيون -2 في قبرص كان سبب ا في تسرب ا نباء تحرك الحملة و الوقت الذي ا ضاعوه في دمياط كان سبب ا (2 ) في ا عطاء الفرصة للقوات الا سلامية من التقاط ا نفاسهم و ا عادة تنظيم قواتها تفوق القوات الا سلامية من الناحية العسكرية على القوات الصليبية و تميز القواد -3 ( 3) المسلمون بوضع الخطط الحربية الممزوجة بالمكر و الخدع الحربية الانحلال و التدهور الخلقي الذي كان متفشي ا في نفوس الصليبيين مما ا دى ا لى -4 ا نهاك قواهم و ضعف الروح المعنوية عندهم فقد انغمسوا في الملذات وحياة الفجور بد لا من ( 4) السعي ا لى تنظيم صفوفهم وا عداد خططهم و ا حكامها 5- دور الصالح نجم الدين و زوجته شجر الدر في صد العدوان الصليبي على مصر فالصالح نجم الدين تصدى للصليبيين رغم مرضه وا بى ا لا ا ن يساهم بنفسه في قتالهم و كذلك شجر الدر فقد قامت بدور مجيد في هذه المرحلة و العمل الجليل الذي قامت به وهو كتمان خبر موت زوجها و تحملها الموقف بكل صلابة و سارت الا مور كا ن شيي ا لم يحدث و دارت العمليات (5 ) العسكرية كا ن السلطان لم يمت حتى وصل توران شاه الذي تولى القيادة في مصر (5) الحنبلي شفاء القلوب ص 339 العبادى ا حمد التاريخ الا يوبي و المملوكي ص عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 316 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 252 عمران محمود تاريخ الحروب الصليبية ص 317 جوزيف نسيم العدوان الصليبي على مصر ص 254 ابن كثير البداية والنهاية ج 13 ص 160 ابن تغري بردي النجوم الزاهرة ج 6 ص 322 ابن اياس جواهر السلوك ص

161 الخا ت مة يمكن ا يجاز ا هم النتاي ج التي خلصت ا ليها الدراسة بما يلي : سلكت الدولة الا يوبية في حكمها النظام الملكي الوراثي شا نها في ذلك شا ن من سبقها 1 من الدول كالدولة السلجوقية و الزنكية 2 ا ظهرت الدراسة مدى تفكك الدولة الا يوبية بعد وفاة صلاح الدين الا يوبي والصراع الشديد بين خلفاي ه سواء كانوا ا بناءه ا و ا خوته 3 ا ظهرت الدراسة افتقار خلفاء صلاح الدين الا يوبي ا لى الكثير من مقومات القيادة العسكرية والسياسية التي ا شتهر بها صلاح الدين الا يوبي 4 ا ثبتت الدراسة ا ن الملك العادل استطاع توحيد الجبهة الا سلامية مرة ا خرى بعد ا ن مزقها الصراع و الانقسام 5 ا ظهرت الدراسة مدى تا ثير المنازعات بين ا بناء البيت الا يوبي و استغلال الصليبيون لهذه المنازعات في استرداد كثير من المناطق التي فتحها صلاح الدين الا يوبي و خاصة المدن الساحلية و بعض المناطق الداخلية 6 كشفت الدراسة عن تقديم بعض ملوك و ا مراء بني ا يوب مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة للدولة الا سلامية و تجلى ذلك من موقف الصالح ا سماعيل و تحالفه مع الصليبين ضد الصالح نجم الدين 7 ا ثبتت الدراسة ا ن الصالح نجم الدين استطاع ا عادة توحيد الدولة الا يوبية تحت سلطانه وفرض سيطرته على معظم بلاد الشام ومصر 8 ا ظهرت الدراسة علاقة الصالح نجم الدين بالخوارزمية منذ عهد ا بيه الكامل و اعتماده عليهم في محاربة الحلف الا يوبي المعادي له و لا بيه الكامل 144

162 9 كشفت الدراسة عن مدى الصراع بين الصليبين و سوء و اضطراب ا حوالهم في الشرق الا دنى سواء في قبرص و بيت المقدس ا و في ا ماراتي ا نطاكيا و طرابلس 10 ا ظهرت الدراسة الصراع الشديد بين البابوية و الا مبراطورية و تجلي ذلك في عدم مشاركة ك لا من ا لمانيا و ا يطاليا و انجلترا في الحملة الصليبية السابعة 11 ا ثبتت الدراسة ا ن الحملة الصليبية السابعة حملة فرنسية بحتة فزعيمها لويس التاسع فرنسي و ا غلب المشاركون فيها من الفرنسيين كذلك اتخذت الطابع الاستعماري الفرنسي 12 ا ثبتت الدراسة ا ن الصالح نجم الدين كان يتمتع بحنكة سياسية و عسكرية رغم الظروف الصعبة التي ا حاطت به من سقوط دمياط و مرضه الشديد و تجلى ذلك في ا عازه لقواته بدمشق بمهاجمة بعض المناطق الصليبية في فلسطين لتخفيف الضغط عن مدينة دمياط ا ظهرت الدراسة مدى حب الصالح نجم الدين للجهاد و تفضيله لسياسة المواجهة مع 13 الصليبين رغم مرضه الشديد 14- ا ثبتت الدراسة عن دور شجر الدر في ا فشال الحملة الصليبية السابعة وتجلى ذلك في كتمان خبر وفاة زوجها الصالح نجم الدين وتحملها الموقف بكل صلابة وا دارتها للعمليات العسكرية حتى وصول توران شاه وتوليه القيادة 15 ا ثبتت الدراسة فشل الحملة الصليبية السابعة دون ا ن تحقق ا ي هدف من ا هدافها 145

163 ملاحق البحث

164 147

165 148

166 149

167 150

168 151

169 152

170 153