الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي وقانون األحوال الشخصية األردني Efficiency in Marriage in Islamic Jurisprudence and Jordanian Personal Status Law

Transcription

1 مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي وقانون األحوال الشخصية األردني Efficiency in Marriage in Islamic Jurisprudence and Jordanian Personal Status Law هدى غيظان Huda Ghiathan قسم الفقه وأصوله كلية الشيخ نوح القضاة للشريعة والقانون جامعة العلوم اإلسالمية العالمية األردن ملخص بريد الكتروني: تاريخ التسليم: )8108/2/82( تاريخ القبول: )8102/00/01( نتكلم في هذا البحث عن موضوع غاية في األهمية وهو الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي وقانون األحوال الشخصية األردني لما ألهميته في وقتنا الحاضر الستمرار الحياة الزوجية بين الزوجين ولما يترتب على اإلخالل به من دمار هذه األسرة وعدم ديمومتها وهذا مغاير ألهداف الشريعة اإلسالمية من الحفاظ على األسرة ألنها اللبنة األساسية في المجتمع فإن ضعفت ضعف المجتمع بكامله وإن قويت قوي المجتمع ألن المجتمع ككل ما هو إال مجموعة أسر. الكلمات المفتاحية: الكفاءة في الزواج الكفاءة في قانون األحوال الشخصية. Abstrac In this paper, We address a topic of great significant which is the competency " in marriage in Islamic Jurisprudence (Fikih) because if its significance and alkafaa importance in modern days to sustain marriage between married couples, due to the devastating results of family breakdown and ending the marriage when breaching it which is against the aims of Islamic jurisdictions. According to Islamic Jurisdictions, the family is the basic block of the society. The society will weaken if the family weakens and vice versa because the society is a compilation of families. Key words: Competence in marriage, Competence in personal affairs low.

2 694 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." المقدمة فإن الشريعة اإلسالمية اهتمت باألسرة من حيث تكوينها ثم استمراريتها وديمومتها في الحياة على حد سواء وعلى نحو تكون فيه لبنة سليمة في بناء األمة العظيمة فكان مما اهتمت به الشريعة اإلسالمية توفر الكفاءة في الزواج ألنه يمكن أن يترتب على إهمالها هدم لألسر وعدم حفظ أوصالها ولما فيه من بث الضغينة في قلب المرأة واألولياء في حال إذا كان الزوج غير كفء للمرأة ولما فيه من تأثير سلبي على القوامة التي تخل بالحياة األسرية ألن المرأة إن كان الرجل أقل منها تعير وتذل به فينتفي االحترام والتقدير الذي يجب على الزوجة أن تحافظ عليه فمصالح الزواج تختل عند عدم الكفاءة ألنها ال تحصل إال باالستفراش والمرأة تستنكف عن استفراش غير الكفء فتختل المصالح فيكون ذلك مدعاة لتفكك الحياة األسرية وعدم ديمومتها لذلك ال بد من مراعاتها حين العقد لما في وجودها تأثيرا كبيرا في استدامة الحياة الزوجية واستقرارها. من أجل هذا كله ومن أجل الحفاظ على األسرة وجدت من األهمية بمكان أن أكتب بهذا الموضوع لما له من أهمية على ديومومة الحياة األسرية. أهداف البحث يهدف هذا البحث إلى بيان المقصود بالكفاءة واألوصاف المعتبرة بالكفاءة وبيان أقوال الفقهاء فيها وبيان المعتمد بقانون األحوال الشخصية األردني وذلك ألهميته في وقتنا الحاضر وحتى تعلم المرأة واألولياء ما لهم وما عليهم فال تضر المرأة بأوليائها وال يضرون بها فال يزوجوها بغير الكفء فتعير هي وأوالدها بهذا الزوج وتصعب عليها الحياة رغم صعوبتها والتحديات التي تحملها تكون كفاية عليها وهي في غنى عن إثقال كاحلها بمثل هذه األمور وهي أيضا يجب عليها أال تلحق العار بأهلها فيعيرون بنسبهم فإن لهم واجبا عليها فيجب عليها االمتثال حقها بالزواج وباختيار من تريد حق مكفول لها بالشريعة والقانون وألوليائها أيضا لكن أن يتعسف أحدهم في استخدام هذا الحق هنا يصبح األمر مرفوض ويجب منعه وإن تم يجب إزالة هذا الضرر ألن الضرر يزال وأيضا يجب على المرأة واألولياء معرفة الصفات المعتبرة في الكفاءة حتى ال يكون الولي عاضل وحتى تعلم المرأة متى يحق لها أن تلجأ إلى القضاء لرفع الظلم عنها. منهجية البحث بعد التعريف بالكفاءة لغة واصطالحا وبيان مشروعيتها قمت ببيان آراء الفقهاء في صفة اعتبارها هل هي شرط صحة لعقد الزواج أو لزومه وبفقدانه نحكم بطالن العقد أو بفساده أو بثبوت حق الفسخ إن كان شرط للزوم العقد مع نسب اآلراء ألصحابها مع األدلة والترجيح وبيان الرأي المعتمد لدى القانون ثم تطرقت لبيان الخصال المعتبرة في الكفاءة ونسبتها ألصحابها مع األدلة والترجيح وما عليه قانون األحوال الشخصية األردني وبيان مسقطات حق الفسخ لعدم الكفاءة ثم أخيرا بيان أهم النتائج التي توصلت إليها. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

3 هدى غيظان 694 الدراسات السابقة موضوع الكفاءة في الزواج موضوع قديم حديث تكلم به الفقهاء في كتبهم والقى اهتمام الفقهاء المحدثين فألفت به الكتب والرسائل الجامعية وكتبت به كثير من األبحاث العلمية نذكر منها: الكفاءة المعتبرة بالنكاح دراسة فقهية مقارنة لعلي محمد مقبول مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية العدد الثامن عشر 0241 ه/ 8111 م. الكفاءة في عقد النكاح د.محمد زيدان زيدان مجلة الجامعة اإلسالمية المجلد السابع عشر العدد األول يناير 8111 م. بني صالح محمد قاع الحرفة وأثرها في الكفاءة في عقود الزواج اإلسالمية مجلة جرش للبحوث والدراسات- األردن المجلد الثاني العدد األول 0111 م. المحمادي عبد هللا بن أحمد بن سالم الكفاءة بين الزوجين في النسب وتطبيقاتها القضائية المجلة القضائية-السعودية العدد الثاني لسنة 8100 م. تكلمت هذه الدراسات كغيرها من التعريف بالكفاءة ومشروعيتها وبيان الصفات المعتبرة في الكفاءة أو االقتصار على صفة واحدة وبالرجوع اليها تبين انها لم تتطرق للرأي القانوني كتطبيق عملي معتمد باستثاء الدراسة األردنية الوحيدة التي وجدتها على موقع )قاعدة المنظومة( وكانت للباحت بني صالح إال أنه اقتصرها على صفة وحيدة وهي الحرفة ثم بين الرأي القانوني وهو اعتماد صفة المال كصفة وحيدة معتمدة هذا وقد تم تعديل على قانون األحوال الشخصية األردني سنة 8101 وأضاف صفة الدين كصفة معتبرة في الكفاءة بعدما كان يقتصر على صفة وحيدة وهي المال وذلك الختالف الزمن ولبعد المسلمين عن دينهم بعدما كان أمر الصالح والتقوى معروفا ضمنيا في نفوس المسلمين فكان البد من الحاجة الشتراطه وعليه فقد وجدت من األهمية بمكان أن أبين هذا التعديل بأسس علمية رصينة. وعليه وبحسب معرفتي سأكون أول الباحثين على القانون المعدل 8101 م راجيا من هللا التوفيق. هذا وقد قسمت هذا البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث ثم خاتمة: المبحث األول: مفهوم الكفاءة والزواج وقد قسمته إلى مطلبين: المطلب األول: تعريف الكفاءة لغة واصطالحا. المطلب الثاني: تعريف الزواج لغة واصطالحا. المبحث الثاني: مشروعية الكفاءة وشروطها وقد قسمته المطلب األول: مشروعية الكفاءة في الفقه اإلسالمي. مطلبين: إلى قاعدة المنظومة: وهي أكبر موقع معروف عربيا سعودي مختص باألبحاث المؤتمرات أنشئ منذ ست سنوات. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

4 694 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." المطلب الثاني: آراء الفقهاء في صفة شرط الكفاءة. المبحث الثالث: الخصال المعتبرة في الكفاءة. المبحث الرابع:مسقطات حق الفسخ لعدم الكفاءة. الخاتمة: وقد تضمنت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث. الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي وقانون األحوال الشخصية األردني المبحث األول: مفهوم الكفاءة والزواج: المطلب األول: تعريف الكفاءة لغة واصطالحا: أوال: تعريف الكفاءة لغة واصطالحا: الكفاءة في اللغة: من الك ف يء أي الن ظ ير و ك ذ ل ك الكف ء والكفوء ع ل ى فع ل وفعول. و م ص د ره: الك ف اءة ب ال ف ت ح و ال م د. و ت قول: ال ك ف اء ل ه ب ال ك س ر أ ي ال ن ظ ير ل ه. والكف ء: الن ظ ير والمساو ي. و م ن ه الكف اءة ف ي الن كاح و هو أ ن ي كون الز و ج مساويا للمرأ ة في الدين وما إلى ذل ك. وت كاف أ الش ي ئان : ت ماث ال. و كاف أ ه مكاف أ ة وك ف اء : أي ماث ل ه. و االس م: الك فاء ة والك ف اء. وقد جاء في تاج العروس ما نصه: "الكف ء: النظير والمساو ي و م ن ه الك ف اء ة ف ي الن كاح و هو أ ن يكون الز و ج مساو يا للمرأ ة ف ي ح س ب ها ود ين ها ون س ب ها و بي ت ها وغ ي ر ذ ل ك. الكفاءة في االصطالح أي المماثلة بين الزوجين في الدين والنسب والمال وما إلى ذلك بحيث أن عدمها يوجب عارا لها أو ألوليائها وضابطها هو مساواة الزوج للزوجة في كمال أو خس ة. وهي معتبرة من جانب الرجل ال من جانب المرأة على األصح أل ن المرأة تعير باستفراش من دونها بخالف الرجل فإنه ال يعير بالمرأة وذلك ألنه مستفرش فال يغيظه دناءة الفراش. ابن منظور محمد بن مكرم بن على أبو الفضل جمال الدين ابن منظور األنصاري اإلفريقى )المتوفى: 100 ه.( لسان العرب ج 0 ص 041 دار صادر بيروت الطبعة الثالثة( 2020 ه. المرتضى الزبيدي محم د بن محم د بن عبد الرز اق الحسيني أبو الفيض الملق ب بمرتضى الز بيدي )المتوفى: 0811 ه( تاج العروس من جواهر القاموس ج 0 ص 411. دار الهداية. داماد أفندي عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده يعرف بداماد أفندي )المتوفى: 0112 ه( مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر ج 0 ص 441.دار إحياء التراث العربي. البيجرمي سليمان بن محمد بن عمر الب ج ي ر م ي المصري الشافعي )المتوفى: 0880 ه.( حاشية البجيرمي على شرح المنهج ج 4 ص 411 مطبعة الحلبي ) 0431 ه م(. مجمع األنهر في شرح ملتقى األبحر ج 0 ص 441. القرافي أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي )المتوفى: 322 ه( الذخيرة ج 2 ص 800. دار الغرب اإلسالمي- بيروت الطبعة: األولى 0112 م. حاشية البجيرمي على شرح المنهج ج 4 ص 418. ابن قدامة أبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قدامة المقدسي )المتوفى: 381 ه( المغني البن قدامة ج 1 ص 42. مكتبة القاهرة ) 0422 ه/ 0132 م(. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

5 هدى غيظان 692 المطلب الثاني: تعريف الزواج لغة واصطالحا الزواج لغة واصطالحا الزواج في اللغة: االقتران أي اقتران الرجل بالمرأة كالن كاح و ز نا و معنى. الزواج في االصطالح والز و اج: من الت زويج وهو وقد عرفه الفقهاء بتعاريف عدة متقاربة أذكر منها تعريف الزيلعي في كتابة تبيين الحقائق: "هو عقد يرد على تملك المتعة قصدا". وعرفه الرملي في نهاية المحتاج بأنه: عقد يتضمن إباحة الوطء بلفظ النكاح أو التزويج أو ما اشتق منهما. وعرفه الصاوي في حاشيته: "عقد لحل تمتع بأنثى غير محرم وغير مجوسية وغير أمة كتابية بصيغة لقادر محتاج أو راج نسال". وعرفه البهوتي في كشاف القناع:هو عقد التزويج بلفظ نكاح أو تزويج أو ترجمته. ترجمته. ومن خالل تعاريف الفقهاء فإني أرجح تعريف الشافعية للزواج بقولهم: هو: "عقد يتضمن إباحة الوطء بلفظ النكاح أو التزويج أو ما اشتق منهما" وذلك لتجليه حقيقة النكاح حيث أنه عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعا بألفاظ مخصوصة كالنكاح والتزويج وذلك لعظم أمر الزواج ألن هذين اللفظين أدل على إرادة النكاح من غيرهما فال تحتمل إال على إرادة عقد الزواج. هذا وقد عرفه قانون األحوال الشخصية األردني في المادة الخامسة منه على أن "الزواج عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعا لتكوين أسرة وإيجاد نسل". المبحث الثاني: مشروعية الكفاءة وشروطها وقد اختلف الفقهاء في اعتبار الكفاءة في الزواج على قولين وكان منشأ خالفهم في اعتبارها شرطا من شروط العقد أم ال فمن لم يعتبرها شرطا من شروط العقد لم يقل بمشروعيتها وعليه ينعقد العقد ويعتبر صحيحا ونافذا والزما ومن اعتبرها وعدها شرطا من شروط العقد قال بمشروعيتها لكنهم اختلفوا باعتبارها شرطا من شروط الصحة أم شرطا من مجمع اللغة العربية بالقاهرة )إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار( المعجم الوسيط ج 0 ص 211 دار الدعوة. تاج العروس ج 3 ص 81. الزيلعي عثمان بن علي بن محجن البارعي فخر الدين الزيلعي الحنفي )المتوفى: 124 ه( مع حاشية: شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يونس الش ل ب ي )المتوفى: 0180 ه( تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الش ل ب ي ج 8 ص 12 المطبعة الكبرى األميرية بوالق القاهرة الطبعة األولى 0404 ه. الرملي شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين الرملي )المتوفى: 0112 ه( نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ج 3 ص 013. الناشر: دار الفكر بيروت الطبعة: ط أخيرة ) 0212 ه/ 0122 م(. الصاوي أحمد بن محمد الصاوي حاشية الصاوي على الشرح الصغير ج 2 ص 418. البهوتي منصور بن يونس بن إدريس البهوتي كشاف القناع عن متن اإلقناع ج 03 ص 411. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

6 631 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." شروط اللزوم وينبني على هذا الخالف أمر فلو قلنا بأنها شرطا من شروط الصحة وزوجت المرأة نفسها من غير كفء أو زوجها وليها بغير الكفء كان العقد فاسدا وهو رأي الحنفية ألن القول بالفساد تفرد به المذهب الحنفي وكان باطال عند غيرهم وإن اعتبروه شرطا من شروط اللزوم فيعني ذلك أن العقد قد انعقد صحيحا ونافذا إال أنه غير الزم فيثبت حق الفسخ. المطلب األول: مشروعية الكفاءة في الفقه اإلسالمي وسأبين أوال آراء الفقهاء في مشروعية الكفاءة وهي على قولين: القول األول: وهو ما ذهب إليه الجمهور من والحنابلة في قول والثوري والشعبي والنخعي عقد النكاح. والمالكية والشافعية إلى أن الكفاءة معتبرة في الحنفية. وقد ذهبوا واستدلوا بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة وبالمعقول: العقد الفاسد: هو العقد الذي أختل وصفة من دون أصله. والفاسد والباطل في عقود الزواج سواء فال يترتب عليه أثر شرعي ولكن يترتب عليه أثر مادي أي أنه إذا دخل بها يترتب بعض اآلثار من دون بعض فيثبت المهر ألنه مقابل الدخول وتثبت العدة ويثبت النسب وحرمة المصاهرة وال ثبت النفقة وال توارث بينهما. ويتوقف التفريق بينهما على قضاء القاضي. راجع قانون األحوال األردني في المادة السرخسي محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي )المتوفى: 224 ه( المبسوط ج 2 ص 013 دار المعرفة بيروت 0202 ه م.بدائع الصنائع ج 8 ص 401. المرغيناني علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني أبو الحسن برهان الدين )المتوفى: 114 ه( الهداية في شرح بداية المبتدي ج 0 ص 011 تحقيق: طالل يوسف دار احياء التراث العربي بيروت لبنان. القرطبي أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد )المتوفى: 111 ه( بداية المجتهد ونهاية المقتصد ج 4 ص 28 دار الحديث القاهرة 0281 ه/ 8112 م.أبو عبد هللا محمد بن يوسف بن أبي القاسم بن يوسف العبدري الغرناطي أبو عبد هللا المواق المالكي )المتوفى: 211 ه( التاج واإلكليل لمختصر خليل ج 1 ص 013 دار الكتب العلمية الطبعة: األولى 0203 ه م. الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الشهير بالماوردي )المتوفى: 211 ه( الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ج 1 ص 011 تحقيق: الشيخ علي محمد معوض(الشيخ عادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: األولى 0201 ه م. النووي أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي )المتوفى: 313 ه( المجموع شرح المهذب ))مع تكملة السبكي والمطيعي(( ج 03 ص 022 دار الفكر. ابن قدامة أبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قدامة المقدسي )المتوفى: 381 ه( الكافي في فقه اإلمام أحمد ج 4 ص 80 دار الكتب العلمية الطبعة: األولى 0202 ه( 0112 م. ابن قدامة أبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قدامة المقدسي )المتوفى: 381 ه( المغني البن قدامة ج 1 ص 44 مكتبة القاهرة 0422 ه/ 0132 م. الشوكاني محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني )المتوفى: 0811 ه( نيل األوطار ج 3 ص 018 تحقيق: عصام الدين الصبابطي دار الحديث مصر الطبعة: األولى 0204 ه( 0114 م. نيل األوطار ج 3 ص 024. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

7 هدى غيظان من القرآن الكريم استدلوا بقول هللا تعالى: "وم ن آي ات ه أ ن خ ل ق ل كم م ن أ ن فس كم أ ز و اج ا ل ت س كنوا إ ل ي ه ا و ج ع ل ب ي ن كم م و د ة و ر ح م ة إ ن ف ي ذ ل ك آل ي ات ل ق و م ي ت ف ك رون ". الروم آية )80(. فبينت اآلية الكريمة أن المطلوب من النكاح هو السكون والود والمحبة والرحمة فتراعى الكفاءة طلبا لدوام ذلك بين الزوجين وذلك ال يتحقق بدونها ألن نفس الشريفة ال تسكن للخسيس بل ذلك مدعاة للعداوة والفتن والبغضاء. من السنة النبوية الشريفة وقد استدلوا بأحاديث كثيرة أذكر منها على سبيل الذكر ال الحصر - ما روي ع ن ع ائ ش ة ر ض ي هللا ع ن ه ا ق ال ت: اش ت ر ي ت ب ر ير ة ف اش ت ر ط أ ه له ا و ال ء ه ا ف ذ ك ر ت ذ ل ك ل لن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ق ال :»أ ع ت ق يه ا ف إ ن الو ال ء ل م ن أ ع ط ى الو ر ق» ف أ ع ت ق ته ا ف د ع اه ا الن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف خ ي ر ه ا م ن ز و ج ه ا ف ق ال ت : ل و أ ع ط ان ي ك ذ ا و ك ذ ا م ا ث ب ت ع ن د ه ف اخ ت ار ت ن ف س ه ا. وجه الداللة: دل هذا الحديث بمنطوقه أن الكفاءة معتبرة وإال لما خيرها الرسول صلى هللا عليه وسلم بزوجها لما لم يكن زوجها كفؤا لها بعد الحرية في المقام معه أو أن تفارقه وهو الذي قال بشأنه الشافعي: بأن أ صل الكفاءة مستنبط من حديث بريرة كان زوجها غير كفؤ لها فخيرها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم. الذخيرة للقذافي ج 2 ص 800. "بريرة موالة عائشة بنت أبي بكر الصديق كانت موالة لبعض بني هالل فكاتبوها ثم باعوها من عائشة وجاء الحديث ف ي شأنها بأن الوالء لمن أعتق. وعتقت تحت زوج فخيرها ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م فكانت سنة. واختلف ف ي زوجها هل ك ان عبد ا أ و حر ا ففي نقل أهل المدينة أنه ك ان عبد ا يسمى مغيث ا وفي نقل أهل العراق أنه ك ان حر ا". القرطبي أبو عمر يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي )المتوفى: 234 ه( االستيعاب في معرفة األصحاب تحقيق: علي محمد البجاوي الناشر: دار الجيل بيروت الطبعة: األولى 0208 ه( 0118 م ج 2 ص الورق: هي الفضة المضروبة نقدا. صحيح البخاري في الشرح ج 4 ص 021. البخاري محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري ج 4 ص 021 تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر دار طوق النجاة )مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي( الطبعة: األولى 0288 ه. الشافعي أبو عبد هللا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي )المتوفى: 812 ه( األم دار المعرفة بيروت 0201 ه/ 0111 م. نيل األوطار ج 3 ص 011. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

8 639 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." وقد نقل أن زوجها كان حرا ال عبدا ويثبت الخيار إذا كان عبدا ال حرا عند الشافعي ألن ال ع ل ة ف ي ال ف س خ ع د م ال ك ف اء ة أل ن ال م ر أ ة إذ ا ص ار ت حر ة و ك ان ز و جه ا ع ب د ا ل م ي كن كفؤ ا ل ه ا بخالف الحنفية فإنه يثبت الخيار سواء كان حرا أو عبدا ألن العلة ملكها لنفسها هذا وقد رد الحنفية بأنه يحتمل أ ن المراد من ذلك أنها كانت مجبرة من سيدها على زواجه فاستقلت بأمر النظر في مصالحها من غير إجبار عليها من سيدها كما كانت من قبل يجبرها سيدها على الزوج. وأجاب الشافعية بما نقل عن القاسم بن محمد عن عائشة أ نه كان لها غالم وجارية زوج فأ رادت أ ن تعتقهما فقال لها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم: "أن أعتقتيهما فابدئي بالغالم قبل الجارية". فلو لم يكن التخيير ممتنعا إذا كان الزوج حرا لم يكن للبداءة بعتق الغالم فائدة فإ ذا فإ ذا بدأ ت به عتقت تحت حر فال يكون لها اختيار. إال أن الحنفية وابن حزم ردوا على ذلك بأن في إسناده ضعف ففيه عبد هللا بن عبد ا رل حمن وهو ضعيف. ولو افترضنا صحته فال يحتج به ألنهما لم يكونا زوجين ولو كانا زوجين فيحتمل أ ن تكون البداءة بالرجل لفضل عتقه على األنثى كما ورد ذلك في الحديث )8( الصحيح. الحاوي الكبير ج 1 ص 411. المجموع شرح المهذب ج 03 ص 812. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 12. نيل األوطار ج 3 ص 024. ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن م ع بد التميمي أبو حاتم الدارمي البستي )المتوفى: 412 ه( اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج 01 ص 021 ترتيب األمير عالء الدين علي بن بلبان الفارسي )المتوفى: 141 ه( تحقيق وتعليق : شعيب األرنؤوط مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة: األولى 0212 ه( 0122 م. وقال األلباني: حديث ضعيف. النسائي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني النسائي )المتوفى: 414 ه(. المجتبى من السنن = السنن الصغرى للنسائي ج 3 ص 030 تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة الناشر: مكتب المطبوعات اإلسالمية حلب الطبعة: الثانية نيل األوطار ج 3 ص 024. عبد هللا بن عبد الرحمن : هو "ابن ال ح ار ث ب ن أ ب ي ص ع ص ع ة ب ن الن ج ار. و أم ه أم ال ح ار ث ب ن ت ق ي س ب ن أ ب ي ص ع ص ع ة ف و ل د ع ب د هللا ب ن ع ب د الر ح م ن: ع ب د الر ح م ن و مح م دا و ق ي س ا. وثب ي تة. وأمهم ن ائ ل ة ب ن ت ال ح ار ث ب ن الن ج ار. و ق د ر و ى ع ب د هللا ب ن ع ب د الر ح م ن ع ن أ ب ي س ع يد ال خد ر ي و أ د ر ك ه م ال ك ب ن أ ن س و ر و ى ع ن ه و ر و ى أ ي ض ا م ال ك ع ن اب ن ي ه مح م د و ع ب د الر ح م ن اب ن ي ع ب د هللا بن عبد الرحمن بن الحارث بن أ ب ي ص ع ص ع ة. ابن سعد أبو عبد هللا محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالوالء البصري البغدادي المعروف بابن سعد )المتوفى: 841 ه( الطبقات الكبرى القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم تحقيق: زياد محمد منصور الناشر: مكتبة العلوم والحكم(المدينة المنورة الطبعة: الثانية 0212 ج 0 ص 044. نيل األوطار ج 3 ص 024. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 12. ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري )المتوفى: 213 ه( المحلى باآلثار ج 1 ص 421 دار الفكر بيروت. )8( مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

9 هدى غيظان أ. واستدلوا بالمعقول ومنه ذلك أل ن مصالح الزواج ال تتحقق عند انتفاء الكفاءة ألنها ال تحصل إال باإلستفراش والمرأة الشريفة تعاف من استفراش غير الكفء وألن مقاربة الدنيء تضع ومقاربة العلي ترفع وبها أيضا يحصل رضاء األولياء وعدم لحوق العار بها وبأوالدها ألنهم يعيروا بنقصها ونحو ذلك مما يتعلق بأمر الدنيا وهي من األمور التي تخل بالمصالح ألنها ال تتحقق بين الزوجين إال إذا كان هناك تكافؤ بينهم وألن الزوجين يجري بينهما مباسطات في النكاح ال يبقى النكاح بدون تحملها عادة والتحمل من غير الكفء أمر صعب يثقل على الطباع السليمة وطلبا لمداومة النكاح ألنه ال يتحقق بدونها حتى أن تحصيل الحكمة من الزواج بدونه أمر متعذر والقاعدة أن كل عقد ال يح صل الحكمة التي شرع ألجلها ال يشرع فلزم اعتبارها. القول الثاني: وهو ما نقل عن أحمد بن حنبل في الرواية الثانية وابن حزم الظاهري الظاهري والكرخي والحسن البصري وهو قول عمر وابن مسعود وعمر بن عبد العزيز وعبيد بن عمير وحماد بن أبي سليمان وابن سيرين وابن عون. وقد ذهبوا إلى عدم اعتبار الكفاءة في العقد. واستدل أصحاب هذا الرأي بالقرآن والسنة والمعقول: من القران الكريم لقول هللا تعالى: "ي ا أ ي ه ا الن اس إ ن ا خ ل ق ن اكم م ن ذ ك ر و أن ث ى و ج ع ل ن اكم شعوب ا و ق ب ائ ل ل ت ع ار فوا إ ن أ ك ر م كم ع ن د هللا أ ت ق اكم إ ن هللا ع ل يم خ ب ير " الحجرات اية: 04. قال ابن كثير في تفسيره: "فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إ لى آدم وحواء سواء وإ نما يتفاضلون باألمور الدينية وهي طاعة هللا ومتابعة رسوله صل ى هللا عليه وسلم". بدائع الصنائع ج 8 ص 401. التفتازاني سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد هللا التفتازاني الشافعي )المتوفى: 114 ه( شرح المقاصد في علم الكالم ج 8 ص 418 دار المعارف النعمانية باكستان الطبعة: األولى 0210 ه( 0120 م.الذخيرة للقرافي ج 2 ص 800. ابن قدامة أبو محمد موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قدامة المقدسي )المتوفى: 381 ه( الكافي في فقه اإلمام أحمد ج 4 ص 80 دار الكتب العلمية الطبعة: األولى 0202 ه( 0112 م.المغني البن قدامة ج 1 ص 44. ابن حزم أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري )المتوفى: 213 ه( المحلى باآلثار ج 1 ص 010 دار الفكر بيروت. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي )المتوفى: 112 ه( تفسير القرآن العظيم ج 1 ص 421. تحقيق: سامي بن محمد سالمة دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الثانية 0281 ه( 0111 م. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

10 636 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." ب. ولقول هللا تعالى: "إ ن م ا ال مؤ م ن ون إ خ و ة ف أ ص ل حوا ب ي ن أ خ و ي كم و ات قوا هللا ل ع ل كم ت ر ح مو ن". الحجرات آية 01. قال الطبري: أي إنما المؤمنون أخوة في الدين. فال فضل ألحدهم على اآلخر. وقد رد الجمهور بأن هذا في أمور اآلخرة أما في أمور الدنيا فمعتبرة بدليل قول هللا تعالى: "ق ل ه ل ي س ت و ي ال ذ ين ي ع ل مون و ال ذ ين ال ي ع ل مو ن". الزمر اية: 1. وبقوله: "ي ر ف ع هللا ال ذ ين آم ن وا م ن كم و ال ذ ين أ وت وا ال ع ل م د ر ج ات و هللا ب م ا ت ع م ل ون خ ب ير ". المجادلة:آية 00. من السنة النبوية الشريفة استدلوا بما روي ع ن أ ب ي ه ر ي ر ة أ ن أ ب ا ه ن د ح ج م الن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ي ال ي افوخ ف ق ال ان ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م:»ي ا ب ن ي ب ي اض ة أ ن ك حوا أ ب ا ه ن د و أ ن ك حوا إ ل ي ه «. وجه الداللة: أن الرسول صلى هللا عليه وسلم أمر بني بياضة بتزويج أبا هند وكان حجاما فلو أن الكفاءة معتبرة لما أمر الرسول عليه السالم بذلك. إال أن اإلمام أحمد بن حنبل رد عليه بأن هذا حديث ال يعتد به ألنه ضعيف بل أنه أنكره إنكارا شديدا ) 5 (. الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي أبو جعفر الطبري )المتوفى: 401 ه( جامع البيان في تأويل القرآن ج 88 ص 811 تحقيق: أحمد محمد شاكر مؤسسة الرسالة الطبعة: األولى 0281 ه( 8111 م. اليافوخ: مل ت ق ى ع ظ م مق د م الرأ س و مؤ خ ر ه. لسان العرب باب الياء ج 4 ص 31. قال األلباني: حديث حسن. أبو داود أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي الس ج س تاني )المتوفى: 811 ه( سنن أبي داود ج 8 ص 844 تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية صيدا بيروت. أ ب ا ه ن د الد ار ي و ق ال : اس مه: ع ب د هللا ب ن ال ب ر و اس مه بر ي ر ب ن ع ب د هللا مولى بني بياضة كان حج اما يحجم النبي صلى هللا عليه وسل م. العسقالني أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني )المتوفى: 218 ه( اإلصابة في تمييز الصحابة ج 1 ص 434 تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض الناشر: دار الكتب العلمية بيروت الطبعة: األولى( 0201 ه. األصبهاني أبو نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران األصبهاني )المتوفى: 241 ه( معرفة الصحابة ج 4 ص 0112 تحقيق: عادل بن يوسف العزازي الناشر: دار الوطن للنشر الرياض الطبعة: األولى 0201 ه( 0112 م. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

11 هدى غيظان 632 و خ ط ب ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف اط م ة ب ن ت ق ي س و ك ان ت ق ر ش ي ة م ن ب ن ي ف ه ر ع ل ى أس ام ة ب ن ز ي د و ك ان م ن ال م و ال ي و زو ج ت ضب اع ة ب ن ت الز ب ي ر ب ن ع ب د ال مط ل ب م ن ال م ق د اد اب ن ة و زو ج ت أ خ ت ع ب د الر ح م ن ب ن ع و ف م ن ب ال ل وزو ج أ بو حذ ي ف ة ب ن عت ب ة ب ن ر ب يع ة ) 5 ( أ خ يه م ن س ال م م و ال ه. وجه الداللة: أن الكفاءة لو كانت معتبرة لما فعل وأمر الرسول صلى هللا عليه وسلم بتزويج هؤالء. ف اط م ة ب ن ت ق ي س أ خ ت الض ح اك ب ن ق ي س وأمها أميمة بنت ربيعة ب ن ك ن ان ة.وكانت فاطمة بنت قيس تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد هللا بن عمر بن مخزوم فطلقها فخطبها معاوية بن أبي سفيان بن حرب وأبو جهم بن حذيفة بن غانم العدوي ف ذ ك ر ت ذ ل ك ل ر سول هللا (ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م (فقال: أما معاوية فصعلوك ال مال له.وأما أبو جهم فال يضع عصاه عن عنقه. ولكن انكحي أسامة بن زيد. فنكحته فقالت: لقد اغتبطت بنكاحي إياه. الطبقات الكبرى طبعة دار الكتب العلمية ج 2 ص 804. أسامة ب ن زيد ب ن حارثة ب ن ش راح يل ب ن ك عب ب ن ع بد العزى أ بو زيد الم د ن ي.م ول ى الن ب ي ص لى هللا ع ل يه وس لم.ويقال: إ ن ه من كلب من اليمن. أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري )المتوفى: 813 ه( التاريخ الكبير الطبعة: دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الدكن طبع تحت مراقبة: محمد عبد المعيد خان ج 8 ص 81.الطبقات الكبرى دار صادر.ج 2 ص 10. ضب اع ة ب ن ت الز ب ي ر ب ن ع ب د ال مط ل ب ب ن ه اش م ب ن ع ب د م ن اف ب ن قص ي و أم ه ا ع ات ك ة ب ن ت أ ب ي و ه ب ب ن ع م ر و ب ن ع ائ ذ ب ن ع م ر ان ب ن م خ زوم ز و ج ه ا ر سول هللا صل ى هللا عليه وسلم ال م ق د اد ب ن ع م ر و ب ن ث ع ل ب ة ب ن ب ه ر اء و ك ان ح ل يف ا ل أل س و د ب ن ع ب د ي غوث الز ه ر ي ف ت ب ن اه و ك ان يق ال ل ه ال م ق د اد ب ن األ س و د ف و ل د ت ضب اع ة ل ل م ق د اد ع ب د هللا و ك ر يم ة. الطبقات الكبرى دار صادر ج 2 ص 23. عاتكة بنت عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة القرشية الزهرية أخت عبد الرحمن بن عوف وهي أم المسور بن مخرمة.هاجرت هي وأختها الشفاء فهي من المهاجرات. الجزري أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري عز الدين ابن األثير )المتوفى: 341 ه( أسد الغابة في معرفة الصحابة المحقق: علي محمد معوض(عادل أحمد عبد الموجود الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: األولى سنة النشر: 0201 ه( 0112 م ج 1 ص 022. أبو حذ ي ف ة ب ن عت ب ة ب ن ر ب يع ة ب ن ع ب د ش م س ب ن ع ب د م ن اف ب ن ق ص ي و اس مه ه ش ي م و أم ه أم ص ف و ان و اس مه ا ف اط م ة ب ن ت ص ف و ان ب ن أم ي ة ب ن مح ر ث ال ك ن ان ي و ك ان أل ب ي حذ ي ف ة م ن ال و ل د مح م د و أم ه س ه ل ة ب ن ت سه ي ل ب ن ع م رو م ن ب ن ي ع ام ر ب ن ل ؤ ي و هو ال ذ ي و ث ب ب عث م ان ب ن ع ف ان و أ ع ان ع ل ي ه و ح ر ض أ ه ل م ص ر ح ت ى س اروا إ ل ي ه و ع اص م ب ن أ ب ي حذ ي ف ة و أم ه آم ن ة ب ن ت ع م ر و ب ن ح ر ب ب ن أم ي ة و ق د ان ق ر ض و ل د أ ب ي حذ ي ف ة ف ل م ي ب ق م ن ه م أ ح د و ان ق ر ض و ل د أ ب يه عت ب ة ب ن ر ب يع ة ج م يع ا إ ال و ل د ال مغ ير ة ب ن ع م ر ان ب ن ع اص م ب ن ال و ل يد ب ن عت ب ة ب ن ر ب يع ة ف إ ن هم ب الش ام و س ال م م و ل ى أ ب ي حذ ي ف ة. الطبقات الكبرى دار صادر ج 4 ص البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخس ر و ج ردي الخراساني أبو بكر البيهقي )المتوفى: 212 ه( معرفة السنن واآلثار ج 01 ص 32 تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي جامعة الدراسات اإلسالمية )كراتشي(باكستان( دار قتيبة )دمشق -بيروت( دار الوعي )حلب( دمشق( دار الوفاء )المنصورة( القاهرة( الطبعة: األولى 0208 ه( 0110 م. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

12 634 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." ورد الجمهور: بأن األمر بالتزويج يحتمل أنه كان ندبا لهم إلى األفضل ال على سبيل اإللزام وهو اختيار الدين وترك الكفاءة فيما سواه واالقتصار عليه وهذا ال يمنع جواز االمتناع. وما نقل عن س ع يد ال جر ي ر ي ع ن أ ب ي ن ض ر ة أنه قال: ح د ث ن ي م ن س م ع خط ب ة ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ي و س ط أ ي ام الت ش ر يق ف ق ال :»ي ا أ ي ه ا الن اس أ ال إ ن ر ب كم و اح د و إ ن أ ب اكم و اح د أ ال ال ف ض ل ل ع ر ب ي ع ل ى ع ج م ي و ال ل ع ج م ي ع ل ى ع ر ب ي و ال أ ح م ر ع ل ى أ س و د و ال أ س و د ع ل ى أ ح م ر إ ال ب الت ق و ى أ ب ل غ ت«ق الوا: ب ل غ ر سول هللا ثم ق ال :»أ ي ي و م ه ذ ا «ق الوا: ي و م ح ر ام ثم ق ال :»أ ي ش ه ر ه ذ ا «ق الوا: ش ه ر ح ر ام ق ال : ثم ق ال :»أ ي ب ل د ه ذ ا «ق الوا ب ل د ح ر ام ق ال :»ف إ ن هللا ق د ح ر م ب ي ن كم د م اء كم و أ م و ال كم «ق ال : و ال أ د ر ي ق ال : أ و أ ع ر اض كم أ م ال ك حر م ة ي و م كم ه ذ ا ف ي ش ه ر كم ه ذ ا ف ي ب ل د كم ه ذ ا أ ب ل غ ت" ق الوا: ب ل غ ر سول هللا ق ال :»ل يب ل غ الش اه د ال غ ائ ب». وجه الداللة: دل الحديث بمنطوقه على المساواة المطلقة بين الناس وأن األفضلية بينهم بالتقوى ال غيره وعليه فإنه ال يشترط الكفاءة في الزواج لعدم اعتبارها. ورد الجمهور: بأن المساواة الواردة في الحديث بالحقوق والواجبات والتقوى أما ما تعارف الناس عليه كالعلم والنسب والحرفة فإنهم يتفاضلون فيها. ويحمل أيضا على أمور اآلخرة ال الدنيا فإنهم يتفاضلون فيها. واستدلوا بالمعقول: وذلك بقولهم أ ن الكفاءة لو كانت معتبرة في الشرع لكان األولى اعتبارها بالقصاص ألنه يحتاط فيه ما ال يحتاط في غيره فيقتل الوضيع بالشريف ويقتل العالم بالجاهل والحسيب باللقيط ولكن مع هذا لم يعتبر مع أنها أ ولى من بدائع الصنائع ج 8 ص 401. الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الشهير بالماوردي )المتوفى: 211 ه( الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ج 1 ص 012 تحقيق: الشيخ علي محمد معوض(الشيخ عادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: األولى 0201 ه م. و اس مه ال من ذ ر ب ن م ال ك ب ن قط ع ة من العوقة. وهو بطن من عبد القيس وكان ثقة كثير الحديث وليس كل أحد يحتج به و توف ي أ بو ن ض ر ة ف ي و الي ة عم ر ب ن ه ب ي ر ة. الطبقات الكبرى طبعة العلمية ج 1 ص 011. إسناده صحيح الشيباني أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباني )المتوفى: 820 ه( مسند اإلمام أحمد بن حنبل ج 42 ص 212 تحقيق: شعيب األرنؤوط(عادل مرشد وآخرون إشراف: د عبد هللا بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة الطبعة: األولى 0280 ه( 8110 م. بدائع الصنائع ج 8 ص 401. القصاص: هو القود ومعناه قتل القاتل بدل القتيل. وعندما قال رب العالمين: ك تاب هللا القصاص أي:"ف ر ض هللا ع ل ى لسان ن ب ي ه ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م و ق يل : هو إ شارة إ لى ق و ل هللا ع ز و ج ل : و الس ن ب الس ن و ق و له ت ع ال ى: و إ ن عاق ب تم ف عاق بوا ب م ث ل م ا عوق ب تم ب ه. و ف ي ح د يث ب رير ة : م ن اش ت ر ط ش ر طا ل ي س ف ي ك ت اب هللا أ ي ل ي س ف ي حك م ه و ال ع ل ى موج ب ق ضاء كتاب ه أل ن كتاب هللا أ م ر ب ط اع ة الر سول وأ ع ل م أ ن سن ته بيان ل ه و ق د ج ع ل الرسول الو الء ل م ن أ ع ت ق ال أ ن الو الء م ذ كور ف ي ال ق ر آن ن ص ا. والك ت ب ة: اك ت تابك ك تابا ت ن س خه. واس ت ك ت به: أ م ر ه أ ن ي ك ت ب ل ه أ و ات خ ذه كات با. والمكات ب: الع ب د يكات ب ع ل ى ن ف سه ب ث م ن ه فإ ذا س ع ى وأ د اه ع ت ق. و ف ي ح د يث ب رير ة: أ نها جاء ت ت س ت ع ين ب ع ائ ش ة ر ض ي هللا ع ن ه ا ف ي ك ت اب ت ه ا. ق ال اب ن األ ثير: الك تابة أ ن ي كات ب الرجل عبد ه ع ل ى مال ي ؤ د يه إ ليه من ج ما فإ ذا أ د اه ص ار حر ا ". لسان العرب ج 0 ص 111. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

13 هدى غيظان 634 اعتبارها في النكاح. وأيضا استدلوا بالقياس على اعتبار الكفاءة من جانب المرأة فكما أ نها ال تعتبر في جانب المرأة فكذا في جانب الزوج. ورد الجمهور عليه: كما جاء ما نصه في كتاب بدائع الصنائع: "والقياس على القصاص غير سديد ألن القصاص شرع لمصلحة الحياة واعتبار الكفاءة فيه يؤدي إلى تفويت هذه المصلحة أل ن كل أحد يقصد قتل عدوه الذي ال يكافئه فتفوت المصلحة المطلوبة من القصاص وف ي اعتبار الكفاءة في باب النكاح تتحقيق المصلحة المطلوبة من النكاح من الوجه الذي بينا فبطل االعتبار. وكذا االعتبار بجانب المرأة ال يصح أيضا أ ن الرجل ال يستنكف عن استفراش المرأة الدنيئة أل ن االستنكاف عن المستف رش ال عن المستفر ش وا زل وج مستف رش فيستف رش الوطيء والخشن". الرأي الراجح: بعد النظر في أدلة كل فريق أذهب إلى ترجيح قول الجمهور القائل باعتبار الكفاءة في الزواج وذلك ألن النكاح يعقد للعمر ويشتمل على أغراض ومقاصد من الصحبة واأللفة والعشرة وتأسيس القرابات وبدون الكفاءة يتعذر تحصيل ذلك والقاعدة أن كل عقد ال يح صل الحكمة التي شرع ألجلها ال يشرع فيلزم اعتبارها وأل ن الشريفة تأبى أن تكون مستفرشة للخسيس فيكون بذلك إذالال لها هي وألوليائها وألبنائها فيجب اعتبارها من جانبه بخالف جانبها ألنه مستفرش فال يغيظه دناءة الفراش. وبهذا أخذ قانون األحوال الشخصية األردني واعتبر الكفاءة من جانب الرجل وهي حق لها وألوليائها وهذا ما نصت عليه المادة 80 ب من قانون األحوال الشخصية حيث جاء ما نصه: "الكفاءة حق خاص بالمرأة والولي وتراعى عند العقد فإذا زالت بعده فال يؤثر ذلك في الزواج". المطلب الثاني: آراء الفقهاء في صفة شرط الكفاءة وقد اختلف الجمهور القائلين باعتبار الكفاءة هل هي شرط من شروط الصحة أم النفاذ أم اللزوم على قولين: القول األول: وهو ما ذهب إليه الشافعي في القول الجديد وأحمد بن حنبل في رواية والحسن على أن الكفاءة شرط صحة في العقد وعليه إن زوجت نفسها أو المبسوط ج 1 ص 88. بدائع الصنائع ج 8 ص 401. بدائع الصنائع ج 8 ص 401. الشيباني يحيى بن )ه ب ي ر ة بن( محمد بن هبيرة الذهلي الشيباني أبو المظفر عون الدين )المتوفى: 131 ه( (اختالف األئمة العلماء ج 8 ص 041 تحقيق: السيد يوسف أحمد دار الكتب العلمية( لبنان / بيروت الطبعة: األولى 0284 ه( 8118 م. ابن حجر أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي تحفة المحتاج في شرح المنهاج ج 1 ص 812 المكتبة التجارية الكبرى بمصر لصاحبها مصطفى محمد بدون طبعة 0411 ه( 0124 م.الحاوي الكبير ج 1 ص 11. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. الزركشي شمس الدين محمد بن عبد هللا الزركشي المصري الحنبلي )المتوفى: 118 ه( شرح الزركشي ج 1 ص 11 دار العبيكان الطبعة: األولى 0204 ه( 0114 م. ابن قدامة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي أبو الفرج شمس الدين )المتوفى: 328 ه( الشرح الكبير على متن المقنع ج 1 ص 238 دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع أشرف على طباعته: محمد رشيد رضا صاحب المنار. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 04. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

14 634 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." زوجها وليها بغير الكفء فالعقد باطل ال ينعقد أصال ألنها حق هلل تعالى وللمرأة فال يجوز إسقاطها وال تلحقها اإلجازة لوجود حق هللا الذي ال يمكن إسقاطه. واستدلوا بالسنة النبوية الشريفة والمعقول: ولألولياء.0 أ. ب. ج. من السنة النبوية الشريفة لما نقل عن مب ش ر ب ن عب ي د ع ن ال ح ج اج ب ن أ ر ط اة عن ع ط اء و ع م رو ب ن د ين ار ع ن ج اب ر ب ن ع ب د هللا ر ض ي هللا ع ن ه ق ال : ق ال ر سول هللا صل ى هللا ع ل ي ه و س ل م : "ال ي ن ك ح الن س اء إ ال كفؤ و ال ي ز و جه ن إ ال األ و ل ي اء و ال م ه ر دون ع ش ر ة در اه م". وما نقل ع ن أ ب ي إ س ح اق ع ن أ و س ب ن ض م ع ج ع ن س ل م ان ق ال : "ث ن ت ان ف ض ل تمون ا ب ه ا ي ا م ع ش ر ال ع ر ب ال تن ك ح ن س اؤكم و ال ن ؤم كم ". وما نقل ع ن أ ب ي إ س ح اق ع ن ال ح ار ث ع ن س ل م ان ر ض ي هللا ع ن ه ق ا ل: "ن ه ان ا ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م أ ن ن ت ق د م أ م ام كم أ و ن ن ك ح ن س اء كم ". وجه الداللة من األحاديث: دلت هذه األحاديث على عدم صحة زواج المرأة بغير الكفء وذلك لورود النهي فيها فإن النهي يفيد التحريم وبذلك يكون قد قصر النكاح على األكفاء فدل ذلك على أنها شرط صحة فلو أنها لم تكن كذلك لما منعت. ورد عليه أصحاب القول الثاني: بأن هذه األحاديث ضعيفة مردودة ال يحتج بها. وإن احتج بها فهي على االستحباب دون اإليجاب أو تحمل على تزويج الولي للبكر من غير رضاها. المرداوي عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبلي )المتوفى: 221 ه( ج 2 ص 013 اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف دار إحياء التراث العربي الطبعة: الثانية(بدون تاريخ. البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخس ر و ج ردي الخراساني أبو بكر البيهقي )المتوفى: 212 ه( السنن الكبرى ج 1 ص 418 تحقيق: محمد عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: الثالثة 0282 ه( 8114 م. وهذا الحديث لم ي ص ح ت ف ر د ب ه مب ش ر ب ن عب ي د ع ن ال ح ج اج ب ن أ ر ط أ ة ع ن ع ط اء و ع م رو ع ن ج اب ر و مب ش ر ب ن عب ي د ف ي ع د اد م ن ي ض ع ال ح د يث. البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخس ر و ج ردي الخراساني أبو بكر البيهقي )المتوفى: 212 ه( السنن الصغير للبيهقي ج 4 ص 12 تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي دار النشر: جامعة الدراسات اإلسالمية كراتشي باكستان الطبعة: األولى 0201 ه( 0121 م. حديث م و ق وف السنن الكبرى ج 1 ص 801. حديث ضعيف السنن الكبرى ج 1 ص 801. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الشهير بالماوردي )المتوفى: 211 ه( الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ج 1 ص 012 تحقيق: الشيخ علي محمد معوض( الشيخ عادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: األولى 0201 ه م. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

15 هدى غيظان القول الثاني: وهو ما ذهب إليه جمهور الحنفية والشافعية في األظهر وهو القول القديم للشافعي وهو المعتمد عند المالكية والراجح عند الحنابلة وهو ما روي عن عمر وابن مسعود وعمر بن عبد العزيز وعبيد بن عمير وحماد بن أ بي سليمان وابن سيرين وابن عون.على أن الكفاءة شرط للزوم العقد ال لصحته فينعقد العقد صحيحا نافذا إال أنه غير الزم فيثبت حق الفسخ إن انتفت وهو موقوف عند الصاحبين فإن أجازه الولي نفذ وإن رده بطل وهي كذلك وال تلحقه اإلجازة بعد الرد لبطالنه وهي حق للمرأة ولألولياء. واستدلوا بالقرآن وبالسنة واإلجماع القرآن الكريم وذلك لقول هللا تعالى: "ي ا أ ي ه ا الن اس إ ن ا خ ل ق ن اكم م ن ذ ك ر و أن ث ى و ج ع ل ن اكم شعوب ا و ق ب ائ ل ل ت ع ار فوا إ ن أ ك ر م كم ع ن د هللا أ ت ق اكم إ ن هللا ع ل يم خ ب ي ر" الحجرات آية. 04 وجه الداللة: أن في هذه اآلية تقرير أن الناس متساوون في الخلق وفي القيمة اإلنسانية وأنه ال أحد أكرم من أحد إال من حيث تقوى هللا عز وجل بأداء حق هللا وحق الناس. السنة النبوية استدلوا بما روي عن ع ن أ ب ي هر ي ر ة أ ن أ ب ا ه ن د ح ج م الن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ي ال ي افوخ ف ق ال الن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م :»ي ا ب ن ي ب ي اض ة أ ن ك حوا أ ب ا ه ن د و أ ن ك حوا إ ل ي ه «. وجه الداللة: أن الرسول صلى هللا عليه وسلم أمر أبا هند بتزويج بني بياضة وكان حجاما فلو أن الكفاءة شرط لصحة العقد لما أمر الرسول عليه السالم بذلك. إال أن اإلمام أحمد بن حنبل رد عليه بأن هذا حديث ال يعتد به ألنه ضعيف بل أنه أنكره إنكارا شديدا ) 7 (. و خ ط ب ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف اط م ة ب ن ت ق ي س و ك ان ت ق ر ش ي ة م ن ب ن ي ف ه ر ع ل ى أ س ام ة ب ن ز ي د و ك ان م ن ال م و ال ي و زو ج ت ضب اع ة ب ن ت الز ب ي ر ب ن ع ب د ال مط ل ب م ن ال م ق داد اختالف األئمة العلماء ج 8 ص 041. الحاوي الكبير ج 1 ص 11. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 04. اإلنصاف ج 2 ص 013. اليأفوخ: وبالهمزة أصوب وهو ح ي ث ال ت ق ى ع ظ م مقد م الرأ س و ع ظ م مؤ خ ر ه و ق ي ل: هو م ا ب ي ن الهامة والجبهة. لسان العرب ج 4 ص 1. قال األلباني: حديث حسن. أبو داود أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي الس ج س تاني )المتوفى: 811 ه( سنن أبي داود ج 8 ص 844 تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية صيدا بيروت. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

16 661 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." و زو ج ت أ خ ت ع ب د الر ح م ن ب ن ع و ف م ن ب ال ل وزو ج أ بو حذ ي ف ة ب ن عت ب ة ب ن ر ب يع ة اب ن ة أ خ يه م ن س ال م م و ال ه. وجه الداللة: أن الكفاءة لو كانت شرط صحة لما فعل و أمر الرسول صلى هللا عليه وسلم بتزويج هؤالء. ورد أصحاب الرأي األول عليه: ألن األمر بالتزويج يحتمل أنه كان ندبا لهم إلى األفضل ال على سبيل اإللزام وهو اختيار الدين وترك الكفاءة فيما سواه واالقتصار عليه وهذا ال يمنع جواز االمتناع. واستدلوا بما نقل ع ن ك ه م س ب ن ال ح س ن ع ن اب ن بر ي د ة ع ن أ ب يه ق ال : ج اء ت ف ت اة إ ل ى إ ل ى الن ب ي ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ق ال ت: "إ ن أ ب ي ز و ج ن ي اب ن أ خ يه ل ي ر ف ع ب ي خ س يس ت ه ق ال : ف ج ع ل األ م ر إ ل ي ه ا ف ق ال ت : ق د أ ج ز ت م ا ص ن ع أ ب ي و ل ك ن أ ر د ت أ ن ت ع ل م الن س اء أ ن ل ي س إ ل ى اآل ب اء م ن األ م ر ش ي ء ". البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخس ر و ج ردي الخراساني أبو بكر البيهقي )المتوفى: 212 ه( معرفة السنن واآلثار ج 01 ص 32 تحقيق :عبد المعطي أمين قلعجي جامعة الدراسات اإلسالمية )كراتشي(باكستان( دار قتيبة )دمشق -بيروت( دار الوعي )حلب(دمشق( دار الوفاء )المنصورة/ القاهرة( الطبعة: األولى 0208 ه/ 0110 م. بدائع الصنائع ج 8 ص 401. الماوردي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الشهير بالماوردي )المتوفى: 211 ه( الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ج 1 ص 012 تحقيق: الشيخ علي محمد معوض(الشيخ عادل أحمد عبد الموجود دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: األولى 0201 ه م. كهمس ب ن ال حسن النمري من النمر ب ن قاسط و قد قيل إ ن ه تميمي كنيته أ بو ال حسن ك ان نازال ف ي بني قيس ب ال ب ص ر ة يروي ع ن عبد هللا بن ب ر ي د ة و عبد هللا ب ن ش ق يق روى ع نه بن ال مب ارك والمقرئ والبصريون م ات سنة تسع و أ ر ب عين و م ائ ة. وكان ثقة.الدارمي محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن م ع بد التميمي أبو حاتم الدارمي البستي )المتوفى: 412 ه( الثقات ج 1 ص 412 وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية تحت مراقبة: الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند الطبعة: األولى 0414 ه = الطبقات الكبرى دار صادر ج 1 ص 811. عبد هللا بن بريدة بن حصيب األسلمي قاضي مرو روى عن أبيه بريدة األسلمي وعبد هللا بن مغفل وأبي موسى األشعري وعمران بن حصين وابن عباس والمغيرة بن شعبة وأبي هريرة وسمرة بن جندب ومعاوية وعائشة روى عنه حسين المعلم ومالك بن مغول ومقاتل بن حيان وحسين بن واقد. وهو ثقة هو وأخوه سليمان توأمان ولدا في بطن واحد. الرازي أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي ابن أبي حاتم )المتوفى: 481 ه( الجرح والتعديل ج 1 ص 04 طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية(بحيدر آباد الدكن الهند دار إحياء التراث العربي بيروت الطبعة: األولى 0810 ه 0118 م. حكم األلباني: ضعيف شاذ. ابن ماجة أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويني وماجة اسم أبيه يزيد )المتوفى: 814 ه( سنن ابن ماجه ج 0 ص 318 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء الكتب العربية(فيصل عيسى البابي الحلبي. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

17 هدى غيظان 660 وجه الداللة:أن النبي صلى هللا عليه وسلم خيرها عندما زوجها أباها بغير الكفؤ عندما رفعت أمرها إليه عليه الصالة والسالم ولم يبطل النكاح من أصله. فدل على أنه ليس شرطا من شروط الصحة وإنما للزومه وألن العقد وقع باإلذن والنقص الموجود فيه ال يمنع صحته وإنما يثبت الخيار كالعيب من العنة وغيرها. ورد أصحاب الرأي األول عليه: أن هذا الرجل كان كفؤا لها وذلك ألنه ابن عمها وكان مسلما وإنما يحتمل أنه كان أعور أو أعرج أو فقيرا وذلك ليس بنقص في الكفء. وأجاب أحمد بن حنبل عليه: بأنه إذا لم يكن فيه نقصا في الكفاءة فلم خيرها النبي - صل ى هللا عليه وسلم في الزواج منه. واستدلوا بالمعقول: وذلك ألن الكفاءة حق للمرأة ولألولياء فهي من حقوق العباد فيمكن إسقاطها لعدم وجود حق هللا فيها ويمكن تداركها بثبوت الخيار كما لو اشترى عينا معيبه ولم يكن عالما بالعيب فالعقد غير الزم ويثبت له حق الفسخ وإن علم ورضي فقط سقط حقه في هذا الخيار. كما أن حق االعتراض يثبت لألولياء ألن النفع راجع إليهم فينتفعون به بدليل أنهم يتفاخرون بعلو نسبهم ويتعيرون بدناءته وبذلك يمكن أن يلحقهم الضرر فال بد من رفع الضرر عن أنفسهم باالعتراض وطلب الفسخ لرفع الضرر الواقع عليهم وذلك بالقياس على المشتري إذا باع الشقص المشفوع ثم جاء الشفيع كان له أن يفسخ البيع ويأخذ ال مييع بالشفعة وذلك دفعا للضرر عن نفسه فهذه كتلك. وأيضا ألن الكفاءة معتبرة في الرجل والمرأة فلما صح النكاح إذا تزوج الرجل بامرأة ال تكافئه صح النكاح إ ذا تزوجت المرأ ة برجل ال يكافئها. هذا وقد أخذ قانون األحوال الشخصية بهذا الرأي واعتبر الكفاءة شرط من شروط لزوم العقد ال لصحته وعليه إن زوجت المرأة نفسها بغير الكفء أو زوجها وليها فالعقد منعقد صحيح المغني البن قدامة ج 1 ص 44. الزركشي شمس الدين محمد بن عبد هللا الزركشي المصري الحنبلي )المتوفى: 118 ه( شرح الزركشي ج 1 ص 11 دار العبيكان الطبعة: األولى 0204 ه( 0114 م. شرح الزركشي ج 1 ص 22. أي أن أي شخص له حصة في العين المبيعة يثبت له حق الشفعة فلو كان هناك أربعة شركاء في قطعة أرض فإن لكل واحد من األربعة نصيب من هذه الحصة ويحق له أخذ كامل العين المبيعة بالشفعة وإن كان حقي واحد من أربعة فيحق لي أن آخذ بالشفعة الحصة بالكامل. فلو زوجت المرأة نفسها من غير ولي فيحق ألي ولي من أوليائها حق االعتراض لتشاركهم في الوالية كالشقص المشفوع. أبو المعالي عبد الملك بن عبد هللا بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي ركن الدين الملقب بإمام الحرمين )المتوفى: 212 ه( نهاية المطلب في دراية المذهب ج 1 ص 481 تحقيق: أ. د/ عبد العظيم محمود الد يب الناشر: دار المنهاج الطبعة: األولى 0282 ه م. والمثال من الباحث. نهاية المحتاج ج 8 ص 402. الحاوي الكبير ج 1 ص 012. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

18 669 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." ونافذ إال أنه غير الزم فيثبت حق الفسخ وتراعى الكفاءة عند العقد فقط فإن زالت بعده فال يثبت لها الخيار وال ألوليائها لتحققها حين العقد. وهذا ما نصت عليه المادة 80 أ من قانون األحوال الشخصية األردني على أن: "يشترط في لزوم الزواج أن يكون الرجل كفؤا للمرأة في التدين والمال وكفاءة المال أن يكون الزوج قادرا على المهر المعجل ونفقة الزوجة". ونصت المادة 80 ب على أن "الكفاءة حق خاص بالمرأة والولي وتراعى عند العقد فإذا زالت بعده فال يؤثر ذلك في الزواج". المبحث الثالث: الخصال المعتبرة في الكفاءة.0 وقد اختلف الفقهاء في الخصال المعتبرة في الكفاءة على أقوال: الدين: والمقصود به التقوى والصالح قد اعتبرها جمهور الحنفية بخالف محمد بن الحسن واعتبرها الشافعية والمالكية والحنابلة وابن أبي ليلى والثوري. واستدل الجمهور بالقرآن وبالسنة والمعقول: بالقران الكريم لقوله تعالى: "الز ان ي ال ي ن ك ح إال ز ان ي ة أ و مش ر ك ة و الز ان ي ة ال ي ن ك حه ا إال ز ان أو مش ر ك( )النور: 4 (. وجه الداللة: دلت هذه اآلية على حرمة تزويج الرجل الفاجر بالمرأة العفيفة حتى يتوب توبة صادقة ويحرم أيضا تزويج المرأة الفاجرة بالرجل العفيف. ورد عليه: أن هذه اآلية منسوخة بقوله تعالى " فانكحوا األيامى منكم". واستدلوا بقوله: "أ ف م ن ك ان مؤ م نا ك م ن ك ان ف اس قا ال ي س ت وون (. )السجدة: 02(. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 88. المحاملي أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي أبو الحسن ابن المحاملي الشافعي )المتوفى: 201 ه( اللباب في الفقه الشافعي ج 0 ص 414 تحقيق: عبد الكريم بن صنيتان العمري دار البخارى المدينة المنورة المملكة العربية السعودية الطبعة: األولى 0203 ه. الذخيرة للقرافي ج 2 ص 800. الكافي في فقه اإلمام أحمد ج 4 ص 80. الحاوي الكبير ج 1 ص 010. ابن كثير مختصر تفسير ابن كثير )اختصار وتحقيق( محمد علي الصابوني الناشر: دار القرآن الكريم بيروت لبنان الطبعة: السابعة 0218 ه( 0120 م ج 8 ص 128. مختصر تفسير ابن كثير ج 8 ص 128. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

19 هدى غيظان وجه الداللة: دلت هذه اآلية الكريمة على أن الفاسق ال يكون كفؤا إال لفاسقة مثله ألنه مردود الشهادة والرواية مسلوب الواليات غير مأمون على النفس وال على المال ناقص عند هللا تعالى وعند العباد فال يمكن بحال أن يكون كفؤا لعفيفة شريفة طاهرة. ورد عليه: أن هذه اآلية في حق الكافر والمؤمن فالمؤمن ال يستوي عند هللا تعالى بالكافر فيما هو فاعل بهم يوم القيامة. السنة النبوية الشريفة استدلوا ما نقل عن س ع يد ال جر ي ر ي ع ن أ ب ي ن ض ر ة أنه قال: ح د ث ن ي م ن س م ع خط ب ة ر سول هللا ص ل ى هللا ع ل ي ه و س ل م ف ي و س ط أ ي ام الت ش ر يق ف ق ال :»ي ا أ ي ه ا الن اس أ ال إ ن ر ب كم و اح د و إ ن أ ب اك م و اح د أ ال ال ف ض ل ل ع ر ب ي ع ل ى ع ج م ي و ال ل ع ج م ي ع ل ى ع ر ب ي و ال أ ح م ر ع ل ى أ س و د و ال أ س و د ع ل ى أ ح م ر إ ال ب الت ق و ى أ ب ل غ ت«ق الوا: ب ل غ ر سول هللا «. وجه الداللة: دل الحديث بمنطوقه على أن األفضلية بين الناس بالتقوى معتبرة وعليه فإنه يعتبر في الزواج. ورد عليه أصحاب القول الثاني:أنه يحمل أيضا على أمور اآلخرة ال الدنيا فإن مثل هذه األمور علمها عند هللا تعالى أمر الصالح والتقوى فال ينبني عليها أحكام الدنيا. واستدلوا بالمعقول وذلك إن التفاخر بالدين أ ولى من التفاخر بالنسب والمال والحرية بل هو أحق منها جميعا ألنه من أعلى المفاخر وإن التعيير بالفسق والفجور من أعظم وأشد وجوه التعيير فتعير المرأة به. القول الثاني: أن الكفاءة في الدين غير معتبرة وهو ما ذهب إليه محمد بن الحسن. فال يقدح فيه إال إذا كان يخرج على الناس سكرانا ويصفع ويسخر منه. وعن أبي يوسف أنه إن )8( إن كان مستترا غير مخل للمروءة فال يعتبر أيضا. الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني ج 1 ص 011.الكافي في فقه اإلمام أحمد ج 4 ص 80. المغني البن قدامة ج 1 ص 44. شرح قانون األحوال الشخصية للسرطاوي ص 13. تفسير الطبري ج 81 ص 021. مغني المحتاج ج 2 ص 811. إسناده صحيح الشيباني أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباني )المتوفى: 820 ه( مسند اإلمام أحمد بن حنبل ج 42 ص 212 تحقيق: شعيب األرنؤوط(عادل مرشد وآخرون إشراف: د عبد هللا بن عبد المحسن التركي مؤسسة الرسالة الطبعة: األولى 0280 ه( 8110 م. بدائع الصنائع ج 8 ص 401. السباعي د. مصطفى السباعي شرح قانون األحوال الشخصية ج 0 ص 011 الطبعة التاسعة 0288 ه م دار الوراق بيروت. بدائع الصنائع ج 8 ص 481. بدائع الصنائع ج 8 ص 481. بدائع الصنائع ج 8 ص 481. االختيار لتعليل المختار ج 4 ص 12. )8( مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

20 666 "الكفاءة في الزواج في الفقه اإلسالمي و..." واستدل بالمعقول: وذلك أن الدين أي الصالح والتقوى من أمور اآلخرة ال من أمور الدنيا فال ينبني عليه أحكامها إال إذا كان فسقه فاحشا كأن يخرج للناس سكرانا فإنه يعتبر حينها ألنه يلحق بها الشين فتعير به. الرأي الراجح: أرى أن قول الجمهور وهو اعتبار الدين - الصالح والتقوى- في الزواج هو القول الراجح وذلك لقوة أدلتهم أوال وثانيا: لما في اعتبارها من حماية للمرأة على نفسها وعلى دينها وعلى مالها وعلى ولدها من فسقه وفجوره وثالثا: ألنه مردود الشهادة والرواية مسلوب الواليات ناقص عند هللا تعالى وعند العباد فال يمكن بحال أن يكون كفؤا لعفيفة شريفة طاهرة بحال من األحوال. النسب: وقد اعتبره الحنفية بخالف المالكية. والحنابلة والشافعية وابن واستدل الجمهور القائلين باشتراط النسب في النكاح بالسنة والمعقول: بالسنة النبوية الشريفة أبي ليلى والثوري. استدلوا بما رو ي ع ن اب ن عم ر م ر فوع ا:»ال ع ر ب ب ع ضه ا أ ك ف اء ل ب ع ض ق ب يل ة ب ق ب يل ة و ر جل ب ر جل و ال م و ال ي أ ك ف اء ل ب ع ض ق ب يل ة ب ق ب يل ة و ر جل ب ر جل إ ال ح ائ ك ا أ و ح ج ام ا«. وبما نقل ع ن إ ب ر اه يم ب ن مح م د ب ن ط ل ح ة ق ا ل: ق ال عم ر ب ن ال خ ط اب :»أل م ن ع ن فروج ذ و ات )9( )8( األ ح س اب إ ال م ن األ ك ف اء «قيل له وما األكفاء: قال: في الحسب. االختيار لتعليل المختار ج 4 ص 12. المبسوط للسرخسي ج 1 ص 88. اللباب في الفقه الشافعي ج 0 ص 414. المغني البن قدامة ج 1 ص 41. الحاوي الكبير ج 1 ص 010. الذخيرة للقرافي ج 2 ص 802. حديث ضعيف. البيهقي أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخس ر و ج ردي الخراساني أبو بكر البيهقي )المتوفى: 212 ه( ج 01 ص 32 معرفة السنن واآلثار المحقق: عبد المعطي أمين قلعجي الناشرون: جامعة الدراسات اإلسالمية )كراتشي(باكستان( دار قتيبة )دمشق -بيروت( دار الوعي )حلب(دمشق( دار الوفاء )المنصورة(القاهرة( الطبعة: األولى 0208 ه( 0110 م. حديث مرسل الصنعاني أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني)ت 800 ه( المصنف ج 3 ص 018 المحقق: حبيب الرحمن األعظمي الناشر: المكتب اإلسالمي بيروت الطبعة: الثانية 0214.السالمي زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن الس المي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي )المتوفى: 111 ه( شرح علل الترمذي ج 0 ص 118 تحقيق الدكتور همام عبد الرحيم سعيد مكتبة المنار(الزرقاء األردن الطبعة: األولى 0211 ه( 0121 م. المغني البن قدامة ج 1 ص 41. )8( )9( مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد

21 هدى غيظان 662 وجه الداللة: دل هذه األحاديث على أن الكفاءة في النسب معتبرة. فالعرب أكفاء لبعض والموالي أكفاء لبعض وال يكون الموالي أكفاء للعرب وذلك ألن التفاخر يقع بها. ورد عليه أصحاب القول الثاني: بأن األحاديث التي رويت كلها ضعيفة ال يستدل بها أما ما نقل عن عمر بن الخطاب فقد نقل عنه خالفه فقد روي أن عمر عزم أن ينكح ابنته من سلمان الفارسي وكان من الموالي فشق ذلك على ابنه عبد هللا فشكا إلى عمرو بن العاص. فقال عمرو: أنا أكفيك. فلما لقي سلمان قال: هنيئا لك قد تواضع لك أمير المؤمنين! فقال سلمان: ألمثلي يقال هذا وهللا ال أنكحها أبدا ) 3 (. واستدلوا بالمعقول: وذلك أل ن الن ك اح يع ق د ل ل عمر وإن من مقاصده الص ح ب ة و األ ل ف ة و ال ع ش ر ة و ت أ س يس ال ق ر اب ات و ذ ل ك ال ي ت م إال ب ي ن األ ك ف اء و ف ي أ ص ل ال م ل ك ع ل ى ال م ر أ ة ن و ع ذ ل ة وفي فقدانه معنى الذل فوجب اعتباره فقال ابن قدامة " أل ن ال ع ر ب ي عد ون ال ك ف اء ة ف ي الن س ب و ي أ ن ف ون م ن ن ك اح ال م و ال ي و ي ر و ن ذ ل ك ن ق ص ا و ع ار ا ف إ ذ ا أ ط ل ق ت ال ك ف اء ة و ج ب ح م له ا ع ل ى ال مت ع ار ف و أل ن ف ي ف ق د ذ ل ك ع ار ا و ن ق ص ا ف و ج ب أ ن ي ع ت ب ر ف ي ال ك ف اء ة ك الد ي ن". القول الثاني: إن الكفاءة في النسب غير معتبرة وهو ما ذهب إليه المالكية. واستدلوا بالقرآن وبالسنة والمعقول: أوال : القرآن الكريم: وذلك لقوله تعالى: }إ ن أ ك ر م كم ع ن د هللا أ ت ق اكم {]الحجرات: 04[. فدلت هذه اآلية الكريمة: إن أكرمكم عنده أشدكم اتقاء له بأداء فرائضه واجتناب نواهيه ال بأعظمكم بيتا وال بأكثركم عشيرة. الهداية في شرح بداية المبتدي ج 0 ص 011. البخاري أبو المعالي برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن م از ة البخاري الحنفي )المتوفى: 303 ه( المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة رضي هللا عنه ج 4 ص 80 المحقق: عبد الكريم سامي الجندي الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة: األولى 0282 ه( 8112 م. الجويني عبد الملك بن عبد هللا بن يوسف بن محمد الجويني أبو المعالي ركن الدين الملقب بإمام الحرمين )المتوفى: 644 ه( نهاية المطلب في دراية المذهب ج 09 ص 24 حققه وصنع فهارسه: أ. د/ عبد العظيم محمود الد يب الناشر: دار المنهاج الطبعة: األولى 0694 ه م. الهداية في شرح بداية المبتدي ج 0 ص 023. المبسوط ج 1 ص 88. المغني البن قدامة ج 1 ص 43. الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب اآلملي أبو جعفر الطبري )المتوفى: 401 ه( تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج 80 ص 428 تحقيق: الدكتور عبد هللا بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات اإلسالمية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يمامة الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع واإلعالن الطبعة: األولى 0288 ه( 8110 م. مجلة جامعة النجاح لألبحاث )العلوم االنسانية( المجلد