مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 www.ukm.my/jhadhari مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي (Characteristics of the Relationships Daʻwah in Luqman s Advice for His Son in Holy Quran) 1 RAMADAN ABDUL SALAM 2 SITI RUGAYAH TIBEK 1 Jabatan Dakwah & Kepimpinan, Fakulti Pengajian Islam, Universiti Kebangsaan Malaysia, 43600 UKM Bangi, Selangor, Malaysia 2 Fakulti Kepimpinan dan Pengurusan, Universiti Sains Islam Malaysia, Bandar Baru Nilai, 71800 Nilai, Negeri Sembilan, Malaysia ملخص تعد وصية لقمان البنه من الوصااي الدعوية والرتبوية املهمة لتناوهلا مالمح العالقات الدعوية بني الداعية وربه وعالقته بوالديه وعالقته ابلناس كافة. هذه العالقات اليت هي أهم املرتكزات اليت تبىن عليها الدعوة الصحيحة واليت ميكن أن يستفيد منها الدعاة واملشتغلني حبقل الدعوة مبا ميكنهم من تلمس طريقها الصحيح. لذلك هتدف هذه املقالة إىل إبراز اجلوانب الدعوية يف موعظة لقمان البنه من خالل الوقوف على ثوابت عالقة الداعية بربه وعالقة الداعية أبهله وأقاربه وعالقة الداعية ابلناس كافة. هذه العالقات اليت هي زاد الداعية يف الدعوة لدين هللا- تعاىل- واملرشد الذي يوجهه إىل طريقها الصحيح واملعني الذي يعينه على الدعوة على علم وبصرية ويقني. وقد استعان الباحث ابملنهج الوصفي التحليلي من خالل وصف وحتليل اآلايت موضوع الدراسة للوصول إىل بيان أوجه هذه العالقات الدعوية. مفتاح الكلمات: العالقات الداعية هللا اآلابء الناس كافة Corresponding author: Ramadan Abdul Salam, Jabatan Dakwah & Kepimpinan, Fakulti Pengajian Islam, Universiti Kebangsaan Malaysia, 43600 UKM Bangi, Selangor, Malaysia. E-mail: Rama_dan65@yahoo.com Received: 28 June 2012 Accepted: 17 April 2015 61
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 ABSTRAK Nasihat Luqman kepada anaknya dianggap sebagai antara nasihat dakwah dan tarbiah yang penting. Wasiat beliau ini menangani ciri-ciri hubungan dakwah antara pendakwah dengan Allah dan hubungannya dengan ibu bapa serta hubungannya dengan semua orang. Perhubungan ini adalah tunggak yang paling penting dalam pembinaan gagasan dakwah yang betul, yang boleh memberi manfaat kepada pendakwah dan kepada mereka yang berkecimpung dalam medan dakwah untuk membolehkan mereka menggapai landasannya yang betul. Oleh itu, artikel ini bertujuan untuk mengetengahkan aspek dakwah yang tersirat dalam nasihat Luqman kepada anaknya, dengan melakukan pemerhatian terhadap asas-asas hubungan pendakwah dengan Tuhannya, hubungan pendakwah dengan keluarga dan saudara mara beliau, serta hubungan pendakwah dengan orang ramai. Sari perhubungan inilah yang menjadi bekalan pendakwah ke jalan Allah dan petunjuk yang memandunya ke arah jalan yang betul serta penolong yang membantunya berdakwah berdasarkan ilmu dan keyakinan. Penyelidik menggunakan metode analisis deskriptif, melalui huraian dan analisis ayat-ayat yang berkaitan dengan tajuk kajian untuk menjelaskan bentuk-bentuk perhubungan dakwah ini. Kata kunci: hubungan; pendakwah; Allah; ibu bapa; semua orang ABSTRACT Luqman s advice for his son is possibly regarded as part of da wah and tarbiah counseling. His advice is concerned with the characteristics of the relationships of da wah caller with Allah, his parents and the public. These relationships are the most important pillar in building the right da wah vision, which possibly brings benefit to the caller and those involved in the field of da wah in order for them to reach the right da wah track. Therefore, this article is intended to accentuate an aspect of the da wah underlying Luqman s advice, by examining the bases of the relationships of the caller with his God, family and relatives as well as his relationship with the masses. These interrelationships become the provision for the caller towards the path of Allah, the guidance that leads him to the right path, the assistant that helps him preach the da wah based on knowledge and confidence. This study uses descriptive analysis method, explaining and analyzing the Quranic verses connected with the research topic in order to explain all of the da wah relationships. Keywords: Relationships; caller; god; parents; the public 62
مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي املقدمة تعد وصية لقمان البنه من الوصااي العظيمة اليت جاء هبا القرآن الكرمي للدعوة واملوعظة والتعليم والرتبية ففيها مالمح دعوية ميكن أن يستفيد منها الدعاة لدين هللا- تعاىل- يف خدمة الدعوة من خالل الوقوف على أهم مرتكزات الوصية اليت تناولت مواضيع شىت تتعلق ابلعقيدة والعبادة واألخالق واليت هي أهم األسس اليت تقوم عليها الدعوة إىل دين هللا تعاىل. لذلك فمن األمهية دراستها دراسة دعوية مستفيضة للوقوف على ما خيدم الدعوة ويعني الدعاة عليها.إن الداعية ينطلق يف دعوته إىل هللا- تعاىل- من خالل بناء عالقات صحيحة متينة أوهلا عالقته بربه اليت أساسها سالمة العقيدة وصحة العبادة مث عالقته بوالديه وأهله وذوي قرابه املبنية على ما شرعه هللا ورسوله هلم من حقوق مث عالقته بسائر الناس على منهج رابين نبوي دقيق. لقمان احلكيم اختلف أهل العلم يف معرفة أصله ونسبه فقيل: هو لقمان بن عنقاء بن سرون. وقيل: هو لقمان بن ابعوراء ابن أخت أيوب أو ابن خالته. وقيل: كان من أوالد آزر. وقيل: كان رجال صاحلا ومل يكن نبيا. وقيل: كان عبدا حبشيا غليظ الشفتني مشق ق القدمني وقيل: كان قاضيا على بين إسرائيل وقيل غري ذلك. وبغض النظر عن ذلك كله فاملهم هو أنه عبدا صاحلا أجرى هللا- تعاىل- على لسانه احلكمة وخلده بذكره يف القرآن الكرمي مثاال للعبد واألب والداعية الصاحل الذي أحسن تربية وابنه تربية صاحلة وأوصاه خبري ما يوصي به أب ابنه )H.)al-Tabari 1420 من حكمه أورد املفسرون الكثري من األخبار واحلكم اليت تنسب إىل لقمان احلكيم لعل بعضها له وبعضها لغريه وبعضها خمتلف يف صحتها نسوق هنا وأحدا منها للتمثيل فقط. كان لقمان عبدا حبشيا جنارا فقال له مواله: اذبح لنا هذه الشاة فذحبها. قال: أخرج أطيب مضغتني فيها. فأخرج اللسان والقلب. مث مكث ما شاء هللا. مث قال: اذبح لنا هذه الشاة فذحبها. فقال: أخرج أخبث مضغتني فيها. فأخرج اللسان والقلب. فقال له مواله: أمرتك أن خترج أطيب مضغتني فيها فأخرجتهما وأمرتك أن خترج أخبث مضغتني فيها فأخرجتهما. فقال له لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طااب وال أخبث منهما إذا خبثا.)al-Tabari 1420H; al-qurtubi 1384H( 63
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 وقد ورد عنه- صلى هللا عليه وسلم- ما فيه إشارة إىل ذلك منه قوله- صلى هللا عليه وسلم-:)أ ال و إ ن يف اجل س د م ض غ ة إ ذ ا ص ل ح ت ص ل ح اجل س د ك ل ه و إ ذ ا ف س د ت ف س د اجل س د ك ل ه أ ال و ه ي ال ق ل ب ( )1407H.)al-Bukhariy وقوله- صلى هللا عليه وسلم- يف موعظته ملعاذ بن جبل: )أ ال أ خ ب ك مب ال ك ذ ل ك ك ل ه (. فقلت له: بلى اي نيب هللا. فأخذ بلسانه فقال: )ك ف ع ل ي ك ه ذ ا(. فقلت: اي رسول هللا وإان ملؤاخذون مبا نتكلم به. فقال: )ث ك ل ت ك أ م ك اي م ع اذ و ه ل ي ك ب الن اس يف الن ار ع ل ى و ج وه ه م أ و ق ال : ع ل ى م ن اخ ر ه م إ ال ح ص ائ د أ ل س ن ت ه م (. وقوله- صلى هللا عليه وسلم-: )من ضمن يل ما بني حلييه ورجليه ضمنت له اجلنة( )1415H.)al-Tabraniyy بسم هللا الرمحن الرحيم نص الوصية يف القرآن الكرمي و ل ق د آت ي ن ا ل ق م ان احل ك م ة أ ن اش ك ر لل و م ن ي ش ك ر ف إ ن ا ي ش ك ر ل ن ف س ه و م ن ك ف ر ف إ ن الل غ ين مح يد. و إ ذ ق ال ل ق م ان ال ب ن ه و ه و ي ع ظ ه اي ب ين ال ت ش ر ك اب لل إ ن الش ر ك ل ظ ل م ع ظ يم. و و ص ي ن ا ال ن س ان ب و ال د ي ه مح ل ت ه أ م ه و ه ن ا ع ل ى و ه ن و ف ص ال ه يف ع ام ني أ ن اش ك ر يل و ل و ال د ي ك إ يل ال م ص ري. و إ ن ج اه د اك ع ل ى أ ن ت ش ر ك ب م ا ل ي س ل ك ب ه ع ل م ف ال ت ط ع ه م ا و ص اح ب ه م ا يف الد ن ي ا م ع ر وف ا و ات ب ع س ب يل م ن أ ان ب إ يل مث إ يل م ر ج ع ك م ف أ ن ب ئ ك م مب ا ك ن ت م ت ع م ل ون. اي ب ين إ ن ه ا إ ن ت ك م ث ق ال ح ب ة م ن خ ر د ل ف ت ك ن يف ص خ ر ة أ و يف الس م او ات أ و يف األ ر ض ي ت هب ا الل إ ن الل ل ط يف خ ب ري. اي ب ين أ ق م الص ال ة و أ م ر اب ل م ع ر وف و ان ه ع ن ال م ن ك ر و اص ب ع ل ى م ا أ ص اب ك إ ن ذ ل ك م ن ع ز م األ م ور. و ال ت ص ع ر خ د ك ل لن اس و ال ت ش يف األ ر ض م ر ح ا إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور. و اق ص د يف م ش ي ك و اغ ض ض م ن ص و ت ك إ ن أ ن ك ر األ ص و ات ل ص و ت احل م ري. صدق هللا العظيم )لقمان اآلايت -12.)19 املعاين العامة للوصية. تناولت وصية لقمان البنه جوانب الشريعة الثالث العقائد والعبادات واألخالق فالنهي عن الشرك ابهلل أساس عقيدة املؤمن واألمر إبقامة الصالة أساس وعماد عبادة املؤمن واألمر بب الوالدين وطاعتهما وذم الكب والدعوة إىل التواضع ولني اجلانب للناس أساس أخالق املؤمن يف عالقته أبقاربه والناس أمجعني. 64
مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي. تناولت اآلايت اجلوانب الدعوية اآلتية: - عالقة الداعية بربه. - عالقة الداعية بوالديه وأهله وأقاربه. - عالقة الداعية بسائر الناس. عالقة الداعية بربه قال تعاىل: و إ ذ ق ال ل ق م ان ال ب ن ه و ه و ي ع ظ ه اي ب ين ال ت ش ر ك اب لل إ ن الش ر ك ل ظ ل م ع ظ يم وقال تعاىل: اي ب ين إ ن ه ا إ ن ت ك م ث ق ال ح ب ة م ن خ ر د ل ف ت ك ن يف ص خ ر ة أ و يف الس م او ات أ و يف األ ر ض ي ت هب ا الل إ ن الل ل ط يف خ ب ري وقال تعاىل: إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور. تبني هذه اآلايت عالقة الداعية الصحيحة بربه كاآليت: 1- عالقة الداعية الصحيحة بربه من خالل إقامة العقيدة الصحيحة. قال تعاىل: و إ ذ ق ال ل ق م ان ال ب ن ه و ه و ي ع ظ ه اي ب ين ال ت ش ر ك اب لل إ ن الش ر ك ل ظ ل م ع ظ يم. تثل عالقة الداعية بربه أساس عالقاته األخرى بعيدها وقريبها. فإذا صلحت عالقته بربه صلحت كل عالقاته األخرى وإذا فسدت فسدت. لذلك فعالقة الداعية بربه عالقة خملوق خبالقه أساسها توحيد الهلية وتوحيد الربوبية والتسليم والنقياذ له. ويف هذه اآلية جاء هنيه عن الشرك ابهلل الذي ينايف توحيد الهلية بعبادة غري هللا أو إبشراك خملوق من خملوقاته معه يف العبادة والذي ينايف توحيد الربوبية ابعتقاد أن ما يعبد من دون هللا ميلك الرزق واحلياة واملوت اليت هي من صفات هللا- تعاىل- وحده. ويف اآلية األخرى جاء إثبات صفة علم الغيب والشهادة له وصفة اخلبة وصفة اللطافة فهو اخلبري مبن خلق لطيف بعلم ما دق من ذلك. وقد جاءت هذه العقيدة بينة واضحة يف حديث جبيل بقوله: )اي م م د أ خ ب ين ع ن ال س ال م. ف ق ال ر س ول الل - ص ل ى الل ع ل ي ه و س ل م -: ال س ال م أ ن ت ش ه د أ ن ال إ ل ه إ ال الل و أ ن م م د ا ر س ول الل - ص ل ى الل ع ل ي ه و س ل م - و ت ق يم الص ال ة و ت ؤ يت الز ك اة و ت ص وم ر م ض ان و حت ج ال ب ي ت إ ن اس ت ط ع ت إ ل ي ه س ب يال. ق ال : ص د ق ت - ق ال : ف ع ج ب ن ا ل ه ي س أ ل ه و ي ص د ق ه - ق ال : ف أ خ ب ين ع ن ال مي ان. ق ال : أ ن ت ؤ م ن اب لل و م ال ئ ك ت ه و ك ت ب ه و ر س ل ه و ال ي و م اآل خ ر و ت ؤ م ن اب ل ق د ر خ ري ه و ش ر ه. ق ال : ص د ق ت. ق ال : ف أ خ ب ين ع ن ال ح س ان. ق ال : أ ن ت ع ب د الل ك أ ن ك ت ر اه ف إ ن مل ت ك ن ت ر اه ف إ ن ه ي ر اك ) th(.)muslim.t فإذا ما 65
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 صحت عقيدة الداعية كانت دعوته إىل تصحيح عقائد املدعوين مبينة على ركن متني مصدره الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة وأما إذا زاغت عقيدته فقد وقع يف الضالل والضالل وابء إبمثه وإمث من اتبعه وتلك هي الطامة الكبى. كما قال- صلى هللا عليه وسلم-: )م ن د ع ا إ ىل ه د ى ك ان ل ه م ن األ ج ر م ث ل أ ج ور م ن ت ب ع ه ال ي ن ق ص ذ ل ك م ن أ ج ور ه م ش ي ئ ا و م ن د ع ا إ ىل ض ال ل ة ك ان ع ل ي ه م ن ال مث م ث ل آث م م ن ت ب ع ه ال ي ن ق ص ذ ل ك م ن آث م ه م ش ي ئ ا( th(.)muslim.t 2- عالقة الداعية الصحيحة بربه من خالل إقامة العبادات الصحيحة. قال تعاىل: اي ب ين أ ق م الص ال ة. فبعد ترسخ العقيدة الصحية عند الداعية ييت تكليفه ابلعبادات اليت هي مناط احلساب والعقاب يف اآلخرة ومقياس تفاضل املؤمنني. وذكر الصالة ألهنا عماد هذه العبادات وأس ها اليت ال تصلح إال بصالحها. قال- صلى هللا عليه وسلم-: )إ ن أ و ل م ا ي اس ب ب ه الع ب د ي و م الق ي ام ة م ن ع م ل ه ص ال ت ه ف إ ن ص ل ح ت ف ق د أ ف ل ح و أ جن ح و إ ن ف س د ت ف ق د خ اب و خ س ر ف إ ن ان ت ق ص م ن ف ر يض ت ه ش ي ء ق ال الر ب ع ز و ج ل : ان ظ ر وا ه ل ل ع ب د ي م ن ت ط و ع ف ي ك م ل هب ا م ا ان ت ق ص م ن الف ر يض ة مث ي ك ون س ائ ر ع م ل ه ع ل ى ذ ل ك ) th(.)al-turmudhi.t فبالصالة وسائر العبادات األخرى يتفاضل املؤمنون يف الدنيا واآلخرة. والداعية يف ذلك يكون مط أنظار املدعوين يرقبون عباداته كيف هي فعليه أن يلتزم هبا يف نفسه قبل أن يلزم هبا اآلخرين إذا أراد أن ي قبل منه ويؤخذ عنه ما يدعوهم إليه ويستجاب له يف دعوته. 3- عالقة الداعية الصحيحة بربه من خالل عمل ما يبه هللا ورسوله وترك ما يكرهانه والتأدب معهما. قال تعاىل: إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور. فقد أخب أن هللا- تعاىل- ال يب من عباده املختال الفخور بنفسه املتكب على الناس وهذه الفعلة فيها قلة أدب ابلتعدي على صفة من صفات هللا- تعاىل- وهي صفة اجلالل والعظمة والكبايء اليت ال حتل إال له- سبحانه وتعاىل- فقد قال- صلى هللا عليه وسلم-: )ق ال الل ع ز و ج ل : ال ك ب اي ء ر د ائ ي و ال ع ظ م ة إ ز ار ي ف م ن ان ز ع ين و اح د ا م ن ه م ا ق ذ ف ت ه يف الن ار ( )1418H.)Abu Dawud لذلك فالداعية احلق من صفاته التواضع هلل ولني اجلانب له والتأدب معه ومع رسوله- صلى هللا عليه وسلم- والداعية احلق أبعد ما يكون عن هذه الصفة اليت يزينها الشيطان ألوليائه لكي يوردهم النار. قال تعاىل على لسان نبيه- صلى هللا عليه وسلم- يف احلث على مبة هللا ورسوله ولزوم طاعتهما: ق ل إ ن ك ن ت م حت ب ون الل ف ات ب ع وين ي ب ب ك م الل و ي غ ف ر ل ك م ذ ن وب ك م و الل غ ف ور ر ح يم ق ل أ ط يع وا الل و الر س ول ف إ ن ت و ل و ا ف إ ن 66
مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي الل ال ي ب ال ك اف ر ين )آل عمران اآليتان 32(. 31 ومنها إظهار نعم هللا على الداعية كما قال- صلى هللا عليه وسلم-: )إ ن هللا ي ب أ ن ت ر ى ن ع م ت ه ع ل ى ع ب د ه ( )1415H.)al-Tabaraniy ومنها إتيان رخص هللا- تعاىل- ترخيصا على نفسه وعلى املدعوين كما قال- صلى هللا عليه وسلم-: )إ ن هللا ي ب أ ن ت ؤ ت ى ر خ ص ه ك م ا ي ك ر ه أ ن ت ؤ ت ى م ع ص ي ت ه ( )1415H.)al-Tabaraniy لذلك على الداعية أن يلتزم مبا يبه هللا ورسوله يف نفسه أوال مث يث املدعوين على فعله حىت يفوز وإايهم حبب هللا ورسوله الذي من مثرته أن ينال القبول له ولدعوته بني الناس وهي غايته الكبى يف الدعوة.كما أخب بذلك- صلى هللا عليه وسلم- بقوله: )إ ن الل إ ذ ا أ ح ب ع ب د ا د ع ا ج ب يل ف ق ال إ ين أ ح ب ف ال ان ف أ ح ب ه ق ال ف ي ح ب ه ج ب يل مث ي ن اد ي يف الس م اء ف ي ق ول إ ن الل ي ب ب يل ف ال ان ف أ ح ب وه ف ي ح ب ه أ ه ل الس م اء ق ال مث ي وض ع ل ه ال ق ب ول يف األ ر ض و إ ذ ا أ ب غ ض ع ب د ا د ع ا ج ف ي ق ول إ ين أ ب غ ض ف ال ان ف أ ب غ ض ه ق ال ف ي ب غ ض ه ج ب يل مث ي ن اد ي يف أ ه ل الس م اء إ ن الل ي ب غ ض ف ال ان ف أ ب غ ض وه ق ال ف ي ب غ ض ون ه مث ت وض ع ل ه ال ب غ ض اء يف األ ر ض ) th(.)muslim.t عالقة الداعية بوالديه وأهله: قال تعاىل: و و ص ي ن ا ال ن س ان ب و ال د ي ه مح ل ت ه أ م ه و ه ن ا ع ل ى و ه ن و ف ص ال ه يف ع ام ني أ ن اش ك ر يل و ل و ال د ي ك إ يل ال م ص ري و إ ن ج اه د اك ع ل ى أ ن ت ش ر ك ب م ا ل ي س ل ك ب ه ع ل م ف ال ت ط ع ه م ا و ص اح ب ه م ا يف الد ن ي ا م ع ر وف ا و ات ب ع س ب يل م ن أ ان ب إ يل مث إ يل م ر ج ع ك م ف أ ن ب ئ ك م مب ا ك ن ت م ت ع م ل ون. تبني هااتن اآليتان عالقة الداعية واملسلم بصفة عامة بوالديه ومن مث أقاربه وأهله وذويه. فأساس هذه العالقة هي طاعة الوالدين وبرمها ورمحتهما مسلمني كاان أو كافرين إال يف ما فيه معصية هلل فال طاعة هلما فيه. ولذلك قال تعاىل: و ق ض ى ر ب ك أ ال ت ع ب د وا إ ال إ اي ه و اب ل و ال د ي ن إ ح س اان إ م ا ي ب ل غ ن ع ن د ك ال ك ب ر أ ح د مه ا أ و ك ال مه ا ف ال ت ق ل هل م ا أ ف و ال ت ن ه ر مه ا و ق ل هل م ا ق و ال ك ر مي ا و اخ ف ض هل م ا ج ن اح الذ ل م ن الر مح ة و ق ل ر ب ار مح ه م ا ك م ا ر ب ي اين ص غ ري ا )السراء اآليتان -23 24(. ومن جوهر بر الوالدين ييت ويتفرع بر األقارب واألهل الذين يدلون إىل الوالدين إما بنسب مباشر وإما بنسب غري مباشر كاألعمام والعمات نسبا ورضاعة واألخوال واخلاالت نسبا ورضاعة وأوالدهم وبناهتم وأحفادهم نسبا ورضاعة واجلدود واجلدات. ومن يدلون إليهم بنسب بسبب الداعية كأوالد الداعية وأحفاده نسبا ورضاعة. هذا الب الذي يوجب عليه دعوهتم وتعليمهم وتربيته وأمرهم وهنيهم أوال قبل غريهم من الناس حلقهم عليه. فقد قال- صلى هللا عليه وسلم-: )ي ق ول ق ال الل أ ان الر مح ن و ه ي الر ح م ش ق ق ت هل ا اس ا م ن اس ي 67
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 م ن و ص ل ه ا و ص ل ت ه و م ن ق ط ع ه ا ب ت ت ه ( )1418H.)Abu Dawud وقال- صلى هللا عليه وسلم-: )إ ن أ ب ر ال ب ص ل ة ال و ل د أ ه ل و د أ ب يه ( th(.)muslim.t وكذلك ألن ذلك منهج رابين أمر هللا- تعاىل- به نبيه- صلى هللا عليه وسلم- حني بعثه بدين السالم وأمره ابجلهر بدعوته فقال تعاىل له: و أ ن ذ ر ع ش ري ت ك األ ق ر ب ني )الشعراء اآلية 214(. فخرج- صلى هللا عليه وسلم- إىل أهله وعشريته يدعوهم فردا فردا فعن أب هريرة قال: ملا أنزلت هذه اآلية: و أ ن ذ ر ع ش ري ت ك األ ق ر ب ني دعا رسول هللا- صلى هللا عليه وسلم- قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال: )اي ب ين ك ع ب ب ن ل ؤ ي أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ب ين م ر ة بن ك ع ب أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ب ين ع ب د ش س أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ب ين ع ب د م ن اف أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ب ين ه اش م أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ب ين ع ب د ال م ط ل ب أ ن ق ذ وا أ ن ف س ك م م ن الن ار اي ف اط م ة أ ن ق ذ ي ن ف س ك م ن الن ار ف إ ين ال أ م ل ك ل ك م م ن الل ش ي ئ ا غ ي ر أ ن ل ك م ر مح ا س أ ب ل ه ا ب ب ال هل ا( )1407H.)al-Bukhari ولذلك قال- صلى هللا عليه وسلم-: )إ ن هللا - ع ز و ج ل - ي وص يك م أب م ه ات ك م إ ن هللا ي وص يك م أب م ه ات ك م إ ن هللا ي وص يك م ب اب ئ ك م إ ن هللا ي وص يك م اب أل ق ر ب ف األ ق ر ب ) )1415H.)al-Tabarani واألدلة يف ذلك من الكتاب والسنةكثرية. قال النووي: )يستحب أن تقدم يف الب األم مث األب مث األوالد مث األجداد واجلدات مث الخوة واألخوات مث سائر احملارم من ذوي األرحام كاألعمام والعمات واألخوال واخلاالت. ويقدم األقرب فاألقرب ويقدم من أدىل أببوين على من أدىل أبحدمها مث بذي الرحم غري احملرم. كابن العم وبنته وأوالد األخوال واخلاالت وغريهم. مث ابملصاهرة. مث ابملوىل من أعلى وأسفل. مث اجلار ويقدم القريب البعيد الدار على اجلار. وكذا لو كان القريب يف بلد آخر قدم على اجلار األجنيب. وأحلقوا الزوج والزوجة ابحملارم( )1392H.)al-Nawawiyy فعالقة الداعية بوالديه أساسها حق الطاعة والب والرمحة هلما مسلمني أو غري مسلمني إال ما فيه معصية لربه فطاعته فوق كل طاعة واحلرص على هدايتهم بكل وسيلة. ومن هذه العالقة تتفرع عالقته بغريمها من األهل واألقارب اليت أساسها حق القرىب واحلب والرمحة والعطف ابحلرص على دعوهتم وهدايتهم وأمرهم وهنيهم وتعليمهم وتربيتهم قبل غريهم من الناس. عالقة الداعية بسائر الناس قال تعاىل: و أ م ر اب ل م ع ر وف و ان ه ع ن ال م ن ك ر و اص ب ع ل ى م ا أ ص اب ك إ ن ذ ل ك م ن ع ز م األ م ور. و ال ت ص ع ر خ د ك ل لن اس و ال ت ش يف األ ر ض م ر ح ا إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور. و اق ص د يف م ش ي ك و اغ ض ض م ن ص و ت ك إ ن أ ن ك ر األ ص و ات ل ص و ت احل م ري. من خالل هذه اآلايت تتبني 68
مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي مالمح عالقة الداعية بكل الناس بداية أبقرهبم له سكنا وهو جاره وانتهاء أببعدهم منه على هذه األرض على اختالف ألسنتهم وألواهنم وأجناسهم كاآليت: 1- األمر ابملعروف والنهي عن املنكر. قال تعاىل: و أ م ر اب ل م ع ر وف و ان ه ع ن ال م ن ك ر. حيث جاءت يف هذه اآلية الشارة إىل أهم ركائز الدعوة وهي ركيزة األمر ابملعروف والنهي عن املنكر وهي من أخص وأهم وظائف الداعية إىل هللا- تعاىل- بعد دعوهتم إىل عبادة هللا وحده. وقد حث- سبحانه وتعاىل- على األمر ابملعروف والنهي عن املنكر بقوله: و ل ت ك ن م ن ك م أ م ة ي د ع ون إ ىل اخل ري و ي م ر ون اب ل م ع ر وف و ي ن ه و ن ع ن ال م ن ك ر و أ ول ئ ك ه م ال م ف ل ح ون )سورة آل عمران اآلية 104(. ومدح هذه األمة به بقوله: ك ن ت م خ ي ر أ م ة أ خ ر ج ت ل لن اس ت م ر ون اب ل م ع ر وف و ت ن ه و ن ع ن ال م ن ك ر و ت ؤ م ن ون اب لل )آل عمران اآلية 110(. وحث- صلى هللا عليه وسلم- على األمر ابملعروف والنهي عن املنكر بقوله: )...ك ال و الل ل ت أ م ر ن اب ل م ع ر وف و ل ت ن ه و ن ع ن ال م ن ك ر و ل ت أ خ ذ ن ع ل ى ي د ي الظ امل و ل ت أ ط ر ن ه ع ل ى احل ق أ ط ر ا و ل ت ق ص ر ن ه ع ل ى احل ق ق ص ر ا( )1418H.)Abu Dawud وقال- صلى هللا عليه وسلم- مذرا من تعطيل هذا الواجب بقوله: )و ال ذ ي ن ف س ي ب ي د ه ل ت أ م ر ن اب مل ع ر وف و ل ت ن ه و ن ع ن امل ن ك ر أ و ل ي وش ك ن الل أ ن ي ب ع ث ع ل ي ك م ع ق ااب م ن ه مث ت د ع ون ه ف ال ي س ت ج اب ل ك م ( )الرتمذي د.ت(. وقال- صلى هللا عليه وسلم- مبينا عقوبة من مل يلتزم مبا يمر به وينهى عنه بقوله: )ي اء اب لر ج ل ي و م الق ي ام ة ف ي ل ق ى يف الن ار ف ت ن د ل ق أ ق ت اب ه يف الن ار ف ي د ور ك م ا ي د ور احل م ار ب ر ح اه ف ي ج ت م ع أ ه ل الن ار ع ل ي ه ف ي ق ول ون : أ ي ف ال ن م ا ش أ ن ك أ ل ي س ك ن ت ت م ر ان اب ل م ع ر وف و ت ن ه اان ع ن امل ن ك ر ق ال : ك ن ت آم ر ك م اب ل م ع ر وف و ال آت يه و أ ن ه اك م ع ن امل ن ك ر و آت يه ( )1407H.)al-Bukhariyy وقد شرع- صلى هللا عليه وسلم- درجات إنكار املنكر حبسب قدرة كل داعية فقال: )م ن ر أ ى م ن ك م م ن ك ر ا ف ل ي غ ري ه ب ي د ه ف إ ن مل ي س ت ط ع ف ب ل س ان ه ف إ ن مل ي س ت ط ع ف ب ق ل ب ه و ذ ل ك أ ض ع ف ال مي ان ( th(.)muslim.t 2- الصب على الدعوة واملدعوين. قال تعاىل: و اص ب ع ل ى م ا أ ص اب ك إ ن ذ ل ك م ن ع ز م األ م ور. فيه حث للداعية على الصب على ما يصيبه من أذى بسبب عبادته وبسبب ودعوته وأمره ابملعروف وهنيه عن املنكر ألن الصب من العزائم الكبار. قال الطبي: )اصب على ما أصابك من الناس يف ذات هللا إذا أنت أمرهتم ابملعروف وهنيتهم عن املنكر وال يصد نك عن ذلك ما انلك منهم وإن ذلك مما أمر هللا به من األمور عزما منه( )1420H.)al-Tabariy 69
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 قال القرطيب: )حضه على تغيري املنكر وإن انله ضرر وابلصب على شدائد الدنيا كاألمراض وغريها( )1384H.)al-Qurtubi والصب من أهم الصفات اليت يب أن يتحلى هبا الداعية لدين هللا- تعاىل- يف عبادته ويف تعامله مع املدعوين وهي من أخص صفات رسول هللا- صلى هللا عليه وسلم- يف عبادته لربه ويف دعوته للمشركني واليهود والنصارى واجملوس وغريهم ضد ما انله منهم من صنوف األذى والتعنت امتثاال ألمر ربه- سبحانه وتعاىل- بذلك حيث قال تعاىل: و ات ب ع م ا ي وح ى إ ل ي ك و اص ب ح ىت ي ك م الل و ه و خ ي ر احل اك م ني )سورة يونس اآليتان 109(. 108 وقال تعاىل: و أ ق م الص ال ة ط ر يف الن ه ار و ز ل ف ا م ن الل ي ل إ ن احل س ن ات ي ذ ه ب الس ي ئ ات ذ ل ك ذ ك ر ى ل لذ اك ر ين و اص ب ف إ ن الل ال ي ض يع أ ج ر ال م ح س ن ني )هود اآليتان 115(. 114 وقال تعاىل: و اص ب و م ا ص ب ر ك إ ال اب لل و ال حت ز ن ع ل ي ه م و ال ت ك يف ض ي ق مم ا مي ك ر ون )النحل اآلية 127(. وقال تعاىل: و اص ب ن ف س ك م ع ال ذ ين ي د ع ون ر ب ه م اب ل غ د اة و ال ع ش ي ي ر يد ون و ج ه ه و ال ت ع د ع ي ن اك ع ن ه م ت ر يد ز ين ة احل ي اة الد ن ي ا )سورة الكهف اآلية 28(. وقال تعاىل: و اص ب ع ل ى م ا ي ق ول ون و اه ج ر ه م ه ج ر ا مج يال )املزمل اآلية 10(. وحث- صلى هللا عليه وسلم- على الصب بقوله: )ع ج ب ا أل م ر ال م ؤ م ن إ ن أ م ر ه ك ل ه خ ي ر و ل ي س ذ اك أل ح د إ ال ل ل م ؤ م ن إ ن أ ص اب ت ه س ر اء ش ك ر ف ك ان خ ي ر ا ل ه و إ ن أ ص اب ت ه ض ر اء ص ب ر ف ك ان خ ي ر ا ل ه ( th(.)muslim.t لذلك كان الصب أهم ما يتاجه الداعية لدين هللا تعاىل. 3- التواضع. قال تعاىل: و ال ت ص ع ر خ د ك ل لن اس و ال ت ش يف األ ر ض م ر ح ا إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور و اق ص د يف م ش ي ك و اغ ض ض م ن ص و ت ك إ ن أ ن ك ر األ ص و ات ل ص و ت احل م ري. بينت اآليتان أمهية التواضع الذي يب أن يكون عليه الداعية لدين هللا- تعاىل- وصوره: 1- التواضع بعدم العراض عن املدعوين تكبا عليهم بعلمه ومركزه. بقوله: و ال ت ص ع ر خ د ك ل لن اس. قال الطبي: )وال تعرض بوجهك عمن كلمته تكبا واستحقارا ملن تكلمه والصعر داء يخذ البل يف أعناقها أو رءوسها حىت تلفت أعناقها عن رءوسها فيشبه به الرجل املتكب على الناس ومنه قول عمرو بن ح ين الت غليب: وكنا إذا اجلبار صعر خده... أقمنا له من ميله فتقوما( )1420H.)al-Tabariy 2- التواضع بعدم املشي يف خيالء وكب وافتخار على املدعوين. بقوله: و ال ت ش يف األ ر ض م ر ح ا إ ن الل ال ي ب ك ل خم ت ال ف خ ور. قال الطبي: )وال تش يف األرض خمتاال بل تواضع وال تستكب( )1420H.)al-Tabariy 3- التواضع ابالقتصاد يف املشي فال وثب وال دبيب. قال تعاىل: و اق ص د يف م ش ي ك. 70
مالمح العالقات الدعوية يف وصية لقمان البنه يف القرآن الكرمي ولذلك قال- صلى هللا عليه وسلم-: )سرعة املشي تذهب هباء املؤمن( al-hindi( 1401H(. ولذلك نسب هللا- سبحانه وتعاىل- املتواضعني إليه بقوله: و ع ب اد الر مح ن ال ذ ين مي ش ون ع ل ى األ ر ض ه و ان )الفرقان اآلية 68(. يراد به التوسط يف املشي عادة إال إذا تطلب األمر السراع فقد يكون واجبا إذا كان فيه إنقاذ حياة من الغرق أو احلرق أو اهلدم أو الصدم أو إبسعاف مريض أو جريح. 4- التواضع بعدم رفع الصوت على املدعوين يف غري حاجة. قال تعاىل: و اغ ض ض م ن ص و ت ك إ ن أ ن ك ر األ ص و ات ل ص و ت احل م ري قال الطبي: )إن أقبح أو أشر األصوات وذلك نظري قوهلم: إذا رأوا وجها قبيحا أو منظرا شنيعا ما أنكر وجه فالن وما أنكر منظره( )1420H.)al-Tabariy فرفع الصوت والصراخ يف غري حاجة من خوارم املروءة عند الداعية إىل هللا تعاىل. النتائج 1- القرآن الكرمي املصدر األول للدعاة الستنباط الدروس والفوائد الدعوية من سوره وآايته الكرمية. 2- وصية لقمان البنه حتتوي على كنوز دعوية وتربوية مهمة للعاملني يف حقل الدعوة وحقل الرتبية والتعليم. 3- عالقة الداعية بربه يب أن ترتكز على ما ثبت وصح من العقائد والعبادات واملبادئ واألخالق الفاضلة اليت جاء هبا القرآن الكرمي والسنة املطهرة. 4- عالقة الداعية بوالديه وأهله وأقاربه يب أن تكون مبنية على حق الطاعة والرمحة واحملبة وعلى حق الدعوة واهلداية والتعليم والرتبية اليت أمره هللا ورسوله هبما. 5- عالقة الداعية بكل الناس على اختالف ألواهنم وأجناسهم وألسنتهم يب أن يكون أساسها االحرتام والتقدير والرمحة والتواضع واحلرص على هدايتهم أمجعني. 71
Jurnal Hadhari 7 (1) (2015) 61-72 REFERENCE Al-Quran al-karim Abu Dawud. 1418H. al-sunan. Bayrut: Dar Ibn Hazm. al-bukhariyy, Muhammad bin Ismail bin Ibrahim. 1407H. al-jami al-sahih al-musnad min Hadith Rasul Allah wa Sunannih wa ayyamih. Bayrut: Dar ibn Kathir. al-hindiyy, Ala al-din al-muttaqi bin Hisam. 1401H. Kanz al-amal min Sunan al-aqwal wa al-af al. Bayrut: Muassasah al-risalah. Muslim, Abu al-husyn Muslim bin al-hajjaj. t. th. Sahih Muslim. Istanbul: al-maktabah al-islamiyyah. al-nawawiy, Abu Zakariyya Yahya bin Sharaf. 1392H. al-manhaj fi Sharh Sahih Muslim bin Hajjaj. Bayrut: Dar al-ihya al-turath al-arabiy al-qurtubiy, Shams al-din Abu Abdullah bin Muhammad. 1384H. al-jami li Ahkam al- Qur an. al-qahirah: Dar al-kitab al-misriyyah. al-tabariy, Abu Jaʻfar Muhammad bin Jarir. 1420H. Jami al-bayan fi Ta wil al-quran. Bayrut: Muassasah al-risalah. al-tabaraniy, Sulayman bin Ahmad bin Ayub. 1415H. al-mu jam al-awsat. t. th. al- Qahirah: Dar al-haramayn. al-turmudhiy, Abu Isa Muhammad bin Isa bin Sawrah. t. th. al-jami al-sahih Sunan al- Turmudhi. Bayrut: Dar al-ihya 72