ا سباب المغفرة : كتاب : المو لف ابن رجب بسم االله الرحمن الرحيم عن ا نس بن مالك رضى االله عنه قال: سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم يقول: قال االله تعالى: )يا ابن ا د م ا ن ك م ا د ع و ت نى و ر ج وت نى غ فرت لك ع لى م ا كا ن م نك و لا ا ب ال ى. ي ا ابن ا د م ل و ب لغ ت ذ ن وب ك ع ن ا ن الس ماء ثم است غ فرت نى غ فرت ل ك. ي ا ا بن ا د م ا ن ك ل و ا ت يت نى ب قر ا ب الا ر ض خ طا ي ا ثم ل ق يت ن ى لا ت ش رك بى ش يي ا لا ت يت ك بق ر اب ها م غف ر ة(. رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح. هذا الحديث تفرد به الترمذى خرجه من طريق كثير بن فاي دة: حدثنا سعيد بن عبيد سمعت بكر بن عبداالله المزنى يقول حدثنا ا نس فذكره. وقال: حسن غريب لا نعرفه ا لا من هذا الوجه انتهى. وا سناده لا با س به وسعيد بن عبيد هو الهناي ى. قال ا بو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان فى الثقات ومن زعم ا نه غير الهناي ى فقد وهم وقال الدارقطنى: تفرد به كثير بن فاي د عن سعيد مرفوعا ورواه مسلم بن قتيبة عن سعيد عن عبيد فوقفه ا نس. قلت: قد روى عنه مرفوعا وموقوفا وتابعه على رفعه ا بو سعيد ا يضا مولى بنى هاشم فرواه عن سعيد بن عبيد مرفوعا ا يضا وقد روى ا يضا من حديث ثابت عن ا نس مرفوعا ولكن قال ا بو حاتم: لو منكر. شواهد الحديث وقد روى ا يضا عن سعيد بن عبيد مرفوعا ا يضا من حديث ا بى ذر خرجه الا مام ا حمد من رواية شهر بن حوشب عن معد يكرب عن ا بى ذر عن النبى صلى االله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى فذكره بمعناه. ورواه بعضهم عن شهر عن عبدالرحمن بن غنم عن ا بى ذر. وقيل عن شهر عن ا م الدرداء عن ا بى الدرداء عن النبى صلى االله عليه وسلم. ولا يصحهذا القول. وروى حديث ابن عباس. خرجه الطبرانى من رواية قيس بن الربيع عن حبيب بن ا بى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى صلى االله عليه وسلم. وروى بعضه من وجوه ا خر: فخرج مسلم فى صحيحه من حديث معزوز بن سويد عن ا بى ذر عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: يقول االله تعالى: (م ن ت قر ب م ن ى ش بر ا تقر بت منه ذ ر اعا و من ت قر ب م ن ى ذ ر اع ا ت قر بت م نه ب اعا و م ن ا ت ا نى يمش ى ا ت يت ه ه رو ل ة و م ن لق ينى بقر ا ب الا ر ض خ ط ي ي ة لا ي ش رك بى ش يي ا لق يت ه ب قر ا هب ا م غف ر ة). وخرج الا مام ا حمد من رواية ا خشن السدوسى قال: )دخلت على ا نس فقال: سمعت رسول االله صلى االله عليه وسلم يقول: والذى نفسى بيده لو ا خطا تم حتى تملا خطاياكم ما بين السماء والا رض ثم استغفرتم االله لغفر لكم(. وقد تضمن حديث ا نس المبدوء بذكره ا ن هذه الا سباب الثلاثة يحصل هبا المغفرة.
السبب الا ول الدعاء مع الرجاء ا حدهم: الدعاء مع الرجاء فا ن الدعاء ما مور به وموعود عليه بالا جابة كما قال تعالى: (و قا ل ر ب كم ادع و نى ا ست جب ل كم).)سورة غافر: ا ية ٦٠( وفى السنن الا ربعة عن النعمان بن بشير عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ا ن الدعاء هو العبادة( ثم تلا هذه الا ية. وفى حديث ا خر خرجه الطبرانى مرفوعا: من ا عطى الدعاء ا عطى الا جابة لا ن االله تعالى يقول: ( ا دع و نى ا ست جب لك م).)سورة غافر: ا ية ٦٠( وفى حديثا خر: )ما كان االله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الا جابة(. لكن الدعاء سبب مقتض للاجابة مع استكمال شراي طه وانتقاء موانعه وقد تتخلف الا جابة لانتقاء بعض شروطه ا و وجود بعض موانعه وا دابه وقد سبق ذكر بعض شراي طه وموانعه وا دابه فى شرح الحديث العاشر. من ا عظم شراي طه حضور القلب ورجاء الا جابة من االله تعالى كما خرجه الترمذى من حديث ا بى هريرة عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ادعو االله و ا نتم موقنون بالا جابة وا ن االله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه(. وفى المسند عن عبداالله بن عمر عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ا ن هذه القلوب ا وعية فبعضها ا وعى من بعض فا ذا سا لتم االله فاسا لوه وا نتم موقنون بالا جابة فا ن االله لا يستجيب لعبد دعاء من ظهر قلب غافل(. ولهذا هنى العبد ا ن يقول فى دعاي ه: )اللهم اغفر لى ا ن شي ت ولكن ليعزم المسا لة فا ن االله لا مكره له(. هنى ا ن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الا جابة وجعل ذلك من موانع الا جابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من ا جابة دعاءه. االله يحب الملحين فى الدعاء ولو طالت المدة فا نه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء وجاء فى الا ثار )ا ن العبد ا ذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدى فا نى ا حب ا ن اسمع صوته(. قال تعالى: (و ادع وه خ و ف ا و طم ع ا ا ن ر حم ت االله ق ر يب م ن ا لمحس نين ). سورة الا عراف: ا ية ٥٦ فما دام العبد يلح فى الدعاء ويطمع فى الا جابة غير قاطع الرجاء فهو قريب من الا جابة ومن ا دمن قرع الباب يوشك ا ن يفتح له. وفى صحيح الحاكم عن ا نس مرفوعا: )لا تعجزوا عن الدعاء فا نه لن يهلك مع الدعاء ا حد(. من ا هم ما يسا ل العبد ربه مغفرة ذنوبه
ومن ا هم ما يسا ل العبد ربه مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة. وقد قال النبى صلى االله عليه وسلم: )حولها ندندن( يعنى حول سو ال الجنة والنجاة من النار. وقال ا بو مسلم الخولانى: )ما عرضت لى دعوة فذكرت النار ا لا صرفتها ا لى الا ستعاذة منها(. سبب صرف الا جابة عن العبد ومن رحمة االله تعالى بعبده ا ن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه يعوضه خيرا منها: - ا ما ا ن يصرف عنه بذلك سوءا. - ا و يدخرها له فى الا خرة. - ا و يغفر له هبا ذنبا. كما فى المسند والترمذى من حديث جابر عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ما من ا حد يدعو بدعاء ا لا ا تاه االله ما سا ل ا و كف عنه من السوء مثله ما لم يدع با ثم ا و قطيعة رحم(. وفى المسند وصحيح الحاكم عن ا بى سعيد عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها ا ثم ا و قطيعة رحم ا لا ا عطاه االله هبا ا حدى ثلاث: - ا ما ا ن يعجل له دعوته. - وا ما ا ن يدخرها له فى الا خرة. - وا ما ا ن يكشف عنه من السوء مثلها. قالوا:ا ذا نكثر قال: االله ا كثر(. وخرجه الطبرانى وعنده: )ا و يغفر له هبا ذنبا قد سلف(. بدل قوله: )ا و يكشف عنه من السوء مثلها(. وخرج الترمذى من حديث عبادة مرفوعا نحو حديث ا بى سعيد ا يضا. من ا عظم ا سباب المغفرة ا ن العبد ا ذا ا ذنب ذنبا لم يرجح مغفرته ا لا من االله وبكل حال فالا لحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء االله تعالى موجب للمغفرة. واالله تعالى يقول: ( ا ن ا ع ند ظن ع بد ى بى فلي ظن بى م ا ش اء ). وفى رواية )فلا تظنوا باالله ا لا خيرا(. ويروى من حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا: )يا تى االله بالمو من يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول: لم ا قرا فيعرفه ذنبا ذنبا ا تعرف ا تعرف فيقول: نعم نعم ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول االله تعالى: )لا با س عليك يا عبدى ا نت فى سترى من جميع خلقى ليس بينى وبينك ا حد يطلع على ذنوبك غيرى غفرهتا لك بحرف واحد من جميع ما ا تيتنى به. قال: ما هو يا رب قال: كنت لا ترجو العفو من ا حد غيرى(. فمن ا عظم ا سباب المغفرة ا ن العبد ا ذا ا ذنب ذنبا لم يرج مغفرته من غير ربه ويعلم ا نه لا يغفر الذنوب ويا خذ هبا
غيره. وقد سبق ذكر ذلك فى شرح حديث ا بى ذر: )يا عبادى ا نى حرمت الظلم على نفسى(. ذنوب العبد وا ن عظمت عفو االله ا عظم منها وقوله: )ا نك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا ا بالى(. يعنى على كثرة ذنوبك وخطاياك ولا يعاظمنى ذلك ولا استكثره. وفى الصحيح عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ا ذا دعا ا حد فليعظم الرغبة فا ن االله لا يتعاظمه شي (. فذنوب العبد وا ن عظمت فا ن عفو االله ومغفرته ا عظم منها وا عظم فهى صغيرة فى جنب عفو االله ومغفرته. وفى صحيح الحاكم عن جابر: )ا ن رجلا جاء ا لى النبى صلى االله عليه وسلم وهو يقول: واذنوباه مرتين ا و ثلاثا. فقال له النبى صلى االله عليه وسلم: قل: اللهم مغفرتك ا وسع من ذنوبى ورحمتك ا رجى عندى من عملى فقالها ثم قال له: عد فعاد ثم قال له: عد فعاد فقال له: قم قد غفر االله لك(. وفى هذا المعنى يقول بعضهم: يا كثير الذنب عفو االله من ذنبك ا كبر ذنبك ا عظم الا شياء فى جانب عفو االله تغفر وقال ا خر: ي ا ر ب ا ن ع ظم ت ذ ن و بى كثر ة... ف ل قد ع ل مت ب ا ن ع فو ك ا ع ظم ا ن كا ن لا ي رج وك ا لا م حس ن... ف م ن ال ذ ى ي دع و و يرجو الم ج رم م ا ل ى ا ليك و س يل ة ا لا الر ج ا... و ج م ي ل ع ف وك ثم ا ن ى م سلم السبب الثانى الاستغفار لو عظمت الذنوب السبب الثانى للمغفرة: الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان وهو السحاب. وقيل ما انتهى ا ليه البصر منها. وفى الرواية الا خرى: )لو ا خطا تم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والا رض ثم استغفرتم االله لغفر لكم(. بيان معنى الاستغفار والاستغفار: طلب المغفرة والمغفرة هى وقاية شر الذنوب مع سرها وقد كثر فى القرا ن ذكر الاستغفار. فتارة يو مر به. كقوله تعالى: (و است غف ر وا االله ا ن االله غ ف و ر ر ح يم ). سورة المزمل: ا ية ٢٠ وقوله: (و ا ن است غف ر وا ر ب كم ثم ت وب وا ا ليه ). سورة هود: ا ية ٣ وتارة يمدح ا هله كقوله تعالى: (و ا لمست غف ر ين بالا س ح ا ر). سورة ا ل عمران: ا ية ١٧ وقوله تعالى: (و ا ل ذ ين ا ذ ا فع ل و ا فاح ش ة ا و ظ لم و ا ا نف س ه م ذ كر و ا ا الله فاست غ فر وا ل ذ ن و ب هم و م ن ي غف ر ال ذ ن وب ا لا ا الله). سورة
ا ل عمران: ا ية ١٣٥ وتارة يذكر ا ن االله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: (و م ن ي عم ل س وء ا ا و ي ظل م ن فس ه ثم ي ستغف ر االله ي جد االله غف ور ا ر ح يم ا). سورة النساء: ا ية ١١٠ الاستغفار يقرن بالتوبة وكثيرا ما يقرن الا ستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حيني ذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان. والتوبة: عبارة عن الا قلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح وتارة يفرد الا ستغفار ويرتب عليه المغفرة كما ذكر الحديث وما ا شبهه. فلو قيل ا نه ا ريد به الا ستغفار المقترن بالتوبة. وقيل ا ن نصوص الا ستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى ا ية ا ل عمران من عدم الا صرار. فا ن االله وعد فيها بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله فتحمل النصوص المطلقة فى الاستغفار كلها على هذا القيد. ومجرد قول القاي ل: )اللهم اغفر لى( طلب منه للمغفرة ودعاي ها فيكون حكمه حكم ساي ر الدعاء فا ن شاء االله ا جابه وغفر لصاحبه ولا سيما ا ذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب ا و صادف ساعة من ساعات الا جابة كالا سحار وا دبار الصلوات. ويروى عن لقمان ا نه قال لابنه: )يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لى. فا ن االله ساعات لا يرد فيها ساي لا(. وقال الحسن: )ا كثروا من الاستغفار فى بيوتكم وعلى مواي دكم وفى طرقكم وفى ا سواقكم وفى مجالسكم وا ينما كنتم فا نكم ما تدرون متى تنزل المغفرة(. وخرج ابن ا بى الدنيا فى كتاب )حسن الظن( من حديث ا بى هريرة مرفوعا: )بينما رجل مستلق ا ذ نظر ا لى السماء وا لى النجوم فقال: ا نى لا علم ا ن لك ربا خالقا اللهم اغفر لى فغفر له(. وعن مورق قال: )كان رجل يعمل السيي اتفخرج ا لى البرية فجمع تراب فاضطجع مستلقيا عليه فقال: رب اغفر لى ذنوبى فقال: )ا ن هذا ليعرف ا ن له رب يغفر ويعذب فغفر له(. وعن مغيث بن سمى قال: )بينما رجل خبيث فتذكر يوما اللهم غفرانك اللهم غفرانك ثم مات فغفر له(. ويشهد لهذا ما فى الصحيحين عن ا بى هريرة عن النبى صلى االله عليه وسلم: )ا ن عبدا ا ذنب ذنبا فقال: رب ا ذنبت ذنبا فاغفر لى قال االله تعالى: علم عبدى ا ن له ربا يغفر الذنب ويا خذ به غفرت لعبدى. ثم مكث ما شاء االله ثم ا ذنب ذنبا ا خر فذكر مثل الا ول مرتين ا خريين(. وفى رواية لمسلم ا نه قال فى الثالثة: )قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء(. والمعنى: ما دام على هذا الحال كلما ا ذنب استغفر والظاهر ا ن مراده الاستغفار المقرون بعدم الا صرار. ولهذا فى حديث ا بى بكر الصديق عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ما ا صر من استغفر وا ن عاد فى اليوم سبعين مرة( خرجه ا بو داود والترمذى قد يكون الاستغفار مانعا من الاجابة
والا ستغفار باللسان مع ا صرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد ا ن شاء االله ا جابه وا ن شاء رده وقد يكون الا صرار مانعا من الا جابة. وفى المسند من حديث عبداالله بن عمر مرفوعا: )ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون(. وخرج ابن ا بى الدنيا من حديث ابن عباس رضى االله عنهما مرفوعا: )التاي ب من الذنب كمن لا ذنب له والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزي بربه(. ورفعه منكر ولعله موقوف. قال الضحاك: )ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم: رجل مقيما على امرا ة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لى ما ا صبت من فلانة فيقول الرب: تحول عنها وا غفر لك وا ما ما دمت عليها مقيما فا نى لا اغفر لك ورجل عنده مال قوم يرى ا هله فيقول: رب اغفر لى ما ا كل من فلان فيقول تعالى: رد ا ليهم ما لهم وا غفر لك وا ما ما لم ترد ا ليهم فلا ا غفر لك(. الاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الاصرار وقول القاي ل: )ا ستغفر االله(. معناه: اطلب مغفرته فهو كقوله: )اللهم اغفر لى(. فالا ستغفار التام الموجب للمعجزه هو ما قارن عدم الا صرار كما مدح االله تعالى ا هله ووعدهم بالمغفرة. قال بعض العارفين: )من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره(. وكان بعضهم يقول: )استغفارنا هذا يحتاج ا لى استغفار كثير(. وفى ذلك يقول بعضهم: است غف ر االله م ن است غف ر االله... م ن لف ظة ب د ر ت خا لفت م عناها و كيف ا رج و ا ج ا ب ات الد ع اء و قد... س د دت بالذ ن ب ع ند االله م جراها فا فضل الاستغفار ما قرن به ترك الا صرار وهو حيني ذ يو مل توبة نصوحا وا ن قال بلسانه: )استغفر االله( وهو غير مقلع بقلبه فهو داع الله بالمغفرة كما يقول: )اللهم اغفر لى( وهو حسن وقد يرجى له الاجابة. وا ما من تاب توبة الكذابين فمراده ا نه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فا ن التوبة لا تكون مع الا صرار. هل يجوز ا ن يزيد العبد فى استغفاره بقوله وا توب ا ليه وا ن قال: استغفر االله وا توب ا ليه فله حالتان: ا حداها: ا ن يكون مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله )وا توب ا ليه( لا نه غير تاي بفلا يجوز له ا ن يخبر عن نفسه با نه تاي ب وهو غير تاي ب. والثانية: ا ن يكون مقلعا عن المعصية بقلبه. فاختلف الناس فى جواز قوله وا توب ا ليه: فكرهه طاي فة من السلف وهو قول ا صحاب ا بى حنيفة. حكاه عنهم الطحاوى. وقال الربيع بن خثيم: )يكون قوله )وا توب ا ليه( كذبة وذنبا ولكن ليقل: )اللهم ا نى ا ستغفر فتب على( وهذا قد
يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة ا شبه. وكان محمد بن سوقه يقول فى استغفاره: )ا ستغفر االله العظيم الذى لا ا له ا لا هو الحى القيوم وا سا له توبة نصوحا(. وروى عن حذيفة ا نه قال: )يحسب من الكذب ا ن يقول ا ستغفر االله ثم يعود(. وسمع مطرف رجلا يقول: )ا ستغفر االله وا توب ا ليه(. )فتغيظ عليه وقال: لعلك لا تفعل(. وهذا ظاهره يدل على ا نه ا نما كره ا ن يقول )وا توب ا ليه( لا ن التوبة النصوح ا ن لا يعود ا لى الذنب ا بدا. فمتى عاد كان كاذبا فى قوله )وا توب ا ليه(. وكذلك سي ل محمد بن كعب القرظى عمن عاهد االله ا ن لا يعود ا لى معصية ا بدا فقال: )من ا عظم منه ا ثما يتا لى على االله ا ن لا ينفذ قضاءه(.ورجح قوله فى هذا ا بو الفرج ابن الجوزى. وروى عن سفيان نحو ذلك وجمهور العلماء على جواز ا ن يقول التاي ب )ا توب ا لى االله( وا ن يعاهد العبد ربه على ا ن لا يعود ا لى المعصية فا ن العزم على ذلك واجب فى الحال. لهذا قال: )ما ا صر من استغفر ولو عاد فى اليوم سبعين مرة(. وقال فى المعاود للذنب: )قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء(. وفى حديث كفارة اجمللس: )ا ستغفرك اللهم وا توب ا ليك(. وقطع النبي صلى االله عليه وسلم يدى سارق ثم قال له: )استغفر االله وتب ا ليه. اللهم تب عليه( ا خرجه ا بو داود الزيادة على قوله فقال: ا ستغفر االله وا توب ا ليه فقال: استغفر االلهوا توب ا ليه واستحب جماعة من السلف الزيادة على قوله: )ا ستغفر االله وا توب ا ليه(. فروى عن عمر رضى االله عنه ا نه سمع رجلا يقول: )ا ستغفر االلهوا توب ا ليه( فقال له: قل يا حميق. قل توبة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياةولا نشورا(. وسي ل الا وزاعى عن الا ستغفار: يقول )ا ستغفر االله العظيم الذى لا ا له ا لا هو الحى وا توب ا ليه( فقال: )ا ن هذا لحسن ولكن يقول: )اغفر لى حتى يتم الا ستغفار(. ا فضل ا نواع الاستغفار وا فضل ا نواع الا ستغفار: - ا ن يبدا العبد بالثناء على ربه. - ثم يثنى بالا عتراف بذنبه. - ثم يسا ل االله المغفرة. كما فى حديث شداد بن ا وس عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )سيد الا ستغفار ا ن يقول العبد: )اللهم ا نت ربى لا ا له ا لا ا نت خلقتنى وا نا عبدك وا نا على عهدك ووعدك ما استطعت ا عوذ بك من شر ما صنعت ا بوء لك
بنعمتك على وا بوء بذنبى فاغفر لى فا نه لا يغفر الذنوب ا لا ا نت( خرجه البخارى وفى الصحيحين عن عبداالله بن عمرو ا ن ا با بكر الصديق قال: يا رسول االله علمنى دعاء ا دعو به فى صلاتى قال: قل )اللهم ا نى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب ا لا ا نت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى ا نك ا نت الغفور الرحيم(. من انواع الاستغفار ومن ا نواع الاستغفار ا ن يقول العبد: )ا ستغفر االله العظيم الذى لا ا له ا لا هو الحى القيوم وا توب ا ليه(. وقد روى عن النبى صلى االله عليه وسلم: )ا ن من قاله غفر له وا ن كان فر من الزحف( خرجه ا بو داود والترمذى وفى كتاب عمل اليوم والليلة للنساي ى عن خباب بن الا رت قال: قلت يا رسول االله كيف نستغفر قال: قل )اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا ا نك ا نت التواب الرحيم(. وفيه عن ا بى هريرة رضى االله عنه قال: )ما را يت ا حدا ا كثر ا ن يقول: )ا ستغفر االله وا توب ا ليه من رسول االله صلى االله عليه وسلم(وفى الا ربعة عن ابن عمر قال: )ا ن كنا لنعد لرسول االله صلى االله عليه وسلم فى اجمللس الواحد ماي ة مرة يقول: )رب اغفر لى وتب على ا نك ا نت التواب الغفور( كم يستغفر فى اليوم وفى صحيح البخارى عن ا بى هريرة عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )واالله ا نى لا ستغفر االله وا توب ا ليه فى اليوم ا كثر من سبعين مرة(. وفى صحيح مسلم عن الا غر المزنى عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )ا نه ليغان على قلبى وا نى لا ستغفر االله فى اليوم ماي ة مرة( وفى المسند عن حذيفة قال: قلت يا رسول االله ا نى ذرب اللسان وا ن عامة ذلك على ا هلى فقال: ا ين ا نت من الا ستغفار ا نى لا ستغفر االله فى اليوم والليلة ماي ة مرة(. وفى سنن ا بى داود عن ابن عباس عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )من ا كثر من الا ستغفار جعل االله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب(. قال ا بو هريرة: )ا نى لا ستغفر االله وا توب ا ليهكل يوم ا لف مرة وذلك على قدر ديتى( وقالت عاي شة رضى االله عنها: )طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفار كثيرا(. قال ا بو المنهال: )ما جاور عبد فى قبره من جار ا حب ا ليه من استغفار كثير( دواء الذنوب الاستغفار وبالجملة فدواء الذنوب الا ستغفار. وروينا من حديث ا بى ذر مرفوعا: )ا ن لكل داء دواء وا ن دواء الذنوب الا ستغفار(. قال قتادة: )ا ن هذا القرا ن يدلكم على داي كم ودواي كم فا ما داو كم فالذنوب وا ما دواو كم فالا ستغفار( وقال بعضهم: )ا نما معول المذنبين البكاء والا ستغفار فمن ا همته ذنوبه ا كثر لها من الا ستغفار(. قال رياح القيسى: )لى نيف وا ربعون ذنبا قد استغفرت االله لكل ذنب ماي ة ا لف مرة(.
وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه فا ذا زلاته لا تجاوز ستا وثلاثين فاستغفر االله لكل زلة ماي ة ا لف مرة وصلى لكل زلة ا لف ركعة وختم فى كل ركعة منها ختمة. قال: ومع ذلك فا نى غير ا من من سطوة ربى ا ن يا خذنى هبا فا نا على خطر من قبول التوبة(. طلب الاستغفار ممن قلت ذنوبه ومن زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق با ذيال من قلت ذنوبه فالتمس منهم الاستغفار وكان عمر يطلب من الصبيان الا ستغفار ويقول: )ا نكم لم تذنبوا(. وكان ا بو هريرة يقول لغلمان الكتاب قولوا: )اللهم اغفر لا بى هريرة(. فيو من على دعاي هم. قال بكر المزنى: )لو كان رجل يطوف على الا بواب كما يطوف المسكين يقول: استغفروا لى لكان قبوله ا ن يفعل(. ومن كثرت ذنوبهوسيي اته حتى فاقت العدد والا حصاء فليستغفر االله مما علم. فا ن االله قد كتبكل شي وا حصاه كما قال تعالى: (ي وم ي بع ث ه م ا الله ج م يع ا في نب ي ه م بم ا ع م ل و ا ا حص اه ا الله و ن س وه ) سورة اجملادلة: ا ية ٦ وفى حديث شداد بن ا وس عن النبى صلى االله عليه وسلم: )ا سا لك من خير ما تعلم وا عوذ بك من شر ما تعلم وا ستغفرك لما تعلم ا نك ا نت علام الغيوب(. وفى مثلهذا يقول بعضهم: است غف ر االله م م ا ي ع لم ا الله... ا ن ا لش ق ى ل م ن لا ي رح م االله م ا ا ح لم االله ع م ن لا ي ر اق ب ه... ك ل م س ىء و ل ك ن ي ح لم االله فاست غف ر ا الله م م ا كا ن م ن ز ل ل... طو بى ل من كف ع م ا ي كر ه ا الله طوب ى ل م ن ح س ن ت س ري ر ت ه... طوب ى ل م ن ي نت ه ى ع م ا ن ه ى االله السبب الثالث التوحيد السبب الثالث من ا سباب المغفرة: التوحيد وهو السبب الا عظم فمن فقده فقد المغفرة ومن جاء به فقد ا تى با عظم ا سباب المغفرة. قال تعالى: ( ا ن ا الله لا ي غف ر ا ن ي شر ك به و يغف ر م ا د و ن ذ ل ك ل م ن ي ش ا ء) سورة النساء: ا ية ٤٨ فمن جاء مع التوحيد بقراب الا رض وهو ملو ها ا و ما يقارب ملا ها خطايا لقيه االله بقراهبا مغفرة لكن هذا مع مشيي ة االله عز وجل فا ن شاء غفر له وا ن شاء ا خذه بذنوبه ثم كان عاقبته ا ن لا يخلد فى النار بل يخرج منها ثم يدخل الجنة. قال بعضهم: )الموحد لا يلقى فى النار كما يلقى الكفار ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار(. تحقيق التوحيد يوجب مغفرة الذنوب
فا ن كمل توحيد العبد وا خلاصه الله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه ا و بقلبه ولسانه عند الموت ا وجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية. فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه ا خرجت منه كل ما سوى االله محبة وتعظيما وا جلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا. وحيني ذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر وربما قلبتها حسنات كما سبق ذكره فى تبديل السيي ات حسنات فا ن هذا التوحيد هو الا كسير الا عظم فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات. كما فى المسند وغيره عن ا م هانى عن النبى صلى االله عليه وسلم قال: )لا ا له ا لا االله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل(. وفى المسند عن شداد بن ا وس وعبادة بن الصامت ا ن النبى صلى االله عليه وسلم قال لا صحابه: )ارفعوا ا يديكم وقولوا: لا ا له ا لا االله فرفعنا ا يدينا ساعة ثم وضع رسول االله صلى االله عليه وسلم يده ثم قال: )الحمد الله اللهم بعثتنى هبذه الكلمة وا مرتنى هبا ووعدتنى الجنة عليها وا نك لا تخلف الميعاد ثم قال:ابشروا فان االله قد غفر لكم( قال الشبلى: )من ركن ا لى الدنيا ا حرقته بنارها فصار رمادا تذروه الرياح ومن ركن ا لى الا خرة ا حرقته بنورها فصار ذهبا ا حمر ينتفع به ومن ركن ا لى االله ا حرقه بنور التوحيد فصار جوهرا لا قيمة له(. التوحيد يطهر القلب ا ذا علقت نار المحبة بالقلب ا حرقت منه كل شي ما سوى الرب عز وجل فطهر القلب حيني ذ من الا غبار وصلح غرسا للتوحيد. )ما وسعنى سماي ى ولا ا رضى ولكن وسعنى قلب عبدى المو من( غص نى الش وق ا لي هم ب ر يقى... و اح ريقى ف ى ا لهو ى و اح ر يق ى قد ر م ا نى ا لحب ف ى ل ج ب ح ر... فخ ذ وا باالله كف الغ ري ق ح ل ع ند ى ح ب كم ف ى ش غ لف ى... ح ل م ن ى ك ل ع هد و ثي ق ٢٠١٠ ISLAMICBOOK.WS جميعالحقوق مت احة لجميع ا لمسلم ين