JILSA. Thohirin Pesantren Miftahul Jinan, Deket Lamongan

Transcription

1 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 42 آراء ابن قيم الجوزية النحوية املختلفة مع جمهور النحاة في تفسير اآلية القرآنية Thohirin Pesantren Miftahul Jinan, Deket Lamongan thohirinbsa@gmail.com Abstract : Imam Ibn Qoyyim better known as 'Ulama' experts Fiqh, Tafsir and Hadith apparently also had a stake in the science, as evidenced by the books he authored were close relation with Linguistics as the book Miftah dar al-sa'adah more- more books Badai'ul al-fawaid. Its contents are more specific deal about rules Nahwu and shorf and linked to interpret the text of the holy verses of the Koran. Therefore, the authors are interested in investigating. In this paper the authors formulate the problem as follows: 1. What do nahwu Ibn Qoyyim in interpreting the verses of the Koran? 2. Where heeling Ibn Qoyyim in nahwunya opinion?. The method used by writer is descriptive method. The author describes the majority opinion of experts nahwu compared with the opinion of Ibn Qoyyim in interpreting the Koran. Ibn Qoyyim opinion in interpreting the Koran is a textual schools. While heeling Qoyyim to his teacher Ibn Ibn Taymiyya whose expertise in the field of hadith scholars and Hanbali schools. Keywords : Ibnu Qayyim, Syntax, Quranic Interpretation مقدمة ال يخفى على كل ذي بصيرة أن اللغة العربية وعاء اإلسالم وترجمان القرآن وأنها لغة النبي ولسان الشريعة اإلسالمية وأن العناية بها من أهم الوسائل التي تصل املسلم بدينه ليشق في هديهما الطريق التي توصله إلى سعادة وتعرفه على مقاصد كتاب هللا وسنة نبي ه, الدارين الدنيا واآلخرة. قال عنها ابن جنى : أن اللغة العربية لغة نبيك التى فضلها يقصد هللا سبحانه وتعالى. وأكد ابن الفارس بأن اللغة العربية أفضل 67 على سائر اللغات وفرعت بها سماس ى الدرجات أن هذه اللغة شرف هللا منزلتها وجعل علم الدين والدنيا اللغات وأوسعها ويرى الجوهرى : 67 ابن جنى الخصائص القاهرة مكتبة هيئة العامة ص/ 56

2 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b ه ا من منوطا بمعرفتها. ويقول الثعالبى عنها : العربية خير اللغات واأللسنة واإلقبال على ت ف ه م الديانة إذ هى أدات العلم ومفتاح التفقه في الدين. 69 ومما ال ريب فيه : أن الدراسات النحوية قد تعددت أشكالها وتنوعت أساليبها فأخذت أنماطا مختلفة وطرائق شتى. فمنها ما يتناول القضايا النحوية شاملة كاملة ومنها ما يقوم على دراسة قضي ة واحدة من قضايا النحو فتستوعب كل ما يتصل بها وينضوي تحت لوائها من دقائق وجزئيات ومنها ما يتوفر على دراسة شخصية من الشخصيات النحوية فيتتبع الباحث جهدها وجهادها النحوي عبر تاريخها الطويل ومنها ما يهتم بدراسة االعتراضات النحوية لعالم على عالم آخر أو لطائفة على طائفة أخرى. واالعتراضات النحوية لها أهمية كبرى في إثراء الدرس النحوي ذلك أن الوقوف على رأيين لعاملين مختلفين وفهمهما ومناقشتهما ومن ثم ترجيحهما يجعل املجال أرحب وامليدان أوسع للحوار واملناقشة إذ يستطيع الباحث من خالل ذلك أن يقف على الكثير من األحكام والقواعد النحوية والخروج بها من مجال النظرية إلى مجال التطبيق. فمن هنا نعرف أن اللغة العربية لها أهمية كبيرة لدى العلماء لفهم مراد هللا ورسوله حتى قيل أنه يحرم على من ال يعرف اللغة العربية )النحو والصرف( أن يتكلم في كتاب هللا إذ ال ي فهم كل هذا إال باللغة فالواحد من النص القرآني لها معنى كثيرة الختالف نظر العلماء فى وجوه إعرابه فاختلف أراءهم فى التفسير واالستنباط منه. فلذلك صدق من قال : أن النحو أولى أوال أن يعلما # إذا الكالم دونه لن ي فهما. فابن القيم الجوزية له طابع خاص فى النحو وهو أنه لم يتبع طريقة النحاة في طرحهم للمسائل النحوية واهتمامهم بالحدود والتعريفات ولكن النحو عنده له مميزات وسمات أهمها: 1. استقصاء ابن قيم وشمول بحوثه لجميع أطراف القضية النحوية مع عرضه لآلراء املختلفة ووقوفه في حيدة وإنصاف غير مكتر, باسم المع أو عالم معين من النحاة ولذلك قال:فسيبويه رحمه هللا ممن يؤخذ من قوله ويترك أما أن نعتقد صحة قوله في كل ش يء فكال. 2. اهتمامه باملعنى واالنتصار له ولو كان مخالفا للقاعدة النحوية وخاصة في تفسيره لآليات القرآنية وإعرابها حيث قال: ال يجوز أن يحمل كالم هللا عزوجل ويفسر بمجرد االحتمال النحوي اإلعرابي الذي يحتمله تركيب الكالم. فكان يقول ال يجوز تحريف كالم هللا تعالى 68 الرازي مقدمة الصحاح القاهرة دار السالم ص : أبي منصور عبد امللك بن محمد ابن إسماعيل النيسابورى الثعالبى فقه اللغة بيروت مكتبة العصرية ص: 24

3 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 44.3 انتصارا لقاعدة النحوية وإن هدم مائة قاعدة أسهل من تحريف كالم هللا تعالى وهذا مما يدل على منهجه فى التفسير بأن يقدم املعنى األصلية الظاهرة للقرآن من أن كان موافقا للقاعدة النحوية مخالفا للمعنى الظاهر فلذلك نرى كثيرا أن التفسير وفهمه للفقه أو العقيدة البن قيم غير ما فهمه حمهور العلماء جملة. ألن النحو عنده غير النحو عند النحاة ولو كان كثير ينقل أراء ابن مالك فى كتابه شرح تسهيل الفوائد. وهذا مما يجعل فكرته مخالفا ألفكار العلماء فى فهم األيات القرآنية واالستنباط. وكان معتدا بآرائه وما يصل إليه وكان يصف من يخالفه بشديد األلفاظ أحيانا كقوله هذه طريقة الخفافيش ملن عنده الدليل الصحيح على رأيه ويتبع غيره بمجرد أنه عالم ويصف آراء السهيلي بالتعسف والبعد عن اللغة.فكان كثيرا يستشهد بشواهد القرآنية واألحاديث النبوية أكثر ممن يستشهد بالشعر. ابن قيم الجوزية وحياته هو أبو عبد هللا شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زين الدين الزرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية. هذا هو نهاية ما تحرر الوقوف عليه في جر نسبه من نحو ثالثين كتابا من كتب التراجم التي ترجمت له من املتقدمين و املتأخرين و هي متفقة الي هذا السياق الي جد أبيه )سعد(. تتفق كتب التراجم علي أن تاريخ والدته سنة 691 ه و ذكر تلميذه الص ف د ي تحديد اليوم و الش هر فبين أن والدته في اليوم السابع من شهر صفر من السنة املذكورة. وتابعه على ذالك ابن تغري بردي والداودي والسيوطي. ولم أر من صرح بمحل والدته هل هي في )زرع( أم في )دمشق( سوى املراغي في )طبقات األصوليين( فذكر أن والدته في )دمشق( وهم يقولون في ترجمته وترجمة والده )الزرعي األصل ثم الدمشقي( ومعلوم أن اصطالحهم في هذا التعبير قد يريدون به محل الوالدة ثم محل االنتقال للمرتجم له وقد يريدون أن والده أو أجداده مثال من هذه البلدة ثم صار االنتقال الى األخرى وهللا أعلم. وأما تاريخ وفاته فتتفق كتب التراجم على أن وفاته رحمه هللا تعالى كانت ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء سنة 751 ه وبه كمل له من العمر ستون سنة رحمه هللا تعالى

4 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 45 ابن القيم وجهوده العلمية : 70 إن الناظر في ترجمة ابن القيم رحمه هللا تعالى يلمس منه: الرغبة الصادقة في الطلب والجلد العظيم في البحث والنظر والحرية في التلقي عن الشيوخ من الحنابلة وغيرهم والتفاني في سبيل العلم وامتزاج ذلك بلحمه ودمه ومنذ نعومة أظفاره وانبرى للطلب في سن مبكر وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره ويظهر ذلك باملقارنة بين تاريخ والدته سنة 691 ه وتاريخ وفيات جملة من شيوخه الذين أخذ عنهم. أما علومه التي تلقاها وبرع فيها فهي تكاد تعم علوم الشريعة وعلوم اآللة فقد درس التوحيد وعلم الكالم والتفسير والحديث والفقه و أصوله والفرائض واللغة و النحو و غيرها على علماء عصره املتفننين في علوم اإلسالم و برع هو فيها وعال كعبه و فاق األقران ويكفي في الداللة على علو منزلته أن يكون هو و شيخه شيخ اإلسالم ابن تيمية كفرس ي رهان. مؤلفاته : 71 و هي كتاب أحكام النساء كتاب أخبار النساء كتاب النساء أسماء مؤلفات ابن تيمية أصول التفسير اإلعالم باتساع طرق األحكام إعالم املوقعين عن رب العاملين إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان إغاثة اللهفان في حكم طالق الغضبان اقتضاء الذكر بحصول الخير ودفع الشر األمالي املكية أمثال القرآن اإليجاز و بدائع الفوائد,وغيرها. أراء ابن قيم الجوزية النحوية املختلفة مع جمهور النحاة في تفسيراآلية القرآنية من خالل دراستنا عن آراء ابن القيم السابقة نجد أن ابن القيم لم يكن متأثرا بالقواعد النحوية عندما تكلم عن كتاب هللا تعالى وهذا كما كان سائر املفسرين الذين يجعلون قاعدة النحو كمصدر أساس ي لفهم مراد هللا إذ هو األداة األولى قبل سائر األدوات األخرى. فابن الهشام مثال الذى يؤلف الكتاب "مغني اللبيب" وهو الكتاب الذى يتكلم عن القواعد اللغوية من النحو والصرف لتفسير كتاب هللا تعالى وهو الكتاب الواحد الذى تكلم عن القواعد اللغوية ثم تطبيقها لتفسير كتاب هللا واإلمام جمال الدين اإلسناوي يؤلف الكتاب الكواكب الدرية فيما يستخرج على األصول النحوية من الفروع الفقهية وهو كتاب النحو مع تطبيقها الستباط األحكام الشرعية الفقهية. إلى غيرهما من سائر النحاة املرجع السابق : املرجع السايق : ص

5 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 46 فابن القيم رحمه هللا تعالى لم يجعل النحو كاملصدر األساس ى األول لتفسير كتاب هللا تعالى. بل على العكس أنه يجعل النحو الرقم الثاني بعد املذهب السلفي بل إنه يهدم ويجتهد شيئا آخر فى القاعدة النحوية مخافا ملا اتفق عليها الجمهور.فتمسكه باملذهب السلفي والحنبلي الذى يتمسك بظواهر األية القرآنية يجعله يسلك منهجا آخر غير ما يراه الجمهور. و يشرح الباحث عن أراء ابن قيم الجوزية النحوية املختلفة مع جمهور النحاة في تفسير اآلية القرآنية اآلتية : 1. األفعال, 2. املرفوعات, 3. املنصوبات, 4. والحرف املعانى. 1(. عن األفعال. وهوتشتمل على : )املاض ى املضارع واألمر( ثم تغيرالزمان فيها من الحال إلى املاض ى واملاض ى إلى الحال مع أمثلته باأليات القرآنية وتفسيره وأراء العلماء فيها. 1. األراء النحوية عند الجمهور في البحث عن األفعال ال يختلف ابن القيم مع سائر النحاة. وهي أن األفعال تنقسم إلى ثالثة أقسام وهي املاض ى واملضارع واألمر. والفعل ما دل على حدث وزمان. وفي حديثه عن األفعال نجده يتحدث عنها كما تحدث غيره من النحاة: وداللة 73 فيذكر أن األفعال ماض ومضارع وأمر. 72 والفعل ما دل على حدث وزمان ال باملطابقة كداللة )البيت( على )السقف( وأما داللته على 74 الفعل على الحدث بالتضمين الزمان, فقال النحويون : بالبنية وهو اليدل على الزمان البتة وإنما يدل اختالف األبنية على اختالف أحوال الحدث من املض ي و االستقبال و الحال. 75 وقال سيبويه: "إن األفعال أمثلة أخذت من لفظ أحداث األسماء وبنيت ما مض ى..لم " وهي عنده كغيره ثالثة : ماض ومضارع وأمر يقع وما هو كائن لم ينقطع الفعل املاض ى: 72 ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 358/4. 73 ابن فارس, أبي حسين أحمد )395 ه(, الصاحبي في فقه العربية وسنن العرب في كالمها, تحقيق السيد أحمد صقر, مطبعة عيس ى البابلي الحلبي وشركاه, القاهرة, عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد السهيلي, نتائج الفكر, سيبويه, الكتاب, ج 40/1. 77 ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 358/4.

6 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 47 هو ما دل على حدث قد ماض ى مثل: جلس محمد أى أن محمدا قد فعل الجلوس كلها ثم عرضهم على 78 وقوله تعالى : هو الذي جعل لكم األرض... )وعلم آدم األسماء املالئكة...( )قالوا سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا...( )قال يا آدم أ ن ب ئ ه م بأ س م ائ ه م ق ال أ ل م أ ق ل ل ك م...( )وإذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدام فسجدوا إال إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.( )وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة...( )فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ) )فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه(. 80 ولكن فعل املاض ى قد يتحول زمانه من املاض ى إلى املستقبل. فابن القيم في كتابه بدائع الفوائد يذكر على أن فعل املاض ى ينصرف زمانه إلى املستقبل باألدات هي: إن : مثل قوله تعالى : فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا...تنوعت أساليب هذه النماذج على النحو اآلتي: األسلوب األول : إذا وقع الفعل املاض ى بعد أداة الشرط )إن( فإن زمانه حينئذ يكون مستقبال ومن ذلك قوله تعالى : )فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق( 81 وقوله )فإن وقوله : )فإن أرادا فصاال 82 فاءوا فإن هللا غفور رحيم. وإن عزموا الطالق فإن هللا سميع عليم( 83 عن تراض منهما وتشاور فال جناح عليها وإن أردتم أن تسترضعوا أوالدكم فال جناح عليكم...( وقوله : إن أحسنتم أحسنتم أل نفسكم وإن أسأتم فلها..."عس ى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا(. 84 إلى غير ذلك من آيات وقد سبق أن ابن جنى علل ملجئ الفعل ماضيا في هذه األساليب بأن الشرط ال يصح إال مع اإلستقبال. وبأنه إنما جئ بلفظ املاض ى الواجب تحقيقا لألمر وتثبيتا له أى أن هذا وعد موفى به ال محالة. 85 وقد مثل ابن قيم بقوله : "إن زرتنى أكرمتك " : السر فى ذلك : تنزيل الشرط بالنسبة إلى الجزاء منزلة الفعل املاض ى, فإن الشرط ال يكون إال سابقا للجزاء متقدما عليه...أال ترى أنك إذا 78 محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 162/3. 79 البقرة : محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 162/3. 81 سورة البقرة : سورة البقرة : سورة البقرة : اإلسراء 1-8 : 85 محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 164/3.

7 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 48 قلت : إن اتقيت هللا أدخلك الجنة فال يكون إال سابقا على دخول الجنة فهو ماض باإلضافة إلى الجزاء. فأتوا بلفظ املاض ى تأكيدا للجزاء وتحقيقا ألن الثانى ال يقع إال بعد تحقيق األول ودخول. 86 فى الوجود و في مثل قولهم : إن قمت أكرمتك. وللنحاة فيه مسلكان: أحدهما : أن التغيير وقع في 87 وهذ ماض ى اللفظ مستقبل املعنى لفظ الفعل وكان املوضوع للمستقبل فغير إلى لفظ املاض ى واألداة هي التي تصرفت في تغيره وهذه اختيار أبي العباس املبرد. والثاني: أن التغيير إنما هو في املعنى واألداة وردت على فعل ماض فغيرت معناه إلى اإلستقبال وهذا هو الصواب كما يراه ابن القيم ألن األدوات املغيرة للكلم إنما تغير معانيها ألفاظها كاإلستفهام املغير ملعنى ما بعده من الخبر إلى الطلب وكالتمني والترجي والطلب والنفي ونظائره. 88 وجاء في كتاب الصاحبي : باب ما يأتي بلفظ املاض ي وهو راهن أو مستقبل وبلفظ املستقبل وهو ماض. 89 وذكر ابن القيم أن انصراف املاض ي إلى الحال يكون ب: قرينة اإلنشاء. نحو : تزوجت و بعتك وطلقتك. موقع العلماء من هذا اإلستعمال : من التوضيح السابق نرى أن استعمال صيغة املاض ى في الزمان املستقبل أقرب إلى الحقيقة منه إلى املجاز ألن الفعل لو لم يكن صالحا بذاته للداللة على ذلك ملا ورد استعماله في هذا األسلوب إذ كلمات اللغة جنود متعاونة ومؤلفة للداللة على املعنى ف )إن( تحتاج إلى )الفعل النحوى( ومتعلقاته حتى يمكن للمتكلم أن يصور فكره ويصب شعوره في قالب لغوي يتفق نظم كلماته مع ما يخامر النفس من شعور وتتطوى من إحساس. وقد قال املبرد : " والحروف تدخل على األفعال فتنقلها نحو قولك : ذهب و مض ى فتغير عما سلف فإن اتصلت هذه األفعال بحروف الجزاء نقلتها إلى ما لم تقع نحو : إن جئ ت ن ى " ثم قال : " وتقع يعنى 90 أكرمت ك, وإن أكرمتنى أعطيتك فإنما معناه : إن تكرمنى أعطك 86 محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 165/3. 87 عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد املصدر نفسه, 359/4. 89 ابن فارس, الصاحبي, املقتضب.185/1

8 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b صيغة املاض ى موقع املضارعة في الجزاء في قولك : إن فعلت فعلت فاملعنى : إن تفعل أفعل ". ثم قال وقد يجوز أن تقع األفعال املاضية في الجزاء على معنى املستقبلية ألن الشرط ال يقع إال على فعل لم يقع وذلك قولك : إن أتيتنى أكرمتك وإن جئتنى جئتك. 92 األسلوب الثالث : املاض ى على ما علم استقباله نحو قوله تعالى : )ي ق د م ق و م ه ي و م ال ق ي ام ة إذا ع ط ف م ن ي ال 93 ي و م ي ن ف خ ف ي الص ور ف ف ز ع م ن ف الس م او ات و م ن ف ي األ ر ض إ ف أ و ر د ه م الن ار ) وقوله : )و ش اء ا لل (. 94 فزمان )أورد( و )فزع( مستقبل. 95 األسلوب الرابع: نا أ ع ط ي ن اك 96 إذا كان للوعد نحو قوله تعالى : )إ ل وه 98 ه ا ر ض ن ور ر ب ش ر ق ت األ ب (. 99 ت س ت ع ج (. وقوله: )وأ ال ك و ث ر ا لل ف ال 97 (. وقوله : )أ تى أ م ر األسلوب الخامس: اه م ج ل ودا ه م ب د ل ن ض ج ت ج ل ود إذا وقع )كلما( في بعض أساليبها ومنه قوله تعالى: )ك ل م ا ن غ ي ر ها (. 100 فهذه اآلية إخبار عما سيحدث لهم من تغير جلودهم حتى يظل اإلحساس بالعذاب موجودا. وأما قوله تعالى : )ك ل م ا ج اء أ م ة ر س ول ه ا ك ذ ب وه (. 101 فالفعل ماض حدثا وزمانا ألن اآلية إخبار عما حدث من األمم السابقة مع رسلهم املقتضب.2/2 92 محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 166/ هود, األية النمل, األية محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 188/3. 96 محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 3 / 189. الكوثر, األية 1. النحل, األية 1. الزمر, األية 69. النساء, األية 56.

9 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 50 األسلوب السادس : إذا وقع مضافا إليه بعد )حيث( صلح لالستقبال إذا تتضمن)حيث( معنى الشرط: أما إذا وقع مضافا إليه بعد )حيث( 103 صلح لالستقبال بشرط أن تتضمن معنى الشرط: كقوله و ح ي ث م ا س ج د ال ح ر ام ك ن ت م ف و ل وا و ج وهك م ف و ل و ج ه ك ش ط ر امل تعالى: )و م ن ح ي ث خ ر ج ت ش ط ر ه (. 104 فجاء االستقبال من حيث معنى الشرط في الكالم ولم يأت من قبل )حيث( ولهذا لو تجرد من الشرط لم يكن إال للمض ي كقولك: اذهب حيث ذهب فالن. 105 الفعل املضارع: تحدث ابن القيم عن مذاهب النحاة في نفي املضارع ب )ال( واختصاصه باالستقبال والحال. وذكر أن مذهب األخفش صالحيته لهما ووافقه ابن مالك وزعم الزمخشري أنه يتخلص بها للالستقبال. 106 للحال ب )اآلن, وآنفا, والساعة( ويترجح للحال 107 وذكر ابن القيم "أن املستقبل يتخلص بدخول الم االبتداء عليه نحو : إني ألحبك. وأما قوله تعالى حكاية عن يعقوب : ( إني ليحزنني أن تذهبوا به( يوسف 13 وذهابهم مستقبل و هو فاعل الحزن ويمتنع أن يكون الفاعل مستقبال والفعل حاال. تخلص املضارع للمستقبل: ثم إن ابن القيم جعل لتخلص املضارع للمستقبل عشرة أشياء يتخلص فيها إلى املستقبل ولكنه لم يذكرها وذكر منها سبعة أشياء وهي : حرف تنفيس أو مصاحبة ناصب أو أداة ترج, أو إشقاق ك )لعل( أو مجاوز أو نوني التأكيد أو لو املصدرية كقوله تعالى : )و دوا ن ف ي د ه ن ون (. 108 ومثل االشفاق قول الشاعر: ل و ت د ه 101 املؤمنون, األية محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن, ج 190/ عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد البقرة, اآلية ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, /4, ابن هشام األنصاري, مغني اللبيب 262/ ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, / عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد القلم, اآلية 9.

10 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 51 فأما كيس فنجا ولكن * عس ى يغتر بي حمق لئيم. 109 األسلوب األول: اقترانه ب )آنفا(. وقد عرفنا أنها تجعل زمان املاض ي حاضرا فكذالك املضارع وقد نص على ذلك ابن القيم, فإذا ما قلنا : يتكلم محمد آنفا دل ذلك على أن الكالم واقع اآلن. األسلوب الثاني: اقترانه ب )الساعة( مثل : يصلى املسلمون الساعة. وقد نص على ذلك ابن القيم حيث قال: "و أما اآلن وآنفا والساعة فمخلص للحال خالفا لبعضهم...إلخ ما سبق. 110 وقال ابن مالك: "ويتعين عند األكثر أى الحال بمصاحبة )اآلن( وما في معناه " ثم شرحه بقوله : "وإذا كان التجرد من قرائن الحال وقرائن االستقبال مرجحا للحال فوجدان قرينة من قرائنه تؤكد الترجيح فيصير الحال بها متعينا كإعمال املضارع في )اآلن( وما في معناه نحو : زيد يصلى اآلن والساعة". 111 األسلوب الثالث: اقتران املضارع بالم االبتداء. 112 وفي ذلك بقول ابن مالك : " وكذا اقترانه بالم االبتداء نحو : إني ألحبك " ثم بقول : وأما الم االبتداء فمخلصة للحال عند أكثرهم. وليس كما ظنوا بل جائز أن ة (, 113 وقوله تعالى: ل ي ح ك م ب ي ن ه م ي و م ال ق ي ام يراد االستقبال باملقرون بها كقوله تعالى : )و إ ن ر ب ك )إني ليحزننى أن تذهبوا به ) 114 ف )يحزن( مقرون بالم االبتداء وهو مستقبل ألن فاعله الذهاب وهو عند نطق يعقوب عليه السالم ب )يحزن( غير موجود فلو أريد ب )يحزن( الحال لزم سبق معنى الفعل ملعنى الفاعل في الوجود " املصدر,.363/4 110 بدائع الفوائد 192/ التسهيل ص 5 وشرحه 21/ محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج / النحل, اآلية يوسف, اآلية شرح التسهيل 21:22/1.

11 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b فعل األمر: ذكر النحاة أن فعل األمر ال يكون إال لالستقبال ولذلك فال يقرن به ما يجعله وعالمته أن يقبل نون التوكيد مع داللته على األمر نحو : )قو م ن ) 118. ويعرف بداللته 117 لغيره على الطلب, مع قبوله ياء املخاطبة وبنائه على السكون ك)اضرب( إال املعتل فعلى حذف آخره ك )اغز(. 119 ثم إن ابن القيم ذكر أن وروده ملن هو ملتبس بالفعل ال يكون املطلوب منه إال أمرا 120 أ ي ه ا ال ذ ين آم ن وا آم ن وا(. متجددا وهو إما االستدامة وإما تكميل املأمور به كقوله تعالى: )ي ا وقال صاحب الكشاف إنه خطاب للمسلمين ومعنى )آم ن وا( اثبتوا على اإليمان وداوموا عليه وازدادواه. 121 األراء النحوية عند ابن القيم األسلوب الثاني: تقع صلة السم املوصول وهذا ما ذكره ابن القيم ومثل له بثالثة أنواع من األساليب. أسلوب وقع املاض ي فيه صلة للموصول ومنه قوله تعالى : )إ ال ال ذ ين ت اب وا م ن ق ب ل أ غ ف ور ر ح يم أ ن ا لل (. 122 ع ل ي ه م ف اع ل م وا ن ت ق د ر وا ويرى ابن مالك أن )تابوا( مستقبل الزمان ألنه وقع صلة للموصول 123. وقد رده ابن القيم قائال: " فقد ظن صاحب التسهيل أنه يراد به االستقبال وهذا وهم منه رحمه هللا. والفعل ماض لفظا ومعنى واملراد : إال الذين تقدمت توبتهم قبل القدرة عليهم فخلوا سبيلهم. ومعنى كقوله تعالى: 124 ولو تجردت الصلة من معنى الشرط لم يكن الفعل إال ماضيا وضعا )ال ذ ين ق ال ل ه م الن اس إ ن الن اس ق د ج م ع وا ل ك م ف اخ ش و ه م ( عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد املصدر نفسه, 358/4, ابن هشام األنصاري, مغني اللبيب, 458/ ابن هشام األنصاري, أوضح املسالك إلى ألفية ابن مالك, ج 28/ ابن هشام األنصاري, شرح قطح الندى وبل الصدى, النساء, اآلية الزمخشري, الكشاف, ج 575/ املائدة األية شرح التسهيل 33/ محمد يسرى زعير, أسرار النحو فى ضوء أساليب القرآن ج 184/3.

12 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 53 2(. عن املرفوعات وهى تشتمل على املبتدأ والخبر والفاعل مع ذكر األمثلة فى القرآن وإعرابه وفهم معانيه وأراء العلماء فيه 1. األراء النحوية عند الجمهور من خالل متابعتنا لكتب النحو نجد أن النحويين ذهبوا بأن املبتداء ال يكون إال من األسماء. اللفظية. 126 يقولون على سبيل املثال ابن اآلجرومي : املبتداء هو : اسم مرفوع عاري عن العوامل وذكر ابن هشام في قطر الندى بأنه االسم املجرد عن العوامل اللفظية لإلسناد والخبر هو: املسند الذي تتم به مع املبتداء فائدة. 127 أن يكون معرفة أو مخصوصا من التخصيص بوجه تحصل فيه 128 وأصل املبتداء الفائدة من األخبار عنه فإن انتفت عنه وجوه التخصيص بأجمعها يخبر عنه إال أن يكون الخبر مجرورا مفيدا معرفة مقدما عليه بهذه الشروط األربعة ألنه إذا تقدم وكان معرفة صار كأن وعلى هذا فإن لم يكن الخبر مفيدا لم تفد 129 الحديث عنه وكأن املبتداء املؤخر خبر عنه املسألة شيئا وكان ال فرق بين تقديم الخبر وتأخيره كما إذا قلت : في الدنيا رجل كان في عدم الفائدة بمنزلة قولك : رجل في الدنيا فهذا لم تمنع الفائدة بتقديم وال تأخير. وإنما امتنعت من كون الخبر غير مفيد. 130 وفي هذا توجيه ابن القيم لعالقة اإلسناد بين املبتداء )املسند إليه( والخبر )املسند( وهذه طريقة إمام النحو سيبويه الذي جعل مناط الصحة الفائدة. 131 وأحسنه إذا اجتمع معرفة و نكرة أن تبدأ باألعراف, وهو أصل الكالم آل عمران, األية 173. آجرومية ابن هشام, قطر الندى ص عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد ج 74-73/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, ج 304/2: سيبويه, الكتاب, ج 394/1: ابن هشام األنصارى, أوضح املسالك, 203/1: ابن هشام األنصارى مغمي اللبيب, / ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, ج 305/2: السيوطي, األشباه والنظائر, 66/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, ج /2 : سيبويه, الكتاب, ج 394/ سيبويه, الكتاب, 395/1.

13 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b األراء النحوية عند ابن القيم أحوال خبراملبتداء: في حديث ابن القيم عن أحوال خبر املبتداء يرى )أن خبر املبتداء إما مفردا وإما جملة( 133 وهو بذلك لم يخرخ عما قاله ابن مالك: كاهلل بر واأليادي شاهدة والخبر الجزء املتم الفائدة حاوية معنى الذي سيقت له ومفردا يأتي ويأتي جملة ناوين معنى كائن أو استقر واخبر بظرف أو بحرف جر ويضيف ابن القيم : "فإن كان جملة فإما أن يكون نفس املبتداء أو غيره, فإن كان نفس املبتداء لم يحتج إلى رابط يربطها به إذ ال رابط أقوى من اتحادهما نحو : )قولي الحمد هلل(". ونحو : هو هللا أحد إذ قدر )هو( ضمير الشأن. 134 أن يكون معرفة ال نكرة ألن النكرة 135 وجاء في شرح قطر الندى )أن األصل في املبتداء مجهولة غالبا والحكم على املجهول ال يفيد و يجوز أن يكون نكرة إن كان عاما أو خاصا( 136 كما ذكرنا سابقا. ولكن مناط الصحة الفائدة كما جاء عند ابن القيم ال يمنع من حصر حاالت كما فعل ابن مالك فهو يقول: 137 ما لم تفد كعند زيد نمرة وال يجوز االبتداء بالناكرة وابن القيم أراد التركيز على )الفائدة( املتحصلة في الخبر واملعنى املراد من الجملة, بصرف النظر عن أي مسوغ )فقولك: في الدار إمرأة بمنزلة قولك: الدار فيها إمرأة فأخبر عن الدار بحصول املرأة في اللفظ واملعنى فإنك لم ترد اإلخبار عن املرأة بأنها في الدار ولو أردت ذلك لحصلت حقيقة املخبر عنه أوال ثم أسندت إليه الخبر وإنما مقصودك اإلخبار عن الدار بأنها مشغولة بامرأة ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, ج 30/3: ابن هشام األنصارى, أوضح املسالك, 194/ املصدر نفسه, ج 30/3 : املصدر نفسه, 197,201/ عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد ابن هشام, قطر الندى ص ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج 113/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, ج 305/2.

14 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 55 ومن التخصيصات املسوغة لالبتداء بالنكرة عند ابن القيم )أن تكون موصوفة نحو: أو عامة نحو : ما أحد خير من رسول هللا وهل أحد 139 )والعبد مؤمن خير من مشرك ) عندك (. 140 واألصل في املبتداء أن يكون معرفة ال نكرة و يجوز أن يكون نكرة إن كان عاما أو خاصا 141 كما ذكرنا وقد ذكرذلك ابن عقيل في شرحه على األلفية من قول ابن مالك: ما لم تفد: كعند زيد نمره و ال يجوز االبتداء بالنكرة و رجل من الكرام عندنا و هل فتى فيكم فما خل لنا بر يزين و ليقس مالم يكن ورغبة في الخير خير و عمل و جاء في قوله: أن توصف, نحو : رجل من الكرام عندنا. 142 وقد وافق ابن القيم قول سيبويه في حيث قدر سيبويه الخبر طاعة أمثل وقول توجيه قوله تعالى :) ط اع ة و ق و ل م ع ر وف (143 و قد فضل ابن القيم هذا على من جعل املسوغ لالبتداء بها 144 معروف أشبه و أجدر بكم هاهنا العطف عليها : ألن املعطوف عليها موصوف فيصح االبتداء به. 145 و إنما كان قول سيبويه أحسن عند ابن القيم ألن تقيد املعطوف عليه بها ولو قلت: طاعة أمثل لساغ ذلك و إن لم يعطف عليها. 146 ومنها أيضا العلل املسوغة لالبتداء بالنكرة في اللفظ أن تقع في سياق التفضيل نحو قول عمر تمرة خير من جرادة و منه و قوع النكرة في سياق تفصيل بعد إجمال كما إذا قلت قسأم هذه الثياب بين هؤالء فثوب لزيد و ثوب لعمر وثوب لبكر فإن النكرة تخصصت وتعينت بتلك الثياب املقيدة. 147 و يتراءى لي أن ابن القيم لم يخرج عما قاله النحاة في مسائل االبتداء إال أن ابن القيم فسر بعد هذه العلل كما جاء في قوله : " و الذي صحح االبتداء بالنكرة في )سالم عليكم( أنها في حكم املوصوفة ألن املسلم إذا قال سالم عليكم فإنما مراده سالمى عليك كما قال تعالى: 139 البقرة, اآلية املصدر نفسه, ج /2 : ابن هشام األنصارى, أوضح املسالك, 203/ ابن هشام, قطر الندى ص ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج / محمد, اآلية سيبويه, الكتاب, ج / ابن هشام األنصارى مغمي اللبيب 175/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 305/2: ابن هشام األنصاري, نتائج الفكر, ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 306/2.

15 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 56 ال م م نا( أال ترى أن مقصود املسلم إعالم من سلم عليه بأن التحية والسالم منه س 148 )اه ب ط ب نفسه ملا في ذلك من حصول مقصود السالم من التحيات و التودد و التعطف". 149 وقال سيبويه : هو دعاء و خبر ولم يفهم كثير من الناس قوله على وجهه بل حرفوه. 150 بعد عرض على من اآلراء نقول أن هناك فرق بين ابن القيم وسائر النحاة : فالنحويون ذهبوا إلى أن االبتداء بالنكرة ال بد من مسوعات أما ابن القيم فعنده أن هذا تكلف ال حاجة إليه )إذ مناط الصحة الفائدة و هذه طريقة إمام النحو سيبويه. 151 و يظهر في هذا الرأي توجيه ابن القيم لعالقة اإلسناد بين املبتداء )املسند إليه( والخبر )املسند( فاألصل تعريف املبتداء و كذلك الخبر و هذا ما يسوغ االبتداء بالنكرة اكتفاء بالفائدة التي تحصل في هذا االسناد. 152 و مع ذلك يرى ابن القيم أيضا أن الخبر إما أن يكون مفردا أو جملة و هذا يتفق مع اإلمام ابن مالك في ألفيته إذ يقول : 153 كاهلل بر واأليادي شاهدة والخبر الجزء املتم الفائدة حاوية معنى الذي سيقت له ومفردا يأتي ويأتي جملة ناوين معنى كائن أو استقر واخبر واظرف أو بحرف جر ويضيف ابن القيم : "فإن كان جملة فإما أن يكون نفس املبتداء أو غيره, فإن كان نفس املبتداء لم يحتج إلى رابط يربطها به إذ ال رابط أقوى من اتحادهما نحو : )قولي الحمد هلل(". ونحو : هو هللا أحد إذ قدر )هو( ضمير الشأن. 154 فأما الجملة أن تكون هي املبتداء في املعنى أو ال 155 و املخاطب يعرف أن الخبر مسند إلى املبتداء أو أنه هو نفسه. ذكر ابن القيم أن الخبر إذا كان جملة فال بد من رابط يربطها باملبتداء و من هذه الروابط الضمير و اسم اإلشارة و اسم ظاهر يقوم مقام الضمير و أنه قد يستغنى عن الضمير إذا علم الرابط و باب هذا في التفصيل بعد الجملة ففيه يقع االستغناء عن الضمير كقولك: 148 هود, اآلية املصدر نفسه, ج 307/ سيبويه, الكتاب, 395/1: ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, ج 297/ ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد ج 304/2: سيبويه, الكتاب, / عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد, ج 77/ عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد, ج 76-74/ املصدر نفسه, ج 30/3 : املصدر نفسه, 197,201/ ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج 107/1.

16 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 57 املال لهؤالء لزيد درهم و لخالد درهم. و مثله السمن منوان بدرهم فان تفصيل املبتدأ بالجملة بعده رابط أغنى عن الضمير وهذا بخالف قولك : زيد عمر مسافر فإنه ال رابط بينهما فتحتاج إلى أن تقول: في حاجته. 156 و كأن ابن القيم ينظر إلى ما تحتمله جملة لزيد درهم من تقديره حيث التقدير: كائن أو مستقر و كأن الرابط عنده جملة ربطتها باملبتدأ. 157 وقد ورد في شرح ابن عقيل أنه: )إن كانت الجملة الواقعة خبرا هي املبتدأ في املعنى لم تحتاج إلى رابط و اكتفي بها عن الرابط كقولك: )مطقي هللا حسبي( فنطقي مبتدأ واالسم الكرام: مبتدأ ثان و حسبي: خبر عن املبتدأ الثاني, و املبتدأ الثاني و خبره خبر عن املبتدأ األول و استغني عن الرابط ألن قولك )هللا حسبي( هو معنى )نطقي( و كذلك: )قول ال إله إال هللا(. 158 باب الفاعل : ذكر النحاة و منهم ابن هشام األنصاري في كتابه " شذود الذهاب" و "مغني اللبيب" على أن الفاعل هو العمدة في الكالم و أنه ال يجوز حذفه على اإلطالق ألن بدونه ال تكون الكالم مفيدا. فحذف الفاعل في الجملة أمر ممنوع في القاعدة النحوية. و لكن خلف ذلك ابن القيم و يقول أن الفاعل يجوز حذفه. إذا كان الفعل جاء بأفعال العدل و الجزاء والعقوبة و الشر ألن كل ذلك ال يضاف إلى هللا تعالى وذلك بإتيان الفعل بصيغة املفعول. يرى ابن القيم أن الطريقة املعهودة في القرآن هي أن أفعال اإلحسان و الرحمة و الجود تضاف إلى هللا 159 سبحانه و تعالى فيذكره فاعلها منسوبة إليه و ال يبنى الفعل معها للمفعول فإذا جيء بأفعال العدل و الجزاء و العقوبة حذف الفاعل و بني الفعل معها للمفعول و شاهد ف ي ذلك كما ذكر ابن القيم قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن: )و أ نا ال ن د ر ي أ ش ر أ ر يد ب م ن أ م أ ر اد ب ه م ر ب ه م ر ش دا 160 ر ض ( فحذفوا فاعل الشر و مريده و صرحوا بمريد الرشد و نظيره األ غ ض وب ع ل ي ه م وال الض ال ين ) ر امل فذكر النعمة ر اط ال ذ ين أ ن ع م ت ع ل ي ه م غي 161 في الفاتحة : )ص 156 ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, ج 31/ السيوطي, همع الهوامع في شرح جمع جوامع, دار املعرفة, 94/ ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج 107/ عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد, ج 81-80/ الجن, اآلية 10. الفاتحة, اآلية 7.

17 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 58 مضافة إليه سبحانه و ملا ذكر الغضب حذف الفاعل و بني الفعل للمفعول 162 فقال: )املغضوب عليهم( و الضالل منسوب إلى من قام به و الغضب محذوف فاعله و عليهم في موضوع رفع: ألنه اسم ما لم يسم فاعله و في الغالمين )ف أ ر اد ر ب ك أ ن 164 و مثله قول الخضر في السفينة : )فأردت أن أعيبها( و ي س ت خ ر ج ا ك ن ز ه م ا ر ح م ة م ن ر ب ك ) ل ي ك م أ ش د ه م ا 165 ح ب ب إ و مثله قوله تعالى: )و ل ك ن ا لل ي ب ل غا إ ل ي ك م ال ك ف ر و ال ف س وق و ال ع ص ي ا ك م و ك ر ه ق ل وب ن ) 166. فنسب هذا التزيين ف ي اإل يم ان وز ي ن ه املحبوب إليه و قال: )ز ي ن ل لن اس ح ب الش ه و ات م ن الن س اء و ال ب ن ين ) 167 فحذف الفاعل املزين و مثله قول الخليل: )ال ذ ي خ ل ق ن ي ف ه و ي ه د ين و ال ذ ي ه و ي ط ع م ن ي و ي س ق ين, و إ ذ ا م ر ض ت ف ه و ح ي ين و ال ذ ي أ ط م ع أ ن ي غ ف ر ل ي خ ط يئ ت ي ي و م الد ين ) 168 فنسب إلى ربه ي ش ف ين, و ال ذ ي ي م يت ن ي ث م ي كل كمال من هذه األفعال و نسب إلى نفسه النقص منها و هو املرض و الخطيئة و هذا كثير في القرآن. 169 يرى ابن القيم أنه يمنع أن يكون الفاعل مستقبال و الفعل حاال في قوله تعالى عن يعقوب عليه السالم-: )إني ليحزنني أن تذهبوا به( يوسف/ 13 ذهباهم مستقبل و هو فاعل الحزن. 170 و بهذا يمكننا أن نقول أن ابن القيم عندما أراد أن يفسر قول هللا تعالى- والفعل يتحمل معنى الشر املضاف إلى هللا تعالى- يري أن ذلك ال يجوز. و هذا موافقا ملنهج السلف أنه ال يضاف إلى هللا إال الخير. خالفا ملذهب املعتزلة و األشاعرة أن الخير و الشر يجوز أن يصدر من هللا تعالى و هو فاعل كل الشر و الخير. تحتوى على ذكر مفعول املطلق, املفعول فيه, الحال, و اإلستثناء مع 171 3(. عن املنصوبات ذكراآليات القرآنية من كل املوضوع وأراء العلماء فيه ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, ج /2. النحاس, إعراب القرآن, ج 16/1. الكهف, اآلية 79. الكهف, اآلية 82. الحجرات, اآلية 7. آل عمران, اآلية 14. الشعراء, اآلية ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 201/2. ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 364/4: الزمخشري, الكشاف, 448/2.

18 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 59 الحال و هو الوصف الفضلة املنتصب للداللة على هيئة 172 الذي يقع في جواب )كيف(. و تسميتها )حاال( تعبير نحوي اصطالحي كذلك قولهم: نصب على القطع من املعرفة و كل ما دل على هيئة صح أن يقال عنه )حال(. والحال صفة في املعنى و كل صفة علم قدمت عليه, انقلب املوصوف عطف بيان نحو: مررت بالكريم زيد و كذلك غير العلم كقولك: مررت بالكريم أخيك ألن الثاني تابع له مبين له. 173 و تحدث ابن القيم عن أقسام الحال و ذكر أنها أربعة: مقيدة و مقدرة و مؤكدة و موطئة فإذا كانت الحال صفة الزمة لالسم كان حملها عليه على جهة النعت أولى بها و إذا كانت مساوية للفعل غير الزمة إال في وقت اإلخبار عنه بالفعل و ال تكون إال مشتقة من فعل: ألن الفعل حركة غير ثابتة, و قد تجيء غير مشتقة لكن في معنى املشتق كقوله- صلى هللا عليه و سلم-: )و أحيانا يتمثل لي امللك رجال(, 174 فقوله )رجل( بقوة: متصورا بهذه الصورة, أما قولهم: جاءني زيد رجال صالحا. فالصفة وطأت اإلسم للحال, 175 و لوال )صالحا( ما كان )رجل( حاال و كذلك قوله تعالى: )لسانا عربيا(. 176 و معنى الحال في قوله تعالى: )لسانا عربيا(. ف )لسانا(حال من كتاب, و صح انتصاب الحال عنه مع كونه نكرة لكونه قد وصف و النكرة إذا وصفت انتصب عنها الحال لتخصصها بالصفة كما يصح أن يبدأ بها. 177 و تحدث ابن القيم عن الحال املؤكدة بقوله: )فهي أن يكون معناها كمعنى الفعل ألن التوكيد هو املؤكد في املعنى و ذلك نحو قولهم : قم قائما و أنا زيد معروفا هذه هي الحال و ليس املراد بقول النحاة: حال مؤكدة ما يريدون بالتأكيد في باب 178 املؤكدة في الحقيقة التوابع فالتأكيد املبوب له هناك أخص من التأكيد املراد من الحال املؤكدة و إنما مرادهم 171 عبد هللا عبد ربه الذنيبات, آراء ابن القيم اللغوية في كتابه "بدائع الفوائد, ج 90-81/ ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج 336/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 358/4: السيوطي, همع الهوامع, 121/2: ابن مالك, التسهيل, البخاري, صحيح البخاري, 278/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 278/ األحقاف, اآلية ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 236/ املصدر نفسه, 278/2, شرح ابن عقيل ج 351/1.

19 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 60 بالحال املؤكدة املقررة ملضمون الجملة بذكر الوصف الذي ال يفارق العامل و ال ينفك عنه و إن لم يكن معنى ذلك الوصف هو معنى الجملة بعينه. و هذا كقولهم: زيد أبوك عطوفا. فإن كونه عطوفا, ليس معناه: كونه أباه و لكن ذكر أبوته, تشعر بما يالزمها من العطف, و كذلك ا ب ي ن ي د ي ه ق ا مل ) حق, و الحق يالزمه, تصديق 179 ) فإن ) ما ب ي ن ي د ي ه قوله تعالى: ( ه و ال ح ق م ص د بعضه بعضا. 180 الحال املتداخلة: أما الحال املتداخلة فإذا كانت إحدى الحالين متضمنة األخرى نحو: جاء محمد راكبا مسرعا و كذلك يعمل في الظرفين إذا تضمن أحدهما اآلخر: سرت يوم الخميس بكرة. و ال..181 يجوز أن يعمل عامل واحد في حالين و ال ظرفين إال أن يتداخال و يصح الجمع بينهما الحال الالزمة: 182 قوله صلى هللا عليه و سلم: )خلق املاء طهورا( فقد صرح في أنه مخلوق على هذه الصفة و )طهورا( منصوب على الحال أي : خلق على هذه الحالة من كونه طهورا و إن كانت حاال الزمه فهي كقولهم: خلق هللا الزرافة يديها أطول من رجليها األراء النحوية عند ابن القيم املفعول املطلق : و هو "املصدر الفضلة املسلط عليه عامل من لفظه أو معناه ك : قعدت جلوسا". 184 " توكيدا لعامله أو بيانا لنوعه أو عدده". 185 وقد جاء في البدائع عن الحكمة من تأكيد األمر 179 فاطر, اآلية املصدر نفسه, 279/2: املصدر نفسه, ج 351/ املصدر نفسه, 285/2: املصدر نفسه, ج 350/ أبو داود, تهذيب سنن أبي داود 67-66, ص 27: باب ما جاء فيه بئر بضاعة. النسائي, 174/1: الترميذي, سنن الترميذي, 66 ص/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد, 143/ ابن هشام األنصاري,شرح قطر الندى, ص ابن عقيل, شرح ابن عقيل, ج 296/1.

20 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 61 بالسالم على النبي 186 صلى هللا عليه و السالم باملصدر دون الصالة عليه في قوله تعالى :) صلوا عليه وسلموا تسليما(. 187 أن التأكيد واقع على الصالة و السالم و إن اختلفت جهة التأكيد فإنه سبحانه و تعالى أخبر في أول اآلية بصالته عليه و صالة مالئكته عليه مؤكدا لهذا األخبار بحرف )إن( مخبرا عن املالئكة بصيغة الجمع املضاف إليه و هذا يفيد العموم و االستغراق فإذا استشعرت النفوس ذلك شأنه صلى هللا عليه و سلم عند هللا, و عند مالئكته بادرت إلى الصالة عليه و إن لم تؤمر بها بل إذا جاء مطلق األمر بادرت و سارعت إلى موافقة هللا و مالئكته في الصالة عليه- صلوات هللا و سالمه عليه- فلم يحتج إلى تأكيد الفعل باملصدر و ملا خال السالم من هذا املعنى, و جاء في حيز األمر املجرد دون الخبر حسن تأكيده باملصدر ليدل على تحقيق املعنى و تثنيته و يقوم تأكيد الفعل مقام تكريره كما حصل التكرير في الصالة خبرا و طلبا فكذلك التكرير في السالم فعال و مصدرا فتأمله فإنه بديع جدا. 188 املفعول فيه )الظرف(: ذكر ابن القيم في البدائع معنى الظرف فقال: الزمان عبارة عن مقارنة حادث لحادث مقارنة الحادث من الحركة العلوية للحادث من حركات العباد و معيار له و لهذا سماه النحاة )ظرفا( ألنه مكيال و معيار يعلم به مقدار الحركة و الفعل و تقدمه و تأخره و قربه و بعده و طوله و قصره و انقطاعه و دوامه". 189 و يرى أن اإلخبار عن الجثث بظرف الزمان جائز إذا كان الزمان يسع مدتها و مثل لذلك بقوله نحن في املئة الثامنة علما بأن جمهور النحاة ال يجيزون ذلك فهم يؤولون: الليلة الهالل ب: و على هذا فإن ابن القيم يرد تكلف الحذف الذي تأوله البصريون فإذا 190 طلوع الهالل الليلة قلت : الليلة الهالل صح و ال حاجة بك إلى إضمار: الليلة طلوع الهالل. 191 بناء أمس: ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد 292/2. األحزاب, اآلية 56. املصدر نفسه, 298/2. املصدر نفسه, 37/3. ابن مالك, تسهيل الفوائد, 49. ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد 37/3: الكتاب, 484/1.

21 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 62 تناول ابن القيم الظرف )أمس( و علة بنائه فقال: "و النحاة يرون أن بناء )أمس( لتضمنه معنى الم التعريف فإنه معرفة بدليل قولهم : أمس الدابر فيصفونه بذي الالم فدل لكن ابن القيم يرى " أن )أمس( 192 على أنه معرفة و ال يمكن أن يكون معرفة إال بتقدير الالم " يبنى ألنه صيغ من فعل ماض و هو )أمس(". 193 فظرف لألمر و اإلباحة ال أما الظرف )اآلن( من قوله تعالى : )ف اآل ن ب اش ر وه ن (194 للفعل املأمور به و املعنى فاآلن أبحت لكم مباشرتهن ال أن : فاآلن مدة وقوع املباشرة منكم. 195 ثم تحدث ابن القيم عن الظروف املقطوعة عن اإلضافة كقبل و بعد فهي تبنى على قي 196 الضم قياسا على هذا يوجه قوله صلى هللا عليه و سلم : )إنما كنت خليال من وراء وراء( أحد رواياته و كذلك ما أنشده الجوهري في صحاحه : لقاؤك إال من وراء وراء بالضم. 197 إذا أنا لم أومن عليك و لم يكن و يرى ابن القيم أن العامل الواحد يعمل في ظرفين إذا تضمن أحدهما اآلخر نحو سرت يوم الخميس بكرة ال يجوز أن يعمل إال أن يتداخال و يصح الجمع بينهما. 198 االستثناء و في هذا الفصل التفت إلى 199 تحدث عن االستثناء في القرآن, و عقد له فصال مطوال ) غ ي ب إ ال ا لل ف ي الس م او ات واأل ر ض ال. 200 آراء املعربين و املفسرين في قول تعالى: )ق ل ال ي ع ل م م ن فهذه اآلية تحتمل في كالم املعربين و املفسرين االستثناء املتصل و االستثناء املنقطع, و حمل الزمخشري اآلية على االستثناء املنقطع, 201 و قال ابن القيم : لبصواب في االستثناء متصل 202 و حاصل إعراب الزمخسري أنه يجعل )من( اسما موصوال في محل رفع فاعل )يعلم(, 192 السيوطي, األشباه و النظائر في النحو, ج 126/ ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد 72-71/ البقرة, اآلية ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد 362/4 : النحاس, إعراب القرآن ج 126/1: الزمخشري, الكشاف, 232/ مسلم, صحيح مسلم, 195, ج 187/1, من حديث حذيفة بن اليمان, و أبي هريرة رض ي هللا عنهما. 197 ابن القيم الجوزية بدائع الفوائد / املصدر نفسه, 285/ املصدر نفسه,ج 62-46/ النمل, اآلية 65. الزمخشري, الكشاف, 378/3: ابن هشام األنصاري,أوضح املسالك, / ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 51/3.

22 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 63 و )الغيب( مفعول به ل )يعلم( و لفظ الجاللة بدال من )من( املوصولة و هو استثناء منقطع: ألن املستثنى منه. 203 و ذكر ابن مالك أن الصحيح عنده أن االستثناء في اآلية متصل و )في( متعلق بفعل غير استقر من األفعال املنصوبة حقيقة إلى هللا تعالى و إلى املخلوقين كذكر و يذكر كأنه قيل: ال يعلم من يذكر في السموات و األرض الغيب إال هللا قال : و يجوز تعليق )في( باستقر مستند إلى مضاف حذف و أقيم املضاف إليه مقامه و األصل: ال يعلم من استقر ذكره في السموات و األرض الغيب إال هللا ثم حذف الفعل و املضاف و استتر الضمير لكونه مرفوعا و هذا على تسليم امتناع إرادة الحقيقة و املجاز في حال واحدة. و قد وجد ابن القيم في توجيه ابن مالك لآلية تكلفا واضحا ال حاجة للمعنى القرآني به من وجوه : األول: ليس في اآلية استعمال للفظ في حقيقته و مجازه و هي في معنى: ال يعلم أحد الغيب إال هللا. الثاني: حذف عامل الظرف ال يجوز إال إذا كان عاما و استقرارا عاما. الثالث: إدعاؤه أن عامل الظرف )استقرار( مضاف إلى ذكر محذوف استغنى به عن املضاف إليه ال نظير له. الرابع: ادعاؤه إضافة ش يء محذوف إلى ش يء, فهذا يصان عنه الكالم الفصيح, فضال على كالم رب العاملين. 204 م ن ال غ او ين ) 205. قال ات ب ع ك أما قوله تعالى: )إ ن ع ب اد ي ل ي س ل ك ع ل ي ه م س لط ان إ ال م ن الزمخشري: هو استثناء متصل, و جعل لفظ )العباد( عاما فقد استثنى املخلصين: ألنه علم أن كيده ال يعلم فيهم, و ال يقبلونه منه. 206 أما ابن القيم فقد احتكم إلى طريقة القرآن في تعيين اإلضافة ففيها معنى التخصيص و ن ه ل ي س ل ه التشربف و عباده املضافون إليه هم الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون قال تعال: ( إ س ل ط ان ع لى ال ذ ين آم ن وا و ع لى ر ب ه م ي ت و ك ل ون ) 207 و هذا يوافقه االستثناء املنقطع: ألن اتباعه الغاوين لم يدخلوا في عباده املضافين إليه و إن دخلوا في مطلق العبادة و االنقطاع في هذا قول ابن خروف و هو الصواب و قد عرفت غلط الزمخشري الزمخشري, الكشاف, 378/ ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 51/ الحجر, اآلية ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 55/3: الزمخشري, الكشاف, 579/ النحل, اآلية ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 55-54/3.

23 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 64 ثم ابن القيم تناول مذهب النحاة في املستثنى من أي ش يء هو مخرج فمذهب الكسائي أنه مخرج من املستثنى منه و هو املحكوم عليه فقد و مذهب الفراء أنه مخرج من الحكم نفسه. و مذهب الجمهور أنه مخرج منهما معا و هو الصواب عند ابن القيم : أي أن اإلخراج من االسم و الحكم فاالسم املستثنى مخرج من املستثنى منه و حكمه مخرج من حكمه. 209 أما عن مذهب النحاة في إعراب املسنثنى التابع فقال ابن القيم: " إذا جعل املستثنى مذهب 210 تابعا ملا قبله فمذهب البصريين أنه بدل من املستثنى منه و قد نص عليه سيبويه الكوفيين أنه عطف و هذا مذهب خال من التكلف" كما يراه ابن القيم. 211 ب اع ع ل م إ ال ات تحدث ابن القيم عن فائدة االستثناء في قوله تعالى: )م ا ل ه م ب ه م ن ) 212. فهي عنده كفائدة االستدراك فيكون الكالم قد تضمن نفي العلم عنهم و إثبات ن الظ ضده لهم و هو الظن الذي ال يغني من العلم شيئا, و قد ذكر صاحب الكشاف أنه استثناء منقطع ألن اتباع الظن ليس من جنس العلم. 213 الخاتمة من خالل دراساتنا السابقة يمكننا أن نأخذ نتيجة آخره أن ابن القيم له طريقة خاصة ومذهب جديد فى النحو والصرف وهو املذهب الظاهري. و إن تمسكه بظواهر اآلية بجعله ال يخضع على القواعد النحوية التى اتفقت عليها جمهور النحاة. و ذكر الباحث عن هذه الخالصة بالبحث عن األفعال )ماض ومضارع وأمر( واملرفوعات )مفعول مطلق مفعول فيه حال واستثناء( والحروف املعاني )حروف الجر وحروف العطف(. 209 املصدر نفسه, 46/3: سيبويه, الكتاب, / السيوطي, همع الهوامع, 244/ ابن القيم الجوزية, بدائع الفوائد, 49/3: سيبويه, الكتاب, 324/ النساء, اآلية الكشاف 587/1, أوضح املسالك /2: البن جني, تحقيق عبد الحميد هنداوي, منصورات محمد علي بيضون, دار الكتب العلمية, بيروت, طبعة 1, 142 ه- 201 م.

24 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 65 كان اإلمام ابن القيم الجوزية متأثرا بسلفه الصالح كشيخه ابن تيمية الذى تمسك بمذهب أهل الحديث والحنبلي وهذا هو الذى بناء سخصيته النحوي مخالفا ملا اتفق عليه جمهور النحاة. املصادر واملراجع ابن أبي بكر محمد ابن سعيد الحراري الزراعي ابن قيم الجززية بدائع الفوائد القاهرة لفجة الجديدة 1972 م. مقتاح دار السعادة ومنشورات والية العلم واإلرادة مقتاح دار السعادة ومنشورات والية العلم واإلرادة بيروت دار الكتب العلمية 1998 م. جالء األفهام فى الصالة على خير األنام صلى هللا عليه وسلم القاهرة دار ابن الجوزية 1997 م. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين بيروت دار الكتب العلمية 2001 م. ابن مالك محمد بن عبد هللا الطائي الجياني شرح تسهيل الفوائد القاهرة مكتبة التوفيقة الخالصة القاهرة دار السالم للنشر والتوزيع التمهيد القاهرة كويت دار القلم 1999 بن عقيل بهاء الدين عبد هللا شرح ألفية ابن مالك القاهرة دار ابن الجوزيى 2008 م. أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال,أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الحافظ جالل الدين السيوطي همع الهوامع شرح جمع الجوامع القاهرة مكتبة التوفيقة 2007 م. األشباه والنظائر فى النحو القاهرة القاهرة مكتبة التوفيقة 1998 م. أبي الحسن علي نور الدين بن محمد عيس ى املعروف باألشموني منهج السالك إلى ألفية ابن مالك" القاهرة مجلد العربي 2006 م. أبو محمد عبد هللا جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا بن هشام االنصاري املصرى مغني اللبيب عن لغة األعاريب القاهرة مكتبة اإليمان 2007 م. أوضح املسالك إلى شرح ألفية ابن مالك القاهرة مكتبة اإليمان 2006 م. شرح قطر الندى على وابل الصدى القاهرة مكتبة اإليمان م 2009.

25 J I L S A J u r n a l I l m u L i n g u i s t i k & S a s t r a A r a b 66 شرح شذر الذهب القاهرة مكتبة اإليمان 2005 م. أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري الكشاف القاهرة مكتبة دار ابن حزم القاهرة 1990 م. عبد هللا بكر ابن أبي زيد ابن قيم الجززية حياته آثاره موارده مملكة السعودية العربية دار العصمة للنشر والتوزيع 1423 ه. عبد السالم عبد العظيم شرف الدين ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وأراءه فى الفقه والعقيدة والتصوف كويت دار القلم 1984 م. عبد هللا عبد ربه الذنيبات األراء اللغوية البن القيم الجوزة من كتاب بدائع الفوائد جوردان جامعة معتة 2008 م. محمد بن عبيد هللا عبد الرحمن بن األنصاري أبو البركات كمال الدين األنباري اإلنصاف في مسائل الخالف بين النحويين البصريين والكوفيين بيروت مكتبة العصرية 2001 م. أسرار العربية بيروت دار القلم / 1999 م. البلغة في الفرق بين املذكر واملؤنث القاهرة مؤسسة الرسالة 2000 م. نصيرة زيد املال خصائص لغة ابن القيم الجوزية من خالل الكتاب مقتاح دار السعادة ومنشورات والية العلم واإلرادة الجزائر منشورات جامعة كلية األدب والعلوم اإلنسانية 2011 م.